Tumgik
baiio · 6 years
Text
“برقيات مهمة إلى شباب الأمة (٤/٢)”
للدكتور ناجح إبراهيم
مقدمة
- تنقسم موضوعات هذا الكتاب إلى قسمين :
- القسم الأول يتناول عدد من قضايا الكفر و الإيمان بأسلوب سهل و بسيط مع تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة و المتعلقة بأحكام و مسائل الإعتقاد.
- القسم الثاني يلقي الضوء على قضايا الحاكمية و بعض المسائل المتعلقة بالحكام سواء من الناحية النظرية أو العملية.
تابع القسم الأول :
٩- و إن زنى و إن سرق .. رغم أنف أبى ذر :
- الذين يكفرون المسلمين بالمعاصي لا تقبل عقولهم أن يدخل الجنة صاحب كبيرة من الكبائر ولاسيما إن كان مصرًا عليها وهذه النظرة غير المتسامحة مع أصحاب الكبائر قد تنشأ أساسًا من غيرة شديدة على الدين ولكن مع غياب التصور الصحيح لحقيقة الإيمان. فهناك فارق بين نواقص الإيمان و نواقض الإيمان فقد قررت الشريعة بنصوصها المتواترة أن الكبائر لا تنقض إيمان صاحبها بالكلية ولكنها تنقص من كمال إيمانه.
- روى البخاري و مسلم عن أبى ذر - رضي الله عنه - أن النبي قال “ أتاني چبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الچنة؛ قلت ( يعني أبا ذر ) و إن زنى و إن سرق ؟ قال : و إن زنى و إن سرق .. فكررها ثلاثًا حتى قال في الثالثة : على رغم أنف أبي ذر ”.
- وقد يرى البعض أن هذا يتعارض مع قوله - صلى الله عليه و سلم - ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ؛ ولكن يفسر النفي هنا بأنه نفي لكمال الإيمان لا نفي لحقيقته و وجوده.
- ألم يقل النبي عن حسن بن علي رضي الله عنهما - إن ابني هذا سيد و عسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين - وكان يقصد حينها الفتنة الكبرى بين أنصار علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان- فلم ينف الرسول صفة الإسلام عن الفئتين رغم أن قتال المسلم لأخيه المسلم من الكبائر و إنما أثبت صحة الإسلام لكل منهما.
١٠- شريعة الرحمن .. لا مؤاخذًة بغير علم :
- لا يوجد أحدًا أحب إليه العذر من الله و من أجل ذلك أرسل الرسل و أنزل الكتب و رحمته الواسعة تأبى أن تعاقب أحدًا بما يجهل و لم يحط به علمًا ؛ فإذا كانت تلك هي صفات المولى عز و جل .. فما بال أقوامًا لا تقبل نفوسهم التخلق بما يحبه الله و يرضاه من الأخلاق. فإذا بهم أقل حبًا للعذر من خالقهم و أشح نفوسًا برحمة الله الواسعة على خلقه.
- إن العذر بالجهل في أمور التوحيد و مسائل الإعتقاد هو مظهر من مظاهر رحمة الله بعباده فليس من المقبول شرعًا ولا عقلًا أن يُعاقب إنسان على شيئًا لم يصل إليه علمه.
- بالتأكيد هذا العذر بالجهل لا يعفي صاحبه من إثم التقصير في تحصيل العلم الشرعي و خاصة فيما لا يسع المسلم جهله ولكنه يمنع إطلاق وصف الكفر عليه.
- يقول تعالى “ ولا تزر وازرة وزر أخرى ” و لعل هذه الآية أبلغ رد على من يعتبر أن الحجة قد قامت على كل الناس بمجرد بعثة الرسول؛ حتى و لو خفي على بعضهم شيء من تفاصيل الشريعة ؛ ولو كان هذا الإدعاء صحيحًا لكان يكفي البشرية إرسال رسولًا واحد و لكن تعددت الرسل و الكتب لإنتفاء الجهل و حصول العلم لكل أحد. فلو وجد الجهل و انتفى العلم لكان صاحبه معذورًا حتى و إن كان يعيش في مدينة رسول الله.
١١- إقامة الحجة :
- لقد تمهلت الشريعة في إطلاق حكم الكفر فجعلت من إقامة الحجة شرطًا لإصدار حكم الكفر. ولكن ماهي صفة تلك الحجة ؟ وماهي شروط من يُقيمها ؟ وهل يصلح لها أي أحد ؟ ذلك أن إقامة الحجة على أحد من المسلمين تعني خروجه من دينه و نزع ربقة الاسلام عنه ذلك إذا أصر على فعل المفر بعد إقامة الحجة عليه.
- قال شيخ الإسلام بن تيمية في هذا الموضوع أن “ ينبغي أن يقيمها من يحسن القيام بذلك من سلطان مطاع أو عالم متبوع ولا يُترك أمر القييام بها لمن لا يحسن ذلك حتى لا يزيد أهل الباطل في تمسكهم بالباطل ”.
