Tumgik
#لكل دولار
sh0kri-blog · 1 year
Text
الشركات الهندية: الدرهم الإماراتي بديل للدولار في صفقات النفط
أظهرت التقارير الأخيرة أن مصافي التكرير الهندية بدأت في دفع الكثير من النفط الروسي الذي تشتريه من خلال الشركات التجارية في دبي بالدرهم الإماراتي بدلاً من الدولار الأمريكي. وبينما لا تعترف الهند بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو ، وقد لا تنتهك مشترياتها من النفط الروسي هذه العقوبات على أي حال ، فإن البنوك والمؤسسات المالية تتوخى الحذر بشأن مدفوعات التسوية حتى لا تندرج عن غير قصد ضمن الإجراءات…
View On WordPress
0 notes
noureddine1985-blog · 10 months
Video
youtube
"ربح سهل وسريع! اكتشف موقعًا رائعًا يتيح لك ربح 0.12 دولار لكل دقيقة تقض...
0 notes
greencandles · 2 years
Text
Tumblr media
0 notes
t-ablog · 4 months
Text
مقال عن الامارات ومن يقودوها
اتمنى من الإخوة والأخوات الإماراتين
إلا يأخذوا الكلام بصفة شخصية لأننا جميعا نعرف طيبة الشعب الاماراتى ونحن جميعا اخوة
المشكلة ب حكامنا هم من يسقطونا فى الوحل ونحن لا حيلة لنا ..
فالكلام ليس للشعب الاماراتى
بل لهذا الحاكم الذى تعدت أفعاله كل ما يمكن أن يقال وان كانت أفعال حكامنا كلها تخجلنا من انفسنا
____ما سبق مقدمة اعتذار لكل شعب الإمارات والكلام غير موجه لهم
____ المقال منقول عن ا. شيرين عرفة . منصة x
‏‎#الإمارات ... الدولة المافيا
الخنجر المسموم في ظهر الإسلام والمسلمين
مع توالي الشهادات المرعبة القادمة من السودان، عن تدمير وتخريب للمنازل والممتلكات، عن قتل عشوائي ودفن للأحياء، عن آلاف الحالات المفزعة من اغتصاب للفتيات والنساء، والتي تم بعضها أمام أعين الإخوة والأزواج والآباء، مع عملية تهجير للأهالي واستيطان لمرتزقة ميليشيا الدعم السريع في القرى والمدن التي يقومون باجتياحها
يجب أن نعلم أن دولة الإمارات، تقف بقوة خلف تلك الميليشيا الإجرامية، المسماة بقوات الدعم السريع، بقيادة حميدتي، وجنودها المرتزقة، وتدعمها بالمال والسلاح، بغية السيطرة عن طريقها، على مناجم الذهب، وقطاع المعادن من نحاس ويورانيوم، وكذلك آبار النفط، وهي ثروات ضخمة، تمتلىء بها أرض السودان، ولا يدخل خزينة الدولة شيءٌ من عائداتها.
فالإمارات تحمل الوزر الأكبر لكل الدماء المسفوكة من إخوتنا السودانيين، وهي المسئولة عن كل الفظاعات التي تحدث لهم ويندى لها الجبين.
فالدولة، التي هي من المفترض أنها عربية، بقيادة، حاكمها "محمد بن زايد" نذرت نفسها للقيام بأقذر دور عدائي، يمكننا رصده عبر التاريخ، تجاه الإسلام والمسلمين.
فهي لم تكتف بإعلان العداء السافر للربيع العربي، وتمويلها الثورات المضادة، ودعم كل المستبدين العرب، للتنكيل بشعوبهم، فكانت الظهير الأقوى لانقلاب السيسي العسكري على الحاكم المنتخب، ودعمت ومولت كل المذابح التي ارتكبها بحق الثوار والمعارضين المصريين.
كذلك أيدت بقاء بشار الأسد في حكم سوريا، رغما عن المجازر المؤلمة، التي ارتكبها بحق شعبه، ودعمته منذ اليوم الأول للثورة.
وفي ليبيا دعمت "خليفة حفتر" للانقلاب على الحكومة الشرعية، وساهمت في اشعال النزاعات، وسفك الدم الليبي، من أجل السيطرة على آبار النفط، وحتى لايصل الليبيون أبدا لمرحلة بناء دولتهم وتحقيق الديمقراطية التي يحلمون بها.
وفي اليمن، قامت بضرب الجيش الوطني، ودعمت الفصائل المسلحة، لإنشاء جيوش مناطقية، تهدف إلى ضرب وحدة البلاد، وتقسيمها إلى شمال وجنوب، من أجل إحكام سيطرتها على جنوب اليمن، واحتلال موانيه
كما شيدت المعتقلات لسجن وتعذيب اليمنيين
كذلك دعمت صفقة القرن، ومولتها للإجهاز على القضية الفلسطينية والقضاء على حركات المقاومة بها، ودعمت المحتل الصهيوني بكل أشكال الدعم، واعترفت بإسرائيل وعاصمتها القدس، وقامت بتأليب الرأي العام العالمي على حماس، وإعلانها منظمة إرهابية، وفي حرب غزة الأخيرة، اصطفت مع الجيش الإسرائيلي، ودعمته في حرب الإبادة التي تعرض لها سكان القطاع.
كما كانت المحرض الاول على قطر وحصارها عربيا في عام 2017
وعملت على زعزعة الأمن في الصومال، مما اضطر الأخيرة لطردها من ميناء بربرة
كما سعت لخلق حالة عدائية بين الحكومة الموريتانية والحركات الإسلامية بها، مما تسبب في تهديد كافة المراكز الإسلامية فيها بالاغلاق
ولم تسلم من شرورها أي بقعة على وجه الأرض يقطنها مسلمون
ففي الهند، دعمت الحكومة الهندوسية ضد إقليم كشمير المسلم، وأعلنت صراحة تأييد موقف الهند في ضمها لكشمير
ومع ازدياد الانتهاكات والجرائم الدموية للهندوس، أعلنت عن بناء المعابد الهندوسية، وتشييد تمثال ضخم لـ”بوذا” على أراضيها، استفزازا لمشاعر المسلمين
وفي مالي، دعمت العملية العسكرية الفرنسية ضد الحركات الإسلامية بها، ومولتها بالمال والسلاح
كما ساعدت على اشعال التوترات في القرن الإفريقي، من خلال دور عسكري ومخابراتي قذر
كما دعمت الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، على الرئيس أردوغان عام 2016، وقد وجهت الأخيرة لها اتهاما رسميا بذلك، وقدمت أدلة على إنفاق الإمارات، لهذا الغرض، 3 مليار دولار.
ربما نحتاج إلى مجلدات لفضح الدور الملعون الذي تلعبه الإمارات، ضد كل مسلمي الأرض
وهو ما يستوجب علينا الدعوة لمقاطعة ذلك الخنجر المسموم، المغروس في ظهر الأمة
ذراع الماسونية وأداتها الدنيئة، لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية
الدولة المافيا، المتجردة من أية أخلاق أو دين أو حتى نوازع فطرية إنسانية
والعمل على نشر تلك الدعوة في بلادنا العربية والإسلامية، عبر كافة وسائل الإعلام المتاحة، ومواقع التواصل الإجتماعي، والمنتديات والتجمعات
ولنرفع شعار : ‎#قاطعوا_الإمارات وأفضحوا مخططاتها
قاطعوا منتجاتها، والسياحة فيها، والسفر عبر أراضيها واستخدام الطيران التابع لها
قاطعوها بكل أشكال المقاطعة الممكنة
قاطعوا ‎#الدولة_المافيا
بقلم "شرين عرفة"
‎#انقذو_السودان ‎#الامارات_تقتل_السودانين
Tumblr media
مع ملاحظة أن أغلب حكام العرب صناعه صهيونيه كما أعلنت جولدا مائير إنه سيأتى يوم سنحكم العرب بواسطه صهاينه وهذا ماتم بالفعل من المحيط إلى الخليج حتى فى مصر كما هو واضح .وإن شاء الله التغير قادم إلى المنطقه كلها وقدت بدأت حماس ومن غزه بدا
سيأتى يوما ونتحرر ....
T
25 notes · View notes
cactus4444 · 5 months
Text
منذ قليل كنت أجهز فيديو حول خسائر ستاربكس بسبب المقاطعة والتي بلغت 11 مليار دولار بحسب صحيفة نيوزويك الأمريكية وهذه بشرى لكل شخص ساهم في هذه المقاطعة المباركة.
المهم أثناء البحث عن لقطات من داخل المتجر لاستعمالها في الفيديو وصلت إلى قناتهم وبدأت أشاهد عشرات المقاطع القديمة ومن خلال تحليل إعلاناتهم وأفكارهم اكتشفت الآتي:
1- ستاربكس أقوى شركة داعمة للشواذ جنسيًا
2- ستاربكس أقوى شركة داعمة للجيش الأمريكي
3- ستاربكس أقوى شركة داعمة للأفكار النسوية
في الفيديو المرفق مثلا تعلن ستاربكس بكل فخر أنها ملتزمة بتوظيف 10000 من قدامى المحاربين الأمريكيين وأزواج العسكريين وتنوي زيادة العدد إلى 25000 في عام 2025 وهذا طبعًا تكريمًا لهم على المهمة العظيمة في قتل الأبرياء حول العالم.
فقط عليك أن تفكر أين يحارب هؤلاء ومن يقتلون؟!
هنا سوف تدرك أن مقاطعة هذه الشركة كانت ضرورية قبل أحداث غزة بسنوات طويلة لكن للأسف لم ننتبه إلا الآن!
