Tumgik
#سمير صبري وشادية
ibnmega · 4 years
Text
إعادة صناعة الأفلام في السينما العربية (تقرير بحثي)
إعداد- أحمد مجاهد العزب:
لم نجد مبررا منطقيا يدفع نفس المخرج لتقديم فيلمه مرتين في زمنين مختلفين سوى أنه إما أراد الاستفادة من نجاحه الأول طمعا في نجاح جديد، أو أراد مشاهدته بإمكانيات مختلفة، الألوان مثلا، وربما الاثنين معا. حدث هذا مع هنري بركات -على سبيل المثال- الذي قرر بعد ١٤ عاما إعادة تقديم فيلمه «أمير الانتقام» المأخوذ عن الرواية العالمية «الكونت دي مونت كريستو» والذي تم إنتاجه عام ١٩٥٠ من بطولة أنور وجدي، في فيلم آخر اختار له اسم «أمير الدهاء» تم إنتاجه عام 1964 من بطولة فريد شوقي، والذي كان أحد المشاركين في الفيلم الأول بالمناسبة، ليكون الفارق الجوهري بين الفيلمين أن الثاني بالألوان الطبيعية، وكأن بركات أراد أن يستحضر نجاحا جديدا للفيلم ولكن بالألوان، مستغلا نجاحه الأول الكبير بشكل لم يتوقعه أحد، حتى أن صحيفة «أخبار اليوم» نشرت في عددها الصادر بتاريخ 26 أغسطس 1950، تحت عنوان «الدور الذي فتن به أنور وجدي» أن دور «حسن الهلالي» أهم دور قام به أنور في حياته الفنية، لأنه يثبت تفوق الممثل المصري ويجعل من السهل المقارنة بينه وبين الفنانين الغربيين.
فعلها أيضا حسن الإمام مع فيلمه بالأبيض والأسود «غضب الوالدين» إنتاج ١٩٥٦ والذي حقق نجاحا كبيرا في دور العرض بلغ ٩ آلاف جنيه بينما كانت تكلفة إنتاجه ٥ آلاف فقط، ليعيد صناعته بالألوان ونجوم جدد عام ١٩٧٦ باسم «وبالوالدين إحسانا»، والغريب أنه حقق نجاحا أيضا، حتى أن الرئيس أنور السادات أشاد بأداء بطل الفيلم سمير صبري، وقال له: «كِدت أكرهك بسبب ما فعلته بوالديك»، كما حصل على جائزة جمال عبدالناصر التذكارية عام ١٩٧٧.
كما قام حسن الإمام بتحويل فيلمه «حب فى الظلام» إنتاج عام ١٩٥٣، والذي لعبت فاتن حمامة بطولته، إلى نسخة أخرى بالألوان تحمل اسم «حب فوق البركان» فى عام ١٩٧٨، بطولة نجلاء فتحي.
وعلى ذكر نجلاء فتحي، لم يكن هذا هو الفيلم الوحيد الذي تلعب فيه دور جسدته فاتن حمامة، حيث شاركت في بطولة فيلم «حب وكبرياء» عام ١٩٧٢، المأخوذ عن فيلم «ارحم دموعي» إنتاج عام ١٩٥٤، وفيلم «وداعا للعذاب» عام ١٩٧٨، المأخوذ عن فيلم «أيامنا الحلوة» إنتاج عام ١٩٥٥، وجميعها تجارب كان الاختلاف الجوهري بينها هو الانتقال من الأبيض والأسود إلى الألوان، مع بعض لمسات فترة السبعينيات، والتي تتضح بشكل كبير في فيلم «اذكريني» إنتاج 1978، المستنسخ من فيلم «بين الأطلال» إنتاج ١٩٥٩، ففي النسخة الأصلية اختار المخرج عزالدين ذوالفقار، نادٍ اجتماعي، ليكون مكان اللقاء الأول بين البطل والبطلة، حيث يلعب عماد حمدي دور كاتب، ويرتدي «بدلة رسمية»، بينما تخطف أنظاره فتاة خجولة، محافظة، بفستان رقيق، تهوى القراءة، في حين اختار هنري بركات في النسخة الثانية، شاطئ البحر، حيث يظهر البطل محمود ياسين بقميص مشجر، يدوّن كتاباته، وتلفت أنظاره البطلة التي تتجول بالمايوه.