- الأصل في الحجة أن تكون مباشرة و أن تتم إقامة الحجة وجهًا لوجه بين من يقيمها و من تقام عليه ولا تصلح إقامة الحجة من خلال خطبة يلقيها داعية في أحد المساجد و تطبع في شريط من الأشرطة. كما ااوتصلحإقامة الحجة من خلال بيان يوزع هنا و هناك أو كتاب يطبع هنا و هناك.
١٢- المعلوم من الدين بالضرورة ؛ ( حدودوه و ضوابطه )
- اتفق أهل السنة على أن من جحد معلومًا من الدين بالضرورة كفر و لم يعذر بجهله ولكن عُلق هذا الحكم على الجحود و ليس على الترك أو التقصير في أدائه مادام صاحبه مقر بوجوب ماترك و معرفًا في قرارة نفسه بتقصير في جنب الله.
- ولكن ماهو المعلوم بالضرورة و ما المقصود به ؟
- قبل البدء في تعريف المعلوم بالضرورة من الدين وجب ان نتوقف قليلًا مع استثناء وضعه العلماء لصنفين من الناس يعذروا بجهلهم بالمعلوم بالضرورة من الدين.
- الصنف الأول هم حديثي العهد بالإسلام و الصنف الثاني هم من نشئوا في أرض نائية عن الإسلام.
- فمثلًا لو جحد أحد الأوروبيون حديثي العهد بالإسلام حرمة شرب الخمر في الإسلام فلا يكفر ويعذر بسبب جهله بقواعد الإسلام و شرائعه.
- و يعرف المعلوم من الدين بالضرورة بأنه الواجبات الظاهرة المتواترة و المحرمات الظاهرة المتواترة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وأهم شروطه هي : أن يكون منقول إلينا بالتواتر؛ أن يكون مُجمعا عليه و أن ينتشر و يصل لكافة المسلمين.
- ومن الجدير بالذكر أن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة يختلف العلم بها و شيوعها بين الناس بحسب الزمان و المكان. فقد يقل العلم بها في مكان دون مكان بحسب إنتشار الإسلام و قوته.
١٣- مخالفة مشروعة و ليست موالاة ممنوعة :
- قد يظن البعض أن حسن المعاملة مع غير المسلمين هو نوع من الموالاة الممنوعة المحرمة لغياب مفهوم الموالاة المحرمة عنهم و التي تعرف بأنها محبة غير المسلمين لأجل دينهم و عقيدتهم التي تخالف صريح القرآن و السنة. و نصرة الأعداء من غير المسلمين سواء بالقلب أو اللسان أو اليد. وقد حفلت حياة الرسول بأرفى صور التعامل الإنساني مع غير المسلمين.
1 note · View note
baiio · 6 years
Text
" برقيات مهمة إلى شباب الأمة (٤/١)"
للدكتور ناجح إبراهيم
مقدمة :
- يحاول الكاتب تقديم أجوبة سهلة و ميسرة و دقيقة و مدعومة لبعض القضايا الشائكة الخاصة بظاهرة التكفير ؛ وذلك بإستخدام بالأدلة الشرعية في سياقات سهلة و مبسطة و يأمل أن يكون هذا الكتاب ركيزة أولى للإنطلاق نحو علاج ظاهرة تكفير المسلمين حكامًا أو محكومين.
- تنقسم موضوعات هذا الكتاب إلى قسمين :
- القسم الأول يتناول عدد من قضايا الكفر و الإيمان بأسلوب سهل و بسيط مع تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة و المتعلقة بأحكام و مسائل الإعتقاد.
- القسم الثاني يلقي الضوء على قضايا الحاكمية و بعض المسائل المتعلقة بالحكام سواء من الناحية النظرية أو العملية.
القسم الأول :
١- الدعاة إلى الله .. هداة لا قضاة :
- إن المهمة الأساسية للدعاة إلى الله ليست إخراج الناس من الإسلام أو الحكم عليهم بالكفر و لكن مهمتهم هي هداية الخلائق و إعادة العصاة من المسلمين إلى حظيرة الإسلام وليس من شأنهم إطلاق الأحكام على الناس.
- إن الدعاة إلى الله حين يتركون السعي إلى هداية الناس جانبًا و يشغلون أنفسهم بتكفير فلان و تفسيق فلان و تبديع فلان فإنهم بذلك يخسرون قضيتهم و يحيدون عن طريقهم.
- لقد كان في عهد النبي كثير ممن يأتون المعاصي ومع ذلك لم يُفسِّق النبي أحد منهم ولم نسمع أن النبي رمى أحد من المنافقين مثلًا بالكفر أو وصفه علنًا بالنفاق فالنبي لم يبعث لذلك و لكنه كان رحمة مهداة.
- قد يظن بعض الشباب أن إتهام أهل المعاصي بالفجور و الفسوق هو من قبيل الصدع بالحق والحقيقة أنه بذلك أبعد مايكون عن الصدع بالحق فالصدع بالحق يعني بيان الحق للناس و تيسير فهمه لهم برفق و لين و سهولة.
