Tumgik
doha-doha · 6 months
Text
قبالة البحر كانا يتبادلان اللكمات الركل شتائم العائلات وما يدور في الفراش أو يُعتقَد أنه يحدث. في شارع جانبي كانت الريح أعتى ورذاذ يترك على شفاهنا ملوحة فنضحك، نسمع ونضحك، مترنحين من رصيف إلى آخر كأننا مصابان بالدوار الناس هنا كلهم مثلنا صدقيني مصابون بالجنون ربما لأن البحر بعيد جدًا بطريقة مهينة نسمع فقط بالأمواج إننا نتخيل وهذا ما يجعل أجسامنا حساسة للريح كالقلوع وعظامنا تئن مثل صارية يضربها الموج لا شيء حقيقي وهذا ما كان يضحكنا والملح على شفاهنا أرأيت؟ نحن محبوسون في كتاب عن البحر أما البحر نفسه فبعيد جدًا.
مهاب نصر، لا توقظ الشعب يا حبيبي
33 notes · View notes
doha-doha · 8 months
Text
إلى السيد فرانسيس، كل الأشياء تجرح مشاعري
الأعز فرانسيس كوبولا،
حاولت الأسبوع الماضي أن أفعل مثلما كتبت، استيقظت مبكرا كما ذكرت، قبل استيقاظ أبي وأمي كي أتجنب جرح مشاعري وأكتب، لكن ما إن تحركت قليلا في البيت حتى أستيقظ الاثنان، كأنني طفلة ذات شهرين تستيقظ أمها معها فور استيقاظها، وبمجرد استيقاظهم كانت عملية جرح مشاعري في الصباح أمرا مفروغا منه، شيئا متوقعا وسيحدث بمجرد مرور الوقت.
في القاهرة وبعيدا عن البيت، حاولت مرة أخرى الاستيقاظ مبكرا قبل أي شخص للكتابة، لكن تولت القاهرة نفسها مسؤولية جرح مشاعري بمجرد استيقاظي، لم تحتاج القاهرة وجود أبي وأمي لتفعل ذلك، وفشلت مرة أخرى.
حاولت ثالث مرة، بعدما اكتشفت أنه بعد تمرين السباحة أكون أكثر نشاطا، استيقظ وابدأ التمرين وانتهي منه مبكرا قبل الجميع، قررت أنني سأشرع في الكتابة فورا بعد الانتهاء من التمرين.
مر التمرين على ما يرام مع الكابتن وهو لطيف جدا ويتفهم خوفي ويدفعني ببطء، لكن في نهاية التمرين قرر الكابتن أنه عليَ أن أحاول شيئا جديدا وأن تساعدني في ذلك زميلة أخرى تسبح بجانبي.
لم أحب صوتها وطريقة إسداءها النصح لي ومساعدتها، حاولتُ الحفاظ على نفسي ودفعها بعيدا ببطء لكنها كانت تريد مساعدتي بشدة وظنت أني محرجة من تعبها معي، وتمت عملية إيذاء مشاعري بنجاح في نهاية التمرين.
كانت متحمسة جدا، بينما نقوم بتغيير ملابسنا أخبرتني أنه بإمكاننا أن نرتب معا مرات قدومنا لتكون في نفس الوقت كي تتمكن من مساعدتي كل مرة، شكرتها وفي مخيلتي أن أبحث على يوتيوب How to swim for beginners فور هروبي.
صدقني لم أستسلم، وحاولت مرة أخرى.
بعد تمرين السباحة التالي في يوم آخر لم تكن الزميلة السابقة موجودة فيه، ذهبت فور تغيير ملابسي لمقهى هادئ بجوار المنزل ومعي اللابتوب للكتابة، مرت ربع ساعة ثم أتى بالصدفة صديق تذكرت أنه أيضا يحب الجلوس في ذلك المقهى. بالطبع جلسنا معا، أخبرته أنه علي الكتابة لشيء ما، ظللنا نتحدث حتى فقدت كل طاقتي، تحدثنا عما مر به كل منا منذ آخر لقاء معا، بالطبع كان لزاما علينا التحدث عن كل المشاكل التي نمر بها في عيشتنا هذه الأيام وعن خططنا، بداية من انقطاع الكهرباء بالمنزل حتى ارتفاع أسعار رسوم دخول امتحانات المعادلات الأجنبية لكي نتمكن من السفر، ومرورا بميعاد تعويم الجنيه القادم المحتمل، بعد رحيله كنت قد أصبحت منهكة تماما عن كتابة أي شيء، فكرت في العودة للبيت لكني تذكرت أنه ميعاد قطع الكهرباء في بيتنا الآن فظللت في المقهى وأغلقت اللابتوب وقد دُمَِر يوم آخر بنجاح.
