Tumgik
#هيبة ملك
ebrahimsharabash · 30 days
Text
أمس كانت ليلة طويلة في الرعاية المركزة بقسم الأطفال، الحالات كثيرة ومتراجعة جدًا، في هذا المكان المهيب الكل يتحرك لهدف واحد؛ محاولة إبقاء الطفل على قيد الحياة بكل ما أتيح من إمكانات، الكل في عجلةٍ من أمره.. العمال، التمريض، الأطباء، حتى ملك الموت كذلك!
علت صفارات الإنذار على شاشة إحدى الأطفال، أسرعنا نحوه لنجده بالكاد يتنفس، وتشبُّع دمه بالأكسجين يهبط بشكل مخيف.. أخذنا القرار لوضعه على جهاز التنفس الصناعي.
نادت ممرضتنا المجتهدة إسراء: دكتور لا يوجد لدينا أدوية لنخدره بها قبل إدراجه على جهاز التنفس!
ماذا! نفدت؟!
نعم نفدت جميعها فالحالات كثيرة والساعة الآن تجاوزت منتصف الليل بساعتين ونحن لا نحصل على مثل هذه الأدوية إلا في الصباح.
توقفنا جميعا وأنا أصغرهم سنا.. ماذا نفعل؟ الفتى يحتضر أمامنا شيئًا فشيئًا.
استأذنت من كبير الأطباء أن أبحث عن هذا الدواء في العناية المركزة الكبرى في المبنى المجاور لنا، فأذن لي.
ما أردت قوله أني ساعة حملت هذه المسئولية انطلقت مسرعًا بكل ما أوتيت من قلق تجاه السلم ونحن في الطابق السادس إذ لا وقت لانتظار المصعد، وصلت إلى وجهتي، سألت عن نائب العناية فقابلته وشرحت له الأمر فأخبرني أنه لا يملك حق التصرف في مثل هذه الأدوية وأن مناط الأمر عائد للتمريض، استدرت وتحدثت معهن أن الأمر كذا وكذا فأجابتني ممرضة تختبئ خلف طن من مساحيق الزينة المتداخلة الألوان المتقادمة التوزيع، لا يمكن أن أعطيك هذا الدواء لأنه عهدة بعدد.
ساعتئذ لم يكن يجيش في صدري أو يظهر أمام عيني إلا هذا الطفل المسكين صاحب الثلاثة عشر سنة وهو يجاهد ليتنفس، انتفخت أوداجي وانفعلت على من في المكان انفعالا مُركّبا؛ فيه مما ذكرتُ وفيه من تقلباتي النفسية واكتئابي مدة طويلة وفيه من غضبي على الإنسان وكرهي له، أن كيف يقتنع المرء أن القانون أهم من الروح؟ وقتئذ وأنا في غضب واندفاع هددتهم بأني سأخرج من هنا إلى أكبر مسؤل في المشفى لأخبره أنكم قتلتم الولد!
تراجعوا لما تجاوزت حدود الأدب وأعطوني ما أردت دون ثمة كلمة، فعدت مسرعا ليوضع فتانا على أجهزة التنفس عقب نومه بمخدره الذي أحضرناه من فم الأسد.
بدأتْ علامات الفتى الحيوية تعود إلى طبيعتها، علت الابتسامات وحُزت على ربت كثير على كتفي، آه لهذا الكتف كم يحمل من هموم والله!
كبير الأطباء أحضر لي كوب شاي وبعض قطع الحلوى قائلا: أعلم أنك تحب الشاي، فصنعت لك هذه خصيصًا واصطفيتك بحلواي التي صنعتها لي زوجتي.
كلامه وفعله هذان لم أكن لأحلم بهما يوما، إذ أنه دائما ما تطوف حوله هيبة السُّطلة وطالما رافقه جلال العلم وأُبّهة التمكن.
أطلت عليكم جدًا هذه المرة.. لكني أردت أن أحتفظ بهذه الذكرى من ليلة أمس معكم، وأردت أن أخبركم أنه لو كان في كسر اللوائح والقوانين حياة امرئ ما.. فاكسروها دون تفكر أو تردد.
اللهم إنك تعلم ما أخفي وما أعلن، فاجعل عملي كله خالصا لوجهك الكريم.
60 notes · View notes
abdullah-nhr · 6 months
Text
وقد علمتم ما فعله ملايين المرات من النقر على نفس الأوتار فقد شكلوا وعي المجتمعات وفرض سطوتهم وصنعوا لأنفسهم هيبة زائفة وروجوا لها عليها طابع من الذلة والمسكنة كما قال الله حقا وصدقا لا مبدل لكلماته فالذي أقوله هو وجهان لعملة واحدة: إذا تحكمت فما يمر من أمام نظرك بهدف تغيير ما يمتلئ به عقلك .. وإذا إستمر جهدك كلاميا فقط فإنك تقوم بفعل أعظم مما فعلوه عبر العقود والقرون وهو أعلى من ملايين المرات التي قاموا بفعلها عمدا وزورا وبهتانا وذلك لأن الناس تتواصل في المقام الأول بالترابط العاطفي وهو أقوى من البرمحة اللغوية والنقر آلاف المرات على نفس المستويات فهي محض حجاب يتم وضعه على العقل فيتصرف الشخص ضمن إطار إفتراضي وإنما التواصل الحق والتأثير الحق هو تأثير العاطفة لأن منه ينبع الإيمان والعقائد .. فلا تستهين بمنشوراتك وكلماتك المقتضبة مع غريب في مواصلة أو عمل .. لأنك بذلك تساهم في تيار أنت مجرد قطرة فيه وكالكتائب المتفرقة في أرض حرب كلها لها سلطان حر على مواردها فبإمكان إحداث تغيير فعلي وقوي إذا عمل كل واحدة منهن في تفرقهم قياديا ولكن على هدف واحد .. فإن التيار سيجمعهم بين نفس الضفتين .. القطرة الواحدة التي تنزل من السماء ينزل معها ملك يضعها حيث أُمر أن توضع، يمكننا إحداث تغيير حقيقي إذا حملت القلوب الحق إلى الآخرين كما فعلت الثُلة الأولى .. فما حملوه مكتوبا على ورق إنما حين خشي عليه من الضياع بمقتل حامله .. كتب .. ﴿وما كُنْتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتابٍ ولا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذًا لارْتابَ المُبْطِلُونَ﴾ ﴿بَلْ هو آياتٌ بَيِّناتٌ في صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وما يَجْحَدُ بِآياتِنا إلّا الظّالِمُونَ﴾ .. فسبحان من سمى ما تحمل القلوب من الحق آيات بينات هذا وقد خص الله مقصوده في هاتين بنسبة الآيات له فهذا قرآنه ولكنه كذلك قال ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهم أنَّهُ الحَقُّ﴾
5 notes · View notes
dr-hass · 1 year
Text
Tumblr media
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ
[ سورة ص : 20 ]
وَشَدَدْنا مُلْكَهُ أى: قوينا ملك داود، عن طريق كثرة الجند التابعين له، وعن طريق ما منحناه من هيبة ونصرة وقوة..
وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ أى: النبوة، وسعة العلم، وصالح العمل، وحسن المنطق.
وَفَصْلَ الْخِطابِ أى: وآتيناه أيضا الكلام البليغ الفاصل بين الحق والباطل، وبين الصواب والخطأ، ووفقناه للحكم بين الناس بطريقة مصحوبة بالعدل، وبالحزم الذي لا يشوبه تردد أو تراجع.
..
6 notes · View notes
cabtain-hussein · 2 years
Text
*هل كان راس العباس عليه السلام مع الرؤس التي حملت الى الشام❓❓❓❓*
ً( من أروع قصص الطف )
يذكر أنه ... لما أدخلت الرؤوس على يزيد إبن معاوية ..
كان رأس الحسين (ع) في أولها وقد وضع في طشت أمامه ...
ثم أخذ يتخطى بقية الرؤوس متفحصا وهي مرفوعة على الرماح ...
وأخذ يسألهم عن أصحابها فيجيبوه ... هذا فلان وهذا فلان وبينما هو كذلك إذ لفت انتباهه رأس مهيب موضوع في سلة معلقه في عنق الجواد (( وكانت هذه عادة العرب في ذلك الوقت لحمل رأس القتيل الذي لم يهزمه أحد في المعارك ... حيث يعلق في عنق الجواد فخرا بقتله )) ...
فتسمرت أقدامه أمام ذلك الرأس منبهرا ومتعجبا ... فقد كان يشع بالنور والجمال رغم عظيم جراحاته ...
إقترب منه وشاهد سهمآ مكسورآ في عينه اليمنى وقد شج العمود هامته بجرح بليغ قاتل ...
كما نالت السهام والرماح منه بشديد فسألهم
*" لمن هذا الرأس " .❓❓❓*
فأجاب أحدهم : " إنه رأس العباس بن علي "
*قال يزيد : " وماكان شانه " ❓❓❓.. *
فقالوا له : " لقد كان قأئد القلب لعسكر أخيه الحسين ... وحامل لوائه " ...
سأل : أين اللواء ...
فأجابوه : إنه مع الغنائم أيها الأمير ...
فقال لهم : علي به ...
ثم رجع الى مجلسه أمام الرؤوس ...
فأتاه إثنين من الجند يحملان اللواء وكان يتمايلان به يمينآ وشمالا لثقله (( هو لواء أمير المؤمنين ... وقد حمله بين يدي رسول الله في ثلاثة وثمانين غزوه )) ...
حتى إنتهوا به إلى يزيد ... ووضع بين يديه فنظر اللواء وقد هاله مارأى من الضرب والتمزيق وأثار السيوف والرماح والنبال وقد ملأته تلك الندب إلا موضعا صغيرا منه بقي سالما وقد طبعت على مقبضه الحديدي قبضة كف أبي الفضل ...
كانت تلك اللحضة خارج شعور يزيد حيث سيطرت عليه هيبة هذا المقاتل الفريد ...
فنهض وقال مقولته الشهيرة التي حملها التأريخ : (( " أبيت اللعن عباس ... هكذا يحمل اللواء وإلا فلا ")) ...
ثم التفت إلى أصحابه وسألهم : " كيف كان قتال القوم " ...
فأجابه الشمر متملقا كعادة الجبناء ... ونطق بالكذب ليغطي على ذل الهزيمة وعار الغدر ... متبجحا بنصر مصطنع يشوبه الغدر والجبن والخيانة
" لقد كانه شربة ماء أيها الأمير " وأيده خولي بن يزيد الأصبحي قائلا ... " كأنه لقمة طعام " ثم قال آخر : " كأنه حلبة صيد يسير " ...
ولكن يزيد إنتبه الى فارس يقف قربهم كان يهز راسه معترضآ وقد بدى عليه العجب مما يقولون ...
*فسأله يزيد : " ماقولك أنت " ❓❓❓....*
*فلم يجب ...*
*فعاد عليه يزيد ماقولك ❓❓❓❓*
*فقال الرجل ألي الامان أيها الأمير ❓❓❓*
*قال يزيد : " لك الأمان ... تكلم " ..*
فقال والله : لقد برز لنا قوم مرغوا الأرض بدمائنا ... وأشار إلى رأس العباس بن علي وقال : لما برزا لنا صاحب هذا الرأس فررنا بين يديه كالجراد وكنا مابين هارب ومقتول ... لقد وقف في الميدان ودعا خيرة أبطالنا للمواجهة فلم يسلم منه أحد ...
ثم توجه الى النهر وكشف الكتائب وهزم الفرسان ولم يثبت له أحد حتى ملك الفرات بسيفه ... وملأ القربة ..
فقاطعه يزيد سائلا : وكيف قتل ...
فأجابه الفارس وقد طاطأ راسه ألى الأرض ...
قتل غدرا ...
لقد أطلقنا عليه آلآف السهام فلم يرتدع ... وأحاط به الجيش بين ضرب السيوف وطعن الرماح ورشق النبال والحجارة ... فلم ينكسر ...
ولم نتمكن من القربه حتى قطعنا كفيه غدرا ...
وبينما هم كذلك إذ علا صوت نحيب وبكاء من بين السبايا ...
إنتبه يزيد لذلك وسأل : من هذه الباكية ...
فقيل له : إنها زينب بنت علي بكت لما سمعت موقف أخيها وما جرى عليه ...
فما كان من يزيد وقد إنتبه ... إلا أن دفع لهم باللواء قائلا ...
إبعثوا اليها بلواء أخيها أمامنا لننظر ماتصنع به ...
وكان بذلك يريد التشفي منها ...
فانتهوا إليها بذلك اللواء ...
فلما أخذته ضمته إلى صدرها ووضعت وجهها على مقبض اللواء تشمه وتقبله وتغمره بدموع عينيها وهي تبكي بكاء يشق القلوب ويقرح الجفون ...
وهي تقول فداك نفسي ياكفيلي ... أين أنت عن أختك ...
هذا هو العباس بن علي (ع) ... حامل لواء الحسين (ع) وقائد عسكره ... كما شهد له أعدائه وقاتليه ...
السلام .. عليك .. ياكفيل .. زينب (ع) ..
*لطفاً منك ايها القارئ الكريم* اذا اتممت القصة.. وتأثرتَ بها... أن ترسلها لمن تحب لتعم البركة على المؤمنين بالحزن والبكاء على فاجعة الرسول صلى الله عليه وآله بأهل بيته وذريته الطاهرين...