#منقول
16 notes · View notes
nahed30 · 1 year
Text
ما بين سنتي 796-798 هـ حدث مجاعة بالقاهرة وإختفاء للطعام وغلاء الأسعار.
أمر السلطان الظاهر سيف الدين برقوق بخبز الدقيق وتوزيعه على الناس.
وحدد تسعيرة لكل السلع إجباريًا على التجار.
ثم بنى موائد الطعام في الشوارع والأسواق وجعل فيها الطعام من اللحم والمرق والخبز.
ومن لا يريد اخذ الطعام الجاهز كان يعطيه درهم للطعام ونصف درهم للخبز .
ولم يمت في هذه المحنة أحد من الجوع أبدًا , بل إن الفقراء باعوا الخبز من كثرة ما توفر عندهم.
وحدث أن تجمع عند بيته 500 فقير من القاهرة فأعطى من ماله الخاص لكل فقير 50 درهم ما يعادل 1100 دولار بسعر اليوم !!
كان السلطان برقوق يبيت في الشوارع مع الناس وقت الأزمة يشاركهم همومهم .
كان يقدم الطعام بنفسه في الموائد وينظر في طلبات الناس ويقضيها لهم .
ومرت الأزمة على القاهرة بخير وسلام .
لكن كان السلطان لا يشبع إلا إن شبع الناس قبله !!!
📚المصدر :
السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي. .......
بدائع الزهور في وقائع الدهور لإبن إلياس.
المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك لسعيد عبد الفتاح.
24 notes · View notes
thameralrkabey · 9 days
Text
عندما اكتمل عدد الركاب بالقطار المتجه من فرنسا إلى بريطانيا، كانت هناك امرأة فرنسية يجلس بجانبها رجل انجليزي بالصدفة.
بدى التوتر ظاهرا على وجه المرأة الفرنسية فسألها الانجليزي:
لم أنتِ قلقة يا سيدتي؟
قالت: أحمل معي دولارات فوق المصرح به. معي عشرة آلاف دولار.
سالها: وكم الحد الأقصى المسموح به لكل شخص؟
قالت وقد زاد ارتباكها وهي تشاهد رجال الأمن قادمين نحوها للتفتيش: فقط خمسة الاف دولار لكل شخص.
قال الانجليزي: هيا بسرعه.. اقسمي العشرة آلاف دولار بيننا.
خمسة ألاف دولار لكل واحد منا. واكتبي لي عنوانك لأعيدها لك عند وصولنا الى لندن.
ترددت الفرنسية قليلا.. لكنها وافقت مضطرة.. ففعلت.. أعطته نصف المبلغ ( خمسة آلاف دولار) وأعطته عنوانها ..
عند التفتيش كانت الفرنسية تقف أمام الانجليزي عند الشرطة ومرت بدون اي مشاكل.
وهنا صاح الانجليزي:
ياحضرة الضابط...
هذه المرأة كانت تحمل عشرة الاف دولار.
نصفها عندي والنصف الآخر معها وانا لا أخون وطني فقد تعاونت معها لأثبت لكم حبي لبريطانيا العظمى.
وفعلا اعادوا تفتيشها مرة أخرى ووجدوا المبلغ.. وأعطاهم الانجليزي أيضا النصف الآخر من النقود. وهكذا صادر الأمن كل العشرة آلاف دولار كاملة وسط ذهول المرأة.
شكروا الانجليزي بعد أن أثنوا على وطنيته.. وعبر القطار مكملا سفره ألى بريطانيا.
اما الفرنسية فقد تم توقيفها في مركز الشرطة لعدة ساعات وتم مصادرة كل اموالها.
تم الإفراج عنها لاحقا بعد أن وَبَّخَها الضابط بشِدّة.
خرجت مذهولة من قسم الشرطة تندب حظها بعد أن خسرت العشرة ألاف دولار..
وبعد يومين فوجئت المرأة الفرنسية بالرجل الانجليزي نفسه عند باب بيتها.
فقالت له بغضب:
يا لوقاحتك..
يا لحقارتك وجرأتك مالذي تريده الآن؟
إبتسم.. ثم ناولها ظرف يحوي عشرين الف دولار.
صُعقت.. ثم قالت بدهشة كبيرة:
ما هذا..!!!
قال ببرود:
هذه أموالك العشرة ألاف دولار مع مكافأة مني لك عشرة ألاف دولار أُخرى. فيكون المجموع عشرين ألف دولار.
لقد تضاعف مبلغك خلال يومين فقط.. وهل يوجد أفضل من هذا؟؟
فاستغربت من أمره.
فقال: لاتتعجبي ياسيدتي فقد أردت إلهاءهم عن حقيبتي التي كان فيها تقريبا نصف مليون دولار.
لقد كنت مضطرا لهذه الحيلة.
*العبرة:
ما أكثر هؤلاء اللصوص الحقيقيين الذين يَدَّعون الشرف والنزاهة.
Tumblr media
4 notes · View notes
tadkiraimania · 2 years
Text
Tumblr media
في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على أزمة التزام المسلمين في عالم يشهد استكبار طاغوت النظام العالمي الجديد أو ما يسمى بالعولمة: عولمة ظاهرها التقدُّم و الرُّقي و الانفتاح الاقتصادي و باطنها السيطرة على العالم و الغزو الاقتصادي و الاستعمار الثقافي. إنه الإفساد في الأرض باسم الحضارة.
Tumblr media
العولمة المتوحشة
العولمة تعني: جعل العالَم عالمًا واحدا، موَجهًا تَوْجِيهًا واحدًا في إطار حضارةٍ واحدة، و يرتكز مفهومُ العولمة على التقدُّم الهائل في التكنولوجيا و المعلوماتيَّة، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.
و العولمة في الأصل هي: السيطرة على العالم، و جعله في نسق واحد، و ذكر توماس فريدمان (صحفي و كاتب أمريكي) أن العولمة الحالية نوع من الهيمنة الأمريكية، و العولَمة لها تأثيرٌ كبير على حياتنا الدينية و الاجتماعية و الثقافية، فالعولمة تعني بالضرورة: اختراق البنْية الثقافية المحلية، و تفاقم مخاطر الاستلاب و الغزو و الاستعمار الثقافي، بل مخاطر مَحْو الهُوية و نزع الخصوصية الشخصية التي ما زالت الأمم تضحِّي بالأرواح في سبيل الحفاظ عليها.
فالذي نشاهده اليوم في ظلِّ هذا النظام الجديد، و التبشير بالعولمة: دولٌ تفكَّكَتْ كما يحدث الآن في أفغانستان، و الصومال، و العراق، و السودان، و اليمن، و سوريا، و لبنان، و ليبيا،حيث مذابح ضد الإنسان بشكْلٍ عام، و المسلم بشكل خاصٍّ، و ارتكبت دون تحقيق دولي، و كما حدث في البوسنة و الهرسك في قلب أوروبا، و ما حدث في كوسوفا، و ما حدث في رواندا؛ حيث أُبِيد أكثر من نصف مليون مواطن، دون أن تُحَرِّك القوى المهيمنة ساكنًا.
أبرز مخاطر العولمة
للعولمة مخاطرَ ضخمة، و مفاسدَ جمة، من خلال تحوُّل العالم إلى غابة إلكترونية يستعلي فيها الكبار على الصِّغار.
فغاية العولمة هي سيطرة الأقوياء ماديًّا و حضاريًّا على الضُّعفاء، مستخدمين قدراتِهم و سبقهم في توظيف آليَّات العولمة وثمار التقنية لصالِحهم؛ حتى تتمَّ عملية "تغريب العالم"، أو "أمركة العالم"، إستنادا إلى ما دعا إليه الرَّئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عندما قال: "إنَّ أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري، و أنَّنا نستشعر أن علينا التزامًا مُقدسًا لتحويل العالم لصورتنا".
الخطر المجتمعي
يحذر علماء الإصلاح الاجتماعي من أن أسوأ ما يقع على الأمم هو انقسام مجتمعها إلى طبقات الأغنياء و الفقراء، و أنَّ الآثار السيئة لتكدُّس الأموال في أيدي قلة من الناس تسبب تسلُّطهم و تحكمهم في مصير الكثرة، و تسخرهم لخدمتهم بغير حق، فمثلاً: هناك ثلاثة هم أغنى أغنياء أمريكا - على رأسهم بيل جيتس - ثروتهم أكثر من ثروة قارة إفريقيا كلها، التي يزيد بها عدد السُّكان عن 800 مليون نسمة، كما أنَّ حوالي 30% من الثروة في أمريكا يملكها 2.27 مليون شخص، من أصل ما يزيد عن 292 مليون من سكان أمريكا، حسب تقرير الثروة العالمية لعام 2004.
الخطر الثقافي
من أهداف العولمة صهر الثقافات الموجودة في ثقافة واحدة هي الثَّقافة الغربية، و لا سيما الأمريكيَّة، و جعلها النموذج العالمي، مستغلة التقدُّم التكنولوجي في مجال الاتصالات، و ما ترسله عبر الفضائيَّات من سيل جارف من المواد الإعلاميَّة، و تفريغ العالم من الهوية الوطنية و القومية الدينية، فمثلاً: يوجد في العالم 6000 لغة، لكن90 % من برامج الإنترنت تبث باللغة الإنجليزية؛ مما يسبب تهميشًا للغات الأخرى، حتى اللغات الحية منها.
