كان أبي يضربني، وكانت أمي تنقذني منه، فقلت في نفسي: ما الذي سوف يفعله أبي إذا ضربتني أمي ذات يوم؟!
ولكي أرى ذلك عصيتُ أمي حين قالت لي: "اجلب لي حليبًا من السوق"
فلم أذهب، وحين جلسنا للغداء وضعت في قصعتي إدامًا قليلًا فطلبتُ منها أن تزيد، وأمرتني أن أجلس على كرسي صغير وأتناول طعامي، ولكني فرشت على الأرض وجلست، فأوسخت ملابسي عمدًا، وتحدثت معها بلهجة فظة!
كنت أتوقع أن أمي سوف تضربني لا محالة، لكن الذي حصل أنها حضنتني بقوة، وقالت: يا ولدي! ما بك؟ أمريضٌ أنت؟
حينها انسابت دموع غزيرة من عيني لم أستطع أن أكفكفها.
مرت امام الديار قافلة مساعدات لغزة ولم يكن لي شيء اعطيه الا حبات البرتقال التي كنت ابيعها على "الطرابيزا".. رميت الأولى ثم توالت الثانية والثالثة. .. لم يكن الأمر مجرد برتقال بل كان أعمق من ذلك.. "سلم عالحبايب"
قطرة الماء في بيت النمل تعتبر بحرا ،، الأشياء ليست بحجمها دائما ،، بل بتأثيرها ،، التأثير يعطي للأشياء حجمها ، لكن الحجم لا يعطي تأثيرا دائما ....!#قصة #قصص_قصيرة #جميرا_دبي #زخرفة #رسمتي🎨 https://www.instagram.com/p/CoakeTfyyy1/?igshid=NGJjMDIxMWI=
كان جميع من في السجن يحبه بسبب مرح طبعه وبشاشة وجهه ، وكان يعمل بغير دمدمة أو تذمر ، هادئا مسالماً بغير انقطاع ، يشمئز من السرقة والفسق والإحتيال والسُكر بل كان يغضب من هذه الأعمال غضباً شديداً ، ولا يطيق أن يحتمل أي أمر معيب مشين مناف للشرف والكرامة ، ولكنه لا يحاول أن يشاجر أحدا بل يكتفي بإشاحة وجهه مستنكراً مستاء ، لم يقترف خلال إقامته سرقة ولا أتى أي عمل يمكن أن يؤخذ عليه ، وكان شديد التقوى كثير العبادة فهو يؤدي صلاته كل مساء ، ويصوم شهر رمضان ويتمسك بدينه الإسلامي وكثيراً ما كان يقضي الليل متهجداً ، كان جميع من كان في السجن يحبونه ويرون أنه إنسان شريف حقاً ، كان السجناء يلقبونه "نور الأسد" ، وقد بقي له هذا اللقب .
على سفينة الوجود ، وفي خضم المحدود ، وفي معتقل الجهل تتوهج الخرافات بل تتألق وتسود. نفتح أعيننا على أرضٍ اعتقاداً فطرياً منا ، أننا وجدنا فيها ضالة الوطن . فيتشكل لنا معنى الوطن ، فيصبح اكثر من مجرد رسم كلمة وترتيب احرف، حيث ترتبط فيه مشاعر الفرحة والحزن الاولي ، التجارب الاولية ، المعتقدات الساذجة، رائحةالصباح الرطبة الممزوجة بندي تربة زراعية ، دفئ كوب الحليب قبل الذهاب للمدرسة، الطريق الترابي غير المعبد والذي يؤدي للمدرسة والمنزل . الاعتياد والرتابة المحضةفي نمط الحياة . تصب كلها في قالب معنى الوطن. غير مدركين لا ولن ندرك حقيقة انه لا وطن لنا . نحن اقرب ان نكون نتاج التحام صلب برحم . وبعد فترة زمنية ،نوضع خارج الرحم معتقدين ومؤمنين لاحقا ، ان مهما تكن الارض التي وضعنا فيها هي الوطن. لا ليست أرض بل محطة ، فالوطن الحقيقي، أرض دائمة الوجود ،ومعنى الديمومة نفسه ينطبق علينا. فالمكان المؤقت ، سواء في وجوده او وجودنا ، يكون محطة . محطة وقوف ، انتظار، سكن، عيش، حياة، أياً يكن. ففي بوتقة الحقيقة ،نحن في أرضنا مسافرون ان صح القول ، غرباء نحسب اننا وجدنا ضالتنا ونحسب ان الارض التي نطأها وطناً، الارض التي ستطأنا هي بدورها ايضاً حينما تتجلىلنا حقيقة المكان الذي نحسبه وطناً. في مفاهيمنا غير مصيبون ، وفي أرضنا تائهون ، نبحث عن معنى يجسد كلمة الوطن ، فنحن اذاً باحثون، وفي ارضً ليست بوطنبل محطة، مسافرون. نعيش وكأننا خالدون ، ونموت كأننا لم نعش ، بين معتقدات مغلوطة هائمون ، وعن وطننا أبد الدهر ضائعون.