*ونسألكم الدعاء*
Tumblr media
8 notes · View notes
sevenoctober7 · 3 days
Text
‏غضب العز بن عبدالسلام عندما فوجئ بوجود حانة تبيع الخمور ، فما كان منه إلا أن خرج إلى الحاكم وكان السلطان "نجم الدين ايوب"فوجد السلطان والأمراء يقبلون الأرض
بين يديه وحوله يصطف العسكر ، فما كان من الشيخ الجليل إلا أن نادى السلطان باسمه مجردا دون ألقاب .
وبصوت مرتفع وقال : " يا أيوب "...
فألتفت السلطان ليرى من الذي يناديه باسمه .
هكذا مجردا دون ألقاب ليجد سلطان العلماء يحدثه ...
و يقول له : "ما حجتك عند الله عز و جل غدا .
إن قال لك : ألم أبوئك ملك مصر فأبحت الخمور ؟"
فقال : " أو يحدث هذا في مصر ؟ "
قال : "نعم في مكان كذا وكذا حانة يباع فيها الخمر وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب ‏بين النعم في هذه المملكة ؟ " فقال : "يا سيدي أنا ما فعلت هذا إنما هو من آثار عهد أبي"
فهز العز بن عبد السلام رأسه وقال : "إذن أنت من الذين يقولون : "إنا وجدنا آباءنا على أمة "؟! ( الزخرف آية22 ) .
فقال : "لا أعوذ بالله ... وأصدر أمرا بإبطالها فورا .
ومنع بيع الخمور في مصر .
" ولما عاد الشيخ الجليل إلى تلاميذه ،
سأله أحدهم :"يا سيدي كيف استطعت أن تقف أمام السلطان و تصرخ به أمام وزرائه وحاشيته وتناديه باسمه مجردا ؟ " فقال الشيخ : "يا بُني ، رأيته في تلك العظمة .
فأردت أن أهينه لئلا تكبر عليه نفسه فتؤذيه ."
فقال التلميذ : "يا سيدي أما خفته ؟"
فابتسم العز بن عبد السلام و قال : والله يا بني ... عندما أستحضرت هيبة الله تعالى ... صار السلطان أمامي كالقط .
هكذا كان العز بن عبد السلام ،
كان لا يخشى في الحق لومة لائم ،
ولذلك فهو بائع الملوك وسلطان العلماء .
رحم الله الشيخ الجليل .
_العز بن عبدالسلام.
Tumblr media
1 note · View note
zooomfayed · 14 days
Text
حدثوهم عن اخبار الأبطال في زمن الْخِزْي
هل تعرف العمالقة الأربعة عشر؟؟؟..
وما فعلوه مع كسرى؟؟
💥لقد قام القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه باختيار 14 رجلا ليكونوا الوفد العربي الإسلامي لإمبراطور فارس يزدجرد .
🌟فاختار 7 من أهل الرأي والمشورة و7 من أهل المهابة والقوة الجسدية ورجاحة العقل، ويقول المؤرخون: إن جميع أعضاء ذلك الوفد كانوا من العمالقة الذين يتجاوز طولهم المترين في مقاييس زماننا، ولنستعرض معًا أسماء أولئك العمالقة الأربعة عشر:
1. النعمان بن مُقَرِّن: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، كان القائد الأعلى لوفد العمالقة الأربعة عشر، هو أمير قبيلة مزينة البدوية، وبطل من أبطال الفتوحات الإسلامية في العراق وفارس، وأمير أمراء الجيوش الإسلامية المقاتلة في معركة نهاوند المصيرية.
2. حَمَلة بن جُويَّة: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وسيد من سادات قبيلة كنانة العربية، اشتهر برجاحة عقله وحسن مشورته.
3. المُعَنَّى بن حارثة: سيد قبيلة شيبان ووزير دفاعها، وأخو المثنى بن حارثة الشيباني، كان عملاقًا من عمالقة العرب، اشتهر بضخامة جسده وصلابة قتاله، قائد من قادة الفتوحات الإسلامية في فارس والعراق، لعب دورًا بارزًا في معركة البويب الباسلة، قاد جيوش المسلمين بعد استشهاد أخيه المثنى.
4. عطارد بن حاجب: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وخطيب قبيلة تميم العربية، وهو الرجل الذي قدمته تميم خطيبًا في وفدها لرسول الله ﷺ، أبوه حاجب بن زرارة صاحب القوس الشهيرة أيام الجاهلية، وهي القوس التي رهنها عند كسرى فارس لكي يدخل ريف فارس، ارتحل عطارد بعد موت أبيه إلى المدائن ليقابل كسرى فارس يطلب منه أن يرد له قوس أبيه، كان اختيار عطارد لهذا الوفد اختيارًا مهمًا، فإضافة لفصاحته ورجاحة عقله كان عطارد هو الشخص الوحيد من أعضاء الوفد الذي دخل قصر المدائن الأبيض، سيصف لرفاقه في الوفد أثناء رحلتهم مدى عظمة بناء إيوان كسرى وكرسيه الذهبي وتاجه المرصع باللآلئ، لكي لا ينبهر المسلمون بما قد يرونه في المدائن، فيظهر عليهم ذلك.
5. سهيل بن عدي: من قادة الفتوحات الإسلامية في فارس والعراق، كان من أهل الرأي والمشورة في وفد الأربعة عشر.
6. فرات بن حيان: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وكبير من كبراء قبيلة بكر بن وائل، وهو من أعلم العرب بالطرق، كان بمثابة الدلي�� لوفد الأربعة عشر.
7. حنظلة بن الربيع: كاتب رسول الله ﷺ، عُرف بحنظلة الكاتب، أحد أشهر خطباء العرب في الجاهلية وفي الإسلام على حد سواء.
8. المغيرة بن زرارة: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، هو زعيم من زعماء قبيلة الأسد العربية، عُرف بفصاحة لسانه ورجاحة عقله، سيقوم بتلقين إمبراطور الفرس يزدجرد درسًا في فن العزة العربية والكبرياء الإسلامي.
9. بُسر بن أبي رُهم: أحد أبطال معركة الولجة مع خالد بن الوليد، وكان فيها قائد أحد فكي عملية الكماشة المدمرة التي أطبقت على الجيش الفارسي لتهشم صفوفه.
10. عاصم ب�� عمرو التميمي: أخو القعقاع، ينتمي لقبيلة تميم العربية، وكان كأخيه عملاقًا من عمالقة العرب، كان من أبطال القادسية الذين تخصصوا باقتحام صفوف الفرس وقتل فيلتهم، ومن قادة الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس والعراق منذ بدايتها وحتى نهايتها.
11. عمرو بن معدي يكرب: لُقب بفارس العرب، صاحب سيف الصمصامة الأسطوري أشهر سيوف العرب في التاريخ، كان عملاقًا عظيم البنية، قال عنه عمر بن الخطاب تعجبًا من عظيم جسده: «الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمروًا».
12. المغيرة بن شعبة: الحارس الشخصي لرسول الله
ﷺ، بطل من أبطال الفتوحات الإسلامية في فارس، كان عملاقًا عظيم الطول، وكان شعره طويلًا مسدلًا يزيد من هيبة شكله، أستاذ التفاوض مع الفرس بلا منازع، يتقن الفارسية بطلاقة، ويتقن معها فن إذلال مجوس فارس.
13. الأشعث بن قيس: ملك كندة قبل الإسلام، وصاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، اسمه الحقيقي هو معد يكرب بن قيس بن معاوية الكندي، غلب عليه لقب الأشعث، عملاق من عمالقة اليرموك والقادسية على حد سواء.
14. الحارث بن حسان: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وهو الرجل الذي سأله رسول الله ﷺ عن حديث عاد قوم هود وكيف هلكوا بالريح العقيم، كان سيدًا من سادات ذهل بن شيبان من بني بكر بن وائل، وكان عملاقًا عظيم الطول، وهو من أهل المهابة في ذلك الوفد.
💥ثم قام سعد رضي الله عنه باختيار أجود الخيول العربية الأصيلة لوفد العمالقة الأربعة عشر، وقام هؤلاء بلبس أفضل الملابس، وتقدموا ليعبروا بوابة المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية الساسانية، والأرض من تحتهم ترتج ارتجاجًا، فخرج عامة الفرس من على أسطح منازلهم وشرفات نوافذهم وتدافعوا في طرقات المدائن لكي يلقوا نظرة على أولئك العمالقة الذين لم ترَ فارس في تاريخها رجالًا مثلهم،
🌟وقد وصفت لنا ذلك المنظر الأسطوري لعمالقة العرب الموحدين إحدى النساء الفارسيات اللائي أسلمن بعد ذلك بقولها:
«فوقفنا ننظر إليهم، والله ما رأينا أربعة عشر مثلهم قَطُّ يعادَلون بألف، وإن خيولهم لتنفث غضبًا وتضرب في الأرض، ووقعت في قلوبنا المهابة، وتشاءمنا».
💥اللقاء مع كسرى💥
⛳وتقدم وفد العمالقة الأربعة عشر بقيادة القائد النعمان بن مقرن رضي الله عنه حتى وصل إلى مجلس كسرى يزدجرد فقال لهم كسرى الفرس بواسطة ترجمانه:
👈«ما جاء بكم ودعاكم إلى غزونا والولوغ ببلادنا؟ أمن أجل أنا تشاغلنا عنكم اجترأتم علينا؟»
فنظر النعمان بن مقرن بكل أدب وتواضع إلى بقية أعضاء الوفد المنضوي تحت قيادته وقال لهم:
👈 «إن شئتم أجبته عنكم وإن شاء أحدكم أن يتكلم آثرته بالكلام».
فقالوا:
👈 «بل تكلم»، ثم التفتوا الى كسرى بكل عزة وقالوا له:
👈 «هذ الرجل يتكلم بلساننا فاستمع إلى ما يقول».
فقام صاحب رسول الله ﷺ النعمان بن مقرن رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لإمبراطور الفرس كسرى يزدجرد:
👈«إن الله رحمنا، فأرسل إلينا رسولًا يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر، ووعدنا على إجابته خيري الدنيا والآخرة، فلم يدع قبيلة قاربه منها فرقة، وتباعد عنه منها فرقة، ثم أمر أن نبتدئ بمن خالفه من العرب، فبدأنا بهم، فدخلوا معه على وجهين مكره عليه فاغتبط، وطائع فازداد، فعرفنا جميعًا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق، ثم أمر أن نبتدئ بمن جاورنا من الأمم، فندعوهم إلى الإنصاف، فنحن ندعوكم إلى ديننا، وهو دين حسَّن الحسن، وقبَّح القبيح كله، فإن أبيتم فأمرٌ من الشر أهون من آخر شر منه: الجزية، فإن أبيتم فالمناجزة، فإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله، وأقمنا على أن تحكموا بأحكامه، ونرجع منكم وشأنكم وبلادكم، وإن بذلتم الجزيه قبلنا منكم وشأنكم وبلادكم، وإن بذلتم الجزيه قبلنا منكم ومنعناكم وإلا، قاتلناكم».
💥لم يصدق كسرى يزدجرد ما سمعه للتو من النعمان بن مقرن رضي الله عنه ، فلم يعتد أكاسرة الفرس أن يسمعوا قولًا بهذه العزة من أحد من رعيتهم أو من رسولٍ من رسلِ الإغريق أو الرومان، وكأن كسرى يزدجرد لم يعلم أنه أمام فارس بدوي تربى منذ الصغر في صحراء العرب أن الموت من أجل شرفه أهون عليه من الحياة ذليلًا، فجاءه الإسلام ليزيده عزة فوق عزة، وإباءً فوق إباءٍ، لم يفقه العلج الفارسي أنه أمام بشرٍ من نوعٍ آخر، لم يفقه المسكين أنه أمام تلميذٍ من تلامذة محمد بن عبد الله ﷺ، فهو أمام صحابي من الصحابة الكرام، فاستشاط يزدجرد غضبًا وقال للنعمان والغيظ يكاد يتفجر من عينيه:
👈«إنى لا أعلم أمة في الأرض كانت أشقى منكم ولا أقل عددًا ولا أشد فُرقة ولا أسوأ حالًا، وقد كنا نكِل أمركم الى ولاة الضواحي فيأخذون لنا الطاعة منكم، ولا تطمعون أن تقوموا لفارس، فإن كان غرورٌ لحقكم فلا يغرنكم منا، وإن كان الفقر، فرضنا لكم قوتًا إلى خصبكم، وأكرمنا وجوهكم، وكسوناكم، ومَلكنا عليكم ملكًا يرفق بكم».