الخطر ا��اقتصادي
يتجلى الخطر الاقتصادي في السيطرة على رؤوس المال العربية، و استثماراتها في الغرب، فالعالم العربي الذي تتفاقم ديونه بمقدار 50 ألف دولار في الدقيقة الواحدة هو نفسه الذي تبلغ حجم استثماراته في أوروبا وحدها 465 مليار دولار عام 1995م، بعد أن كانت 670 مليارًا عام 1986م، فنتيجة عدم الاستقرار السياسي و الاقتصادي و التبعية النفسية للغرب؛ تصب هذه الأموال هناك لتدار حسب المنظومة الغربية.
و يتجلى أيضا في الهيمنة الأمريكية على اقتصاديات العالم من خلال القضاء على سُلطة و قوة الدولة الوطنية في المجال الاقتصادي؛ بحيث تصبح الدولة تحت رحمة صندوق النقد الدولي، حين تستجدي منه المعونة و المساعدة عبر بوابة القروض ذات الشروط المجحفة، و خاضعة لسيطرة الاحتكارات و الشركات الأمريكية الكبرى على اقتصاد الدول.
الخطر الديني
1- التشكيك و خَلْخَلة المعتَقَدات الدِّينية، و طمْس المقدَّسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر المادي اللا ديني الغربي، أو إحلال الفلْسفة المادية الغربية محل العقيدة الإسلامية، و إضعاف عقيدة الولاء و البراء، و الحب و البغض في الله، و إن استمرار مشاهدة الحياة الغربية، و إبراز زعماء الشرق و الغرب داخل بيوتنا مع ذِكْر أعمالهم و قوتهم و سيطرتهم على غيرهم، و الاستمرار في عرض التمثيليات و المسلسلات المترجمة و الرومانسية، سيضعف و يكسر الحاجز الشعوري بقوة الإسلام، و يرسخ هيمنة الغرْب، فمع كثرة المساس يقل الإحساس.
2- تقليد النصارى في عقيدتهم، و ذلك باكتساب كثيرٍ من عاداتهم المحرَّمة و غير مقبولة، و التي ربما تقْدح في عقيدة المسلم و هو لا يعلم؛ كالانحناء، و التشبه بالنساء, و لبس القلائد ووالصلبان، و إقامة الأعياد العامة و الخاصة، و هذا واضح و منتشر بين الشباب في أشكالِهم و ملابسهم.
3- نشْر الكفر و الإلحاد؛ حيث إن كثيرًا من شعوب تلك الدول لا يؤمنون بدين، و لا يعترفون بعقيدة سماوية، فلا حرج عندهم إذا نشروا أفلامًا تدعو بطريقة أو بأخرى لتعلم السحر و الشعوذة و الكهانة التي يقحمونها في بعض ألعابهم وأفلامهم.
4- استبعاد الإسلام و إقصاؤه عن الحكم و التشريع، و عن التربية و الأخلاق، و إفساح المجال للنظم و القوانين و القيَم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية و العلمانية البرجماتيَّة.
5- تحويل المناسبات الدينية إلى مناسبات استهلاكية، و ذلك بتفْريغها من القِيَم و الغايات الإيمانية إلى قيَم السوق الاستهلاكية (كمثال رمضان الذي تحول إلى شهر لاستهلاك السلع و إهمال غايته التعبدية).
6- إنتشار الجمعيات الأهلية المدعومة غربيًّا، التي تقوم بمحاربة الهُوية الثقافية الإسلامية، و إثارة الشبَه و الشكوك حول النظُم و التشريعات الإسلامية، و خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين المرأة و الرجل و قضايا المرأة المسلمة.
7- تغريب الإنسان المسلم، و عزله عن قضاياه و همومه الإسلامية، و إدخال الضعف لديه، و التشكيك في جميع قناعته الدينية، و هويته الثقافية.
8- إشاعة الجنس و الإباحية وثقافة العنف التي مِن شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف كأسلوب للحياة و كظاهرة عادية و طبيعية، و تمجد اللذة و الشهوات، و ما يترتّب على ذلك من انتشار الرذيلة و الجريمة و العنف في المجتمعات الإسلامية، و قتل أوقات الشباب بتضييعها في توافه الأمور، و بما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه و أخلاقه و سلوكه و حركته في الحياة، و تساهم في هذا الجانب شبكات الاتصال الحديثة و القنوات الفضائية و برامج الإعلانات و الدعايات للسلع الغربية، و هي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش الحياء و المروءة و الكرامة الإنسانية (الدكتور إبراهيم الناصر- كتاب العولمة مقاومة و استثمار).
Tumblr media
حقيقة الالتزام بالاسلام
إن الالتزام في مدلوله اللغوي يعني ملازمة الشيء و التمسك به و إلزام النفس به، و على هذا فالملتزم بالإسلام قد ألزم نفسه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واتخذ الإسلام عقيدة و عبادة و معاملة و أخلاقًا و سلوكًا في الظاهر و الباطن، يعيش المسلم إسلامه في سره و علانيته، في نفسه و مع زوجته و أبنائه و أسرته، و في مجتمعه و مع سائر الناس، فالمسلم الملتزم بدينه لا يتجرد من إسلامه أنى كان، و لو اقتضت ظروفه المعيشية أن يعيش مع غير المسلمين بعيدًا عن البيئة الإسلامية عليه أن يلتزم بدينه، إثباتًا للهوية الإسلامية، و كأن الشخص الملتزم بإسلامه ذكرًا كان أو أنثى إسلام حي في واقع الحياة يمشي على قدمين، و التزام الإسلام بهذا المفهوم هو الالتزام الذي كان سائدًا في سلف هذه الأمة انطلاقًا من الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه. ولا يكون الالتزام بالإسلام في جانب من جوانبه فقط، و إنما يكون الإسلام في عمومه ابتداءً بالتصور و العقيدة، و الملتزم بالإسلام يعبد الله بما شرع وفق تعاليم نبيه، فبه وحده يقتدي، و إياه وحده يتبع، يعصي هوى نفسه، و يستجيب لسنة نبيه، و لا التزام مع مخالفة هدي الرسول، و قد أمر أمته باتباعه و الاستمساك بهديه فقال صلى الله عليه و سلم: ( فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ) [رواه أبو داود و الترمذي و قال: حديث حسن صحيح].
إن هناك رجالاً و نساءً و فتيانًا و فتيات يعانون معاناة لا حد لها من أجل التزامهم بدينهم، أحاطت بهم المشاكل و الأزمات، و مع ذلك هم صامدون ملتزمون بدينهم التزاما صحيحًا في نطاق بشريتهم، و لا يرضون أبدًا أن يشار إلى دينهم بسوء، و هم بالتزامهم يجسدون الصورة الحية للصبغة الإسلامية التي صبغهم الله بها {وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة:138].
الانهزام النفسي عند الشباب المسلم
تستهدف العولمة إعادة صياغة الشريحة الشبابية لأنها تشكل أغلبية سكانية في العالم الثالث و لأن الشباب هم الثروة البشرية الحقيقية لأوطانهم و مجتمعهم ، و الشباب هم أكثر تمردا و رفضا للنظام الاجتماعي و السياسي و أكثر رفضا للعادات في مجتمعاتهم نتيجة لعجزها عن إشباع حاجاتهم الأساسية، و هم الأكثر ميلا لما هو جديد يحركهم الطموح و التطلع إلى المستقبل.
و على هذا تظل قوى العولمة متربصة بالشباب تغذي الإشباع الغريزي لهم تارة من خلال الإعلان و الإعلام و تارة أخرى من خلال السلع التي تتدفق رخيصة في الأسواق أو من خلال إبداع سلع جديدة يستهلكها الشباب وحدهم كالجنس الذي تبيعه التكنولوجيات الحديثة للإعلام أو المعلومات. حيث يميل الشباب لمشاهدة الجنس في الفضائيات أو على شبكة الانترنت أو ممارسته عبر الهاتف، كما أن الشباب هم أسرع تأثرا بالتغيرات العالمية و الإقليمية في ظل ثورة الاتصالات، بالإضافة إلى تطلع كثير من الشباب للهجرة إلى أمريكا و في حالة عجزه عن تحقيق هذا الحلم يحاول تحقيقه في خياله أو تقليد الثقافة الأمريكية أو بعبارة أصح إنه الولع بتقليد المغلوب للغالب الشيء الذي يولد انهزاما نفسيا للشباب، و الهزيمة النفسية من الخطورة بمكان لكونها الممهدة لأي هزيمة حضارية و عسكرية و ثقافية و معنوية و روحية.
فالشباب لا يعي أن العولمة تحارب الثقافة و الهوية العربية الإسلامية من خلال نشر القيم الغربية التي لا مكان لها في القرآن و الشريعة الإسلامية و في عادات و تقاليد و تراث المسلمين، و منها بوجه خاص: تحييد اللغة العربية و إقصائها من المجال الفكري و الثقافي بإحلال اللغة الانجليزية، فرض عملية التنوير و العلمانية على المجتمعات الإسلامية بما فيها الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، فرض الديمقراطية الغربية على المجتمع ، الترويج للائحة حقوق الإنسان غربية المصدر و الثقافة، الدعاية لحرية المرأة و مساواتها بالرجل و رفض تعدد الزوجات، الترويج للحرية الجنسية و السماح بالزواج من الجنس المماثل، و التحلل من كل التزام أخلاقي و عائلي.
إن العولمة تقدم النموذج الأمريكي للشباب على أنه النموذج الأرقى الذي يجب احتذاؤه من خلال الترويج الإعلامي الذي يتكفل بمهمة غسل أدمغة الشباب: من لغة، و وجبات سريعة، و ملابس جينز- تشيرت، و موسي��ى الجاز و الميتال الصاخبة، و أفلام عنف و مسلسلات و أغاني مبتذلة، و ترويج الثقافة السطحية و زرع اليأس و السلبية و اللامبالاة، و فقدان الثقة بالنفس.