في اليوم التالي عقدت العزم واستيقظت مبكرا مرة أخرى وتوجهت مباشرة لمقهى آخر، تناولت كميات كافية من السكر والكافيين جعلتني متحمسة وسريعة، زاد اقتراب الديدلاين من سرعتي في الكتابة، كنت أسير بخطوات صغيرة لكن مستمرة. خلاص، أعرف أنني سأنتهي من كتابة صفحات ليست بالقليلة اليوم.
بعد ربع ساعة من الكتابة المتواصلة، فكرت أن السيناريو يحتمل كذلك أن يحتوي على خط سياسي كبير وهام، كويس، يمكنني كتابة ذلك في فقرة خطاب النوايا في ملف الفيلم. ريحت قليلا، ثم تذكرت مقطع فيديو شاهدته قريبا لعاطف الطيب -الذي لا أحبه للدرجة أساسا- يتحدث في لقاء له مع سلمى الشماع في كواليس تصوير فيلمه الحب فوق هضبة الهرم، تهاجم سلمى فيلمه الأول "الغيرة القاتلة"، فيحاول الدفاع عن الفيلم ويخبرها "أنا كنت قاصد أعمل فيلم بسيط مفهوش فلسفة زيادة عن اللزوم، أو أني أكشف نفسي من أول فيلم" -باعتباره كشف نفسه لاحقا في "سواق الأتوبيس"-، تسأله سلمى: "أن تعمل فيلم كويس ده يعتبر كشف ليك؟"، فيرد: "مش مسألة كشف.. أي حد جديد ممكن يعمل فيلم ينبئ أن ممكن يبقى له اتجاهات معينة.. تؤول تأويل مهوااش.. -يتلجلج- زي اللي بيحصل مع مخرجين كتير قبل كده.. زي الله يرحمه ممدوح شكري مثلا"، سرحت قليلا وفكرت في فيلم ممدوح شكري "زائر الفجر"، وأشياء أخرى عديدة مشابهة تداخلت معا واختنقت فجأة وبدأت أبكي.
Tumblr media
32 notes · View notes
doha-doha · 9 months
Text
وكنت طوال الوقت أبحث عن وظيفة، أي وظيفة، ذلك العمل المحترم الذي يبدأ في الثامنة صباحا وينتهي في الثانية مساء، وتقدمت لعشرات الوزارات والشركات والمكاتب في القاهرة كلها، ومرة تقدمت لمؤسسة ثقافية، كنت أنا وزميل من البلد، وقرأنا إعلانات عن حاجة الهيئة الموقرة لمسؤول ثقافي، وزميلي قال "ورينا يا عم الأديب".
وتوجهنا إليها، لم تكن بعيدة، مقر لجنة الاختبار على بعد محطتين من القهوة، والمختبِر كان رجلا مسنا، جثته ضخمة وشعره أكرت وناصع البياض ومكتبه عليه لوحة تحمل اسمه ومنصبه.
كان من المفترض حسب خبرتي أن يختبرنا فردا فردا ولكنه لسبب لا أدريه أوقفنا صفا واحدا وبدأ عمله. كنت أنا وزميلي وحوالي ثمانية من شباب الخريجين ولكن مكتبه كان واسعا، وبدا وكأنه يبحث عن أسئلة تليق بالوظيفة المنتظرة، تذكرت أو توهمت فيما بعد أن مكتبه كان مزدحما بعدد من الشرائط، كنت الأول  في الصف، زميلي لأسباب ستتضح فيما بعد دفعني لهذا الموقع، الممتحن كان أمامي مباشرة، كان مزهوا بالاسترخاء خلف مكتبه بينما نتخبط في بعضنا، وبدا وكأنه يشك في أحقية أي منا بالوظيفة، كان يجري الاختبار بكسل من يعرف نتيجته، نظر إلي بعدم اهتمام ثم قال فجأة: "ليّا عشم وياك يا جميل إن بحت بالسر تصونه" وقبل أن أستوعب الأمر باغتني "مين اللي قال الكلام ده؟"، فانفجرت في الضحك، سمعت هذه الأغنية مرات عديدة، وأحيانا رددتها بيني وبين نفسي، ولكني لم أتوقع أن يغنيها رجل بهذا الوقار، ثم إن مطه للأغنية وتقصعه بمياعة وانتفاضه حين باغتني أو فلنقل طعنني بالسؤال كان شيئا لا يمكن السكوت عليه، حاولت أن أعتذر، كدت أقبل يديه، قلت إنني من الأرياف وأنني تذكرت شيئا مضحكا، ولكنه صمم على إلغاء اللجنة، امتحاني وامتحان زميلي وباقي الإخوة.