عندها جاء الدور على صحابي آخر من صحابة رسول الله ﷺ ليلقن كسرى فارس درسًا سيظل محفورًا في ذاكرة المجوس إلى يوم الناس هذا، ليجعلهم يكرهون كل ما يمت للعروبة والصحابة الكرام بصلة، جاء دور أسد من أسود قبيلة الأسد العربية، فقد جاء الدور هذه المرة على المغيرة بن زرارة الأسدي رضي الله عنه، فنظر إلى كسرى يزدجرد بكل برودة أعصاب ووقف يرد على استهزائه بالعرب:
👈«يا كسرى فارس، إنك وصفتنا صفة لم تكن بها عالمًا، فنحن كنا أسوأ من ذلك بكثير»
ثم ذكر المغيرة ما كان عليه العرب من أمور الجاهلية وكيف جاء الإسلام فنقلهم إلى ما هم عليه الآن، وذكر مقالة كمقالة النعمان، ثم ختم كلامه مخاطبًا كسرى فارس مباشرة:
👈«فاختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر، وإن شئت فالسيف، أو تُسْلِم فتنجي نفسك»
فقال كسرى:
👈 «وما معنى صاغر؟»
فقال المغيرة بن زرارة بكل عزة: «أن تعطي الجزية ونرفضها، فتعطيها فنرفضها، فترجونا أن نقبلها، فنقبلها منك»
فصعق كسرى من هول ما يسمع فقال للمغيرة مهددًا:
👈 «أتستقبلني بمثل هذا؟»
فقال له المغيرة بن زرارة بكل ثبات:
👈 «إنك أنت الذي كلمتني، ولو كان كلمني غيرُك لاستقبلته به»
فغضب كسرى فارس أشد الغضب، ولكنه سرعان ما تمالك غضبه ليقول للمسلمين:
👈«لولا أن الرسل لا تُقتَل لقتلتكم، اذهبوا لا شيء لكم عندي»
ثم طلب يزدجرد من حرسه أن يملؤا كيسًا كبيرًا من التراب وأن يحملوه على ظهر أشرف عضوٍ من أعضاء الوفد العربي الإسلامي ظنًا منه أنه بذلك سيهينهم، فتقدم عملاق بني تميم عاصم بن عمرو التميمي نحو كسرى وحرسه وقال لهم:
👈 أنا أشرفهم !احملوه علي! فاستغرب كسرى من هذا العربي الذي تطوع بنفسه لكي يقبل إهانة كسرى، أو هكذا ظن العلج!
💥فخرج العمالقة الأربعة عشر، وعاصم يحمل وقر التراب مسرعًا كأنه يحمل كنزًا ثمينًا، فجاء قائد جيوش إمبراطورية فارس إلى كسرى ليعلم منه ما دار بينه وبين وفد العرب، فقال كسرى لرستم:
👈«ما رأيت قومًا مثلهم من قبل، ولم أكن أعلم أن العرب فيهم مثل ذلك، ولكن أشرفهم كان أحمقهم!»
فقال رستم:
👈«لِمَ؟»
قال يزدجرد ساخرًا:
👈«سألتهم من أشرفهم حتى أحمله وِقْرًا من تراب، فخرج أحدهم متطوعًا وقال أنا أشرفهم! »
فقال رستم وقد صُعق من هول ما سمع: 👈«بل هو أعقلهم، لقد أعطيته للتو أرض فارس، يَا للشُّؤم! »
عندها اسود وجه يزدجرد، وأدرك أن أرض فارس صارت بأيدي المسلمين، فنادى على جنوده وأمرهم بأن يلحقوا بعاصم ويرجعوا منه كيس تراب أرضهم، إلا أن سيف عاصم كان قد سبق عذل رستم، فقد طار عملاق بني تميم إلى سعد بتراب أرض فارس، ليجعله بين يدي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فاستبشر سعد، واستبشر المسلمون، وكان ذلك مقدمة لنصر القادسية العظيم.
المصدر :
من كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ: لجهاد الترباني
1 note · View note
satanic-black-magic · 5 months
Text
Tumblr media Tumblr media
قسم الأملاك الجوهرية الملكوتية
سئل سائل: ما هي افضل الدعوات العلوية المجربة ,ولم أجد أفضل من هذه سواء للرياضه والخدمة ,او الاستخدامات ,ولا يجوز الأستخدام بدون الرياضه ,ويجب ان يكون مستخدمها طاهر ,ولا شرط ان يكون ملتزم ,وهوا قرأه كل ليله 21 مرة بعد الساعه 9 مساء المدة تتوقف على كل مستخدم . وضعت لكم النسخة الاصليه وتم أستخدامها مراراً وتكرارا أتمنا الجميع يستفاد.
أقسمت عليكم ,وعزمت ,وأستفتحت بالله بالله ,وهو خير الفاتحين ,وقاهر الجبابرة المتكبرين ,وخالق الأنس ,والجن أجمعين. القادر الواحد القهار الملك الحق المبين ذي الطول ,والعزة ,والجبروت ذي الجلال ,والأكرام. من على العرش آستوي ,وعلي الملك آحتوي تقدست آسماءه ,وهوا الحكيم الخبير. بعزتهُ أدعوكم يا ذوُي الأرواح الروحانية ,والأشخاص الجهوريه الملكوتية المستخرجة من طبايع الحروف النورانية ,والأسماء العجمية ,والكلمات الربانية ,والطلاسم السريانيه ,والحروف الظلمانية ,والأعداد الفارسية ,والأشكال النيرانية ,والترابية ,والهوائية ,والمائية ,والتسابيح اليونانية الموكلون بالأفلاك السبعة والأثني عشر نهراً ,والدهور ,والأزمنة ,والساعات ,والدقايق ,والدرجات إنزلوا يا أهل السماء ,والأرض ,ويا أهل الطول والعرض ,ويا أهل النور والبها أقسمت عليك يا درديائيل ,وأنت يا نوريائيل ,وأنت يا سمسمائيل ,وأنت يا عطنيائيل أقسمت عليكم بحق أهيا شرآهيا آدوناي أصباؤوت ال شدآي ,وبحق براخ براخ ,رياخ رياخ ,كوش كوش ,وبعزة آشمخ شماخ العالي على كل براخ ,وبحق الأسم الذي لو تكلم بهِ الملك غلمشيائيل لتساقطت منهُ رؤس الملائكه الكرام الكروبيون ,وخروُا سجداً لله رب العالمين ,وبحق الأسم الذي لو تكلم بهِ الملك مشلخيائيل تقطعت منهُ رؤس الجبابره المتكبرين المتمردين ,وتدكدك الجبل ,وآنصدع من هيبة أسمهُ "يا روح الروح" أجب يا ياخ ,وأنت يا ميططرون ,وأنت يا كشليش ,وانت يا كردك بذلة الخضوع بين يديك ,يا شديد الأرعاد ,ويا طيطاميعا ويا خثخيوثا ,ويا عالماطيموثا ,وفقج مخمة يا شديد البطش.
أقسمت عليكم بحق هذهِ الأسماء يا اشلا مليكل شليش أجيبوني "وأحضروُا آمامي" بحق الأحرف النورانية الذي أذا تكلم ملك النور غلمشيائيل لسجدت الملائكة من هيبىهٌ فى أقطار السموات والأرض.
أقسمت عليكم بالآسم الذي آوله آل وأخره آل وهوا ال شلع يعيوبيه يه يه وه وه بوهين بتكفال بصعي كعي مميال مطيع لك يا آل ما أعظم أسمك يا آل ما سمع أسمك ذا روح ,وعصاه إلا صعق ,وأحترق بنار أحاط بهم سرادقها ,وان يستغيثوا يغاثوا بماء كامهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا.
البخور; سندروس ,وحبه سودا
Abn Iiblis Ψ الْأَبْوَاب الجهنمية Ψ WhatsApp: +201029479678
0 notes
ebtesamaliahmad · 10 months
Text
*هل كان راس العباس عليه السلام مع الرؤس التي حملت الى الشام❓❓❓❓*
ً( من أروع قصص الطف )
يذكر أنه ... لما أدخلت الرؤوس على يزيد إبن معاوية ..
كان رأس الحسين (ع) في أولها وقد وضع في طشت أمامه ...
ثم أخذ يتخطى بقية الرؤوس متفحصا وهي مرفوعة على الرماح ...
وأخذ يسألهم عن أصحابها فيجيبوه ... هذا فلان وهذا فلان وبينما هو كذلك إذ لفت انتباهه رأس مهيب موضوع في سلة معلقه في عنق الجواد (( وكانت هذه عادة العرب في ذلك الوقت لحمل رأس القتيل الذي لم يهزمه أحد في المعارك ... حيث يعلق في عنق الجواد فخرا بقتله )) ...
فتسمرت أقدامه أمام ذلك الرأس منبهرا ومتعجبا ... فقد كان يشع بالنور والجمال رغم عظيم جراحاته ...
إقترب منه وشاهد سهمآ مكسورآ في عينه اليمنى وقد شج العمود هامته بجرح بليغ قاتل ...
كما نالت السهام والرماح منه بشديد الجراح ...
*سألهم : *
*" لمن هذا الرأس " .❓❓❓*
فأجاب أحدهم : " إنه رأس العباس بن علي "
*قال يزيد : " وماكان شانه " ❓❓❓.. *
فقالوا له : " لقد كان قأئد القلب لعسكر أخيه الحسين ... وحامل لوائه " ...
سأل : أين اللواء ...
فأجابوه : إنه مع الغنائم أيها الأمير ...
فقال لهم : علي به ...
ثم رجع الى مجلسه أمام الرؤوس ...
فأتاه إثنين من الجند يحملان اللواء وكان يتمايلان به يمينآ وشمالا لثقله (( هو لواء أمير المؤمنين ... وقد حمله بين يدي رسول الله في ثلاثة وثمانين غزوه )) ...
حتى إنتهوا به إلى يزيد ... ووضع بين يديه فنظر اللواء وقد هاله مارأى من الضرب والتمزيق وأثار السيوف والرماح والنبال وقد ملأته تلك الندب إلا موضعا صغيرا منه بقي سالما وقد طبعت على مقبضه الحديدي قبضة كف أبي الفضل ...
كانت تلك اللحضة خارج شعور يزيد حيث سيطرت عليه هيبة هذا المقاتل الفريد ...
فنهض وقال مقولته الشهيرة التي حملها التأريخ : (( " أبيت اللعن عباس ... هكذا يحمل اللواء وإلا فلا ")) ...
ثم التفت إلى أصحابه وسألهم : " كيف كان قتال القوم " ...
فأجابه الشمر متملقا كعادة الجبناء ... ونطق بالكذب ليغطي على ذل الهزيمة وعار الغدر ... متبجحا بنصر مصطنع يشوبه الغدر والجبن والخيانة
" لقد كانه شربة ماء أيها الأمير " وأيده خولي بن يزيد الأصبحي قائلا ... " كأنه لقمة طعام " ثم قال آخر : " كأنه حلبة صيد يسير " ...
ولكن يزيد إنتبه الى فارس يقف قربهم كان يهز راسه معترضآ وقد بدى عليه العجب مما يقولون ...
*فسأله يزيد : " ماقولك أنت " ❓❓❓....*
*فلم يجب ...*
*فعاد عليه يزيد ماقولك ❓❓❓❓*
*فقال الرجل ألي الامان أيها الأمير ❓❓❓*
*قال يزيد : " لك الأمان ... تكلم " ..*
فقال والله : لقد برز لنا قوم مرغوا الأرض بدمائنا ... وأشار إلى رأس العباس بن علي وقال : لما برزا لنا صاحب هذا الرأس فررنا بين يديه كالجراد وكنا مابين هارب ومقتول ... لقد وقف في الميدان ودعا خيرة أبطالنا للمواجهة فلم يسلم منه أحد ...
ثم توجه الى النهر وكشف الكتائب وهزم الفرسان ولم يثبت له أحد حتى ملك الفرات بسيفه ... وملأ القربة ..
فقاطعه يزيد سائلا : وكيف قتل ...
فأجابه الفارس وقد طاطأ راسه ألى الأرض ...
قتل غدرا ...
لقد أطلقنا عليه آلآف السهام فلم يرتدع ... وأحاط به الجيش بين ضرب السيوف وطعن الرماح ورشق النبال والحجارة ... فلم ينكسر ...
ولم نتمكن من القربه حتى قطعنا كفيه غدرا ...
وبينما هم كذلك إذ علا صوت نحيب وبكاء من بين السبايا ...
إنتبه يزيد لذلك وسأل : من هذه الباكية ...
فقيل له : إنها زينب بنت علي بكت لما سمعت موقف أخيها وما جرى عليه ...
فما كان من يزيد وقد إنتبه ... إلا أن دفع لهم باللواء قائلا ...
إبعثوا اليها بلواء أخيها أمامنا لننظر ماتصنع به ...
وكان بذلك يريد التشفي منها ...
فانتهوا إليها بذلك اللواء ...
فلما أخذته ضمته إلى صدرها ووضعت وجهها على مقبض اللواء تشمه وتقبله وتغمره بدموع عينيها وهي تبكي بكاء يشق القلوب ويقرح الجفون ...
وهي تقول فداك نفسي ياكفيلي ... أين أنت عن أختك ...
هذا هو العباس بن علي (ع) ... حامل لواء الحسين (ع) وقائد عسكره ... كما شهد له أعدائه وقاتليه ...
السلام .. عليك .. ياكفيل .. زينب (ع) ..
*لطفاً منك ايها القارئ الكريم* اذا اتممت القصة.. وتأثرتَ بها... أن ترسلها لمن تحب لتعم البركة على المؤمنين بالحزن والبكاء على فاجعة الرسول صلى الله عليه وآله بأهل بيته وذريته الطاهرين...
*ونسألكم الدعاء*
1 note · View note
angham-xox · 3 years
Text
Tumblr media
أنا في حضرتِك ما أملك إلا أرتبك
11 notes · View notes
waleedrashidy · 2 years
Text
هل تعرف العمالقة الأربعة عشر؟؟؟..
