إنَّما أشكو بثِّي وحزني إلى الله ، ليس فقط لقدرته العظيمة ولا لكونه الوحيد القادر على محوِ هذا الحزن من جذوره بل لأنه الوحيد الذي يعلمُ وبدقة كيف حدث هذا كله وكيف آلت الأمور إلى ما آلت إليه ؛ لأنه وخلال هذا المشوار الطويل الوعِر من كان معي خطوةً بخطوة ، ونَفَساً بنَفَس ، وعثرةً بِعثرة ... هو من يعلمُ جيداً كم بذلت من مجهود إلى ما أسعى إليه.. يعلمُ مقدار تعبي ، فشلي ونجاحي ، معرفتي وجهلي ، يعلمُ همي ويغسله مع حديثي معه ، ولأنه في كل مرة يزيلُ عني قلقي ، ويُطمئنُ خوفي ، يواسيني في عوضه الدائم حين لا ينجح الأمر يفهمني دون أن أتكلم ويعرفُ ما يجولُ في داخلي ، يفهمُ الذي لا يفهمهُ الناس عني ، لهذا تحديداً أشكو إليه .. لأن لا حاجةَ لي معه للشرح المُستفيض المؤلم ولا لإعطاءِ الأدلة والتبريرات المُعرضة للشك ، لأنه يعلمُ كل ما في جوفي سواءً ما نطقهُ لساني ، أو ما حبسهُ دمعي ولأنه أعلمُ مني مالا يعلمه خلقه.. أشكو بثِّي وحزني وما أنت أعلمُ به مني إليك يا إلهي فلا تردني خائب الآمال مكسور الجناح اللهمَّ اجبر قلبي من كل كسر ❤🩹
"اللهم أنَت ربِّي ، لا يخفى عليك ما في قلبي ، فاللهم طمأنينة منك ، وغنى بك .. اللهم اني أعوذ بك من ضيقة القلب ، وشعور لا يُشكى ولا يفهم .. اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم ، ولا تجعلني أشكي لمن لا يخشى عليّ من حزني .. اللهم إني أُفوض دنياي كلها إليك."
ولولا اليقينُ التامُّ الذي لا مريةَ فيه أنّ هذه الدنيا بما فيها ماضيةٌ نحو الفناء، وأنّنا في طريقٍ عانىٰ منه أسلافنا من هجرةٍ وفقدٍ وآلام، وأنّ كل ذلك يعقبه نعيمٌ سرمديّ، وقولهم من كلّ بابٍ {سلامٌ عليكم بما صبرتم فنِعم عقبى الدار} فلولا ذاك لمتنا كمَدا ..