طالما رأيت أن القصيدة هي أسمى الكتابات الأدبية. لأنها مليئة بالمشاعر والعواطف والجماليات المتداخلة، لذا لو لم تعي كل كلمة منفردة وكل شطر منفرد وكل بيت كوحدة كاملة، فلن تصل أبدا إلى بيت القصيد.
دعني أحكي لك قصة شاعر لا يملك الكلمات، فذهب ليشتريها حتى كتب قصيدته الأولى، ومن ثم صار يبحث عن الكلمات لأكمال قصيدته الثانية. ولكنه لم يكملها أبدا كما قال البطل " لم أنجز شيئا قط وكل ما تركته مسودة طويلة عبارة عن كلمات مبعثرة هنا وهناك"
الفيلم عبارة عن تشبيه بلاغي شاعري إلى أقصى درجة، رحلة في حياة أليكسندر في أخر يوم في حياته وكأنه اليوم الأبدي.
ينتقل من الواقع إلى الخيال يبحر عبر الزمن في فصول حياته، يبحث عن سبب سعادته التي لا يعلم عنها شيئ يبحث في طفولته فلا يجد سوى الرحلة والمعاناة.
" لماذا علي أن أقضي حياتي في المنفى؟ لماذا عندما أعود لبيتي حينها فقط يمكنني أن أتحدث بلغتي... كلماتي... حينها يمكنني أن أجد كلمات مفقودة... أو استحضر الكلمات المنسية خارج إطار الصمت."
" أمي أخبريني... لماذا لا يمكن لأحد ان يتعلم المحبة؟"
وعلى الجانب الآخر تحكي زوجته قصتها معه بقصيدة طويلة مليئة بالشجن مع التيمة الموسيقية الساحرة للفيلم بصوت ملائكي وكأنها تناجيه في رحلته... رحلته التي لا تنتهي أبدا.
"سألتك يوما إلى متى يدوم الغد؟
وأجبتني: إلى الأبدية ويوم إضافي."
القصيدة تم القائها على لسان البطلة على مدار الفيلم كامل.
هذا نوع من الأفلام للمشاهدة مرة واحدة فقط، إنه مثل الندبة في روحك يكفيك أن تتعايش معها.
لا أعلم لما شاهدته مرة ثانية ربما بسبب المعالجة الرائعة التي استحوذت عليّ حيث الصراع النفسي ما بين أن تكونا صالحا أو معربدا لا تأبه بشيء مما يحدث حولك، ولكن هنالك حقيقة مؤكدة وهي أننا في أوقات الأزمات نكون صالحين ولو هنالك أحد لم يتحول لصالح في .الأزمات فهو بالتأكيد ليس إنسانا على الإطلاق.