في أواخر رمضان سنة ٧٠٦ جاء إلى ابن تيمية -رحمه الله- رسولين ليوصلا رسالة من الأمراء والقضاة وقد كتبوا فيها أمورًا أنكروها على ابن تيمية رحمه الله ورأوا أنها من تأجيج الفتن بين العوام وإفساد دينهم!
فطلب -رحمه الله- مقابلتهم ليسمعوا منه بدل أن يسمعوا عنه، فبدا وكأنهم يحاولون إثبات التهم ضده فكان حكيمًا مُدركًا لبغيتهم وسعى لجعلهم يكتبون له التهم التي يرونه قد قال بها أو فعلها بعد أن أرسل لهم عقيدته وما يُقرُ به، فتم له ما أراد بعد معونة من الله سبحانه فكان هذا الكتاب ردًا على تلك التهم! ولا غرابة في ذلك إذ أن القارئ لابن تيمية رحمه الله يدرك أن عددًا من كتبه كانت رسائل قد كتبها لإيضاح مسألة أو الرد على شبهة أو البت في أمر ناشده الناس الفصل فيه، وكثيرٌ منها كتبه في جلسة واحدة! فسبحان من وهبه ويسر له العلم وجمعه في صدره ومكّنه من أخذ ما أراد منه والرد بكلام يُلجم الخصوم
رحمه الله ورضي عنه
ولكل من استخف بمسألة "خلق القرآن" ففي هذا الكتاب ردٌ مُفحم له ولمن أدعى أنها مسألة هامشية والحديث عنها فيه إغارة للصدور وتفريق للمسلمين!
إذا عوفيت من متابعة عديمي الأخلاق التافهين في وسائل التواصل الاجتماعي فاحمد الله .. فغيرك قد ابتلي بالشغف بهم وتضييع الوقت في متابعة تفاهاتهم واعلم بأن من أُبتلي بذلك فقد شَغلَ قلبه وزاد همه وتشتت أمره وضاعت أوقاته ولن يقنع بما آتاه !
فأنت طبيب نفسك والأمر بيدك فانقذ نفسك من هذا البلاء !
إن من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه التوحيد وهو أصل بعثة الأنبياء والمرسلين صلى الله عليهم وسلم وهو أصل تعظيم الله والإيمان به وهو أصل قبول الأعمال أو ردها على أصحابها هو الأصل الفصل ، ولذلك لما وصف الله سبحانه وتعالى الذين جعلوا له أندادا وصفهم بأنهم بدلوا نعمته كفرا وأحلوا جهنم لقومهم ونهى عن فعل فعلتهم والنهي عن الشيئ يفهم منه ال��مر بضده فقال سبحانه وتعالى () ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار () جهنم يصلونها وبئس القرار () وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ()...
ثالثا: الآثار المترتبة على هذين الاسمين وهو أن الله يعفو ويغفر، فأنت أيها المخلوق ينبغي أن تعفو عند المقدرة وتغفر؛ ألم يقل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)}
(تبصير ذوي الرشاد بالتعليق على شرح لمعة الاعتقاد: ٢٤)
” إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان ...“
-سيد قطب
يقول أحمد خـالد توفيق " الحقيقة أنني مولع بـ ( سيد قطب ) بشكل مزمن .. أحببت كتابات ( وحيد الدين خان ) و( الغزالي ) .. لكني ألف وأدور وأعود إلى ( سيد قطب ) ❄️💙
“لكلِّ شخصٍ الآن الحق في أن يُكيِّفه حسب معتقداته الخاصة، إذا كان يرى في ذلك وسيلة لطاعة الله، في الأمور المُتعلِّقة بالعدل والإحسان، بنفسٍ راضيةٍ تمام الرضا، ولكِنَّنا نتَّهِمُهم بذلك لأنهم لا يعترفون للآخرين بالحرية نفسها، ويحتقِرون من يُخالفونهم في الرأي، فيَعُدُّونهم أعداء الله، حتى لو كانوا يعيشون على أشرف نحوٍ يُمكن تصوُّره، ويُمارسون الفضيلة الحقَّة، كما أنهم على العكس من ذلك، يُحبُّون مَن يَنقادون لهم كالأنعام، وكأنَّهم أصفياء الله، حتى ولو كانوا بعيدين كلَّ البُعد عن الخُلُق القويم، وهذا هو أشدُّ المواقف جُرمًا وأكثرها ضررًا على الدولة.”