قُدِّر لعبدالله بن أبي بكر - رضي الله عنهما - أنْ يَتزوَّج من عاتكة بنت زيد، وهي بنت زيد بن عمرو بن نفيل القُرشية العدوية، من الصحابيات المهاجرات، وكانت حسناء جميلة ذات خلْقٍ بارِع[الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (3/ 1876)]، فأحبَّها حبًّا شديدًا حتى غَلبتْ عليه نفسَه، وشغلتْه عن مَغازيه وغيرها، فأمَرَه أبوه بطلاقها[ أُسد الغابة؛ ابن الأثير (7/181)]، فأخذ يُردِّد:
يَقُولُونَ طَلِّقْهَا وَخَيِّمْ مَكَانَهَا
مُقِيمًا تُمَنِّي النَّفْسَ أَحْلامَ نَائِمِ
وَإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ جَمِيعَهُمْ
عَلَى كَثْرَةٍ مِنِّي لَإِحْدَى العَظَائِمِ
أَرَانِي وَأَهْلِي كَالْعُجُولِ تَرَوَّحَتْ
إِلَى بَوِّهَا قَبْلَ العِشَارِ الرَّوَائِمِ
عليه أبوه حَتَّى طلَّقها، ثم تبعتْها نفسُه، فهجم عليه أبو بَكر، وهو يقول:
أَعَاتِكُ لَا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ
وَمَا نَاحَ قُمْرِيُّ الْحَمَامِ المُطَوَّقُ
أَعَاتِكُ قَلْبِي كَلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
إِلَيْكِ بِمَا تُخْفِي النُّفُوسُ مُعَلَّقُ
وَلَمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا
وَلا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ
لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَرَأْيٌ وَمَنْصِبٌ
وَخَلْقٌ سَوِيٌّ فِي الْحَيَاءِ وَمَصْدَقُ
فسمِعه والده الصديق، فرقَّ له قلبُه، فأمَرَه فارتَجعها، فقال عبدالله حين ارتَجعَها:
أَعَاتِكُ قَدْ طُلِّقْتِ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ
وَرُوجِعْتِ لِلأَمْرِ الَّذِي هُوَ كَائِنُ
كَذَلِكِ أَمْرُ اللَّهِ غَادٍ وَرَائِحٌ
عَلَى النَّاسِ فِيهِ أُلْفَةٌ وَتَبَايُنُ
وَمَا زَالَ قَلْبِي لِلتَّفَرُّقِ طَائَرًا
وَقَلْبِي لِمَا قَدْ قَرَّبَ اللَّهُ سَاكِنُ
لِيَهْنِكِ أَنِّي لَا أَرَى فِيهِ سُخْطَةً
وَأَنَّكِ قَدْ تَمَّتْ عَلَيْكِ المَحَاسِنُ
وَأَنَّكِ مِمَّنْ زَيَّنَ اللَّهُ وَجْهَهُ
وَلَيْسَ لِوَجْهٍ زَانَهُ اللَّهُ شَائِنُ[الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لابن عبدالبر (4/ 1877)]