لولا عبث هذه الضحكة كنت أصبحت مسؤولا ثقافيا مرموقا، كنت أقربهم إليها، كأن معي ملف لإنتاجي المنشور في الصحف، ولكن لا داعي للندم، المسألة أبعد من الضحكة، أنا أرتعب من هذه الأشياء، سحب ملفات والوقوف في الطابور واحترام الكبير قبل الصغير، كنت أراها مهينة، كنت أحس أنني أتسول، المعمار كان أسهل، كنت أحس أنني لن أنفع في عمل آخر، وأحيانا أحس أن اهتمامي بالكتابة يعود لهذا السبب بالذات، أنا طبعا أحب النجاح والتفوق، ولكني لا أثق في ��مكانياتي، أراها محبطة إلى حد كبير، للنجاح ثمن باهظ والكتابة كانت تمكنني من مواصلة التقاعس عن دفعه، يبدو أن قدراتي على التعبير خذلتني كما العادة، ولكني أود أن أقول إن الكتابة كانت تمكنني من الاعتزاز بنفسي حتى وأنا أشيل الطين، مجرد تذكر أني أكتب القصص كان يعيد الأمور إلى نصابها.
الفاعل، حمدي أبو جليل
11 notes · View notes
doha-doha · 2 years
Quote
كان يحكي عن التوقيع بالحضور بطريقة شيقة، جعلتني أظن أنه يتحدث عن طاقية الإخفاء. بعد ثمانية أشهر من العمل كان لا يزال يندهش من التوقيع بالحضور في دفتر طويل. لم يعتد الأمر لفترة طويلة. هو موجود بجسده، واقفا في الفصل، لماذا يصرون على أن يكتب اسمه في خانة ضيقة كأنه يضع نفسه مقرفصا في زنزانة؟ بعد ذلك أدرك أن التوقيع هو ما يمنحه الوجود، وليس وجوده الفعلي في الفصل، أو واقفا يتحدث مع زملائه أو جالسا في المكتبة. كل تلك الوقائع الجسدية الناصعة لا تعد دليلا على الحضور. اسمه المكتوب في خانة ضيقة كأنه شخص مقرفص هو الدليل الأساسي على حضوره. لو كُتب اسمه في تلك الخانة، وهو نائم في بيته يعد موجودا كواقعة إدارية. الوثائق أهم من الوقائع في نظر شخص بعيد غير مرئي يراقب أحوال العباد، ويرغب في معرفة كل التفاصيل، سعيد بأن البشر مقرفصون في الخانات الضيقة لسجلات الحضور والانصراف. بمرور الوقت تبدد استغرابه. أجبرته العادة عى اعتبار توقيعه بالحضور أمرا مهما، ثم أخذ يقلق إن لم يوقع. القطار يتأخر أحيانا. يسرع إلى الفصل. أثناء شرح إحدى الدوائر الكهربية، ينتبه أنه لم  يكتب اسمه في الخانة. يظل طول الوقت قلقا. أحيانا لا يتحمل، يجد نفسه يترك الحصة وينزل ليوقع بالحضور، عندها يشعر أنه قد جاء، قد وُجد كمعلم في مدرسة، يتحول إلى شخص حقيقي حي، يصعد السلم ببطء ويكمل شرح الدائرة الكهربية في سكينة. كانت دهشته من تعوده على الأمر أكبر من دهشته من اكتشاف معنى التوقيع بالحضور.
أيام النوافذ الزرقاء، عادل عصمت
19 notes · View notes
doha-doha · 2 years
Photo
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
Distant (Nuri Bilge Ceylan, 2002)
38 notes · View notes
doha-doha · 2 years
Photo
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
supposedly Cairo 2021.