بررت نجلاء فتحي تجاربها تلك في أكثر من لقاء صحفي، بأن سيدة الشاشة العربية هي «مثلها الأعلى في الفن»، وقالت: «أنا الوحيدة اللي استفدت من الإعادة، أما الجماهير فلم تستفد شئ على الإطلاق.. فاتن بالنسبة ليَّ الأستاذة والجامعة التي تعلمت منها الكثير، ولهذا كنت أذاكر أدواري جيداً من أجل أن أؤدي الامتحان بنجاح، وبالمستوى الذي ترضى عنه الأستاذة، لكني لم أفِد الجمهور، لأن العمل الأول كان أفضل من الثاني».
وكما حاولت نجلاء أن تكون «سيدة الشاشة» في السبعينيات، سعت شهيرة أن تكون «شادية»، مبررة ذلك بـ «شادية صديقتي وعشرة عمري، ومثلي الأعلى وأستاذتي في الفن»، لتلعب دور البطولة في فيلم «ضاع العمر يا ولدي» عام 1978، والذي يعد النسخة الملونة من فيلم «المرأة المجهولة» إنتاج عام 1959، كما قدمت فيلم «وصمة عار» عام 1986، المأخوذ من فيلم «الطريق» إنتاج عام 1964.
وفي عام 1990، قدمت شهيرة فيلم «ليل وخونة»، المأخوذ من فيلم «اللص والكلاب» الذي أنتج عام 1962.
في نفس العام، كان الوسط السينمائي على موعد مع تجربة غريبة أسفرت عن فيلمين مأخوذين عن رواية بعنوان «جريمة في جزيرة الماعز» للكاتب الإيطالي «أوجوبيتي»، الأول هو «الراعي والنساء»، والثاني «رغبة متوحشة»، والسبب في ذلك خلاف بين مخرج ومؤلف.
تبدأ القصة عندما ترجمت الرواية إلى العربية، على يد أستاذ ورئيس قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الفنان سعد أردش، الذي قدمها في مسرحية عام 1983، ليقرر بعد ذلك المخرج علي بدرخان تحويلها إلى فيلم سينمائي في مطلع التسعينيات، مستعينا بالكاتب وحيد حامد.
في البداية، قدم «بدرخان» إلى «حامد» بعض الملاحظات كي يسير السيناريو عليها، إلا أن الكاتب لم يرضخ لنصائح المخرج، وكتب السيناريو حسب وجهة نظره، التي لم تُعجب بدرخان، ومن هنا دبت معركة كلامية على صفحات الجرائد بينهما، ليقرر المخرج الاستعانة بالسيناريست محمد شرشر وعصام علي، لمساعدته في الكتابة بدلا من وحيد حامد.
غضب الكاتب الكبير من فكرة استبعاده، وقرر أن يذهب للمخرج خيري بشارة لتنفيذ الفيلم حسب وجهة نظره، وكان الأمر أشبه بالماراثون، حيث تم تصوير الفيلمين في نفس التوقيت، وقد حاول كلا الاثنين الخروج بفيلمه أولا، وفاز في السباق المخرج علي بدرخان الذي عرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي في أكتوبر 1991، بينما عرض «رغبة متوحشة» لخيري بشارة ووحيد حامد تجاريًا في يونيو 1992.