وما فعلوه مع كسرى؟؟
💥لقد قام القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه باختيار 14 رجلا ليكونوا الوفد العربي الإسلامي لإمبراطور فارس يزدجرد .
🌟فاختار 7 من أهل الرأي والمشورة و7 من أهل المهابة والقوة الجسدية ورجاحة العقل، ويقول المؤرخون: إن جميع أعضاء ذلك الوفد كانوا من العمالقة الذين يتجاوز طولهم المترين في مقاييس زماننا، ولنستعرض معًا أسماء أولئك العمالقة الأربعة عشر:
1. النعمان بن مُقَرِّن: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، كان القائد الأعلى لوفد العمالقة الأربعة عشر، هو أمير قبيلة مزينة البدوية، وبطل من أبطال الفتوحات الإسلامية في العراق وفارس، وأمير أمراء الجيوش الإسلامية المقاتلة في معركة نهاوند المصيرية.
2. حَمَلة بن جُويَّة: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وسيد من سادات قبيلة كنانة العربية، اشتهر برجاحة عقله وحسن مشورته.
3. المُعَنَّى بن حارثة: سيد قبيلة شيبان ووزير دفاعها، وأخو المثنى بن حارثة الشيباني، كان عملاقًا من عمالقة العرب، اشتهر بضخامة جسده وصلابة قتاله، قائد من قادة الفتوحات الإسلامية في فارس والعراق، لعب دورًا بارزًا في معركة البويب الباسلة، قاد جيوش المسلمين بعد استشهاد أخيه المثنى.
4. عطارد بن حاجب: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وخطيب قبيلة تميم العربية، وهو الرجل الذي قدمته تميم خطيبًا في وفدها لرسول الله ﷺ، أبوه حاجب بن زرارة صاحب القوس الشهيرة أيام الجاهلية، وهي القوس التي رهنها عند كسرى فارس لكي يدخل ريف فارس، ارتحل عطارد بعد موت أبيه إلى المدائن ليقابل كسرى فارس يطلب منه أن يرد له قوس أبيه، كان اختيار عطارد لهذا الوفد اختيارًا مهمًا، فإضافة لفصاحته ورجاحة عقله كان عطارد هو الشخص الوحيد من أعضاء الوفد الذي دخل قصر المدائن الأبيض، سيصف لرفاقه في الوفد أثناء رحلتهم مدى عظمة بناء إيوان كسرى وكرسيه الذهبي وتاجه المرصع باللآلئ، لكي لا ينبهر المسلمون بما قد يرونه في المدائن، فيظهر عليهم ذلك.
5. سهيل بن عدي: من قادة الفتوحات الإسلامية في فارس والعراق، كان من أهل الرأي والمشورة في وفد الأربعة عشر.
6. فرات بن حيان: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وكبير من كبراء قبيلة بكر بن وائل، وهو من أعلم العرب بالطرق، كان بمثابة الدليل لوفد الأربعة عشر.
7. حنظلة بن الربيع: كاتب رسول الله ﷺ، عُرف بحنظلة الكاتب، أحد أشهر خطباء العرب في الجاهلية وفي الإسلام على حد سواء.
8. المغيرة بن زرارة: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، هو زعيم من زعماء قبيلة الأسد العربية، عُرف بفصاحة لسانه ورجاحة عقله، سيقوم بتلقين إمبراطور الفرس يزدجرد درسًا في فن العزة العربية والكبرياء الإسلامي.
9. بُسر بن أبي رُهم: أحد أبطال معركة الولجة مع خالد بن الوليد، وكان فيها قائد أحد فكي عملية الكماشة المدمرة التي أطبقت على الجيش الفارسي لتهشم صفوفه.
10. عاصم بن عمرو التميمي: أخو القعقاع، ينتمي لقبيلة تميم العربية، وكان كأخيه عملاقًا من عمالقة العرب، كان من أبطال القادسية الذين تخصصوا باقتحام صفوف الفرس وقتل فيلتهم، ومن قادة الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس والعراق منذ بدايتها وحتى نهايتها.
11. عمرو بن معدي يكرب: لُقب بفارس العرب، صاحب سيف الصمصامة الأسطوري أشهر سيوف العرب في التاريخ، كان عملاقًا عظيم البنية، قال عنه عمر بن الخطاب تعجبًا من عظيم جسده: «الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمروًا».
12. المغيرة بن شعبة: الحارس الشخصي لرسول الله
ﷺ، بطل من أبطال الفتوحات الإسلامية في فارس، كان عملاقًا عظيم الطول، وكان شعره طويلًا مسدلًا يزيد من هيبة شكله، أستاذ التفاوض مع الفرس بلا منازع، يتقن الفارسية بطلاقة، ويتقن معها فن إذلال مجوس فارس.
13. الأشعث بن قيس: ملك كندة قبل الإسلام، وصاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، اسمه الحقيقي هو معد يكرب بن قيس بن معاوية الكندي، غلب عليه لقب الأشعث، عملاق من عمالقة اليرموك والقادسية على حد سواء.
14. الحارث بن حسان: صاحب من أصحاب رسول الله ﷺ، وهو الرجل الذي سأله رسول الله ﷺ عن حديث عاد قوم هود وكيف هلكوا بالريح العقيم، كان سيدًا من سادات ذهل بن شيبان من بني بكر بن وائل، وكان عملاقًا عظيم الطول، وهو من أهل المهابة في ذلك الوفد.
💥ثم قام سعد رضي الله عنه باختيار أجود الخيول العربية الأصيلة لوفد العمالقة الأربعة عشر، وقام هؤلاء بلبس أفضل الملابس، وتقدموا ليعبروا بوابة المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية الساسانية، والأرض من تحتهم ترتج ارتجاجًا، فخرج عامة الفرس من على أسطح منازلهم وشرفات نوافذهم وتدافعوا في طرقات المدائن لكي يلقوا نظرة على أولئك العمالقة الذين لم ترَ فارس في تاريخها رجالًا مثلهم،
🌟وقد وصفت لنا ذلك المنظر الأسطوري لعمالقة العرب الموحدين إحدى النساء الفارسيات اللائي أسلمن بعد ذلك بقولها:
«فوقفنا ننظر إليهم، والله ما رأينا أربعة عشر مثلهم قَطُّ يعادَلون بألف، وإن خيولهم لتنفث غضبًا وتضرب في الأرض، ووقعت في قلوبنا المهابة، وتشاءمنا».
💥اللقاء مع كسرى💥
⛳وتقدم وفد العمالقة الأربعة عشر بقيادة القائد النعمان بن مقرن رضي الله عنه حتى وصل إلى مجلس كسرى يزدجرد فقال لهم كسرى الفرس بواسطة ترجمانه:
👈«ما جاء بكم ودعاكم إلى غزونا والولوغ ببلادنا؟ أمن أجل أنا تشاغلنا عنكم اجترأتم علينا؟»
فنظر النعمان بن مقرن بكل أدب وتواضع إلى بقية أعضاء الوفد المنضوي تحت قيادته وقال لهم:
👈 «إن شئتم أجبته عنكم وإن شاء أحدكم أن يتكلم آثرته بالكلام».
فقالوا:
👈 «بل تكلم»، ثم التفتوا الى كسرى بكل عزة وقالوا له:
👈 «هذ الرجل يتكلم بلساننا فاستمع إلى ما يقول».
فقام صاحب رسول الله ﷺ النعمان بن مقرن رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لإمبراطور الفرس كسرى يزدجرد:
👈«إن الله رحمنا، فأرسل إلينا رسولًا يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر، ووعدنا على إجابته خيري الدنيا والآخرة، فلم يدع قبيلة قاربه منها فرقة، وتباعد عنه منها فرقة، ثم أمر أن نبتدئ بمن خالفه من العرب، فبدأنا بهم، فدخلوا معه على وجهين مكره عليه فاغتبط، وطائع فازداد، فعرفنا جميعًا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق، ثم أمر أن نبتدئ بمن جاورنا من الأمم، فندعوهم إلى الإنصاف، فنحن ندعوكم إلى ديننا، وهو دين حسَّن الحسن، وقبَّح القبيح كله، فإن أبيتم فأمرٌ من الشر أهون من آخر شر منه: الجزية، فإن أبيتم فالمناجزة، فإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله، وأقمنا على أن تحكموا بأحكامه، ونرجع منكم وشأنكم وبلادكم، وإن بذلتم الجزيه قبلنا منكم وشأنكم وبلادكم، وإن بذلتم الجزيه قبلنا منكم ومنعناكم وإلا، قاتلناكم».
💥لم يصدق كسرى يزدجرد ما سمعه للتو من النعمان بن مقرن رضي الله عنه ، فلم يعتد أكاسرة الفرس أن يسمعوا قولًا بهذه العزة من أحد من رعيتهم أو من رسولٍ من رسلِ الإغريق أو الرومان، وكأن كسرى يزدجرد لم يعلم أنه أمام فارس بدوي تربى منذ الصغر في صحراء العرب أن الموت من أجل شرفه أهون عليه من الحياة ذليلًا، فجاءه الإسلام ليزيده عزة فوق عزة، وإباءً فوق إباءٍ، لم يفقه العلج الفارسي أنه أمام بشرٍ من نوعٍ آخر، لم يفقه المسكين أنه أمام تلميذٍ من تلامذة محمد بن عبد الله ﷺ، فهو أمام صحابي من الصحابة الكرام، فاستشاط يزدجرد غضبًا وقال للنعمان والغيظ يكاد يتفجر من عينيه:
👈«إنى لا أعلم أمة في الأرض كانت أشقى منكم ولا أقل عددًا ولا أشد فُرقة ولا أسوأ حالًا، وقد كنا نكِل أمركم الى ولاة الضواحي فيأخذون لنا الطاعة منكم، ولا تطمعون أن تقوموا لفارس، فإن كان غرورٌ لحقكم فلا يغرنكم منا، وإن كان الفقر، فرضنا لكم قوتًا إلى خصبكم، وأكرمنا وجوهكم، وكسوناكم، ومَلكنا عليكم ملكًا يرفق بكم».
عندها جاء الدور على صحابي آخر من صحابة رسول الله ﷺ ليلقن كسرى فارس درسًا سيظل محفورًا في ذاكرة المجوس إلى يوم الناس هذا، ليجعلهم يكرهون كل ما يمت للعروبة والصحابة الكرام بصلة، جاء دور أسد من أسود قبيلة الأسد العربية، فقد جاء الدور هذه المرة على المغيرة بن زرارة الأسدي ر��ي الله عنه، فنظر إلى كسرى يزدجرد بكل برودة أعصاب ووقف يرد على استهزائه بالعرب:
👈«يا كسرى فارس، إنك وصفتنا صفة لم تكن بها عالمًا، فنحن كنا أسوأ من ذلك بكثير»
ثم ذكر المغيرة ما كان عليه العرب من أمور الجاهلية وكيف جاء الإسلام فنقلهم إلى ما هم عليه الآن، وذكر مقالة كمقالة النعمان، ثم ختم كلامه مخاطبًا كسرى فارس مباشرة:
👈«فاختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر، وإن شئت فالسيف، أو تُسْلِم فتنجي نفسك»
فقال كسرى:
👈 «وما معنى صاغر؟»
فقال المغيرة بن زرارة بكل عزة: «أن تعطي الجزية ونرفضها، فتعطيها فنرفضها، فترجونا أن نقبلها، فنقبلها منك»
فصعق كسرى من هول ما يسمع فقال للمغيرة مهددًا:
👈 «أتستقبلني بمثل هذا؟»
فقال له المغيرة بن زرارة بكل ثبات:
👈 «إنك أنت الذي كلمتني، ولو كان كلمني غيرُك لاستقبلته به»
فغضب كسرى فارس أشد الغضب، ولكنه سرعان ما تمالك غضبه ليقول للمسلمين:
👈«لولا أن الرسل لا تُقتَل لقتلتكم، اذهبوا لا شيء لكم عندي»
ثم طلب يزدجرد من حرسه أن يملؤا كيسًا كبيرًا من التراب وأن يحملوه على ظهر أشرف عضوٍ من أعضاء الوفد العربي الإسلامي ظنًا منه أنه بذلك سيهينهم، فتقدم عملاق بني تميم عاصم بن عمرو التميمي نحو كسرى وحرسه وقال لهم:
👈 أنا أشرفهم !احملوه علي! فاستغرب كسرى من هذا العربي الذي تطوع بنفسه لكي يقبل إهانة كسرى، أو هكذا ظن العلج!
💥فخرج العمالقة الأربعة عشر، وعاصم يحمل وقر التراب مسرعًا كأنه يحمل كنزًا ثمينًا، فجاء قائد جيوش إمبراطورية فارس إلى كسرى ليعلم منه ما دار بينه وبين وفد العرب، فقال كسرى لرستم:
👈«ما رأيت قومًا مثلهم من قبل، ولم أكن أعلم أن العرب فيهم مثل ذلك، ولكن أشرفهم كان أحمقهم!»