16 notes · View notes
doha-doha · 3 years
Photo
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
قرية الوادي، كينج مريوط
14 notes · View notes
doha-doha · 3 years
Text
كنت عايزة أقعد أتذمر عشان الأوراق الكتير اللي مضطرة أطلعها دلوقتي، بس الحقيقة فيه لحظة انتصار في نهاية لفة الورق دي لما باروح في الآخر للموظفة وأنا ورقي كامل ومرتب في دوسيه وترضى تستلمه مني. ولحظة مرعبة لما اسيب ورقي على المكتب المكركب ده وامشي.
فيه تراتبية مذهلة وعبثية في تخليص الورق، لازم الأول موظفة شئون العاملين تمضي، بعدين مدير شئون العاملين، بعدين مدير المستشفى أو الوحدة ثم مدير عام المنطقة الطبية ثم المديرية، مديرية المكان المنتدب عليه حاليا أولا بعدين مديرية التكليف الأصلية المُعين عليها للمرة الأولى. وهكذا على كل ورقة وكل مرة.
بقيت باحب عالطول أطلّع "نسخ طبق الأصل" وأمضيها كتير واخليها معايا، بتحسسني بالأمان، ممكن تحتاجها في أي وقت.
وأي وقت بكون فاضية في الشغل باروح اطلع اي ورقة واختمها، بيان حالة وظيفية مثلا، عالطول ورقة مفيدة، ولازم افتكاس اسباب مبررة لـ ليه عايز تطلعها: باجدد البطاقة، جهة حكومية تانية طالبها،….، إلخ. أو ورقة تفيد بإنك مستمر في العمل حتى تاريخه، قمة الأمان الوظيفي. تحطها في وش أي حد يشكك في أي وقت انك مش مستمر في العمل أو منقطع عن العمل أو أي حاجة.
ورقة تفيد بانه "ليس عليك عهدة أو جزاءات أو تحقيقات حتى تاريخه"، برضه تحطها في وش اي حد يشكك في أي وقت، وناس كتير بتشكك.
المبهر بقى إن لما بيجي وقت تسليم الورقة دي فعليا، برضه مش بسلمها، وبفضل الأول أتحايل لتخليص الموضوع من غيرها لو نفع، عشان تفضل معايا أنا…. أمان.
باحب خط موظفين شئون العاملين، فونت لوحده، وطريقتهم الثابتة في الامضاء، وإنهم ممكن يجيبوا اي ورقة قديمة معفنة قدامهم عالطول كده ويقطعوها نصين بالمسطرة ويكتبوا عليها صيغة معينة وتتمضى وتتختم فتبقى ورقة مهمة جدا. حاجة مبهرة ومرعبة في نفس الوقت.
الصيغ المعينة المحفوظة اللي بيكتبوها بأدب شديد: "برجاء التكرم بالاحاطة واتخاذ اللازم حيال التنفيذ… بلا بلا"،
"بالإحالة على حركة تعيينات كذا، موجه لسيادتكم الطلب المقدم من الطبيب فلان والذي يلتمس فيه كذا…"، كأننا بنكلم فريد شوقي في قلب الليل.
عالطول باقعد اركز في رصة الملفات قدامهم واترعب لما اتخيل ان ممكن بسهولة ملفي يضيع فأضيع أنا كمان وميكونش فيه اي إثبات لأي حاجة للأبد. شربيني بيقول إنه السبب غالبا قراءة كافكا في سن مبكرة. بس غالبا وزارة زراعة (ك) في القلعة مكنتش منظمة زي وزارة الصحة كده هنا.
Tumblr media Tumblr media Tumblr media
32 notes · View notes
doha-doha · 3 years
Text
*مارادونا في الكابينة
كان شارع صفية زغلول ممتلئًا عن آخره، المحلات جميعها كانت مغلقة على غير العادة، أسر كاملة في ألوان مبهرجة تهتف بحماس “اضرب اضرب يا شرنقوطي”، وهتافات أخرى، ضاعت تماما وسط الغلوشة التي صنعتها جماهير أخرى، جزمت بمجرد النظر أنها ذاهبة معي.. إلى الكابينة.
كنتُ وحدي، ولمحت شلة أصدقاء 2011 القديمة تهبط معًا كفرقة على الرصيف المقابل، بدوا سكرانيين جدًا لدرجة كأبتني وجعلتني أحاول تذكر لماذا هربت منهم بعد عدة شهور.