الفيلمان التقيا في نقاط عديدة، وبدا الأمر كأنك تشاهد عملا واحدا مرتين، فالبطلات فيهما كانا يبحثان عن راع؛ لذلك حاولن الثلاث أن يشبعن رغبتهن النفسية من ذلك الرجل الغريب الذي جاء للمنزل، إلا أن نسخة «الراعي والنساء» كانت أقرب للقصة الأصلية، فلم يبتعد بدرخان كثيرًا عن النص الأصلي، حتى إنك إن قرأت الرواية المترجمة، ستجد جُملًا حوارية كثيرة مأخوذة بالنص، لكن في «رغبة متوحشة» أضاف وحيد حامد فكرة «الكنز» التي تعتبر محور الفيلم، ليبرر فرض الرجل الغريب سيطرته على النساء الثلاث، ويخلق جوا سينمائيا يجذب المشاهد، وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث حاز فيلمه على نصيب الأسد في شباك التذاكر، معتمدا على خلطة مليئة بالإثارة، وبطلة كانت تُلقب بـ«نجمة الجماهير» لأن أفلامها صاحبة أعلى الإيرادات، هي نادية الجندي.
تكررت فكرة إنتاج فيلمين من نفس النسخة في الفيلم العالمي «الرسالة» عام 1976، والذي تحصّل فيه المخرج السوري مصطفى العقاد، على تمويل من الكويت والمغرب وليبيا لإنتاجه، وصدر من نسختين، واحدة بالعربية وأخرى بالإنجليزية، كانت الأولى من بطولة عبدالله غيث في دور حمزة بن عبد المطلب، أما الإنجليزية فمن بطولة أنتوني كوين بنفس الدور. والبطولة النسائية الممثلة السورية منى واصف في دور هند بنت عتبة، وأدت الممثلة العالمية أيرين باباس الدور نفسه في النسخة العالمية، بتكلفة إنتاج بلغت حوالي 10 ملايين دولار أمريكي، للنسختين العربية والأجنبية، وحققت النسخة الأجنبية وحدها أرباحا تقدر بأكثر من 10 أضعاف هذا المبلغ.
وعن كواليس التجربة، يحكي عبدالله غيث في سهرة فنية من برنامج سواريه للإعلامي مدحت الجمال: «كان التصوير أولا بالمشهد الإنجليزي، وبعده العربي، قلت حلو قوي أنا هشوف أنتوني كوين بيمثل إزاي وأنا ممثل كويس يعني هعرف أقلده، وإذا قدرت أضيف عليه حاجة هضيف، وإذا بأنتوني كوين يوم التصوير يفاجئني مفاجأة مذهلة، وقالي أنا ليا عندك رجاء، أنا عاوزك تمثل انت قبلي لأني عاوز أتعلم منك كيف يكون الإنسان العربي، لأني لم أقتنع بتمثيل الممثلين الأجانب.. من شدة خوفي قرأت الفاتحة أكثر من 100 مرة، ومش عارف منين نزلت عليا السكينة في أول مشهد، وأديته على أكمل وجه، ووقتها أشاد كوين بأدائي وقال بعد تأدية مشهده: عبدالله أفضل مني».
لم تكتف السينما العربية بفكرة إعادة صناعة أفلام سبق إنتاجها في نفس الدولة، بل اتجهت لتوسيع رقعة الاستنساخ من هوليود وأوروبا، ولعل أكثر هذه التجارب إثارة للجدل، تلك المأخوذة عن الفيلم الأمريكي The Postman Always Rings Twice إنتاج 1946، والمأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب جيمس كاين، حيث قام الكاتب اللبناني سيف الدين شوكت، بمعالجتها مرة أخرى في السينما اللبنانية، في فيلم «طريق بلا نهاية» إنتاج عام 1969، بطولة إيهاب نافع وأوزجان تيكول، ثم في السينما المصرية عام 1981 في فيلم «الجحيم»، بطولة عادل إمام ومديحة كامل، ليقدم نسختان عربيتان متطابقتان في الحوار والتناول وغالبية المشاهد، لكنهما في الحقيقة لا يشبهان كثيرا نسخة الفيلم الأمريكي.