فقال رستم:
👈«لِمَ؟»
قال يزدجرد ساخرًا:
👈«سألتهم من أشرفهم حتى أحمله وِقْرًا من تراب، فخرج أحدهم متطوعًا وقال أنا أشرفهم! »
فقال رستم وقد صُعق من هول ما سمع: 👈«بل هو أعقلهم، لقد أعطيته للتو أرض فارس، يَا للشُّؤم! »
عندها اسود وجه يزدجرد، وأدرك أن أرض فارس صارت بأيدي المسلمين، فنادى على جنوده وأمرهم بأن يلحقوا بعاصم ويرجعوا منه كيس تراب أرضهم، إلا أن سيف عاصم كان قد سبق عذل رستم، فقد طار عملاق بني تميم إلى سعد بتراب أرض فارس، ليجعله بين يدي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فاستبشر سعد، واستبشر المسلمون، وكان ذلك مقدمة لنصر القادسية العظيم.
المصدر :📒
من كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ: لجهاد الترباني
7 notes · View notes
Text
Tumblr media
أشهر قسيس مصري يعتنق الإسلام، ويشهر إسلامه ويتبرأ من المسيحية وينتقدها.
القسيس"منير داوود"وشهرته"بيشوى ملك داوود" يقول"منير داوود : المسيحية ديانة مزعزعة، والتثليث لب المسيحية، ومن لا يؤمن بالتثليث من المسيحيين لا يمكن أن يكون مسيحي، والثالوث ضد التوحيد، وأنا أخترت التوحيد".
"كنت وأنا طفل أحب رمضان وزينة رمضان ومأكولات رمضان وأجواء رمضان، وأنا صمت صيام المسيحيين، وصمت مسلما، ولم أشعر بالصيام الحقيقي إلا فى الإسلام"
"فى الإسلام تشعر أنك تعبد إله قوى غير مهان، وتشعر أنك إنسان قوى تعبد إله قوى"
"والفرق بين الإسلام والمسيحية لن يشعر به إلا من يعتنق الإسلام" وكنت أحد القساوسة الذين حضروا لقاء الشيخ الشعراوى رحمه الله بالبابا شنوده، وطلبت من الشيخ الشعراوى وقتها أن لا يرتدي تلاميذ الأزهر
الملابس الأزهرية إلا في المرحلة الثانوية، حفاظا على هيبة الزى الأزهري، بسبب لعب الأطفال الصغار بالزي، فقال لى الشيخ الشعراوى رحمه الله:
(عقلك مستنير، أسأل الله أن ينير قلبك، ويهديك إلى الإسلام".
2 notes · View notes
aan56 · 3 years
Note
أشوف متحركات ونبيس قبل السنتين وأتحسر من الخياس الحالي ، الطاقم كان شلة ونيسة وكثير تفاعلات ممتعة بينهم مو الحين منفصلين و الكوميديا كانت فعلاً مضحكة بدل القرف والانحراف الحالي، زورو كان طبيعي يضحك معاهم مو نفسية ومسوي فيها ثقيل 🤢 الطاقم كنت أحسهم قراصنة يبون المغامرة من جزيرة إلى أخرى بينما حالياً صار كأن وراهم إنقاذ الناس وماخذين هذاك البزر من أيام البنك هزارد وما خلصت سالفته بدل لا يكون في مغامرة قراصنة و وناسة مثل أيام قبل ، وطبعاً أودا فشل باليونكو وخرب قصته بيده، جايب قراصنة يملكون أراضي ويحكمون ناس ! متى صارت هذه ؟! القراصنة طول عمرهم يبحرون ويسرقون ويبحثون عن كنوز، لو قاعد فقط على سالفة الونبيس والبحرية وقراصنة بحر أبرك له
اجواء الطاقم سابقاً .. كانت مرحة و عبيطة ومليانة كوميديا وتحشيش وزحف , وبنفس الوقت تحسينهم عائلة .. هذا يجلد ذا و ذا ياخذ أكل هذا و هذا يضحك مع هذا .. مع إضافة لقطات التزامهم كطاقم و طاعتهم لـ لوفي و اهتمامهم بتطوير أدوارهم الخاصة باللقطات الجادة بسسسسسس .. وكانت اللقطات محدودة جداً .. مو كثيرة ..
اللي صاير الحين .. انهم صايرين تقل جيش .. وكل واحد ماله علاقة بالثاني .. ولا كأنهم أصدقاء .. والدليل ان جينبي صار عضو ... بالله شايب مع مبزرة ؟؟ ماتجي ذي الا بمصالح مشتركة بس .. لكن كصداقة و انسجام وكذا ... لا
فـ باختصار أجواءهم ابتعدت كثير كثير عن البساطة اللي كانوا مميزين فيها ..
يعني زي لقطة ( لوفي الرجل الذي سيبصح ملك القراصنة ) اللي واضح انها بتدور على كل الطاقم واحد واحد .. بعد ما كانت رهيبة عقب لقطة زورو .. صارت مستهلكة و كريهة ..
اليونكو ما عندي اعتراض عليهم .. موضوع ان القراصنة مو كذا ماراح ينتهي .. والا سفينتهم الفرائحية و أجواء نامي و روبين هذي أشكال قراصنة ؟؟
بالنسبة لليونكو .. المفروض يعطيهم أشكال و شخصيات هيبة و أسباب معقولة للسلطة .. مب عجوز ديزني تبي مملكة لكل الاجناس ومدري وش وترقص مع الغيمة و الشمس .. بالله البيق مام ذي شكل محترم ؟؟ انا لو فان لـ ون بيس باحرص محد يشوف ذا العجوز .. شكلها و قوتها ولسانها الطويل وقسم تفشششششل بشكللللل ..
والا عاد كايدو وهم خاقين على شكله ..
خلاص يكفينا اللحية البيضاء و جسمه ضخم .. مو لازم أي شخصية قوية تعطيها هالعملقة الغير مبررة .. وش المشكلة تخلي شكله طبيعي زي شانكس .. ؟
11 notes · View notes
dr-hass · 2 years
Text
فتكلم : وسألَ الملكَ هل غَضبتَ لأني ناديتُك بإسمك ؟
إنني أُنادي مالك الملك بإسمِه وأقول؛ يا الله فلا يغضب .
اقترب مني اقترب .. يطلب الملك انصحني لقد سئمت قصائد المادحين ..
..
«لا خير فيكم إن لم تقولوها..! ولا خير فينا إن لم نسمعها..!»
محمد الفوزان
قاعدة ذهبية أسس لها عمر رضي الله عنه وهو خليفة تعقيباً واستحساناً وتشجيعاً لأمته .
يروى أن رجلاً مسكِيناً شهِد موكب الملك ، وناداه بإسمه دون تعظيمٍ أو تفخيمٍ فانقض عليه الحرس ، قالوا له : ‏وهل تُكلم إبن عمتك أيُها الصعلوك ؟
‏لكن الملك منعهم .... دعوا الرجل يتكلم ...
‏فتكلم الرجل وسأل الملك : هل غَضبت لأني ناديتُك بإسمك ؟
إنني أُنادي مالك الملك بإسمِه وأقول : يا الله
‏فلا يغضب .
قال له الملك : ‏اقترب مني اقترب ..!
‏فاقترب منه .
قال الملك : انصحني ، لقد سئمت قصائد المادحين ..
‏فوجّه له الرجل المسكين عظةً مؤثرة بدأها :
اعلم أنه لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ؛انظر إلى الجهتين
‏هذِه قصورهم وهذِه قبورهم ، إن الدُنيا إذا حلت أوحلت ، وإذا كست أوكست ، وإذا جلت أوجلت ، ‏وإذا أينعت نعت ، ‏وكم من قبورٍ تُبنى وما تبنى ، وكم من مريض عُدنا وما عُدنا ، وكم من ملك رفعت له علامات ،
‏فلما علا مات .
العز بن عبد السلام من خيرة علماء الشام العاملين ، خرج من الشام بعد أن رأى سلطانها يوالي الصليبيين ولا يكترث بنصح العلماء الربانيين ، خرج إلى مصر ، واستقبله نجم الدين أيوب وأحسن استقباله وجعله في مناصب ومسؤوليات كبيرة في الدولة وكان المتوقع أن يقول العز بن عبد السلام: هذه مناصب توليتها ومن المصلحة أن أحافظ عليها حفاظًا على مصالح المسلمين وألاَّ أعكِّر ما بيني وبين هذا الحاكم ، خاصة أن الملك الصالح أيوب سلطان عفيف وشريف ، إلا أنه كان رجلاً جبارًا شديد الهيبة ، حتى إنه ما كان أحدٌ يستطيع أن يتكلم بحضـرته أبدًا ، كان له عظمة وأبهة في نفوس الناس سواءً الخاصة منهم والعامة.
ومرةً في يوم العيد خرج موكب السلطان الصالح أيوب يجوس في شوارع القاهرة والشرطة مصطفّون على جوانب الطريق والسيوف مُسلطة والأمراء يقبّلون الأرض بين يدي السلطان هيبة وأبهة (وهذه كانت عادة سيئة موجودة عند الأمراء في ذلك الوقت) وهنا وقف العز بن عبد السلام وقال: يا أيوب (هكذا باسمـه مجردًا بلا ألقاب) فالتفت الحاكم ليرى: من الذي يخاطبه باسمه الصريح بلا مقدمات ولا ألقاب؟ ثم قال له العزّ: ما حُجَّتُك عند الله – عز وجل – غدًا إن قال لك: ألم أُبَوِّئْكَ ملك مصر فأبحت الخمور؟ فقال: أويحدث هذا في مصر؟ قال: نعم في مكان كذا وكذا حانة يباع فيها الخمر وغيرها من المنكرات وأنت تتقلّب في نعمة هذه المملكة؟ فقال: يا سيدي أنا ما فعلت هذا إنما هو من عهد أبي. فَهَزَّ العز بن عبد السلام رأسه وقال: إذن أنت من الذين يقولون: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ) فقال: لا أعوذ بالله وأصدر أمرًا بإبطالها فورًا ومنع بيع الخمور في مصر.
وفيها بيان أهمية اختيار البطانة الصالحة المتخصصة للمسؤول عن مصالح الناس ومنافعهم .
لما بويع أبو بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
أخرجه إبن إسحق عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه - صحيح الإسناد
..
6 notes · View notes
belalalaa · 4 years
Text
العالم كمسرح ارتجالي
للمرة الأولى منذ يومين كاملين، منذ غادرت منزلي، أغمضت عيني واستسلمت للنوم. معي ثلاثمائة وثمانية وعشرين جنيهًا، هي كل ما أملكه الآن في الحياة. أرى مائدة ضخمة جدًا، آكل منها بشراهة، بينما لي ينظر لي إخوتي باستغراب، كنت أعرف أني أحلم لكني جائع لدرجة عدم الاهتمام، التهمت كل أمامي، وما أمامي لا ينتهي أبدًا، استيقظت على نكزة خفيفة، ليست فتاة جميلة هربت معها، كما تخيلت دومًا، بل محصل قطار، أعطيته نقودًا وأعطاني نقود، حاولت العودة لمائدة الطعام الشهية وفشلت، أمامي زوجين عجوزين، امرأة ستينية تلمع من فمها سنتها الذهبية، لابد أنها تساوي أكثر من ألفي جنيه، ورجل سبعيني ربما، نائم على كتفها تقريبًا، وبجانبي شاب أكبر مني، بيده كتب دراسية، ونائم على كتفي، ويشخر، ومن جيبه تبرز محفظته بها نقود تقترب مما معي، تخيلت أننا جميعًا في رحلة، لكننا لم نكن.
في محطة الوصول، أصبح معي ستمائة وتسعة وثمانون جنيه، كان معه أكثر مما معي قليلًا، لكنه سيكون بخير. القطار القادم سيصل بعد ساعة ونصف، خرجت من المحطة وذهبت لأول مطعم رأيته، مطعم سمك، طلبت نصف كيلو جمبري مشوي، لم أشعر بالغربة التي أشعر بها دومًا في المطاعم حين أكون وحدي، كأن غربتي الحقيقية حررتني من أي غربة متوهمة، أنا ملك العالم الآن، بعد نصف ساعة من التشييش وكوبين شاي، غادرت المقهى للمحطة، معي ستمائة وثمانون جنيهًا، القطار سيصل بعد ربع ساعة، أضحك كلما أفكر في صاحب المطعم وهو ينتظر عودتي، لكن عالمه مستقر وثابت، وسيكون غبيًا لو سمح لشئ صغير جدًا كذلك أن يعكر صفوه. اشتريت أيضًا حقيبة ظهر، أعتقد أنها ستمنحني في القطار هيبة من يعرف إلي أين يتوجه. ليس في المحطة في هذه الساعة، سوى أربعون شخص تقريبًا، إذا استثنينا العمال، ثلاثون شخصًا في جهتي، وعشرة على الجهة المقابلة، ثلاثة وعشرون رجلًا، وعشرة نساء، وسبعة أطفال، بنتين وخمسة أولاد، جلهم ناعسون، عدا بنت واحدة تدور حول أمها، بالضبط كما كان يفعل أخي الصغير حول أمي منذ ثلاثة أسابيع، رقصة سحرية لتستدعي الانهيار، ربما تعرف أمها ذلك، ولذلك لطمتها لطمتين متتاليتين على وجها وجهت إليها العيون لنصف ثانية، قبل أن تهرب العيون مرة أخرى من عبء احتمالية ضرورة التدخل، نصفهم تقريبًأ نظر ناحية قطار متوهم قادم، ربعهم تظاهر بالبحث في جيوبه أو حقائبه عن شئ ما، ربعهم الأخير إلا واحد، تبادلوا نظرات الاستنكار والتضامن على الصمت في الوقت نفسه، واحد فقط نظر إلي وأشار للمرأة وأعاد تمثيل اللطمتين بشكل  مسرحي وغير مراعي.