و مما لاشك فيه أن الهيمنة الثقافية أخطر من الهيمنة الاقتصادية، فالهيمنة الثقافية تعمل على تدمير الإرادة و الشخصية و تشويه المعارف و طمس الهوية حتى يتحلل الشباب من انتماءاته الإسلامية و يصبح مسخا مشوها غير قادر على الإبداع المتميز أو الدفاع عن هويته و عقيدته أو مقاومة أشكال السيطرة و الهيمنة في أبعادها المختلفة.
و نتيجة لذلك انحسر التفاعل الاجتماعي و أصبحت الأنانية الفردية هي المعيار الذي يحكم سلوك الشباب، و انهار الجانب الاجتماعي بسبب ضعف قيمه و معاييره المؤسسة له، و أصبحت الغاية تبرر الوسيلة، فانتشر الغش و الفساد الأخلاقي و ارتفعت نسبة الانحراف بين الشباب، و انتشرت مجموعة من الأنماط الإجرامية كالعنف و الاعتداء على السيدات و ارتكاب الجرائم الجنسية، و ازدادت الاتجاهات السلبية و ظهور و استفحال ثقافة الاستهلاك، و قد أدى ذلك إلى إنتاج شباب يعيش يومه لإشباع حاجاته في مستواها الحيواني، عازفا عن المشاركة في الحياة العامة و منسحبا إلى داخل ذاته (الدكتور محمد عرابي- تأثير العولمة على ثقافة الشباب).
أسئلة اليقظة من الهزيمة الننفسية
– ما الذي يجعل الأفراد و الجماعات و الشعوب و الأمم على مر التاريخ الإنساني تنهزم و تستسلم؟ قد يستساغ ـ على مضض ـ أن يخضع فرد، حزب، جماعة … لكن، كيف نستطيع أن نستوعب خضوع أمة و خنوعها؟
– أن يستحسن بعض “العامة” و يتلذذوا بالخضوع و الخنوع، و يحسوا بالزهو و الافتخار في لحظة من لحظات خدمتهم للمترفين، أمر مفهوم، لكن كيف تبرر “الخاصة” من العلماء و المفكرين و المثقفين هزيمتهم النفسية و الفكرية؟ بل كيف يصل بهم الأمر للدفاع المستميت عن أنظمة العسف و الظلم؟
– أن يواجه الكبراء و المترفون الرسل و الأنبياء و المصلحين أمر معلل مفهوم، أما أن تشارك شعوب في محاربتهم، فهذا أمر غريب. فلماذا؟
– ما الذي جعل “المثقفين” في عهد سيدنا موسى ـ و هم هنا مجموعة من السحرة ـ يدافعون عن الباطل الفرعوني، و يعملون على الشرعنة له، و تجميله، ثم التحول بعد ذلك إلى صف الحق الموسوي، و الدعوة له و الموت في سبيله؟
– سلمان الفارسي، هذا الشاب المدلل المنعم، ما الذي اختلج في نفسه؟ ما الذي حركه؟ ما الذي أخرجه حتى هرب من العز و النعيم، و جال و سافر، و شقي و تعب، و بيع و استعبد. ماذا كان يطلب؟ ما الدافع؟
– أصحاب الأخدود: لماذا اختاروا الارتماء في أحضان أخاديد النار على النكوص إلى الخلف و التخلي عن المبدأ؟
– ما الذي دفع “بلعم بن باعوراء” و هو الرجل الصالح الذي علمه الله تعالى اسمه الأعظم أن ينقلب على عقبه، و يتحول إلى غاو يدعو على نبي الله موسى، فكان كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث؟
عوامل ذاتية للهزيمة النفسية
لا شك أن الهزيمة النفسية أمام طاغوت العولمة يعاني منها الكبار و الشباب بصفة عامة، و هناك عدة عوامل تقف وراء الهزيمة النفسية، و سنخلط بشكل واع بين العوامل التي تصيب الأفراد و المجتمعات دون فصل بينها، لأنها متداخلة و متشابكة و يصعب في كثير من الأحيان التمييز بينها.
1- نعتقد بأن العامل الأساسي و المركزي وراء إنتاج هذا المرض النفسي و المجتمعي، يتمثل في قلة الثقة بالله تعالى و بموعوده الذي يحتم انتصار الحق على الباطل، و يحسم في أن ” الأرض يرثها عباده الصالحون”، و أن هذا الدين منصور منتصر إذا التزم حاملوه بشروط النصر المبينة في القرآن، و على رأسها الإيمان ثم التدافع و الإعداد الطويل المتدرج. لأن عنصر الزمن أمر جوهري في كل مطلب تغييري.
2- و يمكن أن نربط بهذا العامل مجموعة من الأسباب التي تدور في فلكه و من جنسه، لكننا سنقتصر على ذكر واحد منها، و هو كثرة الذنوب و المعاصي، التي تعني ـ فيما تعنيه ـ انهزام الإنسان المسلم أمام عقبة شهواته، و استسلامه أمام جبهة النفس و الهوى و الشيطان. و من هنا تكون عناصر المقاومة الداخلية مخربة، فيعجز عن مواجهة التحديات الخارجية و الوقوف في وجهها، و من ثم تكون استجابته بمثابة استسلام و انهزام.
3- العامل الثالث الذي يغرس هذه العلة في نفسية الإنسان المسلم هو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه و سلم بالوهـن، أي حب الدنيا، و التنافس و التهارش على ملذاتها، و التشبث بعيشها و لو بشروط غاية في الإسفاف و المذلة. و في المقابل، كراهية شديدة للموت.
4- أما العامل الرابع فيتجلى في غياب مشروع مجتمعي تغييري لدى النخب الثقافية و الاجتماعية و السياسية الطامحة للتغيير، مما يجعلها مرتهنة بالتدبير اليوميّ، و فعلها يكون بمثابة رد فعل على أعمال الآخرين و اقتراحاتهم و اجتهاداتهم. و قد تظن بعضها امتلاكها لهذا المشروع، لكن عدم وضوحه فقها و تنزيلا، يجعل وجوده كعدمه، و يجعل أنصارها يتحركون في حلقة مفرغة، مقدمات بلا نتائج.
5- العامل الخامس يتلخص فيما يقوم به الاعداء من “ضغط منظم” في الزمان و المكان، ماديا و معنويا.
6- العامل السادس يتجلى فيما تقوم به الأنظمة من تضليل ممنهج، و تلاعب بعقول الجماهير بواسطة الإعلام خاصة، و كذا عن طريق نشر الإشاعة. هذا العامل يفرخ آخر من جنسه يتمثل في الترويض الذليل لنفسية الفرد.
7- العامل السابع يبرز على شكل أمراض نفسية عميقة تحول دون النهوض لطلب التغيير، مثل الذهنية الرعوية، التي ترفع شعار: “إن أحسن الناس أحسنت، و إن أساؤوا أسأت”، و عادات سلبية جارفة.
8- خطورة بعض الكتابات و التنظيرات التي تدّعي الواقعية و العقلانية (بعضها بدون خلفيات، و البعض الآخر عن سوء نية)، و هي في العمق منهزمة ذاتيا، و ناشرة لفكر الإحباط و الانبطاح بين صفوف أبناء الأمة.
9- العامل التاسع يكمن في الفقر و الحاجة، و الذي يجعل الإنسان حبيس البحث عن لقمة العيش، غير مبال بما يدور حوله و ما يحاك ضده. فالإنسان الجائع لا يهتم كثيرا بالمبادئ و الأفكار، فهمُّه منصبٌّ أساسا حول لقمته و لقمة عياله، و هو مستعد لأن يتلون بلون من يشبع فاقته، من أجل ذلك قال الفقهاء قديما: ”لا تستشر من ليس في بيته دقيق”.
قراءة في التاريخ: الاستضعاف و التصر
من خلال عرض نموذجين؛ الأول عن غزوة الأحزاب، و الثاني عن واقع فلسطين اليوم ـ نرصد الجامع بينهما: شدة تكالب القوى السياسية و اتحادها من أجل اجتثاث الدعوة و المقاومة، و في المقابل صبر و مصابرة المجاهدين في كلتي المرحلتين التاريخيتين المتباعدتين، ليخرجوا من وهدة الاستضعاف منتصرين، و ليحققوا منعطفا مهما في تاريخ الأمة الإسلامية.
غزوة الأحزاب
قال الله سبحانه و تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا، إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } [الأحزاب:9-11].
في هذه الغزوة نقف عند درسين :
الدرس الأول: يستوقفنا فيه مشهد التبشير من رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي نتج عنه موقفان: موقف التصديق الكامل و الثقة التامة بموعود الله و رسوله. و في ذلك يقول الله تعالى: { وَ لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ۚ وَ مَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وتَسْلِيمًا } [الأحزاب:22]؛ قال ابن عباس و قتادة :” يعنون قوله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة:212]؛ أي هذا ما وعدنا الله و رسوله من الابتلاء و الاختبار و الامتحان الذي يعقبه النصر القريب”.
أما الموقف الثاني فموقف التكذيب و التردد و النفاق، الذي تبناه بعض من كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في المعركة، و هم الذين قال فيهم الله تعالى: { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } [الأحزاب:12] و طائفة ثالثة استأذنت النبي في الرجوع، و قال فيهم الله تعالى: { وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَ مَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا } (د[الأحزاب:13].