كان الشارع خاليًا من العربات أيضًا وبالتالي من أي احتمالية لتوقف الحشود عند أي من التقاطعات. كنت قد وصلت إلى منتصف الشارع فقط في عشرين دقيقة بقوة الدفع، أخذت شارعًا جانبيًا عند تقاطع ريالتو بدلاً من التقاطع عند البنزينة، لمحت إيليت مغلقًا أيضا، قبل أن أصل إلى شارع سان باشا حيث توجد الكابينة.
كانت بعض محال شارع ��لكابينة مفتوحة، ورأيت وجوه مألوفة تتدافع عليها، انتبهت أن الجو حار جدا في السابعة مساءً وانتبهت أيضًا أننا في رمضان. اتجهت نحو إحدى الثلاجات ولم أجد بيبسي فأخذت كوكاكولا، بعد تعدية الشارع وقبل دخولي باب الكابينة تسائلت “هل أشربها الآن؟ هل يصح أصلا أن أشربها أمام مارادونا؟” فتحت الكان ودخلت. لدهشتي لم أواجه صعوبة في المشي فوق طوب وحصى الأرضية عند المدخل هذه المرة كالمعتاد، نظرت عند قدمي فوجدت أنهم قد أزالوا جميع طوب المدخل، ووجدت الأرضية مملوءة بدوائر بنية وخضراء.
ودخلت الكابينة فوجدته جالسًا على كرسيّ في المنتصف. همس (عليّ) من خلفي : “الله جالسًا على كرسي”، لم يكن هناك من مجاور له، كان فقط يجلس في المنتصف ونحن حوله في دوائر، يتكلم أحيانًا ويسكت أحيانًا ولا أحد يعلق بغير همهمات هنا وهناك. بدأ حديثه بأنه كسم الشرنقوطي وبوش ومن تبعهم، واسترسل في حديثه المعتاد الممل عن لقائه بجيفارا، مما أثار حفيظة شلة تروتسكيين تجمعوا عند القائمة وعلت همهماتهم، لاحظها هو في حزن وسكت. طلب سيجارة وأخبرنا أن الكحول شيء ظريف ويُعتمد عليه لآخر العمر بينما الكوكايين دمره، “لكن وأنت متورطًا، وأنت في المنتصف، يكون التفكير والقرارات شيئًا مهولاً ولا تفعل شيئًا غير الاستمرار فيما أنت فيه” قال ذلك ثم سكت وبكى. كان شعره كثيفًا جدًا تلك الليلة مقارنة بكل الصور السابقة التي رأيته فيها، مع قرط تركواز ووجه منتفخ، لم يثر فيّ بكائه-الذي لم يستمر أكثر من دقيقة- أي شيء. فقط فكرت أنني لم أجرب الكوكايين بعد.
لا أتذكر فعلا إن كنا قد غنينا معا أم لا، أو إذا كنا قد ذهبنا بصحبته مشيًا إلى الشارع خلف سينما أمير ولعبنا جميعا ماتش ضده ومعه، لكن لا يبدو احتمال الماتش صحيحا، لأن المكان نفسه كان ممتلئا بقنابل الغاز طبقا لأخبار اليوم التالي.. الأكيد أنه رحل فجأة، ذهب، وشعرنا جميعا أننا أيتام، أشار (عليّ) إلى كرسيه الفارغ وقال “كرسي الرب الشاغر”.
 لقد ذهب الله، كان صمت الرحيل، كانت ليلة ماطرة، كانت خرافة الليلة الماطرة، كان (عليَ) مفعمًا بالحزن. “لن يفضي هذا الجنون إلى شيء” ورَحل. أما أنا فلم أكن أعرف أي مشاعر تختلج في داخلي، وفجأة أدركت أنه ليس  سوى الحشيش عند الظهر والذي جعلني أحس أن كل شيء على وشك التحقق، تلك اللحظة التي تحسب فيها أنك تعرف كل شيء وأن كل شيء قد بت أمره إلى الأبد. لكن “أيام الغضب لم تأتِ بعد، المنطاد لن يحتملكم أكثر من ذلك”_ جاك كيرواك.
*Something I wrote back in 2015 about some hallucinatory nights that happened in 2012.