جاء القطار متأخرًا عشرة دقائق قاومت النوم فيها بكل ما أملك من إرادة، جلست في مربع مقاعد خال، ثم جلست أمامي كلا من اللاطمة الغاضبة والملطومة الباكية، تظاهرت بالبحث عن شئ ما في حقيبتي الجديدة الفارغة، تظاهرت بأني أخرجت قبعة من الحقيبة وارتديتها، زفرت اللاطمة استنكارًأ لعبثي، اكتلمت رباعيتنا بالمسرحي غير المراعي، أمامنا وقت طويل، ستنهار فيه قدرة كلينا على تجاهل بكاء الملطومة، وضجر اللاطمة. وربما لأنه شاهدني أفعلها، تظاهر المسرحي بالبحث عن شئ ما في جيبه، وأخرج قبعة وهمية، ووضعها على رأسه، ثم قلبها إلى الخلف، صفقت اللاطمة بيديها استنكارًا ونظرت للنافذة نصف المغلقة، بعد خمسة دقائق، هدأت الطفلة قليلًا، واحتفالًا بذلك، أخرج المسرحي سيجارة وهمية من جيبه وتظاهرت بإشعالها له، لوحت المرأة بيدها كأنها تزيح الدخان، وابتسمت عندما أدركت انها شاركت في لعبتنا، ثم قطعت الابتسامة وطلبت من طفلتها التوقف عن هز رجلها، إشارة كانت كافية لتستعيد البنت قدرتها على البكاء، انخرط المسرحي في البكاء، لكنه كان يبكي فعلًا، حتى ان بكاؤه الحقيقي هدأ الطفلة، أشعلت سيجارة وهمية وأعطيتها له متضامنًا، أخذ منها نفسين، ثم أطفأها في يده، والطفلة تنظر له، اكتشفت أيضًا أن الرجال الأربعة بالجوار يشاهدوننا، فلكزته، وأشرت إليها بوضوح، فتظاهروا بالسرحان، الجبناء.
لابد أني أحلم، وإلا ماذا تفعل اللاطمة والملطومة والرجال الأربعة والمسرحي في صالة بيتنا، يأكلون ويشاهدون التليفزيون، بينما أمي تجهز الغداء، وتطلب مني أن أوقظ أخي التوأم من النوم، أدخل إلى غرفتنا لأجده يشتبك مع محصل القطار وصاحب مطعم السمك والشاب صاحب المحفظة، أقفز إلى الخناقة فورًا، ومن بين اللكمات والركلات ألتقط المسرحي وهو يقفز إليها أيضًا، ويسدد لكماته وركلاته في الهواء، ما يستدعي استغراب الأعداء الثلاثة وضحك أخي العزيز.
بعد ساعة وعشر دقائق، وهي ربع مدة الرحلة كاملة، البنت وأمها وثلاثة من الرجال الجبناء، في نوم عميق، المستيقظ من الأربعة، يحدق في كتاب لم يقلب صفحاته منذ فتحه، عزمني المسرحي على سيجارة حقيقية، وقفنا عند باب القطار ندخن بعيدًا عن الأم وابنتها، وبين الحين والآخر، كان يعدل من وضع قبعته الوهمية، ضايقني ذلك، فأخذتها منه وقذفت بها خارج القطار، بهدوء تام أخرج قبعة وهمية أخرى من جيبه ووضعها على رأسه:
_رايح فين؟
_بتمشى
ثم تمشى إلى مقعده، وسحب من جيبه نضارة وهمية، وأخرج كتابًا وهميًا وتظاهر بالاستغراق في قراءته، نظر له الرجل الجبان المستيقظ شزرًا فجلست وفعلت مثله، وأخذت أتمتم بكلمات عشوائية كأني أقرأ بصوت عالي، طلب مني المسرحي القراءة بهدوء، فقذفت بكتابي ناحية المستيقظ الجبان، فمال لمفاداته، ضحكنا.
في منتصف المسافة، كنت أفكر في أخي الصغير، الذي تركنا منذ ثلاثة أسابيع، وفي أخي التوأم الذي لحقه منذ أسبوعين، وفي أمي التي تفتقد الآن، ثلاثة من أبنائها، حينها كان الاربعة الجبناء قد صاروا ثلاثة، غادر أحدهم وجلست مكانه فتاة في سني تقريبًا، عندما نظرت ناحيتنا للمرة الأولى، ودون اتفاق، رفع كلانا قبعته احترامًا، ابتسمت وأشاحت بوجهها.
استيقظت اللاطمة، مهمومة تحدق في النافذة، وعلى رجلها تنام الملطومة وادعة، في تلك المرحلة كنت قد عرفت بعض الأشياء، أهمها أن اللاطمة لا تمتلك سوى ثمن الرحلة، وزوجها ينتظرها في محطة الوصول، المسرحي يمتلك ما يفوق الألف جنيه، الرجال الثلاثة اثنان منهم محفظتهم مليئة بالنقود التي لم استطع تبين مقدارها، في تلك المرحلة أيضًأ، كان المسرحي يقرأ جريدة وهمية ويشير لي بين الحين والآخر، إلى فقرة معينة، فأتظاهر بقراءتها ونتناقش فيها بصوت عالي، ولم تعد اللاطمة بنفس غضبها منا.
وفي السيجارة الحقيقية الرابعة، علمت من المسرحي أنه بالفعل غير ذاهب إلى أي مكان، وأنه سيأخذ قطار العودة إلى نفس المدينة التي انطلقنا فيها، وكاذبًا، أخبرته أنني أيضًا أفعل ذلك، وعندما سألني من أين أنا تحديدًا، قلت أنني أسكن بالقرب من محطة القطار، ولم يسأل عن تفاصيل أكثر، طويل القامة، ممتلئ، أبيض، بشعر ناعم قصير، مندفع اندفاع من لم يفقد عزيزًا عليه، أي عكسي تمامًا في كل شئ، واتفقنا أن نتسكع سويًأ في المدينة التي تنتهي عندها الرحلة.
نزلنا معًا، كلًا منا يتظاهر أنه يجر وراؤه حقائب ثقيلة، وفي المحطة كان زوج اللاطمة غضبانًا من تأخر زوجته واخذ يعاتبها بصوت عالي، بينما تحمل ابنتها، أخذنا قرارًا بالسير وراءهم، ومنينا أنفسنا بمغامرة عظيمة، انتهت فور خروجنا من المحطة، بركوب الثلاثة لتاكسي. أصبحت والمسرحي في مفترق طرق، لا يعلم أيًا منا ماذا يريد الآخر وإلى أين يتجه فعلًا، مشينًأ كثيرًأ دون اتجاه، ترفع قبعاتنا للناس، ونتفادى عوائق وهمية، ومن العدم تقريبًا، اقترح المسرحي، أن ندخل إلى بيت يعجبنا ونتظاهر أننا محصلوا  الضحك العالي، وافقته، ودخلنا عمارة، وطرقنا أول باب وجدناه، فخرج إلينا رجل ثلاثيني ضخم، أخبرنا أننا محصلوا الضحك العالي وأنه ضحك بمقدار 1346 سعرة حرارية وبصوت يقدر ب95 ديسيبل، وعليه أن يدفع مائة وسبعة عشر جنيهًا في المقابل، اتهمنا بالجنون وأمسك بخناقي ودفع بي إلى الحائط، وعندما حاولت فك الخناق، لكمني في وجههي فسال الدم من أنفي، تدخل المسرحي وتراجع الرجل، ومشينا ونحن نهدده بمساءلته قانونية على ضربه لموظفين في إدارة الضحك العالي. كانت الساعة الحادية عشرة مساءً واتفقنا ان نبيت في أول فندق ردئ نقابله.
في غرفتنا المزدوجة، هناك تليفزيون محطم من منتصفه وشرفة بها أكوام من التراب تطل على سوق في شارع شديد الضيق، راديو معطل، منشفتين متسختين، لوحة زيتية ممزقة من أطرافها لقارب في بحر، وساعة معطلة عند الساعة التاسعة وخمسة وخمسين دقيقة، وسبعة عشر من أعقاب السجائر المتنوعة على الأرض، كلا منا على سرير هادئ إلا من حشرات تعبره بين الحين والآخر، وربما بأثر التعب والمغامرة بدأت أحكي له كل شئ. أخي الصغير الذي توفى في حادث سيارة، وتفاصيل الجنازة والعزاء، حيث وقفت وأخي التوأم في مقدمة من يأخذون العزاء ببدلات والدي الكبيرة علينا، انهيار أمي ومشاجرتها مع أبي، لأنه ترك الصغير يموت أمام عينه، وأخيرًأ، هروب أخي من البيت، وأنني في الحقيقة أبحث عنه بهذه الطريقة، لأنه كثيرًأ ما قال أمامي أنه يود أن يركب قطارًا ذهابًأ وعودة إلى ما لانهاية، يسرق المسافرين ويعتاش من أموالهم، ولهذا آخذ كل يوم قطارًا مختلفًأ في الاتجاهين لعلي أعثر عليه. بالمقابل حكي لي أن هذه المرة التاسعة التي يهرب فيها من البيت، من أبيه تحديدًا، وأنه مصمم على البحث عن عمل لكي لا يعود إليه أبدًا، وقال أنه "من خبرته الطويلة في الهرب"، فأخي ربما يكون قد عاد الآن للمنزل فعلًا وعلي أن أعود لأجده، فأسبوع واحد هو الحد الأقصى للهاربين دون خطة، سألته عن خطته إذن، قال أنه بجوار البحث عن عمل، سيغير اسمه، وسيتزوج بأسرع ما يمكنه من أي فتاة، ثم سيظل يتنقل من بيت لآخر فلا يجده أحد، وأنه أخذ احتياطاته كلها، في المرة السادسة عثروا عليه لأنه أخبر أخته بخطته، في المرة السابعة، لأنه وجد عملًا بالفعل لكن بالقرب من محطة القطار فرآه أحد معارف والده، في المرة الثامنة، لأنه تورط في شجار مع صاحب عمله، فاضطر، بعد تفاصيل طويلة، للاتصال بوالدته لنجدته.
لا يبدو حزينًا قدر حكاياته، أخبرته بذلك، فقال أنه ليس في وضع مأساوي فعلًا، يعيش حياته يومًا بيوم، وحين يفشل يعيد المحاولة من جديد، وهو ضخم بما يكفي ليحتمل ضربات أبيه، اتفقت معه على أنني لن أتركه قبل ان يجد عملًا مناسبًا، بعدها سأعود للبيت. كان يكذب في كل شئ طبعًا، وكنت أكذب في كل شئ طبعًا.
أحلم بمحطة قطار واسعة جدًا، أرى أمي تبحث عني تحت المقاعد، وإخوتي يلعبون الكرة مع عمال المحطة، المسرحي هو حكم المباراة، والرجل الثلاثيني الضخم يسير بفانلته الداخلية ويجر وراءه طوق كلب دون كلب، ويضحك بصوت عالي.
أيقظني المسرحي في الصباح، وضحك على أنني كنت أحتضن حقيبتي خوفًأ من سرقتها، حقيبتي الفارغة تمامًا، سرنا بحثًا عن عمل، هذا أصعب كثيرًا من تخيلاتي، فحتى أشد الأعمال قسوة وقلة أجر، تحتاج لأن جزء من المنظومة، في أدناها، لكنك فيها، لك عنوان واضح، واسم حقيقي، وحد أدنى من المعارف المشتركة، ليطمنئوا إليك، سألنا كل أحد، محلات الملابس، ورش إصلاح العربات، محطات البنزين، عربات الفول والكبدة، المقاهي، الباعة الجائلين، حتى أماكن تجمع عمال اليومية، جلسنا فيها، طردونا منها، ولم نكن نحمل معنا أي معدات عامة تسمح لنا بمجالستهم، معي ما يكفيني لأسبوعين تقريبًأ، إن لم أنجح حتى في زيادته بطريقة أو أخرى، ويبدو هذا كافيًأ، لكن المسرحي مصمم على استمرار البحث، بتنا ليلة أخرى في غرفتنا القذرة، وليلة ثالثة، ورابعة، أنفقنا نصف مع منا على الأكل و��لشراب، وأصبح حتميًا إعادة مراكمة بعض الأموال لنستمر في البحث له عن عمل، لم نكن نشالين محترفين، لكن أحد ما لابد ان يترك محفظته سهلة المنال هنا أو هناك، تذكرت أنني فقدت هاتفي المحمول مرة، حين شاغلني إثنان بالحديث وسرقه ثالث، رحب المسرحي بالاقتراح، وانتظرنا خارج أحد محطات المترو للبحث عن الزبون، يجب أن يكون شابًا، أقل منا حجمًا، تحسبًا لأي مخاطر، على المسرحي أن يشغله، وعلي أن ألتقط الهاتف، أخبرني شبح قديم من المدرسة أن التقنية أن تلمس الشخص الذي ستنشله في أجزاء متفرقة من جسده عدة مرات، حتى يتوه منك، وتأخذ ما تريد، لم أكن متأكدًا من ذلك، لكنا فعلنا ذلك، تظاهر المسرحي أمام الزبون أنه يعرفه، احتضنه، وأخذ يربت على كتفيه، ثم يحتضنه مرة أخرى، والزبون متعجب، تقدمت واحتضنته، وعكس الخطة، التقط المسرحي المحمول، وقبل أن ينطق الزبون، كنا قد غادرنا ونحن نشير إليه أننا سنلتقي مجددًا، فعلنا ذلك مرة ثانية، وثالثة، ورابعة.