الدرس الثاني: نتساءل من خلاله عن سر انتصار المسلمين في هذه الغزوة؟ و تحدثنا كتب التاريخ و السير أن العامل السر يكمن أساسا في التضرع و الدعاء إلى الله تعالى، و إظهار الافتقار، و التجرد من الحول و القوة، بعدما أعدوا، طبعا، كل ما في الوسع و الطاقة. و النتيجة، أن الله تعالى نصرهم بوسيلتين لا دخل للمسلمين فيهم��:
الأولى: تمثلت في ريح هوجاء مخيفة في ليلة شديدة الظلمة و البرودة، عصفت بخيام المحاصِرين، من قريش و حلفائهم، و شتتت جموعهم.
و الثانية: رجل مشرك أسلم حديثا هو نعيم بن مسعود الغطفاني، نفذ خطة، بمشورة رسول الله صلى الله عليه و سلم، عنوانها الرئيس زرع الشك بين الأطراف المتحالفة، الأمر الذي أربك المشركين، و بعثر أوراقهم.
يحدثنا التاريخ، أن من سنة الله تعالى الخاصة بهذه الأمة، أن يجعل لها سببية غيبية، لا تدخل في حساب العقل: الإيمان عدة، و الصلاة عدة، و الصبر عدة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة:153].
فلسطين: الابتلاء و المشروع
لماذا لم تنكسر إرادة الشعب الفلسطيني؟
ليست ”قضية فلسطين” قضية محلية، أو صراع على الأرض و الموارد الطبيعية، بل هي مصيرية، دينية عقدية عند طرفي الصراع. و الدلائل تبين أنها بداية المواجهة الحاسمة بين الحق و الباطل: مع المحتل إيديولوجية دينية و تنبؤ بقيام مملكة صهيون الألفية، و مع المسلمين وعد إلهي بمقاتلتهم في بيت المقدس.
و في انتظار المواجهة الهائلة، يفعل التحدي الصهيوني فعله في واقع المسلمين و نفسيتهم. فكيف هي استجابة المسلمين، فرادى و جماعات، لهذا التحدي؟
عرَّت الهزائم المتتالية أمام إسرائيل عن عمق تفكك مجتمعاتنا و انهزامها و فشلها، و أظهرت مدى هوان الحكام العرب و تبعيتهم، في حين أن الآخر الصهيوني، و هو صاحب مشروع، أنشأ دولة لتبقى، حسب تصوره، و لتسود و تسيطر.
المشكلة أن السائد عندنا اليوم أن إسرائيل تحدِّ يستحيل تجاوزه. و مرد هذه الهزيمة النفسية أننا عزلنا هذا العائق و ضخمناه متأثرين بهمومنا اليومية و آلامنا. و الواجب يفرض في هذه الحالة أن نضعه في سياقه التاريخي، و أن نقيسه بمقياس القرآن و السنة.
و في هذا السياق يطمئننا التاريخ الإسلامي أن الأمة مرت بتحديات “وجودية”، و مع ذلك قامت الأمة من كبوتها و سقطتها. و كتب التاريخ تعج بالأخبار و النصوص التي تصور حالة المسلمين أثناء الغزو المغولي (فاجعة المغول) لبلاد الإسلام. و ابن الأثير، كمثال، يتوقف عن سرد الوقائع و الأحداث المفجعة، ظنا منه أن في ذلك نعي للإسلام و المسلمين، و هو القائل: "فيا ليت أمي لم تلدني، و يا ليتني مت قبل حدوثها و كنت نسيا منسيا" (كتاب الكامل)، و أما شيخ الإسلام ابن تيمية وصفها رأي ��لعين و مما قال فيها:"و حدث من أنواع البلوى ما جعلها قيامة مختصرة من القيامة الكبرى"(كتاب الفتاوى).
إن التاريخ يثبت لنا أن الأمم يمكن أن تنهض مهما كانت النكسات إذا توفرت الشروط الضرورية لذلك ( ألمانيا و اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كمثال ).
و في تصورنا فإن إسرائيل ستبقى مدة من الزمن، قد تطول و قد تقصر، من أجل امتحاننا و تمحيصنا، و هذا يدخل في مجال ما يسمى بـ ”أمر الله الكوني“، ستبقى حتـى تنضج فينا شروط النصر، و في نفس الوقت هي مشروع إعداد جيل عودة الأمة إلى أداء دورها الطليعي الرسالي.
فما العمل؟
علينا أن نفهم أولا ثم نتحرك؛ نفهم و نستوعب و نعي تاريخ الأنبياء، الذي يعلمنا أن الأقوام الذين تمردوا على الله تعالى و آذوا رسله، و أهانوا عباده، و شكلوا عقبة أمام انتشار الدعوة و تربعها في قلوب الناس، أزاحهم مبدأ “تداول الأيام” بطريقة رهيبة من مسار التاريخ، و أصبحوا عبرة و تذكرة .
و بعد الفهم، يأتي الاستعداد لموعود الله ـ و هو المعروف في سورة الإسراء بـ” وعد الآخرة” ـ مع القَبول، بقلب مطمئن، بشروط المعركة، كما قبلها رسل الله تعالى، و التشبث مثلهم بعنصر الزمن و الإعراض عن المعارك الجانبية اللاهية. فمن سنة الله تعالى مع عباده، أن يمن عليهم بالنصر و التمكين بعد الفتن و الامتحان: تمحيصا و حصحصة. و صدق الله العظيم إذ يقول: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَ لَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [يوسف:110] (الهزيمة النفسية أو عندما تنكسر الإرادة- عبد الهادي المهادي- هسبريس 2014).
Tumblr media
الاعتزاز بالإسلام
العزة خلق محمود، و هي من أعظم أخلاق الإسلام، فالمسلم لا يهان و لا يستضعف و لا يستخف به، وأعظم ما يعتز به المسلم دينه و كتاب ربه عز و جل.
و قد حرم الإسلام على المسلم أن يهون، أو يستذل، أو يستضعف، أو تخدش كرامته و تجرح عقيدته، فالعزة و الإباء و الكرامة من أبرز الخلال التي نادى الإسلام بها، و غرسها في مجتمع الأمة الإسلامية. قال الله عز و جل: { و حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَ لَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [يوسف:110].
و من خلال نموذجين من القصص التي سجلها لنا التاريخ نتأمل فيهما عظمة الاعتزار بالإسلام و الثبات على الحق و الاستعلاء على الباطل و الثقة بالله تعالى و الدعوة إليه:
النموذج الأول: الصحابي ربعي بن عامر
في غزوة القادسية أرسل رستم قائد الروم إلى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه و يكلمنا، فأرسل سعد ربعي بن عامر إليهم .
فدخل ربعي عليهم و قد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة و الزرابي المبثوثة و أظهر اليواقيت و الوسائد المنسوجة بالذهب و الزينة العظيمة و غير ذلك من الأمتعة الثمينة.. و عليه تاج من الذهب و يجلس على سرير من الذهب، فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة و معه سلاحه و سيفه الذي وضعه في خرقة و ترس و فرس قصيرة .. و لم يزل راكبًا الفرس حتى داس بها على البساط.. ثم نزل و ربط حبل فرسه بوسادتين شقهما، فلما اقترب من رستم قال له الجنود : ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم و لكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل ربعي و هو يمشي و يمزق الوسائد و النمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة و لا نمرقًا إلا أفسدها و هتكها، فلما أقبل عند رستم قال له: ما جاء بكم؟ فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من ذهب، قال : ( الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، و من ضيق الدنيا إلى سعتها، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه و رجعنا عنه، و من أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله ) فقال رستم: و ما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى الدخول في الإسلام و النصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا، فقال: نعم .. و لكن كم أحب إليكم؟ يومًا أو يومين؟ قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا و رؤساء قومنا و نتشاور في أمرنا .. فقال له ربعي: ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نؤخر القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك و أمر قومك ثم اختر واحدة من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، و إما القتال، و إما الجزية عن يد و أنتم صاغرون، و أنا كفيل بذلك عن أصحابي.
فتعجب رستم و قال له: أسيدهم أنت حتى تقرر؟ فقال: لا، و لكن المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أرجح و أعظم عزًا من كلام هذا الرجل؟ فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا و تدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه؟ فقال رستم: ويلكم لا تنظروا إلى الثياب و لكن انظروا إلى الرأي و الكلام و السيرة، إن العرب يستخفون بالثياب و المأكل و يصونون الأحساب (موقع الكلم الطيب).
النموذج الثاني: السلطان عبد الحميد الثاني
توفي السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله عن عمر 57 عاما، قضى ثلاثة عقود منها في ح��م دولة مترامية الأطراف تنوء بحملها الثقيل، فكان شغله الشاغل طوال هذه الحقبة إنقاذ "الرجل المريض"، أو تأجيل حتفه يوما على الأقل، و هو اللقب الذي أطلقه الأعداء المتربصون على الدولة العثمانية في عصر الأفول.
كانت ثمة مواقف و تحديات أثقلت كاهل الخليفة، و جعلت من تصديه المتواصل لها أسطورة تاريخية ما زالت تلهم الأدباء و الشعراء و مبدعي الدراما حتى يومنا هذا. و أوجز أمير الشعراء أحمد شوقي المأساة بلسان الأمة قائلا:
ضجَّت عليك مآذنٌ و منابرٌ و بكت عليك ممالك و نَواح
و لقد سجل لنا التاريخ قصة السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله مع صهاينة اليهود، كان تيودور هرتزل مؤسس المنظمة الصهيونية هو الذي حوَّل قضيَّة اليهود الصهيونية إلى قضيَّةٍ عالميَّة! و تمكن هرتزل في 17 مايو 1901م من تدبير لقاء مع السلطان عبد الحميد الثاني في إسطنبول، و عرض عليه أن يدفع اليهود ثلاثة ملايين جنيهًا إنجليزيًّا إلى الدولة العثمانية، في مقابل السماح لهم بالهجرة إلى فلسطين، و إقامة وطنٍ تابعٍ للدولة العثمانية يدفعون فيه الجزية لها، و لكن السلطان رفض بإصرار. غادر هرتزل إسطنبول، لكنَّه لم ييأس، بل أرسل مع بعض المقرَّبين يُقدِّم عرضًا ماليًّا جديدًا.