*Remembering Maradona (1960-2020) & El Cabina (2011-2016). 
youtube
14 notes · View notes
doha-doha · 4 years
Text
ليه قصيدة “شرفة ليلى مراد” لحلمي سالم تجلب معها كل تلك العاطفة والشجن لدى قراءتها كل مرة، كل مرة نفس الشعور والوقع، نفس الثقل والحمل، زي وقت معرفتي بيها أول مرة.
كأن تكون غاضبا وحماسيا، وبتحب وتضحك في الوقت نفسه.
هل المراهق الغاضب جوايا في "الرب ليس شرطيا حتى يمسك الجناة من قفاهم، إن هو إلا قروي يزغط البط...”، أم التوحد الدائم مع "أنت خائفة وعماد أبو صالح خائف…. يارب أعطهم الأمان"؟
13 notes · View notes
doha-doha · 4 years
Text
جروبّي
أجلس في ركن
رأسي بين يدي
وأنتظركِ.
فجأة يدخل أبي وأمي
بوجهين متسخين
بالعرق والتراب
وأرْجل تلبس أحذية من طين
يفر الجالسون
ويحاول الجرسونات طردهما.
أقوم بلهفة
أضع بقايا الجاتوه للإوزات
وأربط البهائم في الكراسي.
أجلسهما أمامي
وأنظر لهما في صمت.
هزيلان
وذليلان.
كلما حاول أحدهما
أن يرفع فنجانه
يده المرتعشة تدلق الشاي
على ملابسه.
_ عماد أبو صالح - أنا خائف
19 notes · View notes
doha-doha · 4 years
Text
Migraine
I was always reluctant to diagnose myself with migraine. For so many reasons; the episodes I experienced had no aura, almost always bilateral, preceded by nausea and relieved by vomiting, which is not very classic of migraines, not that I knew of.
Just recently I came across a new textbook of neurology, to the migraine chapter, to know that there’s actually an episodic severe headache with no aura, associated with nausea and vomiting, bilateral in ⅔ of cases, and it is actually called “The Common Migraine”
I was relieved.
I can’t remember when these episodes of headaches followed by vomiting started, But I do remember associating them to some stressors happening to me at the same time, and there’s always a stressor.
I remember I kept vomiting the entire first year of college, and the week after you told me we should be together and I said yes, and every time I had a fight at home or at  work. It was like my brain and gut could sense when I was in trouble before I could acknowledge the problem myself.
And since the headache was always relieved when I vomited, I liked vomiting. The notion of getting something out of your body then feeling good, like what’s inside was the problem. Coupled with the vomiting of hangovers when I started drinking later (this was also relieving somehow), I became the queen of feeling-good-vomiting. Later on I met the king, who can actually self induce vomiting for relief, I can’t.
The chapter continues with a question: “Is migraine due to a hyper-excitable brain?” A: “Imaging studies of the brain have shown hyperexcitability at the visual cortex, suggesting a failure of inhibitory circuits... this hyperexcitability may relate to imbalance between neuronal inhibition and excitation”
Imbalance between inhibition and excitation, seems like an autobiography. I manage my life on a daily basis struggling between inside disinhibitions and outside/ inside suppressions. A life of transgressive fantasies that are not always met.
In her book “Illness as metaphor”, deconstructing myths around diseases, Susan Sontag wrote about “The cancer-prone character type as… both passionate and repressed.” I also have a strong family history of cancer.
“There’s nothing more punitive than to give a disease a meaning” Sontag wrote while talking about myths around cancer and tuberculosis. I can go on and on to a list of diseases with a meaning.
16 notes · View notes
doha-doha · 4 years
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
From “Displaced” photography project.
25 notes · View notes
doha-doha · 4 years
Link
I made a secondary blog.