انتلقنا لفندق أفضل، سكرنا في أفضل الحانات، قبلنا أجمل فتيات المدينة، وسرنا مسطولين ليال طويلة، خضنا شجارات لا تنتهي، مع كل الناس، جلسنا في المقاهي كملوك متخفيين، ومن فندق لفندق لفندق لفندق، جررنا خلفنا عشرات الحقائب الوهمية، حكيت له كل شئ، مرة أخرى، عن أمي وأخي الصغير الذي هرب من البيت، وأخي التوأم الذي رحل ليلاحقه، وأنا الذي رحلت لألاحقهما، وحكى له عن زوج أمه العنيف، شجارتهما معًا، وعن هروبه منه، بعدما جرح زوج أمه بسكين المطبخ، كان يكذب وكنت أكذب.
تراهننا على من بوسعه أن يحصل قيمة الضحك العالي فعلًا من الناس، طرقنا كل الأبواب، تلقينا لكمات في وجوههنا وفي بطوننا، ركلات مختلفة التنكيك على مؤخراتنا، بعضها يسبقه وثبه عالية، ثم قدم عمودية، بعضها من وضع الثبات، بعضها يسبقها رجوع للخلف وجري للأمام، صرخت في وجوهنا أمهات أربعينات، أطفال في العاشرة، فتيات في مثل أعمارنا، بعضهن بقمصان نوم، بعضهم بملابس الخروج، جرينا في شوارع واسعة تنتهي إلى شوارع أضيق، وشوارع أضيق تنتهي بحارات مسدودة، وحارات مسدودة تنتهي إلى علقات ساخنة، يشترك فيها أوغاد لن يجرؤوا حتى على النظر مباشرة في عيوننا لو كانوا بمفردهم.
تلصصنا على زملاء الفنادق، ضايقناهم في متعهم السرية، شباب عشرينيون هاربون من أشياء لا نعرفها،شابات في مقتبل العمر يبحثن عن عمل في المدينة، رجال غامضون يحتضنون حقائبهم  بقوة كأنها تحوي سر الحياة، حملنا حقائبهم وغادرنا، رفعنا قبعاتنا لكل الناس، بادلنا بعضهم التحية، صادقنا أشباح المدينة، دخلنا بيوتهم، وسرقناهم، وسرقونا، كتبنا عشرات رسائل التهديد الوهمية وأوصلناها بأنفسنا كسعاة بريد، وكتبنا مئات رسائل الحب العشوائية ووزعناها، صممنا ملابسنا الرسمية كمحصلين للضحك العالي، حتى اقتربنا من النجاح، كتبت الصحافة عنا، عن لصوص الضحك العالي، فطرقنا أبواب جديدة، بصفتنا محققين في قضية الضحك العالي، وأخذنا من الناس أتعابنا الأولية الرسمية، ووعدناهم بالمتابعة.
حلمت بأخي الصغير يتسلق شجرة عملاقة، يسرق ثمرها ويجري في الهواء، بينما يطير وراءه أخي التوأم، ووراءهم طائرًا المسرحي، ثم أنا في الأسفل أشاهدهم سرب طيور صغير ضاحك، يشيرون إلي أن أتبعهم، أحرك جناحي دون جدوى.
جربنا كل الأسماء، كل يوم يختار كل منا اسمًا، ونجاري بعضنا، ثم نغيره اليوم التالي، امتلكنا العالم، حتى سقط المسرحي الأحمق في الحب، ففتاة من الدور الخامس في العمارة رقم 87 في شارع الفندق الرابع، التقيناها أول مرة كممحققين، رفع لها قبعته الوهمية وهو يغادر فضحكت، فسقط الأحمق، ثم ذهبنا إليها في اليوم التالي، لنخبرها أن القضية تسير على ما يرام، وأننا نحتاج لرقمها لمتابعة القضية، قالت أنها غير مهتمة بالقضية بأي شكل، ولا ترى أن المحصلين ارتكبوا جريمة كبرى كما تقول الصحف، رفع المسرحي قبعته ووضعها بين يديه، وأخبرها أننا لسنا محققين في الحقيقة في قضية الضحك العالي، بل محققين متخفيين من منظمة الجمال العالمي، لرصد أي تجاوز للحد المسموح به من الجمال، وأننا نتحرى عنها هي، ضحكت ساخرة ومتكهمة وضجرة، لكنه ظل جامدًا مكشرًا، فارتبكت من جديته، وأغلقت الباب.
جلسنا أمام عمارتها طول الأيام التالية، لم تخرج، طرقنا ففتح أبوها متأففًا وبيده سكينًا، هربنا، وعدنا كسعاة بريد، تركنا رسائل الحب أمام البيت كل يوم، ثم بالوقت، أخذنا نحصل قيمة تجاوز الجمال المسموح به، لطمتنا نساء ثلاثينات بأيدي خشنتها الدنيا، مراهقات بأيدي ناعمة مندفعة، رفعت في وجوهنا كل أنواع الأحذية، أحذية رياضية لشابات عاملات، أحذية بكعب مدبب، أحذية بكعب عريض، شباب زنوبة، ثم نزلت كلها على وجوهنا،  نشرت الجرائد صورنا، اشترينا شعورًا مستعارة وعدسات عيون ملونة، وذهبنا إلى محطة القطار، وذهبنا إلى مدينة أخرى، ثم أخرى، ثم أخرى، المسرحي يكتب كل يوم رسالة حب ويبعث بها للعمارة 87، قرأنا الكف للناس في الشوارع، نظمنا المرور، كله في اتجاه واحد بلا عودة، وجربنا كل أنواع الاستجداء الأنيق، حيلة المفلس، وحيلة الغريب، حيلة المسروق، لبعض الوقت، نمنا في كل مكان، في فنادق عملاقة وفي شوارع قذرة، في سيارات مسروقة، وفي بيوت مهجورة. حكيت له عن أخي التوأم الذي قتل في مشاجرة، عن أخي الأصغر الذي فقد النطق من هول الحادثة التي شاهدها بعينيه، وعن أبي الذي يلومني على أنني من بدأت تلك المشاجرة، وحكي لي عن سرقته هو وأخيه زوج أمهما، ثم مشاجرتهما معًا ضده، عن أمه التي تبرأت منهما، كنا نكذب.
أكلت فتاة العمارة 87 كل عقله، أخذ يخطط في كيفية خطبتها من أبيها، عدنا للمدينة، بشعورنا المستعارة وعيوننا الملونة، صديقنا الوحيد الذي لم نسرقه، والذي يكبرنا بعشرين عامًا، ويعمل كنادل في أحد البارات الرخيصة، تظاهر بأنه أبانا، ودون موعد، طرقنا البيت ثم طردنا منه فور أن انفتح الباب، اشتبك النادل مع الأب، ثم تجمع سكان العمارة واشتبكوا معنا، جرينا في الشوارع، ببذلاتنا الجديدة، تساقطت شعورنا المستعارة وقبعاتنا الوهمية وكرامتنا المتخيلة، لكننا لم نيأس. دفعنا مائتي جنيه لوالد النادل أو هكذا أخبرنا، أعتقد أنه أقرب لمعلمه، ليحل الخلاف بيننا وبين الأب، التقاه أسفل العمارة واعتذر عن ألاعيبنا، لكنه أخبر الأب أننا شاريين ويشرفنا الارتباط بهم، وأن حفيده المسرحي يعمل كممثل في المسلسلات ولهذا يميل للدراما الزائدة، طلب الأب مهلة شهر ليفكر في الأمر.
ذهبنا لمدينة ساحلية، لنستجم هذا الشهر، عملنا كمنقذين شاطئ، ولم ننقذ أحدًا، فقط كنا نصرخ في الناس، ونرفع لهم قبعاتنا طوال الوقت، حلمت بوالدتي تسبح على ظهرها، وجهها ضبابي، وعلى بطنها يجلس أخي الصغير يمسك سنارة ويصطاد أسماكًا ذهبية، بينما أخي التوأم يقف على الشاطئ، يطلق صفارته ويطلب من الجميع العوم لأبعد مسافة ممكنة، ومن وقت لآخر، تنظر لي أمي وأنا على الشاطئ، وتبتسم قبل أن ينقطع ابتسامتها ما أظن أنه ذكرى سيئة، فيما صاحب مطعم السمك، يجلس تحت شمسيه، يوقد نارًا ويشوي جمبري عملاق في حجم القطط، ثم يلقي به إلى البحر، فيقفز على ظهره المسرحي كأنه يركب حصانًا.
اشترينا تورتة كبيرة بأربعمائة وخمسون جنيهًا، ووردًا بمائتي جنيه، وبذلة لكل واحد منا الأربعة، أنا والمسرحي والأب والجد المزيفين، كل بذلة بألف ومائتي جنيه، أجرنا عربية ملاكي متداعية، وذهبنا للعمارة 87، وطرقنا البيت، ولم يرد أحد، طرقنا عشرات المرات، حتى خرج الجار وأخبرنا أنهم رحلوا للأبد، ولا يعرف إلى أين.
سقط المسرحي في اليأس والبكاء، وسقط الجد في يد الشرطة في قضية سرقة قديمة، وسقط النادل من فوق منزل كان يحاول سرقته، فكسرت قدميه. وللمرة الأولى منذ رفع لي قبعته الوهمية لأول مرة، تشاجرت مع المسرحي، كان يريد البحث عن الفتاة مهما كلفنا الأمر، ليس لدينا أي معلومات عنها، هددته بتركه والرحيل، فحكى لي عن والده الذي تركه ورحل، وأمه التي توفت بعد ذلك، ليجد نفسه وحيدًا، فحكيت له عن أخي التوأم الذي فقد اخي الصغير في السوق، فلم يعد أي منهما، وكان علي ان أتحمل وحدي عتاب الأبوين لغياب الاثنين،، فهربت، لم يصدق أحدنا الآخر، لكننا لم نغادر. وعدته بأن نحاول مرة واحدة وفي مدينة واحدة، هي هذه المدينة، سندخل كل بيت حتى نجدها، وسندعي أننا من هيئة المتانة العمرانية نحقق في صلابة البيوت تحسبًا للزلزال القادم.
دخلنا بيوت من كل الأنواع، بيوت العزاب والأسر الصغيرة والأسر الكبيرة وبيوت العائلة، بيوت لا كهرباء فيها، وقصور بها حمامات سباحة، عزمنا الناس على الأكل والشرب وقليل منهم على السجائر، أنا أدون أرقامًا لا معنى لها، بينما المسرحي يسألهم عن الأسرة ويتلصص على الغرف لعله يجدها. كانت مهمة أطول مما ظننا، خمسة شهور وثلاثة عشر يومًا، حتى انتهينا دون أن نجد للفتاة وعائلتها أي أثر، قرر المسرحي أن يبحث عنهم في كل مكان آخر.وقررت أنا العودة إلى الفندق الأولى، بصفته أقرب ما أعرف إلى البيت هنا، التليفزيون المحطم من منتصفه، محطم الآن من أعلاه وجانبيه، اختفى الراديو، ولوحة القارب الممزقة من أطرافها، ممزقة كلها تقريبًا، القارب فقط هو الشئ الذي نجا منها، قارب معلق بخيط رقيق من الأعلى، يسبح في حائط متسخ بكل أنواع البقع، هو كل ما تبقى من اللوحة، والساعة معطلة عند العاشرة بالضبط، حتى أنني عثرت على حقيبتي الفارغة، أقضي أيامي وأنا أدور حوله، رأيت فتاة تقرأ الكف في السوق، سمراء، طويلة، ذات عينين مخادعتين، قالت وهي تقرأ كفي، أنها ترى قطارًا لا تنتهي عرباته، وأخوين لي، أحدهما يشبهني تمامًا، يجريان ورائي وأنا أركض منهم وراء أخوين آخريين يشبهان الأولين، وامرأة تبدو كأم تصرخ فينا كلنا أن نتوقف عن الركض حتى تستطيع النوم، وفتى آخر يضحك من ما نفعله، ويركض في مكانه سخرية منا، ثم وفي لهجة تبدو حكيمة أنهت قراءتها بأن قالت "مسير اللي بيجري يتعب"، وحين انتهت أخبرتني، أنها تعرف أني أحد المتورطين في قصة الضحك العالي، وضحكت، سقطت في الحب. كانت القصة أصبحت مهملة تقريبًا، غطت عليها حوادث وألاعيب أكبر، قصة بائعي رحلات الفضاء، قضية الثلاثة مهرجين الذين روعوا البلاد والعباد لشهرين كاملين، وبالطبع، وأخيرًا، وليس آخرًأ، أستاذ الفلسفة الذي ادعى النبوة، واتبعته جمهرة من تلاميذ الفلسفة، يحرم التفكير، ويبشر بأن على كل إنسان أن ينفذ أول ما يخطر على باله دون أن يفكر فيه أكثر من ثانية.