و هنا قال السلطان كلمته الشهيرة التي أغلق بها باب الحديث مع هرتزل و الصهاينة: «إنصحوا الدكتور هرتزل بألَّا يتَّخذ خطواتٍ جدِّيَّةً في هذا الموضوع؛ فإنِّي لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبرٍ واحدٍ من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمَّة الإسلاميَّة التي جاهدت في سبيلها، و روتها بدمائها. فليحتفظ اليهود بملايينهم، و إذا مُزِّقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أمَّا و أنا حيٌّ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلاميَّة، و هذا أمرٌ لا يكون. إنَّني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا و نحن على قيد الحياة» (موقع قصة الإسلام).
يقول المستشرق الفرنسي لو شاتلي: "إذا أردتم أن تغزوا الإسلام و تكسروا شوكته، و تقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كلّ العقائد السابقة و اللاحقة لها، و التي كانت السبب الأول و الرئيسي لاعتزاز المسلمين و شموخهم، و سبب سيادتهم و غزوهم للعالم، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم، و الأمة الإسلامية بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم، و كتابهم «القرآن» و تحويلهم عن كلّ ذلك بواسطة نشر ثقافتكم و تاريخكم، و نشر روح الإباحية، و توفير عوامل الهدم المعنوي" (كتاب حقبة من التاريخ للشيخ عثمان بن محمد الخميس).
قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون:8]، فإن عزة الله قهره من دونه، و عزة رسوله إظهار دينه على الأديان كلها، و عزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم،
و قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر:10]. و بعض الناس تجده يتنازل عن أشياء من دينه ليرضي الكفار و يبين تسامح الإسلام، و هذا من الذل و ليس من العز، فالمسلم يرفع رأسه بهذا الدين و يفخر به،.
فخور بإسلامي
إن الاعتزاز بالإسلام و الانتساب إليه هو من أهم أسباب الرفعة للأمم، و هذا عمر الفاروق رضي الله عنه يسطر هذه القاعدة خالدة إلى يوم الدين فقال: "كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله".
فإلى اللاهثين وراء الطواغيت، و إلى الراكعين لأعدائهم، و إلى الراكضين وراء المال و الجاه، و إلى المفتونين بمتاع و زينة الكفار، و إلى المعتكفين في محراب المذاهب و الأفكار الضالة، و إلى الغارقين في شهوات الدنيا: هلا تمعنتم في قول الفاروق الذي لم يكن في قومه في الجاهلية ذليلا و لم يكن عبدا مهانا و إنما كان سيدا مهابا و رجلا عزيزا و مع ذلك يقول هذه المقولة عن تجربة و خبرة و علم.
لو رجعنا إلى القرآن و السنة النبوية و سيرة الصحابة الكرام و التابعين و من تبعهم من الصالحين، و إلى تاريخ و تراث و ماضي أمتنا، لوجدنا سنة إلهية تمضي على نسق واحد: كلما رجعت الأمة إلى دينها و تمسكت به، سادت الأمم و وصلت إلى القمة، و كلما حادت عن الطريق و ابتعدت عن الإعتزاز و الافتخار بهذا الدين سقطت في أودية الذل لا يرفعها إلا عودتها لدينها و تمسكها به و اعتزازها به.
قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور:55-56].
وإنَّ مْن يتأمَّل تاريخ الإسلام الطويل في سائر العصور و شتَّى الأمصار، لَيتَجلَّى له حفْظ الله للإسلام، و صدْق وعده ببقائه و ظهوره على سائر الأديان، و تحقيق وعْد الله جلَّت قدرته للمؤمنين بالعز و التَّمكين، و النصر المبين على سائر أعداء الدين، مهما كانوا عليه من قلَّة العدد و ضعْف العُدد، و مهما كان عليه أعداء الدين من كثْرة في العَدد و قوَّة في العُدد، و إنَّ ذلك ممَّا يبعد خواطر السلبية و التشاؤم عن القلوب، و يَبعَث على التفاؤل بتمَكُّن الإسلام في القلوب، و ضرورة غلبته و ظهوره و هَيْمَنته على سائر الأمم و الشُّعوب.
و رغم جُهُود أعداء الإسلام الجبَّارة في حرب الإسلام و كثْرة مُؤامَراتهم و مُؤتَمراتهم على أهله على الدَّوام، فإنَّ الصَّحوة في المسلِمين قد عمَّت الآفاق، وأَغاظَتْ بحمد الله الكافرين و أهل النِّفاق، فعلى المسلمين أن يثقوا بوَعْدِ الله بالنصر للإسلام و المسلمين، و يستَقِيموا على الإسلام و يدعوا إليه، و يدافِعُوا عنه، ليكونوا من أولياء الله المتَّقِين و أحبابه المؤمنين و جنده الغالبين؛ قال الله سبحانه تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر:51]؛ أي: بالحجة و البرهان و النصر، في الآخرة بالحكم لهم و لأتباعهم بالثواب، و لمن حاربهم بشدة العقاب (تفسير السعدي).
و في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد عن تميم الدَّاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل و النَّهار، و لا يترك الله بيت مَدَرٍ و لا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، و ذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر) [ المدر: الطين، الوبر: صوف أو شعر].
و في حديث الملحمة الكبرى بشَّر الرسول صلَّى الله عليْه و سلَّم بانتصار المسلمين على اليهود و الرُّوم آخِر الزمان، و بفتح روما عاصمة الفاتيكان؛ روى معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( عمران بيت المقدس خراب يثرب، و خراب يثرب خروج الملحمة، و خروج الملحمة فتح القسطنطينية، و فتح القسطنطينية خروج الدجال ) [رواه أبو داود].
و قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:6].
إذن لا بد لكل مسلم و مسلمة أن يعلنها مدوية: ديني الذي أحمل هو الإسلام، فخور بإسلامي و سأبقى فخورا بإسلامي، فهو الدين الحق الذي سينقذ البشرية و يخرجها من ظلم الظالمين و قهر الطواغيت و جور الأديان إلى عدل الإسلام، و يخرجها من الهوان و الذل الذي تغرق فيه إلى عزة الإسلام، و إن الله عز و جل على كل شيء لقدير.
 ملحوظة: الفديو أسفله قمت بتصميمه سابقا و نشرته على حسابي بالأنستقرام: https://www.instagram.com/ac.hraf8198
إستمعت إلى الأنشودة أكثر من مرة، فألهمتني موضوع كتابة هذه المقالة، و ارتأيت أن أدرجها هنا مسكا للختام.
52 notes · View notes
alhafez · 3 months
Text
#تستحق_القراءة
اشترط أستاذ مادة علم الاجتماع في #جامعة_ماليزية على طلابه #إسعاد_إنسان واحد طوال الأربعة أشهر، مدة الفصل الدراسي، للحصول على الدرجة الكاملة في مادته.
وفرض الأستاذ الماليزي على طلبته الثلاثين أن يكون هذا الإنسان خارج محيط أسرته وأن يقدم عرضا مرئيا عن ما قام به في نهاية الفصل أمام زملائه.
لم يكتف الأستاذ بهذه المبادرة بل اتفق مع #شركة_ماليزية خاصة لرعايتها عبر تكريم أفضل 10 #مبادرات بما يعادل ألف دولار أميركي لكل مبادرة.
في نهاية الفصل الدراسي نجح الطلاب الثلاثون بالحصول على الدرجة الكاملة، لكن اختار زملاؤهم بالتصويت أفضل 10 مبادرات بعد أن قدم الجميع عروضهم على مسرح الجامعة، وحضرها آباء وأمهات الطلبة الموجودين في #كوالالمبور.
نشرت هذه #المبادرات_الإنسانية أجواء مفعمة بالمفاجآت والسعادة في #ماليزيا قبل عامين، فالجميع كان يحاول أن يقدم عملا إنسانيا مختلفا يرسم فيه السعادة على وجه غيره.
لقد قام طالب ماليزي وهو أحد الفائزين العشرة، بوضع هدية صغيرة يوميا أمام باب شقة زميله في سكن الجامعة وهو هندي مسلم، ابتعثه والده لدراسة الطب في ماليزيا.
اختار الطالب هذا الطالب تحديدا لأنه شعر بأنه لا يمتلك أصدقاء أو ابتسامة طوال مجاورته له لنحو عام،
كان الطالب الهندي لا يتحدث مع أحد ولا أحد يتحدث معه، يبدو حزينا وبائسا مما جعل زميله الطالب الماليزي يرى أنه الشخص المناسب للعمل على إسعاده.
أول هدية كانت رسالة صغيرة وضعها تحت باب شقته كتبها على جهاز الكمبيوتر في الجامعة دون توقيع كتب له فيها:
"كنت أتطلع صغيرا إلى أن أصبح طبيبا مثلك، لكني ضعيف في مواد العلوم، إن الله رزقك ذكاء ستسهم عبره بإسعاد البشرية".