3 notes · View notes
doha-doha · 4 years
Quote
إن المنظر الذي أتعبني أكثر من غيره هو منظر المعركة التي حدثت في نهاية فيلم "العزيمة" ذلك لأن المنظر المذكور لم يكن بالامكان إخراجه بصورة تمثيلية، إذ أن الحمية أخذت الكومبارس وكلهم من أولاد البلد وليسوا من الممثلين، فانقلبت المعركة من تمثيل إلى حقيقة.. إن كل ما ينشده المخرج هو الطبيعة، إلا أن الطبيعة كثيرا ما تفسدعلى المخرج الترتيب الذي رسمه، ذلك لصعوبة التوفيق بين طبيعة الضرب وبين تكوين المنظر، واضطررت من أجل ذلك إلى إعادة المنظر مرات عدة، وكنت أتحايل على ذلك بأن أصورهم أثناء البروفات ودون علمهم، حتى أستطيع أن أخرج المنظر وفق رغبتي ومن الطريف أن الفتوات الذين ظهروا في منظر المولد كانوا يتباهون بقوتهم وبعضلاتهم المفتولة، وكان من الصعب أن أقنع بعضهم بوجوب الانهزام كما يتطلب المنظر واستغرق مشهد الضرب ثلاثة أيام متتالية من الساعة السادسة مساءا إلى الساعة السابعة صباحا. وكان الوقت شتاءا والبرد قاسيا، والمنظر خارجيا،  ومما آلمني حدوث الحريق في معامل استديو مصر، وكأن النار لم تشأ إلا أن تلتهم هذا الجزء بالذات من الفيلم، فاضطررت إلى إعادة منظر المعركة من جديد
كمال سليم عن تصوير فيلم العزيمة، 1939
18 notes · View notes
doha-doha · 5 years
Video
youtube
6 notes · View notes
doha-doha · 6 years
Text
منذ بداية شهر التدريب في الطوارئ طوّرت طريقة في المشي هي خليط من عرج خفيف وزحف مع دفع جسمي لأتحرك بطريقة تعتمد في استمرارها على القصور الذاتي. كأن أقرر واعية التوقف عن المشي فجأة أو الوقوف منتصبة وأكون على وشك الوقوع غير متحكمة إردايا في أي عضلة بجسمي، لكن تمنحني الحركة الآلية الكامنة  فيّ، والتي طورتها في السابق، بضع خطوات أخرى فلا أقع. وهي طريقة فعّالة جدا؛ أولا لأني أصل للمكان المراد الوصول إليه وثانيا لأني لا أتعب أبدا.
كانت النوبتجيات طوال أغسطس أكثر وقت شهدت فيه عويل وبكاء ونَدب ورود أفعال أناس يتلقون أخبار صادمة تتعلق بذويهم، وسمعت فيه الكثير من “عنميتيين دي مستشفى”.. إلخ. في يوم جاء شاب في العشرينات منتحرا بجرعة كبيرة من مخدر ما، لم تكن علاماته الحيوية جيدة فدخل غرفة الإنعاش، في الخامسة فجرا توقف قلبه ومات، بعد ساعتين جاء أقاربه، الشاب مغطى وجهه بملاية وأمه جالسة بجانبه ورأسها مدفون في صدره تبكي وتولول بآيات من سورة يوسف بصوت عال وإيقاع سريع ونغم ثابت لم أسمع السورة تُتلى به من قبل، كانت قراءة أشبه بالعَديد. ف�� الوقت نفسه وعلى السرير المجاور دخلت مريضة أخرى تعاني من ضيق تنفس ويُشتبه إصابتها بانسداد في شريان الرئة، ما إن رأت الشاب المُغطى بجانبها حتى جاءتها نوبة هلع زادت أمر تنفسها سوءا، وزوجها بجانبها يحاول تهدئتها بأنه “ده واحد لسه طالع من العمليات ملناش دعوة” وأنا أقوم بعمل رسم قلب لها ليساعد في تأكيد تشخيصها أو استبعاده. لم أملك الوقت الكافي حينها لاستيعاب كل هذا والتعاطي معه أو لأي ردة فعل شعورية لتوالى الشغل، لكن في اليوم التالي رأيت جزارا ينحر جاموسة وهي واقفة وبحركة واحدة سريعة فجائية وغير متوقعة فبكيت.
حلمت مرتين بنفس السيناريو الكوميدي: أناس يموتون بطرق مبتذلة جدا، كأن يسقط أحدهم  من علو شاهق في حركة دورانية حول نفسه مع موسيقى إليكترونية في الخلفية كما في ألعاب الفيديو، أو ينزف آخر الكثير من الدماء بعد خبطة خفيفة فيموت في الحال. في الحلم كان أقارب الموتى محايدين في رد فعلهم: لا عويل أو أصوات نحيب، ودور المستشفى الوحيد كان استخراج شهادات الوفاة، في جو اعتيادي ومسالم وغير مشحون كما في مكاتب الموظفين.
29 notes · View notes