٢- ورحمتي وسعت كل شيء :
- يصعب أحيانًا على بعض النفوس أن تتصور رحمة الله تعالى بعباده المذنبين فيتسائل كيف يريد هذا الزاني المصر على ارتكاب الفاحشة أن يدخل الجنة وذلك الذي داوم على شرب الخمر فلا يكاد يفيق من سكره وهل يعقل أن يجمع الله في مستقر رحمته بين رجل قضى عمره طائعًا لربه وآخر أضاع عمره في المعاصي و المفاسد.
- فكيف غاب عنهم رحمة ربنا بتلك المرأة الزانية و التي امتهنت الزنا حرفة ومع ذلك غفر الله لها و أدخلها الجنة بسقيها كلبًا وكأن الله عز وجل قال لتلك المرأة أنا أكثر منك جودًا و كرمًا وعزتي و جلالي لأغفرن لك و لأدخلك چنتي.
- لقد غفر الله لعبد لم يعمل في حياته خيرًا قط غير أنه كان يقرض الناس فيتأخرون في سداد ديونهم فكان يتسامح مع الناس وينظر المعسر منهم فتجاوز الله عنه و سامحه و غفر له.
- وهذا الكلام لا ينبغي فهمه على أنه تبرير لعصيان العصاة و المذنبين فلا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ولكن معاصي الخلق وإن عظمت فلن تعظم على رحمته سبحانه و تعالى. فليحذر أحد المسلمين أن يستكثر على الناس رحمته سبحانه و تعالى وليخف على نفسه أن يتألى على ربه.
٣- "إذا بلغ الماء قلتين .. لم يحمل الخبث" : " للرد على تكفير بعض من كبار العلماء و أصحاب الفضل "
- لو أن نهرًا جاريًا من الماء العذب ألقي فيه بعض الشوائب ؛ هل تستطيع تلك الشوائب أن تغير من صفوه شيئًا ؟ .. بنفس المنطق يكون التعامل مع أصحاب الفضل و الإحسان العظيم. فالعبرة في الحكم على الناس -إن كان لك أصلًا حق الحكم عليهم - يكون بكثرة الفضائل والحسنات فمن رجحت كفة فضائله لا تؤثر فيه زلة من الزلات.
- فعثمان بن عفان رضي الله عنه فر من القتال يوم أُحد فكانت هِنة في حقه ولكن ماذا تصنع هذه الهنة أمام جبال حسناته وفيض بذله في سبيل الله.
- وهاهو خالد بن الوليد السيف المسلول على أعداء الله وقد كان له بعد إسلامه زلات وهنات منها قتله لبني جذيمة و هم مسلمون و زواجه من إمرأة مالك بن نويرة و قد كانت لا تزال في عدتها ولكن تصاغرت هذه الزلات في جوار الجبال الشامخة من حسناته فكيف و قد أمضى عمره كله في جهاد متصل فهو الذي قاتل مسيلمة الكذاب و تمكن من دحر باطله و إخماد فتنته. وكم من أرض للشرك و المشركين طهرها الله و أزال عنها الرجس بخالد.
- وهاهو كليم الله موسى وقد تملكه الغضب من قومه حين عبدوا العجل فألقى بألواح التوراة من يديه ولم يكن هذا بالفعل اليسير فالألواح فيها كلام الله المقدس ولكن الزلة اغتفرت لموسى وذابت في بحر فضله و عظيم صبره.
- وفرق بين من إذ أتى بذنب واحد و لم يكن له من الإحسان و المحاسن ما يشفع له و بين من إذ أتى بذنب جاءت محاسنه بألف شفيع.
- ومما قيل أنه " كفى بالمرء نبلًا أن تعد معايبه ".
٤- لنا الظاهر و الله يتولى السرائر :
- الحكم على الناس بالظاهر هو سياج متين يحمي الأمة من التفكك و يصون المجتمعات من الإنهيار ولنا أن نتخيل حال الأمم و المجتمعات لو فتح باب الحكم على الناس بناء على خلجات أنفسهم.
- وتأكيدًا على قاعدة الأخذ بالظاهر و ترك السرائر هو حديث أسامة بن زيد عندما قتل الرجل الذي قال لا إله إلا الله فعنفه النبي رغم أن غلبة الظن هنا أن الرجل قال كلمة التوحيد خوفًا من القتل ولكن هيهات أن تاخذ الشريعة أحدًا بالظنون.
- أن رسول الله صلى الله عليه و سلم و رغم كونه مؤيدًا بالوحي لم يكن له إطلاع على مافي قلوب الناس ولم يهبه الله عز وجل تلك الخصيصة التي تفرد بها سبحانه.
٥- الإلتزام بالدين لايعني تكفير المسلمين :
- إن التدين الحقيقي لا يعني تكفير أكبر قدر من المسلمين أو تفسيقهم فلا يزد الإكثار من إصدار الأحكام على الناس من تدين صاحبه بل ربما أضره و أوقعه في الإثم وهذا يدل على عبقرية السلف الصالح حيث وقفوا عند حدود بيان أحكام الشرع و كفوا ألسنتهم عن الحكم على الأشخاص.
٦- لأن تخطىء في الأسلمة خير من أن تخطىء في التكفير :
- يقول الإمام الغزالي " إن الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم ". وقال أيضًا " إن التكفير فيه خطر أما السكوت فلا خطر فيه ".
- وقد قرر علماء المسلمين أن اليقين لا يزول بالشك وأن الحقائق لا تمحى بالظن وأن من ثبت إيمانه بيقين فلا يزول إلا بيقين مثله.
٧- الإسلام يثبت بالشهادتين دون شروط زائدة :
- اتفق أهل السنة و الجماعة على أن الدخول في الإسلام لا يكون إلا بالشهادتين و تواترت نصوص الوحي و أدلة الشرع على تقرير هذه الحقيقة فقد ثبت عن النبي في كثير من الأحاديث أنه كان يقبل إسلام من ينطق بالشهادتين أو أي لفظ يدل على الدخول في الإسلام و لم يسأل عن أي شروط زائدة.
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " أن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله تجعل الكافر مسلمًا و العدو و ليًا ... فإن كانت في قلبه فقد دخل في الإيمان و إن قالها بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان ".
- ومن هنا يثور تساؤلا مهمًا : إذا كان النطق بالشهادتين كافيًا لإثبات حكم الإسلام الظاهر لصاحبه ؛ فما معنى تلك الشروط السبعة التي وضعها العلماء لكلمة التوحيد و أخبروا أن كلمة " لا إله إلا الله " لا تنفع صاحبها بغير إستكمال تلك الشروط ؟.
- وللإجابة نقول بأن تلك الشروط هي شروط إنتفاع المسلم بكلمة التوحيد في الآخرة لا في الدنيا و ليس لها علاقة بإجراء أحكام الإسلام الظاهر في الدنيا و الذي هو منوط بنطق الشهادتين فقط.
- ثانيًا إن معظم هذه الشروط إن لم تكن كلها هي شروط قلبية لا يمكن الإطلاع عليها.
٨- ترك واجبات الدين .. عصيان لا كفران ( أهل الإسلام لا يكفرون بالمعاصي ) :
- كان إختلاف الناس في حقيقة الإيمان سببًا في ظهور بعض الفرق التي تبنت بدعة التكفير؛ فقد ثار التساؤل حول حقيقة الإيمان وعلاقته بالعمل ( أي أداء واجبات الدين أو تركها ) وتعددت الإجابات حول أسئلة من قبيل : هل الإيمان حقيقة كلية لا يتجزأ .. أم أنه يزيد و ينقص وماهو الحد الأدنى من الإيمان و الذي يثبت به إسلام صاحبه.
- فمنهم من قال إن الإيمان كل لا يتجزأ؛ و العمل جزء من حقيقته .. وبالتالي لو أن مسلمًا ترك شيئًا من الواجبات .. فقد ضاع إيمانه بالكلية و دخل في دائرة الكفر ��هذا قول الخوارج. ولا يخفى من هذا القول غلو واضح يأباه منطق الإسلام.
- ومنهم من قال إن الإيمان كل لا يتجزأ و العمل خارج عنه و منفصل تمامًا عن حقيقته وبالتالي فإن إيمان أفسق الفاسقين كإيمان الأنبياء المرسلين. وهو قول باطل وضلال مبين.
- وبين هؤلاء قال علماء السلف أن الإيمان هو الإعتقاد بالقلب و نطق باللسان و عمل بالجوارح و الأركان. والإيمان حقيقة متفاوتة؛ يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و الأعمال شرط في كمال الإيمان لا في صحته فمن قصر في أداء الواجبات الشرعية فلا نقول أنه كافر ولا نقول أنه مؤمن كامل ولكن مؤمن ناقص الإيمان بحسب ما ترك من الواجبات مادام في تركها لهذه الواجبات غير جاحد لوجوبها ولا مستحل لتركها. ولكن اختلف بعض علماء السنة فيمن ترك مباني الإسلام الأربعة ( الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج ) حيث حكم بعضهم بكفره و لكن جمهورهم على عدم تكفيره مادام غير مستحل لتركه ولا جاحد لوجوبه.
- قد يسأل سائل كيف يكفر من ترك القول ( وهو نطق الشهادتين ) و لا يُحكم بكفر من ترك العمل ؟ أوليس تارك العمل أولى بالكفر من تارك القول ؟ ويرد الإمام ابن حزم على ذلك" بأن الرسول حكم بالكفر على من أبى القول و حكم بالخروج من النار لمن آمن بقلبه و قال بلسانه و إن لم يعمل خيرًا قط ".
- ومن أمثلة الواجبات هو الحكم بين الناس بما أنزل الله تعالى ؛ فالحاكم المتهاون في تنفيذ أحكام الله ولكنه مقر بوجوبها هو عاص و ليس كافر ولكن يأتي بعضهم بقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) للدلالة على موقفهم و نقول لهم قول الإمام القرطبي في تفسيره " أي و من لم يحكم بما أنزل الله ردًا للقرآن وجحدًا لقول الرسول فهو كافر ".
1 note · View note
baiio · 6 years
Text
علاقات خََطِرة
المؤلف : محمد طه.
الكتاب ينقسم إلى خمس أقسام رئيسية ؛ القسم الأول بيتناول تركيبتنا الشخصية و القسم التاني بيتناول الحاجات المهمة لتكوين علاقات صحية مع الآخرين و القسم التالت بيشرح نتايج العلاقات الضارة مع الآخرين والقسم الرابع بيتناول تعريفنا لنفسنا والتغيير والإلتئام النفسي و القسم الخامس بيتناول أمثلة لعلاقات ضارة من المفضل تجنبها.
الملخص اللي جاي هيكون بيحتوي على بعض النقط أو الملاحظات المنفصلة اللي كتبها المؤلف تحت بعض الأقسام المذكورة فوق دي.
ملاحظات على القسم الثاني : "حاجات مهمة في العلاقات مع الآخرين ":
العلاقات الحقيقية الصحية - اللي هيا مش شرط تكون علاقة حب بين طرفين و لكن ممكن تكون علاقات صداقة أو حب أو عمل - بين طرفين ليها سبع علامات :
أول العلامات دي إن الطرف التاني يحسسك إنه حاضر و موجود ومهتم
إنه يجيد سماعك و الإصغاء ليك .
إنه يقبلك و يحترمك بدون شروط و اللي مش معناها انه موافقك على كل حاجة بتعملها و لكن متقبل وجودك بعيوبك و أخطاءك .
إنه يحط نفسه مكانك دايمًا فيحس بيك
إنه مايحكمش عليك دينيًا أو أخلاقيًا
إنكم تكونوا حقيقين مع بعض من غير تمثيل
إن العلاقة دي ماتبقاش بين اتنين و بس و قروروا يعزلوا نفسهم عن كامل المحيط الخارجي.
كل شخص ليه خط درامي رئيسي في شخصيته و رسالة أساسية وصلته و هوّا طفل من والديه أو من المجتمع المحيط بيه وأصبحت جزء من شخصيته لما كبر وظهرت تأثيرها عليها في محاولاته المستمرة لإثبات صحة الرسالة دي .على سبيل المثال فيه حد تلاقيه وصلته رسالة أساسية من صغره إنه "إنت دايمًا مظلوم" ..وهنا مش هنتناول تأثير الرسالة دي عليه و لكن هنتناول تأثيرها على الطرف التاني معاه في العلاقة لأنك هتلاقي الشخص ده دايمًا بيدور على حد يلبسه دور الأناني اللي مش بيهتم أو الطماع عشان يثبت لنفسه إنه دايمًا مظلوم. ممكن حد تاني وصلته رسالة " إنت ما تقدرش لوحدك " .. هتلاقيه دايمًا بيدور على حد يتسند عليه ويعتمد على وجوده دايمًا وهكذا.
ملاحظات على القسم الثالث : "بعض النتائج لعلاقات ضارة مع الآخرين"
أحيانًا بعض الناس بيتصوروا ان فيه حد بيراقبهم أو بيتآمر عليهم وده بيتفسر على إنهم في أشد الإحتياج للإهتمام أو إشعارهم أنهم موجودين حتى لو ده هيتم من خلال ناس بيتصوروا انهم بيكرههوهم أن بيتآمروا عليهم ؛ صحيح الناس اللي بيتخيلوها دي بيتآمروا عليهم و وحشين ولكن وجودهم مهم جدًا لأن ده بيحسس المرضى إنهم مهمين و موجودين. مرض زي ده كان نتيجة لعلاقات ضارة جدًا للمرضى دول مع آخرين إفتقدوا فيها الإحساس بالإهتمام و الأمان.
جوّا كل واحد فينا جهاز صغير بيسجل كل الرسايل اللي بتوصله من الآباء و الأمهات لحد تقريبًا سن خمس سنين زي ما قلنا في القسم السابق و لما بيوصل لسن الوعي بتبقى الرسايل ده بتاعته و جزء من شخصيته. يعني مثلًا لو كل مرة تقول لإبنك كان لازم كذا و كان المفروض كذا ؛ ممكن الرسايل دي تتطور معاه و تصبح جزء مرضي من شخصيته و يصاب بالوسواس القهري مثلًا أو اضطراب الشخصية القهرية نتيجة للعلاقة الخاطئة دي.
شكل من أشكال مرض إضطراب الشخصية القهرية ده هو وجود أفكار متلاحقة بتطلب من المريض إنه يشتم حد أو يُسيء إليه. وساعات كتيرة الحد ده بيبقى ربنا. المقصود مش بيبقى ربنا نفسه و لكن ربنا هنا رمز لكل سلطة أبوية / والدية اتعامل معاها المريض في حياته. ومرض زي ده بيتفسر أيضًا كنتيجة لعلاقة ضارة جدًا للمرضى مع والديهم.
في الحالات دي و بعد المريض ما بيخف ممكن يحس بالغضب و النقمة على والديه نتيجة للرسايل السلبية جدًا اللي وصلته من خلالهم و لكن بعد فترة من الهدوء بيكتشف انهم كمان كانوا ضحايا و اتعرضوا لنفس الرسايل دي و يمكن أقسى منها كمان و ده فيه ناس بتعرفه على أنه " توريث الصدمات عبر الأجيال "
واحدة من نتايج الصدمات النفسية برده إن لما بيحصل لشخص أي صدمة نفسية عقله بيحاول يرجع لورا شوية بالزمن لآخر مرحلة عمرية كان بيشعر فيها بالأمان لدرجة إنه ممكن يرجع لورا لحد ما كان طفل مثلًا إذا كانت هيا دي آخر مرحلة حس فيها بالأمان وده اللي حصل في مسلسل سارة على سبيل المثال. و من هنا فإن لحظة أمان واحدة مع حد قريب منك ممكن تكون حائط صد لإنتكاسة نفسية قوية.
ملاحظات على القسم الرابع : " التعريف بالنفس و التغيير و الإلتئام النفسي "
لو إنت مثلًا بتشتغل مهندس؛ وسألتك إنت مين ؟ بس تنسى إنك مهندس ؛ إيه اللي هيفضل منك ؟ عيلتك و ولادك ؟! طب لو قلتلك إنسى عيلتك ؟ ايه اللي هيفضل منك ؟ أصحابك .. جيرانك .. زمايل الشغل ؟ طب لو قلتلك إنسى دوول كمان .. إيه اللي هيفضل منك أو بالأحرى إنت مين ؟ طبعًا مفيش إجابة محددة للسؤال ده؛ بس من أقرب الإجابات للسؤال ده هو إنك الأثر اللي بتسيبه في غيرك البصمة التي تتركها خلفك في الأماكن و الأزمنة.
للأسف مجتمعنا بيعودنا نمارس إنسانيتنا و حقيقتنا خلف الجدران ونمارس تشويهنا لنفسنا و تزييفنا ليها في الشوارع و أمام الناس ... فحاول تقاوم على قد ما تقدر.
0 notes
baiio · 6 years
Text
"دم الخلفاء"
المؤلف : وليد فكري.
مقدمة عن الكتاب : يتناول الكتاب النهايات الدامية لبعض خلفاء الدولة الإسلامية منذ بداية نشأتها.
علي بن أبي طالب:
" يا عدو الله .. ألم أُحسن إليك " قالها علي وهو على فراش الموت مخاطبًا قاتله و هو أحد الخوارج يُدعى عبد الرحمن بن ملجم.
" بلى و الله "
" فما دفعكم أن تصنع ما صنعت "
" شحذت سيفي و دعوت الله أن يقتل به شر خلقه "
" ما أراك إلا مقتولًا به " ثم عاد ليلتفت إلى الحسن آمرًا " أحسنوا إليه فإن حييت نظرت في أمره إن شئت إقتصصت و إن شئت عفوت .. و إن أنا مت فألحقوه بي ولا تمثلوا به و لا تسفكوا الدم تقولون قتل أمير المؤمنين .. إنما هو رچل برچل ".
الحسن بن علي:
أشار الحسين لمن حولهم بالخروج؛ ثم دنا من أخيه المحتضر قائلًا " السم ؟ ".
فقال بلى ..
فبادره بالسؤال " من الفاعل ؟"
فرد عليه " ألتقتله ؟" قال بلى ..
فقال الحسن "إن يكن من أظنه فالله أقدر عليه و إن لم يكن هو فلا يُقتل بي مظلومًا".
أشارت أصابع الإتهام إلى معاوية بن أبي سفيان؛ و يزيد بن معاوية بن أبي سفيان؛ مروان بن الحكم .. وكذلك إلى زوجة الحسن جعدة بنت الأشعث وكل منهم له دوافعه.
تحققت بموت الحسن نبوءة جده محمد صلى الله عليه و سلم إذ قال عنه ( لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين ). و ذلك بعد تنازله عن الخلافة لصالح معاوية بن أبي سفيان.
معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان :
" أيها الناس ؛ إني قد وليت أمركم و أنا ضعيف عنه؛ فإن أحببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديق لعمر و إن شئتم تركتها شورى في ستة منكم كما تركها عمر بن الخطاب و ليس فيكم من هو صالح لذلك وقد تركت لكم أمركم فولّوا عليكم من يصلح لكم "
قالها الخليفة الشاب من على المنبر بعد أن بايعه الناس مباشرة بعد موت أبيه يزيد ملقيًا الرعب في قلوب بني أمية من زوال دولتهم و ضياع ملكهم و اقتراب موعد الحساب عن كربلاء و مذبحة المدينة بحق المعارضين و الحصار الفاشل لابن الزبير في مكة.
أخيرًا يسمع كبار البيت الأموي ما يثلج صدورهم بأن الخليفة العشريني يحتضر.
عندما يمرض شاب في هذا العمر و يموت فجأة دون سبب منطقي و بعد أن ألقى بإعلانه ذلك من على المنبر فمن العبث ألا يقفز الإغتيال بالسم إلى ذهن المتأمل.
مروان بن الحكم :
" مروان بن الحكم شيطان السياسة و مسعر الحروب الذي أفلت من القتل على يد المتمردين في بيت عثمان رضي الله عنه؛ أو في موقعة الجمل على يد بعض جند علي؛ أو في حصار المدينة في عهد يزيد .. مات على فراشه مغمومًا بوسادة وضعتها على وجهه إمرأة غاضبة " .. أحيانًا تكون سخرية القدر لاذعة أكثر مما ينبغي. ولكن من هي تلك المرأة ؟
بعد وفاة معاوية بن يزيد؛ انتقلت الخلافة إلى مروان بن الحكم بعد مجلس اتفق فيه كبار البيت الأموي على ذلك خوفًا من ضياع الخلافة منهم و خروجها إلى عبد الله بن الزبير الذي أخذ بيعة أهل مكة و العراق.
اتفق الأمويين على أن يتولى مروان بن الحكم الخلافة و من بعده خالد بن يزيد - الشقيق الأصغر للخليفة الشاب- و من بعده عمرو بن سعيد بن العاص.
ولكن بعد تولي مروان الحكم؛ عمد لإزاحة كلا الشابين من طريقه و تولية أولاده الخلافة.
وفي طريقه لإزاحة خالد؛ قيل له تزوج أمه- أرملة يزيد- فيصغر عند الناس و يهون أمره وهو ما حدث و أصبح يتحين الفرص لإهانة خالد أمام الناس ليسقطه من أنظارهم.
ولكنه دفع الثمن غاليًا في مرة من المرات أخبر الإبن أمه بإهانته له؛ فوضعت الوسادة على وجهه أثناء نومه وألقت بثقل جسدها عليه.
عبد الله بن الزبير :
من أمام جثمان مصلوب منكس و رأس دامي على رمح إلى جواره...
" أترين ماذا قد فعل الله بإبنك ؟"
أجابت من فورها " أفسدت عليه دنياه و أفسد عليك أخرتك " .. بهذه الكلمات الموجزة ردت أسماء بنت أبا بكر على قاتل ولدها الحجاج بن يوسف الثقفي.
قُتل عبد الله بن الزبير و مثل بجسده في آخر معركة من صراع دام لتسع سنوات ضد بني أمية بداية من الخليفة يزيد بن معاوية حتى أرسل الخليفة عبد الملك بن مروان قائده الحجاج بن يوسف الثقفي ليتخلص من الزبير بعد أن أخذ البيعة من أهل الحجاز و أهل العراق.
لم يظفر الزبير بالخلافة أو الحكم و لكنه ظفر بنهاية لا تنسى في معركة ضُربت فيها الكعبة - قدس أقداس المسلمين - بالمجانيق من قِبل الحجاج بن يوسف.
عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم :
يقولون إن العرق دساس و أن أمه المنحدرة من نسل عمر بن الخطاب لابد و قد ورثته بعضًا من شدة هذا الأخير في أمور الدين و الدنيا.
-ضُمت ثروات بني أمية نقدية كانت أو عينية ؛ كل غال و نفيس إلى بيت المال بأمر الخليفة تحت مسمى المظالم. حتى مجوهرات زوجته و مخصصاته من ركائب و أزياء و أموال.
-يرتج البيت الأموي بما جرى ؛ تنتفخ العروق غضبًا و تبخ الألسنة سموم .. ظروف مواتية جدًا لنهاية قريبة.
-لماذا ينقطع جميل الحلم بغتة دائمًا ؟
نظر الخليفة المسجي لزائره سائلًا " ماذا يقول الناس ؟"
يقولون " مسحور ".
ضحك ثم قال " لست بمسحور و إني لأعلم الساعة التي سقيت فيها السم ".
موسى الهادي :
" ألحت على الأم فكرة مزعجة؛ لو أن الخليفة توجس من موته في مرضه؛ فقد يفكر في خلع أخيه- إبنها الأحب إليها : هارون الرشيد- من ولاية العهد لصالح إبنه.. ولما ربما فعل ماهو أكثر من ذلك "
إعتدلت الأم المشهورة بصلابتها من مرقدها و قد عقدت النية على ماهو لابد منه حتى و إن تناقض مع ضعفها الأمومي الفطري.
ربما يستغرب البعض من توجيه تهمة قتل الإبن إلى أمه ولكن مما أخبرنا به التاريخ أنه لايوجد على الإنسان ماهو مستحيل إقترافه.
محمد الأمين :
" ولأنه استشعر جفوة بين الأخوين - الأمين و المأمون - قام الأب الخليفة هارون الرشيد بإصطحابهما إلى مكة في موسم الحج و أخذ عليهم العهود المشددة بألا يجور أحدهما على ما للآخر أو على ما لأخيهما المؤتمن و كتب عهدًا بينهم يضمن الإتفاق على أن تُعلّق نسخة من هذا العهد في فناء الكعبة لتغليظ قدسيته. "
نص الإتفاق بينهم على الآتي :
أن يكون محمد الأمين هو ولي العهد - رغم صغر سنه - ولكن مراعاة لهاشمية نسب أمه زبيدة.
وأن يكون المأمون هو ولي العهد من بعد الأمين و أُعطي ولاية خراسان و أن يكون المؤتمن هو ولي العهد من بعد المأمون و أُعطي إقليم الجزيرة الفراتية.
و لكن بعد وفاة الرشيد ؛ سارع الأمين في إظهار غدره بالإتفاق فأخذ ينتقص مما لأخيه المأمون حتى دارت الحرب بينهما. تلك الحرب التي شهدت ضرب بغداد بالمجانيق و إنتهت نهاية درامية بقطع رأس الأمين و تولية المأمون خليفة للمسلمين.
المتوكل و المنتصر :
رفع الخليفة المنتصر رأسه لأحد الحاضرين سائلًا " أنت تعرف لغة الفرس، أليس كذلك ؟" فأجاب الرجل بالإيجاب .. فطلب منه المنتصر أن يقرأ ما هو مكتوب بلغة الفُرس على شكل دائري في البساط الذي أمامه.
إقترب الرجل من البساط؛ ثم اصطنع إبتسامة قلقة قائلًا " هذا لا معنى له و لكنها مجرد حروف لتزيين البساط "
سأله الخليفة بصرامة شديدة " فلتصدقني القول لست غافلًا عن اضطرابك عندما قرأت ماذا به ".
تردد الرجل لثواني ثم عاد ليترجم ما بالبساط بصوت مسموع " أنا شيرويه بن كسرى؛ قتلت أبي فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر ".
تظاهر المنتصر بأنه لا مبالي لذلك - و هو الذي اتفق مع بعض القادة الأتراك على قتل أبيه المتوكل منذ أيام بعد أن قرر إبعاده عن ولاية العهد - معللًا بذلك أنه استحق مصيره بسبب مظالمه في حق آل البيت و الهاشميين و أن ما حدث منه تجاه أباه كان نوعًا من تغيير المنكر باليد.
الحاكم بأمر الله :
أن يكون المرء قادرًا على إثارة الخوف أحيانًا فهذا مما يمكن التعايش معه بقليل من الحذر و الحيطة لكن أن يكون ذلك الشخص مثيرًا للرعب بمجرد حضوره أو حتى ذكر إسمه فكأنما ذلك هو قطعة من الجحيم قد اقتطعت لبني الإنسان أو أنك تتحدث عن الحاكم بأمر الله الفاطمي.
حاولت أمه ذات ليلة منعه من الخروج تجنبًا لنبوءة تقول بمقتله في هذه الأيام؛ لكن من يجروء على منع الخليفة المرعب من تنفيذ رغبة له.
خرج لإستطلاع بعض النجوم - وقد كان مولعًا بالنظر إليها - من على جبل المقطم ولكنه لم يعد إلى قصره مرة ثانية.
وبعد خمسة أيام من البحث عُثر على ثيابه و على آثار الطعنات و الدماء عليها.
الآمر بأحكام الله :
إنتظروه عند الجسر الضيق الذي لا يتسنى له و لحرسه المرور منه في نفس الوقت وإنقض عليه أفراد من فرقة " الحشاشين - الكلمة التي اُشتق منها لفظ Assassin " الموالين للمذهب الشيعي الإسماعيلي النزاري لينضم إلى ضحايا تلك الفرقة التي كانت أول ماصنف على إنه فرق للإغتيال السياسي / الطائفي / الديني.
الخليفة المستعصم ( خليفة آخر الزمان ) :
خرج المستعصم يقدم خضوعه و طاعته لهولاكو خان قائد المغول بعد أن قام بحصار محكم على بغداد و بعدها دخل جند المغول إلى المدينة التي أباحها لهم قائدهم و عندئذ عرف المستعصم قيمة وعد الأمان الذي أخذه من المغول قبل خروجه لهم.
أخذ الرجل يُجر و يلقى أرضًا ثم يُدحرج لتتلقاه أرجل الجند بالركل العنيف ليحس و يسمع عظام جسده تنسحق تحت وطأة الأقدام الثقيلة .. حتى الموت.
بعد هزيمة المغول في عين جالوت على يد المماليك؛ استقبل السلطان المملوكي بيبرس أحد الناجيين من البيت الحاكم العباسي و نصبه خليفة و حصل منه على تفويض بالسلطنة و حكم بلاد المسلمين وكان ذلك مجرد إجراء شكلي لإضفاء الشرعية على حكم سلاطين المماليك.
استمر الوضع كذلك حتى سقط حكم المماليك على يد العثمانيين الذين سموا انفسهم بعد ذلك بلقب خليفة المسلمين رسميًا منذ عهد السلطان عبد الحميد الثاني حتى ألغيت الخلافة رسميًا على يد مصطفى كمال أتاتورك في عام ١٩٢٣.
0 notes