في اليوم التالي اشترى الطالب الماليزي قبعة تقليدية ماليزية ووضعها خلف الباب ومعها رسالة:
"أتمنى أن تنال قبولك هذه القبعة".
في المساء شاهد الطالب الماليزي زميله الهندي يعتمر القبعة ويرتدي ابتسامة لم يتصفحها في وجهه من قبل،
ليس ذلك فحسب بل شاهد في حسابه في الفيس بوك صورة ضوئية للرسالة الأولى التي كتبها له، وأخرى للقبعة، التي وضعها أمام باب منزله، وأجمل ما رأى هو تعليق والد طالب الطب الهندي في الفيس بوك على صورة رسالته، والذي قال فيه:
"حتى زملاؤك في الجامعة يرونك طبيبا حاذقا،
لا تخذلهم واستمر".
دفع هذا التعليق الطالب الماليزي على الاستمرار في الكتابة وتقديم الهدايا العينية الصغيرة إلى زميله يوميا دون أن يكشف عن هويته !!
كانت ابتسامة الطالب الهندي تكبر كل يوم، وصفحته في الفيس بوك وتويتر تزدحم بالأصدقاء والأسئلة:
"على ماذا حصلت اليوم؟"،
"لا تتأخر... نريد أن نعرف ما هي الهدية الجديدة؟".
تغيرت حياة الطالب الهندي تماما، تحول من انطوائي وحزين إلى مبتسم واجتماعي بفضل زميله الماليزي !!
بعد شهرين من الهدايا والرسائل أصبح #الطالب_الهندي حديث الجامعة، التي طلبت منه أن يروي تجربته مع هذه الهدايا في لقاء اجتماعي مع الطلبة، تحدث الطالب الهندي أمام زملائه عن هذه الهدية وكانت المفاجأة عندما أخبر الحضور بأن الرسالة الأولى، التي تلقاها جعلته يعدل عن قراره في الانصراف عن دراسة الطب ويتجاوز الصعوبات والتحديات الأكاديمية والثقافية التي كان يتعرض لها.
لعب الطالب الماليزي، محمد شريف، دورا محوريا في حياة هذا الطالب بفضل عمل صغير قام به.
سيصبح الطالب الهندي طبيبا يوما ما وسينقذ حياة العشرات والفضل بعد الله لمن ربت على كتفه برسالة حانية..
اجتاز الطالب الماليزي #مادة_علم_الاجتماع، ولكنه ما زال مرتبطا بإسعاد شخص كل فصل دراسي، بعد أن لمس الأثر الذي تركه، اعتاد قبل أن يخلد إلى الفراش أن يكتب رسالة أو يغلف هدية.
اتفق محمد مع #شركة_أجهزة_إلكترونية لتحول مشروعه اليومي إلى عمل مؤسسي يسهم في #استدامة_المشروع واستقطاب متطوعين يرسمون السعادة في أرجاء ماليزيا.
ما احوجنا أن نكون مصدر سرور لبعضنا !!
أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ .
🌸🌞🌸
4 notes · View notes
nadoshsalem · 1 month
Text
" نصفُ عام إذاً ! ها قد مرّ الشهر السادس والعدوان الهمجيّ مستمرٌّ على أهلنا في قطاع غ،ز،ة.
وفي هذا الشهر احتفى العالم "بيوم المرأة"، ثم "عيد الأمّ" ونسي الكثيرون أن المرأة والأمّ الفلسطىىىَّة هي من أكثر الفئات التي تعاني جسدياً ونفسياً داخل القطاع الصامد!
فغياب أبسط الاحتياجات النسائية الخاصّة من ملبس وأغراض صحيّة صالحة للاستخدام، يجعل من تحمّل الحياة اليومية داخل مناطق النزوح شبه مستحيل.
📢من حقّ كل فتاة وزوجة وأمّ أن تتوفّر لها احتياجاتها الخاصة بالعناية، هذه أولوية وليست ترفاً أو رفاهية!
عليه نطلق الفرص الذهبيّة لكل امرأة ليبيّة أن تسند شقيقتها الغزّاوية، وتساهم في دعم صمود بناتنا وأمّهاتنا الصابرات في أرض العزّة، وذلك من خلال توفير حقائب نسائية تشتمل على:
🌸 طقم ثوب صلاة
🌸 فوط صحيّة
🌸ورق حمام
🌸 علبة تحتوي على ألواح الصابون
🌸 وشاح نسائي
فإن لم تشعر المرأة بمعاناة امرأةٍ مثلها، فمن يفعل؟! ورسولنا ﷺ بشّر بعظيم الثواب حين قال: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة".
🖇 تكلفة الحقيبة الواحدة: (45 دولار$).
🖇بالإمكان التكفّل بثمن حقيبة كاملة أو جزء من المبلغ.
🖇ملاحظة: لا يمكننا إيصال الحقائب لحالات فرديّة، سيُنفّذ المشروع بإذن الله في مراكز النزوح، وسيتم توثيقه بعد مدّة من وصول المبلغ.
📌 🔴 نقاط التبرع بمدينة طرابلس:
- محل لوڤيزا للاكسسوارات - مول الجرابة الدور الأول.
- محل OOTD للملابس النسائية، العنوان: النوفليين شارع سهى الحسناء
🔴 نقاط التبرع بمدينة مصراتة:
يمكنكم تسليم تبرعاتكم لإدارة مركز مشكاة للمرأة والطفل يرجى الاتصال مسبقا وإبلاغنا بموعد الحضور:
0915591021
🔴 صناديق التبرع بمدينة مصراتة:
- مكتبة ابن نصر
🔴كما يمكنكم تسليم تبرعاتكم لمندوبنا في طرابلس:
0928370262 📞
..
#حملة_مسرى " .
Tumblr media
▪︎ رابط الصفحة على الفيسبوك :
2 notes · View notes
goingnoowhere · 1 year
Text
وسط تريندات الرجل السيجما اللي بيتجاهل الفتيات عمدًا فبيموتوا عليه أكتر، واسطورة انساهم تلاقيهم ورا ضهرك ماشيين، ومقولة مورجان فريمان الشهيرة عن ضرورة عدم ملاحقة النسوان، بحس إن من كتر التعرض لكل ده بقى الواحد إما سيمب وإما قليل الذوق، مفيش وسط.
وطبعاً الشائع دلوقتي إن السميبات في الدرك الأسفل من الرجولة، وإنك تكون قليل الذوق احسنلك بكتير، على الأقل ساعتها هتحظى باستحسان اقرانك اللي مستنيين أي لحظة لطف منك تجاه الجنس الآخر عشان يتم وصمك بكونك سيمب.
وده بيخليني أفكر من إمتى اتقسم الرجالة الى سيمبات وسيجمات؟
يعني لو رجعنا بالزمن شوية، قول للقرن ال19، هنلاقي إن أكتر حاجة رجولية أي راجل ممكن يعملها والناس تفضل تحكي وتتحاكى عليها، هي إنه يقع في غرام واحدة ويعمل كل حاجة عشان يوصلها، من أول الاشعار والجري وراها في كل مكان لحد إنه ينتـحر عشان مبقاش قادر يوصلها، وحتى انتـحاره بالنسبة للمجتمع ساعتها كان فعل بطولي وشريف. (مدرسة الادب الرومانتيكي كلها كانت قايمة على كده في الأساس)
حتى قبلها بكام قرن كانت المبارزة من أجل النساء حاجة مشهورة وشائعة، وكانت بتعكس الشرف والرجولة وقدرة الشخص على التضحية بحياته من أجل إثبات رجولته.
بالمرة تعالى نرجع ورا شوية كمان، لحقبة زمنية من المفضلين بالنسبالي، حقبة الفروسية والعيش في الصحرا والرجولة كلها.
شوف مثلا توبة بن الحمير اللي كان من أشهر قطاع الطرق عند العرب، واللي ممكن شخصيته يتعمل عليها فيلم ويستيرن امريكي قد الدنيا من الأفلام اللي بتتكلم عن ستريوتايب الرجولة. توبة وقع في غرام ليلى الأخيلية اللي كانت من أشهر شاعرات العرب في العصر الاموي ويقال إن لا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء بذات نفسها.
توبة قاطع الطرق اللي اشتهر بكثرة غاراته كان بيقول: أرتنا حياضَ المـوتِ ليلــى وراقــنا، عُيــونٌ نقّيـاتُ الحواشي تُديـرُها. عشان ترثيه ليلى بعد وفاته وتقول: أقسمتُ أبكي بعدَ توبةَ هالكـــاً، وأحفــــلُ من دارتْ عليهِ الدوائرُ، لعمركَ ما بالموتِ عارٌ على الفتى، إذا لم تصبهُ في الحياةِ المعايرُ.
الناس دي رغم قسوة حياتها واختلاف العصور اللي عاشوا فيها، كانوا شايفين ما نسميه "سمبنة" بالبطولة والرجولة، وكلامنا هنا مش دفاعًا عن السيمبات، لكن محاولة لفهم إيه سبب التغير اللي حصل وإزاي حصل؟
تعريف السيمب Simp وفقًا لقاموس إيربن الإلكتروني: هو الشخص الذي يقوم بفعل الكثير لفتاة يحبها دون أن تقدم له شيئًا في المقابل.
في مقال نشرته الCNN قالت الأم كارين ماكلانج إنها سمعت ابنها (12 سنة) بيوصف واحد صاحبه بإنه سيمب، ولما سألته عن معنى الكلمة قالها: السيمب هو شخص لو معاه 1000 دولار ممكن يعمل بيها أي حاجة في حياته، هيختار إنه يستخدمها في إنه يلفت نظر بنت عاجباه، وساعتها الناس كلها يبقى عندها حق تتريق عليه.
