إذا راجعت الفكرة ، مرة بعد مرة ، أعجز عن البوح .. فالتراص مفقود ، والتطابق غير معهود ، والكلم وإن كان معدودا فليس على نسق ..
تماما كما لم أقصد قافية ما سبق ، ولا جعل لفظ (معدود) ما لحق ..
وإنى حتى سطرى هذا لم أقل كلاما مفيدا ، فما بال المتكلم يصمت حتى إذا نطق أسهب وصف كيف صمت ، وكيف جمع الكلم وكيف اتسق ، أهذا معقول ؟!
لا ضير فى عدم معقوليته ، فهى أيام جنون ، ومجون ، آلت بى إلى ما أخط بقلب محزون ..
2
الطفل .. ذاك البرئ الذى تقف عند عتبة نظرته الفارغة ، الآملة ، الذاهلة ، كل من كان له قلب ، أو قالب فيه نفس بشر ، ما بالنا اليوم نسحقه ، وماذا ننتظر غدا بعد هتك رحمته ، بغير رأفة !!
لا شئ آخر ، فكل ما عداه وإن كان غير مقبول ، لكنه قد يكون ، بالقسوة العامدة أو بالخطأ المخزى .. غير ذاك المتفتح على الطريق ، النابت بين الصلد والبارود ، فلا حجة ، ولا عذر ، ولا تبرير ..
3
(العراق) العريق ، أهل الحزم ..
و(مصر) الخزانة ، أهل الرباط ..
و(سوريا) الكرام ، أهل العتاد ..
و(اليمن) البركات ، أهل البأس ..
و(الأردن) السلام ، أهل السهام ..
و(السودان) الدفئ ، أهل الشداد ..
و(تونس) الزاهرة ، أهل العزائم ..
و(المغرب) العتيق ، أهل النظائر ..
...
لم أهمل البعض ، ولم ارتب ، أتعبنى الرص والتوصيف ، متى يجتمع ما ذكر من حسان .. وزيادة .. بين قوسين ؟!
ونزيد جزائرا وإيرانا وصومالا وموريتانيا ، بل وتشاد ومن أراد ، بل وباكستانا ، والخليج بجمعه ، ونزيد ونزيد ، ومن تحالف ومن أراد التعاطف ..
متى يكفى معسكرنا سطر ، تكن لنا سطوة ..
وتكن لنا فلسطين ..
وزيادة كذلك ..
4
يا القدس المقدس ، ما هذا بحديث ، إنه كلام ممزق ، ضمير موجوع ، ونفس تتمزق ..
ولن يسمن ، ولن يغنى ، ولن يحل ، ما دامت أصابع تتلمس الأحرف ، كاتبها فوق سرير ..
فلك المنعة بالقدوس سبحانه ..
يكفينا المنع من التشريف ، ولو استحققناه نلناه ، ولكانت صلواتنا فى رحبك ، منصورون أو شهداء مشهودون ..
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ أي: يقال للزبانية الغلاظ الشداد: اجعلوا في عنقه غلا يخنقه.
ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ أي: قلبوه على جمرها ولهبها.
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا من سلاسل الجحيم في غاية الحرارة
فَاسْلُكُوهُ أي: انظموه فيها بأن تدخل في دبره وتخرج من فمه، ويعلق فيها، فلا يزال يعذب هذا العذاب الفظيع، فبئس العذاب والعقاب، وواحسرة من له التوبيخ والعتاب. ثم بين سبحانه الأسباب التى أدت بهذا الشقى إلى هذا المصير الأليم فقال :
إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بالله العظيم أى : إن هذا الشقى إنما حل به ما حل من عذاب، لأنه كان فى الدنيا مصرا على الكفر، وعلى عدم الإِيمان بالله الواحد القهار .