أصبح الفندق بيتي، أنتظر المسرحي كما ينتظرون هيجل، وأنزل كل يوم إلى السوق، أقرأ معها الكف للناس أحيانًا، أسرق بعض الأشياء البسيطة أحيانًا أخرى، وأحيانًا أقل نتشارك بعض الألاعيب مثل تلك المرة التي أقنعنا فيها كل من السوق أن يقفوا في وضع الثبات ضاحكين، لأن السماء على وشك أن تمطر حظًا سعيدًا على كل من يقف بلا حراك يضحك.
وربما بتأثير من نبوءتها، عرضت عليها الزواج، كانت يتي��ة، قالت لي انها ستفكر في الأمر واختفت بعد ذلك ولم تعد إلى السوق اليوم التالي ولا الذي يليه ولا بعد ذلك بأسبوع، أخذت مكانها في السوق منتظرًا، وقاومت كل رغبتي في البحث عنها في كل مكان كفتاة العمارة 87، فكرت أيضًا في سفر بالقطار في كل مكان حتى أعثر على المسرحي، لكنها ظهرت أخيرًا، طرقت باب غرفتي ودخلت، دون أفتح لها، لم أعاتبها أو أسألها مرة أخرى، فقط جلست أحكي لها قصة هذه الغرفة، التليفزيون الذي حطمه المسرحي في غضب، واللوحة التي مزقناها معًا، والجيران الذي كنا نسرقهم كل ليلة، وحكت لي عن عودتها للبحث عن ما تبقى من عائلتها، بعد سؤالي لها، ثم ضجرها سريعًا من ذلك، حكيت لها عن أخي التوأم الذي هرب للبحث عني، عن عودتي لهم فلم أجده، فذهبت مرة أخرى للبحث عنه وحكت لي عن هروبها من بيتها، وهي في العاشرة، كيف تعلمت قراءة الكف، مغامراتها بين المدن والقرى، ورفاق المغامرات، عن محبين حقيقين ومتوهمين، وضحكنا، حتى طرق الجيران بابنا بكل عنف، فضحكنا أكثر وأعلى، ألقينا بالتليفزيون من الشباك، فصعد الناس مشتكون، كسروا الباب، هبطنا على المواسير، جرينا في كل تجاه، من كل الناس، وبلا نقاش جدي قررنا أن نسافر بالقطار في كل مكان حتى نعثر على المسرحي، هي نائمة على كتفي، أمامي تجلس امرأة أربعينة مع فتاة عشرينية تضحكان وهما تتحدثان عن عريس محتمل، وبائع شاي أوقع مياهًا مغلية على الأرض، وفتاتان تتكلمان بصوت خافت، ثم تضحكان بصوت عالي جدًا، أعتقد أنه بمقدار 67 ديسيبل تقريبًا، وعلى المقاعد المجاورة، فتيان يدخنان سجائرًا وهمية، ويرميان بقاياها على الناس الذين يميلون لمفاداتها ، فيضحك الفتيان، أرفع لهم قبعتي الوهمية، ولست أدري إن كنت توهمت ذلك، لكني رأيت وجه المسرحي في صحيفة، يقرأها خمسيني، وبجواره فتاة العمارة 87، وفي التحقيق أن عائلة تكتشف ابنها أخو الفتاة التوأم، الذي لم يعلموا بوجوده إلا هذا الشهر فقط.
أرى بوضوح أخي التوأم يرتدي بذلة فخمة ويمسك بأخي الصغير المحشور داخل بذلة أكبر منه، ويرقصان أمامي، بينما أنا وقارئة الكف على كوشة مصنوعة من جمبري عملاق، بجانبه صاحب مطعم السمك يقص منه كأنها يقطع شاورما،النادل والجد المزيف يغنينان بصوت عال، كنجوم كبار، وفي أحد الطاولات، بنت تبكي لأن أمها لطمتها، ومن بعيد من المدخل، المسرحي يتعارك مع رجل كبير يبدو كوالده، وأسرة العمارة 87 تحاول فك الاشتباك، والرجال الأربعة الجبناء يصورون المعركة، وامرأة عجوز بسن ذهبية، تجلس على طاولة قريبة وتغمز لي، وبجوارها شاب منهمك في الدراسة حتى النعاس، بينما يعطيني أحدهم فاتورتين ويطلب مني الحساب الآن، إحداهما لأنني أضحك بصوت عالي أكثر من120 ديسيبل، والأخرى لأن زوجتي المصون، تجاوزت الحد المسموح به من الجمال، حين سمعت المصون ذلك جن جنونها، وأخذت سكين التورتة وجرت به وراء الرجل، أمي منتصبة في فخر وتبتسم لي دون انقطاع، ولم أنتبه إلا وأخي الصغير، يمسك بقدمي، ويطلب مني العودة إلى المنزل، لأنه يريد النوم.
93 notes · View notes
hadeeluu · 4 years
Quote
لا شيء ينحت في الروح كالقصص التي نقرؤها في صغرنا. ولعلني كنت في الثامنة أو التاسعة حين قرأت قصتين بديعتين رسمتا علاقتي مع الله بصورة لا يمكن أن تخبو، بل إنّها صارت سندي ويقيني وثباتي في كل عواصف حياتي وزلازل المصائب التي ستمر بي. القصة الأولى تلك المشهورة عن نبي الله نوح، وكيف أنّه دعا قومه قروناً مطولة حتى إذا يئس من استهزائهم وتماديهم وسخريتهم بالسفينة وامتناعهم عن التصديق لآخر لحظة، رفع يديه فدعا الله أن يهلك الكافرين، وجاء الطوفان فهلك من هلك. اشتغل نوح بعد الطوفان بصنع جرارٍ فخارية طينية، فزاره ملَك ذات يوم تجسد على صورة رجل مشتر، فدفع لجملة من الجرار، وقبل أن يغادر بها، راح يحطمها الواحدة تلو الأخرى على الأرضية الصلبة. كان نوح يرقبه بصبر، وكلما كسر واحدة، انكسر قلبه على جراره التي صنعها بعناية، حتى فاض حزنه وألمه، فسأل نوح الرجل -الملَك-: لم تصنع هذا بجراري؟ فرد ذاك بأنّه دفع ثمنها فهو يمتلكها الآن. فأجاب نوح: لكنّني أحبها، وقد شكلتها بيدي وأحسنت صنعها، وتعهدتها حتى يبست في الشمس، ورعيتها كيلا تنكسر وحفظتها كيلا تتثلم ولا تتأذى، فلا تحطمها وإن دفعت ثمنها! فأجاب الملَك بصوت رخيم له هيبة الوحي وصوت السماء: فلم دعوت على عباد الله بالهلاك إذن؟ وقد خلقهم وأحسن صورهم، ونفخ الروح في طينهم ورعاهم ورباهم بنعمه، وكلأهم بعينه كل يوم.. أجرارك يا نوح أعز عليك من خلق الله عنده؟ .. يقال أنّ نوحاً سمي بهذا لنواحه الدائم بعد الحادثة حتى موته، وأقول أنّها قصة محببة إلي ، أستشهد بها كل حين بلذة ، وأسردها بطريقتي وأسلوبي كاستشهادنا ببطولات بطل قومي نفخر به، فأتباهى بهذا الخالق الرحوم العطوف وعيناي تتلألآن وتلتمعان بزهو: هذا ربي! القصة الثانية كهذه لا أذكر أين قرأتها ابتداء، ولا أذكر من تفاصيلها إلّا فحواها، لكن أنا مصرة على سردها لأنّ لها ذات الأثر الجميل منذ طفولتي. يحكى أنّ الله أوحى إلى واحد من أنبيائه -لعله موسى- أن يزور قرية ما ، ثم أن يدعو الله في ختام اليوم عن الجو الذي ي��بغي أن يكون غداً. فارتحل إليها، وفي طريقه التقى مزارعاً في الحقول فسأله عن زراعته وعما يوده؟ فأجاب المزارع: لقد نثرت بذري ونمت براعمه وأود لو فاضت السماء بماء منهمر حتى تغمر الحقول بالماء فيزدهر الزرع والتجارة، وإن تأخر المطر فستذبل البراعم وتصفر وسأفلس. فمشى موسى قليلاً حتى التقى بفلاح آخر، فسأله ذات السؤال فقال: لا! لا أود أن تمطر إلّا بعد أيام، لأنّني اقترضت ثمن بذوري متأخراً، وبالكاد زرعتها وما تزال جذورها ضعيفة فإن أمطرت قريباً فسيجرفها الماء وسيطالبني الدائنون بالسداد وسأطرد من دكاني. مر عند صانع للخزف فدعا الخزاف الله أن تدوم الشمس ساطعة حارقة لتجف آنيته وألا تهب الريح حتى لا تلتصق الهوام بأصباغه اللزجة، ودمعت عينه وهو يشكو سوء الحال. حين سأل موسى صياداً مطرقاً عند قاربه ماذا يرجو، قال أن تهب الريح قليلاً ليحسن الصيد، وأن تخبو حرارة الشمس لتعينه على رحلة النهار فقد أصابته حمى ورأسه يغلي وأبوه شيخ كبير وأطفاله جياع. مر موسى عند عشرين رجلاً، كل منهم يبتهل ويدعو في فاقته لظروف مناخية تعارض الآخر، فأصابت الحيرة موسى واغتم وهو يفكر كيف له أن يقرر من منهم سيهلك جوعاً ومن سيبتهج غداً، حتى رفع كفيه يناجي الله أن يعفيه من مهمته. تنتهي القصة باستيعاب موسى لحكمة الله الباهرة كما يجب أن تنتهي كل المواعظ لمن يعقلون، لكنّنا قوم لا يسمعون ولا يهتدون. ألا يجدر بنا أن نخرس حين نجادل الجبار ملك الملوك اللطيف الخبير المستوي على العرش صاحب المقادير منذ الأزل في حكمته وقضائه؟
سُلاف مطر
55 notes · View notes
sihrbayan · 4 years
Photo
Tumblr media
عظيمنا الحالي يعتبر خيرَ مثالٍ للعزة الإسلامية إنه سلطان العلماء وبائع الأمراء إنه المجاهد الهمام الفصيح الكلام رمز العزة ورمز السلام الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام. هو مغربي الأصل شامي المولد مصري الممات ولد الشيخ في بيتٍ من بيوت دمشق حاضرة الأمويين والمفارقة العجيبة أن هذا الشيخ العظيم لم يطلب العلم إلا متأخرًا ! ولعل سيرته تمثل خير مثالٍ لأولئك الشباب الذين يتحججون بأن قطار العلم قد فاتهم فبالرغم من بدايته المتأخرة بلغ من العلم مبلغًا عظيمًا حتى أصبح إمام الجامع الأموي في دمشق وكان هذا أعلى منصب يمكن للعالم أن يناله في بلاد الشام . في ذلك الوقت أقدم أمير دمشق (الصالح إسماعيل ) إلى موالات الصليبين فأعطاهم حصن الصفد والثقيف وسمح لهم بدخول دمشق لشراء السلاح والتزوّد بالطعام فاستنكر العزّ بن عبد السلام ذلك وصعد المنبر وخطب في الناس خطبة أفتى فيها بحُرمة بيع السلاح للفرنجة وبحُرمة الصلح معهم ثم نزل دون الدّعاء للحاكم فاعتبِر الملك ذلك عصيانا فغضب على العزّ وسجنه. بعد ذلك هاجر الشيخ إلى مصر ليكرمه السلطان نجم الدين أيوب فرغم المناصب الهامة التي تولاها الشيخ في مصر التزم بقول كلمة الحق ومجاهرة الحكام بها في القاهرة. ففي أحد الأيام تيقن الشيخ من وجود حانة تبيع الخمور في القاهرة فخرج إلى السلطان نجم الدين أيوب وناداه بصوتٍ مرتفع : "يا أيوب ! ما حجتك عند اللّه إذا قال لك : ألم أبوِّىء لك ملك مصر ثم تبيح الخمور؟ فقال السلطان : هل جرى هذا؟ فقال الشيخ : نعم فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة. وعندما عاد الشيخ سأله أحد التلاميذ: كيف استطعت أن تقف أمام السلطان العظيم وتصرخ به أمام أمرائه وتناديه باسمه مجردا؟ أما خفته؟ فقال الشيخ : يا بني رأيته في تلك العظمة فأردتُ أن أهينه لئلا تكبر نفسُه فتؤذيه ! و واللّه يا بني إني كلما استحضرتُ هيبة اللّه تعالى صار السلطان أمامي كالقط وعندما تولى السلطان قطز مقاليد الحكم في مصر أراد أن يجمع المال من الشعب لتجهيز الجيش فطلب الفتوى من الشيخ العز بن عبد السلام فقال له إنه يجب عليه أولًا أن يجمع الذهب الموجود عند أمراء المماليك لكي لا يبقى معهم إلا أسلحتهم وخيولهم وعندها يصبح الأمراء في نفس مستوى عامة الشعب وقتها فقط يمكن له أن يأخذ تلك الفتوى ! وفعلا نفذ السلطان ما قاله شيخه عندها وقف الشيخ في جوامع مصر يحرض الناس على الجهاد فاستطاع زرع روح النصر في نفوس المصريين وخرج الشيخ بنفسه إلى ساحة الجهاد لينتصر المسلمون في معركة "عين جالوت " الخالدة. ظل الشيخ يجاهد في سبيل اللّه حتى بلغ 83 من عمره توفي سنة 660 هـ، ليصلي عليه جميع أهل مصر وهم يبكون على خسارة أعظم علمائهم .
8 notes · View notes