لاحظ إن المراهق الامريكي القابع بفلوريدا ضرب المثال بألف دولار، فما بالك لو روحت ضربتله المثال بحياة بني ادم، أو حكيلته قصة عنتره أو قيس؟
الغريب في الموضوع إن العصور اللي كان فيها من المنطقي إن الراجل يضحي بحياته من اجل واحده بيحبها، كانت المرأة ساعتها مش واخده وضعها في المجتمع وكان بيتم معاملتها كشخص درجة تانية قيمته أقل من الرجاله، بل في أحيان لا يتم النظر لها كشخص عاقل مسؤول. وبالرغم من النظرة الدونية دي كان من المنطقي المبارزة والتضحية بحياة عدد من الرجال (مواطنين درجة أولى) في سبيل امرأة (مواطن درجة تانيه)، وكان عدم الاستعداد لتضحية من النوع ده عيب في رجولة الرجل وطعن في شرفه!
أما في عصرنا الحالي، حيث اصبحت المرأة في نفس منزلة الرجل وبتتمتع بمكانة اجتماعية لم نشهدها منذ فجر التاريخ، الآية انعكست، واصبح التضحية بالف دولار من أجل لفت انتباه واحده عاجباك، هو انتقاص لرجولتك وشك في صحة قواك العقلية!
ممكن يكون ده من أسباب التغير اللي حصل، ويطلع إن العيب كان في الناس زمان مش دلوقتي، وان الرجالة اللي كانت بتتبارز أو تضحي بحياتها عشان الست اللي بيحبوها، مكنوش بيعملوا كده غير من باب الرجولة السامة والنظرة الدونية للمرأة، يعني كانوا بينظروا ليها كشئ بيحاولوا يفوزوا بيه ويضموه لممتلكاتهم، أما دلوقتي لما النظرة الدونية للمرأة اختفت، اختفت معاها كل المحاولات المباشرة (ركز على المباشرة دي) لامتلاكها.
برضه في العصور دي المرأة مكنتش مشاركة في المجتمع بشكل دائم، مكنتش زي دلوقتي متواجدة في الشغل والشارع والنت، فكانت في الأغلب عايشة في خيال الرجالة وعدم الاحتكاك بيها خلاهم يعاملوها بالمنطلق ده. إنما في عصرنا الحالي المرأة بقت في كل حتة، وده خلى من قواعد السيجما إن البحر مليان سمك وshe's not yours it's just your turn والعيال كلها بتفلرت معاها في الانبوكس خليك انت اللي جايبلها صداع.
واللي هو برضه نوع من أنواع النظرة الدونية الجديدة للمرأة، ومحاولة "غير مباشرة" لإمتلاكها بشكل آخر.
السببين اللي فاتوا ممكن يكونوا من عوامل التغير اللي حصل، لكن من وجهة نظري العامل الحاسم هو شعور التنافسية بين الرجل والمرأة اللي مكنش مألوف قبل كده. محدش كان متعود إن المرأة تنافسه في المدرسة والشغل وكمان الشارع، والإحساس ده خلى الجيل الجديد او الGeneration Z يستنكر كل محاولات الرجالة السابقة للتضحية من اجل الحصول على المرأة، من باب إن طالما هي قادرة على المنافسة والندية، فليه متضحيش هي، ليه متعبرش ��ي عن إهتمامها الأول، ليه متاخدش هي الفيرست ستيب؟
ودي خطوة جديدة في العلاقة بين الرجالة والستات مشوفنهاش قبل كده، بالرغم من مساوئها إلا إن إيقافها مش هيكون سهل، ومن وجهة نظري مش متاح، لكن التساؤل كله هو إزاي هيكون رد فعل إناث الGeneration Z، هل هينتهزوا الفرصة ويحلوا محل الذكر في العلاقات الحديثة ونعيش لليوم اللي هتبقى فيه البنت هي اللي بتتقدم للولد وهي اللي بتاخد كل الخطوات، ولا مبادئ الشخص السيجما هتنطبق على الطرفين وكل طرف هيقف على جنب ويقول اللي عايزني يجيلي؟
خصوصاً إن الاحصائيات بتقول إن الذكور الجدد في امريكا أقل جيل إقبالا على العلاقات العاطفية والجسدية من اللي قبلهم، وإن نشاطهم الحميمي في تناقص مستبدلين العلاقات بالفيديو جيمز والبورنوجرافي وصراعاتهم مع المينتال هيلث ... هل ممكن نكون داخلين على عصر فيه الأدوار هتتبدل بين الجنسين ولا هيكون عنوانه هو الزهد المشترك لأول مرة في تاريخ البشرية؟
19 notes · View notes
qasim-khalifa · 4 months
Text
📌اعرف قدر نعمة الله عليك نعمة العين واشكره عليها
مواصفات العين الواحدة من عينيك اللتي ترى بها 👁️
البعد البؤري: 17 مم.
زاوية الرؤية: 180 درجة.
معامل القطع: 0.05x - لا توجد كاميرا بهذا المعامل أصلاً.
فتحة العدسة: f/2.1 – f/8.3.
دقة الرؤية: 576 ميجابيكسل (الكاميرا الوحيدة التي تقترب من هذا الرقم تزن 4 أطنان).
حساسية الضوء: من 1 - 1000 ISO.
عمق الألوان: 7.5 بت لكل قناة = 10 ملايين لون تقريبًا.
المدى الديناميكي (التمييز بين الظل والضوء): 11-14 تدرج.
سرعة الغالق: 1/100 إلى 1/200 من الثانية، نفس السرعة موجودة في الكاميرات الحالية.
عدد اللقطات في الثانية: 1000 لقطة في الثانية الواحدة.
🔸 على فرض إمكانية تجميع كل المواصفات في كاميرا وعدسة واحدة أصلاً، هو 35 مليون دولار، فتكون العينان 70 مليون دولار !
🔸هذا بالإضافة إلى أن وزن هذا الجهاز الخارق سيكون حوالي 4 أطنان..
✅بينما لديك نفس تلك المميزات في جهاز وزنه 7 جرامات
( ‏‏أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ )
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الحمدلله على نعمة البصر والسمع والعافية
2 notes · View notes
es-r-aa7 · 6 months
Text
سنة ١٩٨٦ في احد المؤتمرات جو بايدن قال بالنص
""3 مليارات دولار سنويا لإسرائيل هي أفضل استثمار تقوم به أمريكا." إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فسيتعين على أمريكا اختراع إسرائيل لحماية مصلحة أمريكا في المناطق"
دا لكل من لسة مش قادر يستوعب ليه آمريكا ساندة اسرائيل كدة ! ، جماعة والله حقيقة الامر ان امريكا بت up-use اسرائيل ك أداة ف قلب المنطقة.
6 notes · View notes
t-ablog · 6 months
Text
‏عشان مننساش
محمد العبار صاحب مجموعة العبَّار الإماراتية، مؤسس موقع نون للتسوق للتجارة الإلكترونية بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يملك حصة 50%
اتبرع بـ170 مليون دولار امريكي لـ اسرائيل
اظن ده يتحط في اوائل ليستت المقاطعة
وشكرا للإمارات اللي بتثبت حقيقتها اكتر كل يوم عن اللي قبله
Tumblr media Tumblr media
‎#طوفات_الاقصى
____. ______. منقول
شكرا لكل المتامرين والمطبعين والخونة والمتصهينين..
دمتم اوباش تجرى الحقارة فى دمائكم
ويوما ما ستدور الدوائر
وان غدا لناظره قريب
دعونا ننتظر دورة الايام ❗
Tumblr media
T
15 notes · View notes
cactus4444 · 6 months
Text
أمتنا العظيمة!
أهل الشام العظماء!!
الأحرار في إدلب التي هي أخت غزة في القصف والمجازر يتبرعون لإخوانهم في غزة بـ 350 ألف دولار!!
رسالة لكل شحيح بخيل!!
وقاصمة لكل نظام حاكم عميل!!
لهذا يرتعب العدو من تحرر أمتنا.. تخيلوا ماذا كان سيفعل هؤلاء لو أن بلدهم حر يحكمه رئيس منهم؟!!
‏⁧ #هيئة_علماء_فلسطين ⁩ تتسلم مبلغاً يعادل ٣٥٠ ألف دولار من عملات مختلفة، وذهب، ونحوه من وزارة الأوقاف في ⁧ #حكومة_الانقاذ ⁩ في ⁧ #ادلب ⁩، والتي تبرع بها أهلنا في الشمال السوري المحرر لأهلنا في ⁧ #غزة ⁩
‏⁧ #طوفان_الأقصى ⁩
15 notes · View notes
alpostagy · 1 year
Text
من أجمل ما قرأت عن نظام التعليم فى فنلندا
1- يشترط على معلم الابتدائى ان يكون حاصل على شهادة الماجستير.
2- مدير المدرسة يتم اختياره من قبل المعلمين بالمدرسة
3- يعطى لكل طالب اول ابتدائى حاسب آلى
4- الصف لا يتجاوز 20 طالب.
5- عدد المحاضرات 5 فقط.
6- راتب المعلم اعلى من راتب رئيس الدولة.
7- في المترو والباصات هناك مقاعد بيضاء مخصصة للمعلمين فقط.
8- للمعلم { بطاقة صرف } يشترى ما يشاء من السلع وبنصف القيمة.
9- كل طالب يحصل على وجبة غذائية صحية يوميا وراتب يقدر 100 دولار شهريا
10- لا توجد امتحانات فى فنلندا ويقوم المعلم بتقيم الطالب و وضع الدرجة التى يستحقها.
8 notes · View notes