إلا إن المثير للجدل والدهشة في نفس الوقت، وجود نسخة مصرية ثانية تحمل اسم «الطريق» تم إنتاجها عام 1964، بطولة رشدي أباظة وشادية، هي الأكثر شهرة بينهم والأكثر تشابها مع الرواية ونسخة الفيلم الأمريكي الأصلي، ومع ذلك لم يذكر أنها مأخوذة عنهما، بل اكتفت بالإشارة إلى أنها عن قصة نجيب محفوظ، سيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، وإخراج حسام الدين مصطفى.
وفي عام 1974، تعاونت مصر ولبنان مرة أخرى ولكن هذه المرة في إنتاج فيلم واحد يحمل اسم «أجمل من حياتي»، بطولة نجلاء فتحي وحسين فهمي، والذي يعتبر النسخة العربية من الفيلم الأمريكي الشهير It Happened One Night، إنتاج عام 1934.
كذلك أنتجت مصر عام 1984 فيلم «شقة الأستاذ حسن» بطولة فاروق الفيشاوي ويسرا، وإخراج حسين الوكيل، والمنقول بنص الحوار والمشاهد من الفيلم الأمريكي الرومانسي الكوميدي the apartment إنتاج 1960، وهو واحدة من أبرز التجارب المصرية في إعادة صناعة الفيلم الأجنبي، حيث شهدت السينما المصرية - محاولات عديدة أخرى من أهمها: فيلم «الإمبراطور» لأحمد زكى، إنتاج 1990�� والذي تتطابق فيه الكثير من الجمل الحوارية وغالبية المشاهد، مع الفيلم الأمريكي الشهير scarface، الذي قام ببطولته النجم «آل باتشينو» عام 1983، وكذلك فيلم «فرقة بنات وبس» إنتاج 2000، بطولة هاني رمزي وماجد المصري، وإخراج شريف شعبان، المنقول عن الفيلم الأمريكي «البعض يفضلونها ساخنة» Some Like It Hot.
وفيلم «بدر» إنتاج 2001، تأليف وإخراج يوسف منصور، وقامت ببطولته ملكة جمال مصر لعام 1999 إنجى عبدالله في أول تجاربها السينمائية، منقول عن الفيلم الأمريكي The Bodyguard إنتاج 1992، وفيلم «ماتيجي نرقص» إنتاج 2006، بطولة يسرا وعزت أبوعوف وتامر هجرس، وإخراج إيناس الدغيدي، والذي أنتج من قبل فى نسخة يابانية ثم أعيد إنتاجه فى نسخة أخرى أمريكية هي shall we dance إنتاج 2004، وغيرها من التجارب العربية والمصرية الأخرى.
*رابط حلقة قمت بالاشتراك في إعدادها عن "إعادة صناعة الأفلام" ⬇️
https://youtu.be/qpPmheUlnWA
Tumblr media
16 notes · View notes
ahmedalghk · 2 years
Text
«هتوحشني يا أبو سمره».. منه فضالي تنعي الراحل سمير صبري بكلمات مؤثرة (صورة)
«هتوحشني يا أبو سمره».. منه فضالي تنعي الراحل سمير صبري بكلمات مؤثرة (صورة)
نعت الفنانة منة فضالي الفنان الراحل سمير صبري الذي وافته المنية اليوم عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض. منة فضالي وجهت رسالة وداع لسمير صبري في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ، وقالت: “لا حول ولا قوة إلا بالله الاستاذ العظيم النجم سمير صبري رضي الله عنه. احميه … أمامك ، لن أنسى أبدًا أنك وقفت بجانبي في بداياتي “. وتابع “فضالي”: ستفتقدني يا أبا سمرة وسأفتقد الحديث…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes