[١٩/٦, ٤:٤٦ ص] محمد المصري: 237/212
*منقووووووووول*
السيرة النبوية العطرة *(٢٣٧)*🌴🌴
*(( غزوة تبوك ، تحقق النصر ، وانسحاب الروم ))*🌴🌴
____________________________
🌷قبل غزوة تبوك وفي الطريق إليها توفى أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه {{ ذو البجادين }}
وهو من قبيلة {{ مزينة }}
هذا الصحابي عندما أسلم جرده أهله من كل أمواله، حتى جردوه من ثيابه، وكان يعلمون شدة حياءه، فأخذ بجاد [[ والبجاد هو كساء غليظ مخطط ]] فأخذ بجاد وشقه واتزر به وذهب الى المدينة المنورة
و وصل ودخل المسجد النبوي ، فصلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم
فبعد انتهاء النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ يتصفح وجوه اصحابه
فلما رآه قال له: _ من أنت يا فتى ؟؟
فقال: _ أنا عبد العزى
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:_بل أنت عبد الله
ثم قال له :_ انزل قريباً منا
[[وأطلق عليه الصحابة ، ذو البجادين ]]و صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير العبادة، وكثير قراءة القرآن
_______________________
🌷فلما كانت غزوة تبوك
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابته حمى ومات
يَقُولُ عبدالله بن مسعود
{{ قُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، فَاتَّبَعْتُهَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وعمر ، وَإِذَا عبد الله ذو البجادين المزني قَدْ مَاتَ ، واذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر، ثم قال: أَدْلِيَا لِي أَخَاكُمَا ، ثم وضعه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده وقال: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّابًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ .
يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ . }}
وكان {{ ذو البجادين }} هذا الشاب الصغير أحد خمسة فقط نزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الى قبورهم
______________________________
🌷وصل المسلمون أخيراً الى تبوك، ولكن كانت المفاجأة أن الجيوش الرومانية العملاقة التي تحكم وتسيطر على نصف العالم القديم تقريبا
قد فرت الى داخل بلادها عندما علمت بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم
كيف فرت جيوش الإمبراطورية الرومانية العملاقة ؟؟
وهي الدولة الأولى في العالم في ذلك الوقت، وبرغم تفوقهم الكبير على المسلمين في العدد والعدة والتاريخ والخبرات القتالية وتدريب الجنود ؟
إنه قوله تعالى
{{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا }}
فحين علمت الرومان بقدوم {{٣٠ ألف }} مسلم
وعلى رأسهم {{ محمد رسول }} الله صلى الله عليه وسلم
قارنت هذه الوضع بالمواجهة التي كانت في {{ مؤتة}} منذ عام واحد
وكيف كان التفوق لصالح المسلمون، وكيف كان عدد القتلى من الرومان أكثر من المسلمين، برغم أن عددهم كان
{{٣ آلاف}} مقاتل فقط
[[ يعني عُشْر العدد الموجود في تبوك، ولم يكن معهم النبي صلى الله عليه وسلم ]]
ولذلك كان قرار الرومان هو الإنسحاب المخزي أمام النبي صلى الله عليه وسلم
_____________________________
🌷انسحبت الروم هذا الأنسحاب المخزي
ولم يعتدي النبي صلى الله عليه وسلم على القبائل العربية المقيمين في {{ تبوك }} التي كانت قد تحالفت مع الروم مثل {{ لخم وجذام }}
لم يهدم بيوتهم ، ولم يأسرهم ، ولم يقتل نساء واطفال وشيوخ ، ولم يهدم بنية تحتية
[[ ونحن نزعم اليوم أننا في عصر الحضارة ودعاة حقوق الإنسان وان الصحابة كانوا في زمن متخلف
ألا إن نعل صحابي واحد ، يصلح أن يكون اليوم تاجاً للعالم كله ]]
لم يعدوا النبي على احد ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم معسكرا {{ ٢٠ }} يوماً كاملاً
مع أن عادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت هي البقاء في أرض المعركة {{ ٣ أيام }} فقط ليثبت أنه الجيش المنتصر
____________________________
🌷وأخذ صلى الله عليه وسلم يبث العيون حتى لا يكون للعدو خطة
[[ يعني يكون انسحابهم خدعة ثم يهجموا على المسلمين فجأة ]]
فلما اطمئن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد لهم تجمع ، وأنه قد داخلهم الرعب
قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد نصرت بالرعب مسيرة شهر }}
[[يعني قبل ان اصل للعدو مسيرة شهر ، ويعلم العدو خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، يقذف الله الرعب في قلوبهم منه قبل شهر ]]
_____________________________
🌷ثم أراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن يوجه رسالة للروم وحلفائها من العرب
[[ فلقد كان العرب قديماً قبل الاسلام كحالهم تماماً مثل هذه الأيام دويلات وشراذم وأذناب للفرس والروم ]]
فكان من هذه الأذناب ملك يسمى ملك {{ دومة الجندل }}
[[دومة الجندل هي منطقة ضخمة في شمال الجزيرة تدين النصرانية وموالية للرومان قريبة من تبوك ]]
عليها ملك قد نصبه هرقل حاكماً
[[فالعرب في الجاهلية لا تستطيع ان تنصب نفسها فالذي يضع ويخلع هم الروم ]]
ذلك الملك اسمه {{ أكيدر بن عبدالملك الكندي }} وضعه هرقل ملك على دومة الجندل
[[ حتى إذا ما خالف هرقل ذيل اخر من العرب ، يسلط هذه الأذناب من العرب بعضها على بعض ويبقى الروم متفرجون، مثل بعض الدول العربية اليوم بيذبحوا ببعض ، والغرب قاعد يتفرج واخوة القردة والخنازير في قمة سعادتهم ]]
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يوجه لهم رسالة بأن يأدب لهم ذيل من أذيالهم
فأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم سرية قوامها {{ ٤٢٠ }}
فارساً بقيادة {{ خالد بن الوليد }} الى دومة الجندل
وقال لخالد :_ اذهب لدومة الجندل وأتني بملكها اكيدر حياً لاتقتله
قال :_ فإن قاتلني يارسول الله وتحصن في حصنه ؟؟
فقال له الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،الذي لا ينطق عن الهوى
قال :_ يا خالد إنك ستجده يصيد البقر خارج حصنه فخذه على غرة
وانطلق خالد وبين عينيه نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى اقترب من {{ دومة الجندل}} وأرتقب دخول الليل وكانت ليلة صائفة مقمرة
فجلس خالد ومعه رجال يرقبون الحصن
وكان {{ اكيدر }} مع زوجته على سطح ذلك الحصن يسمر ليلاً وحوله القينات [[ اي المغنيات و الراقصات بلغة عصرنا نسميهم فنانين نجوم كوكب الشرق والغرب ]]
فسمعت زوجته صوت البقر وقد جاء البقر الوحشي يحك قرونه في باب الحصن
[[ يا لنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكم نحن بحاجة إليها في أيامنا هذه ، كان اكيدر هذه الليلة لم يخرج للصيد وهو على سطح الحصن يسمر ، فساق الله له البقر الوحشي الى باب حصنه واخذت تحك بقرونها باب الحصن ]]
فأطلت زوجته
وقالت له متعجبة :_ أي اكيدر !!
هل رأيت مثل هذا ؟ !!
فنظر {{ أكيدر}} على الابقار من سطح الحصن
قال: - لا !! لطالما أعددت لها الخيل ، وهي الآن تأتي الى باب الحصن ؟!!
قالت: - فهل يترك هذا ؟
قال: - لا
فأمر بفرسه وخرج ومعه نفر من أصحابه، وخرج معه اخاه و ولي عهده واسمه {{ حسان }}
وفتح ابواب الحصن وخرج
وأخذ في مطاردة البقر، فأخذت البقر تجري الى الجهة التي فيها {{ خالد}} ومن معه فتبعها {{ اكيدر }}
فتلقته خيل {{خالد بن الوليد }}
ودار قتال محدود، انتهت بأسر {{ أكيدر}} وقتل اخيه حسان وفر من معه من رجاله الى الحصن واغلقوا الابواب
_______________________
🌷وكان اخوه{{ حسان }} الذي قتل يرتدي ثيابا من الحرير مشغولة بالذهب [[ أي مخاطة بالذهب ]]
وفي عنقه صليب من ذهب[[ لانهم كانوا يدينون بالنصرانية ]]
فأمر خالد من معه أن يسلب القتيل ، فأخذوا سيفه وثيابه وصليبه الذهبي
ثم قال لأكيدر :_ فلتأمر رجالك ليفتحوا أبواب الحصن الآن
فقال اكيدر :_ يا خالد إذا رأى قومي ملكهم اسيراً مجدلاً في الحبال ، لن يفتحوا ابواب الحصن
ولن يطيعوه لأنه اصبح اسيراً ، فإن شئت أن تتم الأمور ولك علي ذمة الله [[ لانه نصراني يؤمن بالله]]
قال :_ ولك علي ذمة الله وعهده أن أصالحك مقابل حقن دماء قومي ، ولكن فك قيدي يا خالد حتى يسمع قومي قولي
قال له خالد :_ لك ذلك
ففك قيده وتقدم {{ اكيدر }} الى الحصن ونادى من على اسواره من الحراس
:_ انا اكيدر افتحوا لي باب الحصن
ففتحوا له باب الحصن
[[ رجل عاقل ، لأن فعلاً لو رأى قومه ملكهم مربوط بالحبال هل يطيعوه ؟؟ ]]
ففتحت ابواب الحصن دون أن تراق قطرة دم واحدة
فدخل {{خالد }} وصالح {{ اكيدر }} على شيء من سلاح ومال مقابل حقن للدماء
وعلى أن يسير معه الى النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لان النبي قال لخالد احضره إلي ]]
وجاء به خالد بن الوليد الى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان {{ خالد }} قد أمر بعض اصحابه أن ينطلقوا بما سلب من حسان من سلاح وثوبه الحرير المشغول بالذهب
ويسبقوه الى تبوك حيث النبي صلى الله عليه وسلم هناك
ليبشروا النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم خالد ومعه ملك دومة الجندل {{ اكيدر }}
فسبقوا خالد و وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم و وضعوا بين يديه ما سلب عن {{ حسان }}
_________________________________
🌷يقول الصحابة ومنهم {{ عمر بن الخطاب }} في رواية هذا الحديث [[والحديث متفق عليه ]]
قال :_فأخذنا نتلمس ذلك الثوب من الحرير الذي سلب عن حسان ونعجب منه لنعومته وكيف طرز بالذهب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اتعجبون من هذا ؟؟ وأشار بيده الى ذلك الثوب الحريري
قلنا :_ نعم يا رسول الله
قال :_ والذي نفسي بيده لمناديل {{ سعد بن معاذ }}في الجنة يمسح بها يديه ويلقيها أحسن من هذا وأعز
[[ قولوا لا اله إلا الله ، المناديل نسميها محارم اليوم ، المناديل التي يقدمها خدم الجنة ، يطوف عليهم ولدان مخلدون يقدمون مناديل لسعد يمسح بها يديه احسن من هذا واعز وكلنا اصبحنا نعلم من هو سعد بن معاذ هو سيد الأوس الذي استشهد في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة
الذي اهتز لموته عرش الرحمن الذي له مواقف كثيرة أثلجت صدر النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فجاء خالد ومعه اكيدر
وكان عليه لباس الملوك وثياب من حرير وفي عنقه صليب من ذهب ، فكان له هيبة الملوك
فلما دخل {{ اكيدر }} على رسول الله و وقع نظره على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فأرتعدت فرائصه وخر {{ اكيدر }} ساجداً بين يدي رسول الله [[ كما يفعلون للاكاسرة والأقاصرة ]]
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيديه
وهو يقول :_ لا ، لا ، لا تفعل
{{ إنما انا عبدالله ورسوله ، لا ينبغي السجود إلا لله }}
فجلس اكيدر يحدث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصالحه على دفع الجزية، وكتب له النبي كتاباً وجعله ملكاً على قومه كما كان وخلى سبيله ولكن ولائه يكون لدولة الاسلام لا لدولة الروم
_______________________________
🌷فلما سمع ملوك وامراء الشام بما حدث مع الملك {{ أكيدر }}
أتى ملوك وأمراء مدن الشام الذين يجاورون الجزيرة العربية، والموالين للإمبراطورية الرومانية لمصالحة النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية، بعد أن أدركوا أن أسيادهم القدماء قد ولت أيامهم
وكان من الذين جاءوا {{ يحنَّة بن رؤبة }}
وهو صاحب مدينة {{ آيلة }} العقبة الآن من جهة فلسطين يحتلها اليوم اخوة القردة والخنازير
وكذلك جاء أهل {{ جرباء }}
وأهل {{ أذرح }}
وهكذا أحكم النبي صلى الله عليه وسلم سيطرته على كامل شمال الجزيرة العربية
وأصبحت حدود الدولة الإسلامية ملامسة لحدود الإمبراطورية الرومانية
وفقدت الإمبراطورية الرومانية حلفائها في شمال الجزيرة العربية
كما سقطت هيبة الدولة الرومانية سقوطا مدوياً ، ومهد هذا للفتوحات الإسلامية في بلاد الشام التي تمت بعد ذلك في عهد {{ عمر بن الخطاب }}
صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
___________________________
🌷ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من {{ تبوك }} في {{ رمضان}} من السنة التاسع
وعند طريق العودة لنا أيضا مواقف
فكما قلنا الطريق من تبوك للمدينة ، ارض صحراء وحرارة الشمس شديدة
فأصابهم العطش والتعب والهوان [[ فلا طعام ولا ماء .. رمال الصحراء تعسف بهم ]]
واخذ المنافقون يستغلون هذه الظروف
[[ ويجب ان نفرق عندما نتكلم عن الكافرون والمنافقون نقول يستغلون أما نحن المسلمون نغتنم لا نستغل ، فأرجو ان تفرقوا بين هاتين الصفتين ]]
فقال المنافقون وهم يسخرون من هذا الجيش وهذا الخروج ويسخرون من كبار الصحابة {{ كعثمان وعبدالرحمن بن عوف}} الذين انفقوا اموالهم لهذه الغزوة
يقولون :_ أنفقتم اموالكم ، فلا أنتم قاتلتم ، ولا أنتم غنمتم فعلى اي شيء أنفقتم ؟؟
:_ يا عثمان ماذا جنيت مما انفقت ؟؟
:_ يا عبد الرحمن بن عوف ، لو كنت عملت بالمال الذي أنفقته كم كنت ربحت ؟؟
[[ وهكذا ، من هذه الأقوال فإذا زجرهم الصحابة يقولون ندردش نخوض ونلعب ]]
فأذاقهم الله عطشاّ شديداً
__________________________
🌷وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغيت ثلاثة امور
١_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}
٢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان
٣_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا
____________________________________
🌷فهيأ الله السبب للنبي صلى الله عليه وسلم لعله يعظهم فيزدادوا ايماناً
فأشتد بهم العطش في أرض صحراء لا ماء بها فاشتكى الصحابة لرسول الله العطش
فقال :_ هل معكم شيء من ماء ؟؟
فجمعوا له مقدار قدر [[ وعاء صغير ]]
فقال لهم :_ احضروا لي وعاء من أوعيتكم التي تسقوا بها دوابكم
[[ وكانوا يحملون للخيل والابل في السفر اوعية من أدم اي من جلد تكون مثل ما نسميه اليوم طشت ولكن كبير من كبرها يستطيع ان يقف حولها ١٠٠ او ٢٠٠رجل ]]
فأخذوا يفرشوا وعاء من الجلد ، ثم تحلقوا حوله
يقول الصحابة
[[طبعا الحديث في الصحاح الستة ]]
:_ لقد أحاط بذلك الإناء اكثر من مئتي رجل ، لا يزاحم رجل منهم الآخر
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الإناء الصغير الذي فيه الماء
[[ والمنافقون ينظرون من أين سيأتينا بالماء ؟؟ لم يدعوا الآن فتأتي سحابة تمطر ،ولا هنالك عين لتتفجر منها المياه ]]
قالوا :_ فوضع يده صلى الله عليه وسلم اليمنى في ذلك الوعاء الصغير فما ستر الماء جلدة يده
ثم قرأ ماشاء الله له ان يقرأ
ثم دعا بما فتح الله عليه من دعاء ثم نفث بين أصابعه
قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء بين اصابعه
[[ كم اصبع بايدك ؟ خمسة بين كل اصبعين عين ، احسبهم بيطلعوا اربعة ]]
قالوا :_ ففارت اربعة عيون من الماء تنبع من بين أصابعه وتسكب في ذلك الوعاء الكبير
ثم قال :_ استقوا واملؤا اسقيتكم ، فأخذنا نملأ بضع نهار حتى استقينا وسقينا دوابنا وملأنا أوعيتنا ، والماء يفور من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم ونحن ننظر
ثم قال :_ هل بقي لكم من حاجة من ماء ؟؟
قلنا :_ اللهم لا قد أكتفينا يا رسول الله
فقال :_ اشهد أن لا إله إلا الله وأني عبدالله ورسوله ، ثم قبض يده فتوقف نبض الماء
[[ ونحن ايضا يا رسول الله نشهد أن لا إله إلا الله وانك عبدالله ورسوله وحبيبه وخير خلقه ]]
فقال الصادقون من الصحابة لبعض من لمسوا منهم النفاق
ويلكم ألم يكفيكم هذا ؟؟
فماذا أجابوهم ؟؟
قالوا :_ بلغنا عن أهل الكتاب أن موسى قد ضرب الحجر بعصاه فأنبثقت منه أثنتا عشرة عيناً [[ مش أربعة ١٢ يعني قد محمد اربع مرات ]]
ولكن السفهاء لم يفرقوا أن نبع الماء من الحجر [[ طبعا نحن نقر انها معجزة لسيدنا موسى عليه السلام ]]
ولكن انظر للفارق من الطبيعي ان ينبع الماء من الحجر قال تعالى {{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ }}
ومن الطبيعي ان ينبع الماء من الأرض
ومن الطبيعي أن ينزل الماء من السماء
ولكن ليس من الطبيعي أن ينبع من يد بشر ويبقى بحدود ٤ ساعات ماء يتدفق من يد آدمي
معجزة ، ولكنها فاقة المعجزات
فماذا قال المنافقون ؟؟
قالوا :_ يكفي أن صاحبكم أذن [[ ماذا تعنون بأذن ؟؟ قالوا سمع شائعات ، ثم قاد جيش في الصيف في الصحراء ولم يجد جيشاً لو كان نبي حقاً ما خرج ]]
هنا بلغ السيل الزبى [[في لغتنا اليوم وصلت حدها المسألة
يعني ما عاد هنالك مجال للسكوت عن هؤلاء المنافقون ]]
___________________________
🌷فتدخل الله عزوجل مباشرة
وانزل {{ ٧٠ آية }} من سورة التوبة في ذلك الموضع
آيات منها اخبار عن ما وقع ، ومنها آيات عن ما سيقع
بداية الآيات من ٣٨ لسورة التوبة الى آية ١٢٠
[[ بالله عليكم إن أردت ان تعرف الحقيقة افتح المصحف واقرأ سورة التوبة ، وستجد أن ما أنزله الله في المنافقين في ذلك الزمن ينطبق على أمتنا اليوم تماماً ]]
بدأت الايات بقوله تعالى
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ }}
[[ خاطب المؤمنين من بداية الانطلاقة من المدينة الى تبوك ]]
{{أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ
إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }}
[[ انزلت في حق من تثاقل بالخروج مع النبي يوم جيش العسرة ، والقران ماضٍ الى يوم القيامة فهو خطاب لكل المتخاذلين في كل زمن عن نصرة المؤمنين والذين لا يريدون ان يواجهوا اعداء الأمة ، هذا كلام الله من يعترض ، فليرد على الله ]]
{{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ }}
[[ يذكرهم بيوم الهجرة نصره الله ، ولله جنود السموات والارض ، ومايعلم جنود ربك إلا هو ، ونحن نرى في يومنا هذا قدرة الله على خلقه بفايروس لا يرى بالعين هز قلوب البشرية واقتصادها كله ، إنه الله جل في علاه ]]
{{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}
[[اللهم اعد علينا ذلك ، فأجعل كلمتك العليا وكلمة المؤمنين معها ، واجعل كلمة الذين كفروا السفلى وأذنابهم معهم يارب العالمين ]]
{{انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }}
ثم يصفهم الله عزوجل
{{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }}
ثم انظروا الآن كيف يخاطب الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم ، يقدم له العفو قبل العتاب ، والعتاب رقيق جداً
{{عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}}
[[ الذين بقوا بالمدينة استأذنوك فأذنت لهم ]]
{{ عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ
لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }}
الذي يوافق على ضياع المسجد الاقصى وقلبه يخاف من الغرب واسلحتهم هذا هو وصفهم من الله عزوجل
{{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ
لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}}
_____________________
🌷لو أردت أن اكمل الايات احتاج الى جزء كامل ، و الآيات تكشف صفات المنافقين وتأتي سياق الآيات
ومنهم ، ومنهم ،ومنهم
ويسطر الله مقولة كل واحد منهم ، ولو قرأنا الايات بتدبر كالذي قال الله عنهم {{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن...
ماذا حدث بعد ذلك من أحداث ؟؟
يتبع إن شاء الله .....
_______________ #الأنوار_المحمدية _______________
_____________ صلى الله عليه وسلم ________________
[٢٠/٦, ٤:٤٨ ص] محمد المصري: 238/213
*منقووووووووول*
السيرة النبوية العطرة *(٢٣٨)*🌴🌴
*(( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))*🌴🌴__________________________
🌷قلنا أن الله عزوجل أنزل آيات من سورة التوبة تفضح المنافقين ، فأحس المنافقون أنه سيكشف النقاب عنهم ولم يبقى إلا أن يذكرهم بأسمائهم واسماء آبائهم
وكان هنالك {{ ١٢ }} منافقآ علموا أن للنبي موقف و شأن مع المنافقين بعد نزول هذه الآيات
فأتمروا ليلاً [[ مؤامرة أي عملوا مؤتمر مصغر تحت رعاية أبليس يوسوس لهم كي يدبروا أمورهم ]]
واتفقوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم غيلة [[ اي غدراً ]]
وكان صلى الله عليه وسلم من سنته إذا كان متجهاً الى غزوة ، يسير في طليعة الجيش في المقدمة
أما إذا كان راجعاً من غزوة يسير في آخر الجيش
فقالوا :_ نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام
[[ وكان النبي صلى الله عليه وسلم لطبيعة الحر يحب السير ليلا وأن يستريح نهارا ]]
قالوا :_نقتله غيلة فإنه يسير في آخر الجيش وعند الظلام ، ثم نختلط بين الناس في الظلام فلا يعلم أحد من قتله ومن اغتاله
____________________________
🌷واطلع الله نبيه على مؤامرتهم
وكان يبعد عن المدينة مسيرة يوم وليلتين
فلما اطلع الله نبيه على مؤامرتهم ، أراد أن يكشفهم حتى لا يلام فيهم
فلما انطلق للسير ليلاً ، أقبل على وادٍ متسع يسير فيه الجيش
وكان على يمين هذا الوادي طريق ضيق يقال له العقبة
[[ طريق فيه صعود حاد ثم ينحدر يقال له عقبة ]]
فأمر {{ حذيفة بن اليمان}} رضي الله عنه وكان يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
أمره أن ينادي في الجيش
:_إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تسلكوا الوادي ، وإنه آخذٌ في العقبة [[ اي سيصعد العقبة ]] وحده فلا يتبعه أحد ، فإن الوادي أيسر لكم وأسهل
__________________________
🌷فهمس المنافقون بعضهم لبعضٍ وقالوا :_ هذه فرصتنا
[[أي لن يخالفه احد من أصحابه ، سيسلكون الوادي ، وسيسلك النبي العقبة وحده ، ومعه حذيفة يقود ناقته ]]
قالوا :_ هذه فرصتنا نتبعه ثم نزحمه في الطريق فنلقيه عن ناقته في الوادي فيتردى، ثم نختلط بين الناس فلا يعلم كيف مات فيقولوا عثرت به ناقته
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله بكل هذا عن طريق الوحي
فسلك النبي صلى الله عليه وسلم العقبة ، وكان معه اثنان من أصحابه فقط
{{ حذيفة بن اليمان }} يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
و {{ عمار بن ياسر }} كان خلف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها عقبة حادة ، فكان يلتقط بعض المتاع إذا سقط
فلما كان الليل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط العقبة
تلثم المنافقون حتى يتخفوا تماماً ، والوقت ليل وفي أول شهر
[[ لأن النبي خرج من المدينة الى تبوك ٥ رجب ، والآن يعود لمدينته في ٥ رمضان استغرقت هذه الغزوة شهرين من ٥ رجب الى ٥ رمضان شهرين ، إذن الشهر في بدايته ليس هنالك قمر ، فالليل ظلام دامس ]] تلثم المنافقون وتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة
فلما كانوا على قرب منهم أحس بهم صلى الله عليه وسلم ، وكان من عادته ألا يلتفت
[[ اي لا يلتفت كما يفعل الناس برأسه ، فكان إذا أراد ان يلتفت صلى الله عليه وسلم الى الوراء ، وقف واستدار استدارة كاملة بجسده ، والآن هو على الناقة لا يمكنه الاستدارة ]]
فقال:_ من القوم يا حذيفة ؟؟
لقد قلت لا يتبعني احد
فلما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احس بهم ، اسرعوا بالسير وراء النبي ، فجفلت الناقة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ، واهتز بعض متاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسقط متاع النبي صلى الله عليه وسلم [[ كالسوط وآلة الوضوء وبعض ما يحتاجه في الركوبة ]]
سقط بعض متاعه ولكن الله ثبته على راحلته ، فلم يؤذ
فترك خطام الناقة حذيفة وأخذ محجناً يضرب وجوه رواحلهم وهويقول :_ دونكم دونكم يا اعداء الله ورسوله
واخذ عمار بن ياسر ايضا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم
فخاف المنافقون وانهزموا وانحدروا سريعاً الى الوادي واختلطوا في الناس
فقال النبي صلى الله عليه سلم :_ اعرفتهم يا حذيفة ؟؟
قال:_ لا والذي بعثك بالحق ولكني عرفت بعض رواحلهم
قال :_اتعلم ماذا كانوا يريدون ؟؟
قال :_ لا والذي بعثك بالحق
قال :_ عزموا على ان يلقوا رسول الله من على راحلته حتى يقتل ثم يختلطوا بين الناس فيقولون عثرت به ناقته
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وسار حتى اتم العقبة ثم انحدر الى الوادي
وكان قد انتهى الليل وقارب الفجر
فامر أن يرتاح الناس
حتى كان الفجر فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في أرض برحة [[ أي واسعة ]]
ثم استقبل الناس بوجهه ثم أمر حذيفة أن ينادي :_ من منكم
تبع النبي في العقبة ؟؟ فلم يتكلم احد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في اصحابي [[ أي ليس من اصحابه ولكنهم بين اصحابه ]]
إن في اصحابي اثنا عشر منافقاً قد تبعوا محمد رسول الله في هذه الليلة الى العقبة وعزموا أن يلقوه عن ناقته ثم يزعموا أنه قد عثرت به ناقته ، ولكن هموا بما لم ينالوا
لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
[[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الأبرة ، هل يستطيع احد ان يدخل الجمل البعير في ثقب الأبرة ، وقيل الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم اي مستحيل ان يدخلوا الجنة ]]
منهم ثمانية [[ اي ٨ منافقين من ١٢ ]] اللهم أرمهم بالدبيلة
قالوا :_وما الدبيلة يا رسول الله ؟؟
قال :_سراج من نار يظهر بين اكتافهم حتى ينجم من صدورهم [[ المرض المعروف بلغة عصرنا حزام الناري قد يصيب الانسان في وسطه او بين كتفيه ]]
_____________________
🌷فوثب أسيد بن حضير [[ وهو من سادة الانصار وعقبي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة وكان احد النقباء ]]
فقال أسيد :_ بأبي وامي انت يا رسول الله ، اطلعنا عليهم ما دام الله قد أطلعك ، فلتقم كل عشيرة الى صاحبها فتضرب عنقه فلا يطالب به أحد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_لا يا اسيد
قال:_ فداك ابي وامي أطلعنا عليهم ، فوالذي بعثك بالحق لا تقوم من مقامك حتى تكون رؤوسهم بين يديك
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إني أكره أن يقول الناس إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم
فقال: يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحابك
فقال رسول الله : _ أليس يظهرون الشهادة [[ ارايتم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ]]
______________________
🌷ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان
فقال :_ يا حذيفة سأطلعك على اسمائهم واسماء آبائهم ولكن اكتم ذلك
حتى تنصح من يلي امركم بعدي [[ وهذه نبوءة لحذيفة بأنه سيطول عمره ]]
حتى تنصح من يلي امركم بعدي ، بأن لا يركن إليهم ولا يوكل إليهم أمرا
فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة
________________________
🌷وكما قلنا في الجزء السابق
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغية ثلاثة امور
١_ رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}
٢_ من أجل ان لا يؤذي اقاربهم من الصحابة من ذوي الايمان
٣_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا الى العدو فيكثر عدد اعدائنا
ولكن جاء الأذن من الله عزوجل ، ان يكشف النقاب عن كل واحد منهم إذا ما مات منافق
قال تعالى {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }}
فكان صلى الله عليه وسلم ، إذا مات منافق لا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قربت جنازته في المسجد للصلاة عليه واخبروا النبي عن اسمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_صلوا على صاحبكم ، و يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد ولا يصلي عليه
فإذا رأى الصحابة ذلك علموا أن هذا الميت كان منافقا ومات على نفاقه
فبعد أن يموت لا يعود لنا اي مطمع في الاسباب الثلاثة التي ذكرناها
١_ مات فلا نرجو حسن اسلامه ، مات على نفاقه
٢_ بعد الموت ماذا سيضر اهله واقاربه مات على النفاق مثله كمثل من مات مشركا من قبل
٣_ مات فلن يكثر الاعداء
_______________________
🌷انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غدا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم لا يدخلها ليلا ابدا
يتبع إن شاء الله .....
________________ #الأنوار_المحمدية ______________
_____________ صلى الله عليه وسلم _______________
[٢١/٦, ٤:٤٥ ص] محمد المصري: 239/214
*منقووووووووول*
السيرة النبوية العطرة *(٢٣٩)*🌴🌴
*(( حرق مسجد الضرار ))*🌴🌴
_____________________________
🌷انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ اي سيدخلها غداً ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم ألا يدخلها ليلاً ابداً ، فكان إذا دنى منها وكان بينه وبينها ساعة من الزمن عسكر ونام خارج المدينة
وارسل البشائر بأنه قدم ليستعد الناس للقاء ذويهم
ويدخلها عندما ترتفع الشمس وقت صلاة الضحى
___________________________
🌷فبات النبي صلى الله عليه وسلم خارج المدينة
ثم انتدب اثنين من الصحابة وهما {{مالك بن الدخشم}} و{{معن بن عدي}} وقيل أربعة من الصحابة
ليبشروا الناس بقدوم الجيش و ليحرقوا مسجد {{ الضرار }}
وكان المنافقون قد بنوا مسجدآ قريبآ من قباء
وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي فيه قبل خروجه لتبوك
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_إنا على سفر ولكن إذا رجعنا صلينا فيه إن شاء الله
وكان المسجد قد فتح قبل تبوك [[ وقدر الله لنبيه أن لا يدخله ولا يصلي فيه ركعة واحدة ]]
وعندما سألهم الناس لماذا اتخذتم مسجدا آخر قبالة مسجد قباء ؟؟
قال المنافقون :_ اتخذناه للمريض والشيخ المسن والليلة المطيرة
[[ أي ليس كل الناس يستطيع ان يذهب للصلاة خمس صلوات في مسجد قباء ، فاتخذنا هذا المسجد في وسط هذا الحي قريبا من بيوتنا لكي يصلي به المريض والشيخ المسن واذا كانت ليلة فيها مطر صلينا به لقربه ]]
ولكن الحقيقة كانت غير ذلك ، وقصة هذا المسجد
أنه كان في المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم رجل اسمه {{ أبو عامر }} كان قد تنصر قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان من سادة الأنصار
وعلم أن هذا الزمان زمان نبي فترهب وتنسك طمعا في أن يكون هو هذا النبي، وأطلق عليه أهل المدينة
{{أبو عامر الراهب }}
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجر الى المدينة خاب ظنه
وحقد على النبي صلى الله عليه وسلم ورفض الإسلام
وزاد حقده بعد نصر بدر
ثم ذهب الى قريش وأخذ يشجعهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم
حتى خرجت قريش لغزو المدينة في أحد
وقبل بداية المعركة تقدم بين الصفوف، وأخذ ينادي على الأوس حتى يخذلوا النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_ أنا أبو عامر الراهب
ولكن الأنصار سبوه وقالوا له:_ بل أنت أبو عامر الفاسق
فلما انتهت المعركة
لحق بهرقل قيصر الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم
فوعده هرقل وأقام عنده
وأخذ يراسل المنافقين في المدينة، ويعدهم بأنه سيأتي بجيش هرقل لغزو المدينة
ثم أمر أتباعه من المنافقين أن يبنوا مسجدا ليكون مقراً لهم
وقال لهم :_ اتخذوا لكم مسجدا ظاهره لإقامة الصلاة ، وحقيقته تعقدون به أمركم وتتشاورون حتى لا يطلع عليكم اصحاب محمد ، فإذا اعددتم سلاحاً ورجالاً جئتكم بمدد من الروم فأخرجناه هو واصحابه من المدينة
___________________________
🌷فكان هذا المسجد الذي أمرهم به {{ ابو عامر الفاسق }}
حقيقته ليقوموا من خلاله ببث أفكارهم الهدامة ونشر فتنهم في المدينة، وحتى يقدم عليهم فيه من يقدم بكتبه اليهم وحتى ينزل فيه عندما يأتي
وبالفعل بنوا مسجدا بجوار مسجد قباء
وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم :_ لقد بنيناه للضعفاء وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم للصلاة فيه [[ حتى يعطوا شرعية للمسجد ]]
وكان ذلك قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ تبوك }} فعصم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيه
وقال لهم :- انا على سفر ولكن اذا رجعنا ان شاء الله
_________________________
🌷فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من {{ تبوك}} نزل جبريل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخبر هذا المسجد وأنهم أرادوا به التفريق بين المؤمنين ، وعقد المؤامرات
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم اثنين من الصحابة كما ذكرنا وهما {{مالك بن الدخشم }} و{{ معن بن عدي}}
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم سراً بينه وبينهم :_ انطلقوا فأخبروا الناس أن جيش المسلمين قد رجعوا سالمين غانمين
فإذا أخبرتم الناس انطلقوا الى هذا المسجد الظالم أهله فحرقوه على من فيه ثم اهدموه
فأنطلقوا واخبروا الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم والجيش قد قدموا سالمين
وكان المنافقون قد ارجفوا في المدينة بأن محمداً وجل اصحابه قد هلكوا في الطريق من الحر والعطش
وكانوا كل يوم يشيعون إشاعة
ارجف المنافقون في المدينة
فلما شاع الخبر بالبشرى واشتغل الناس كلهم بالاستعداد لاستقبال ذويهم من المجاهدين
وذهب الصحابة الذين أمرهم النبي بحرق مسجد الضرار
الذي كان يعق�� فيه المنافقون مؤتمرهم
______________________
🌷ذهب الصحابة الذين أمرهم النبي بحرق مسجد {{ الضرار }}
الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم ، واشعلوا جريد من اوراق النخيل وألقوه من نوافذ ذلك المسجد
[[والمسجد كان مبني من جذوع النخيل وسقفه من اوراق النخيل فأشتعل ]]
فأخذ المنافقون يفرون من ها هنا وهناك ، ثم هدموا المسجد على قواعده فلم يبقى له أثر
_______________________
🌷ولما كان الصبح دخل النبي صلى الله عليه وسلم مدينته المنورة فلما أشرف على المدينة
يقول الصحابة فلما ترأت له المدينة [[ اي وقع نظره على بساتينها وتلالها ]]
فلما تراءت له المدينة طرح رداءه عن منكبيه
وقال :_ هذه طابة .. هذه طابة .. هذه طابة أسكننيها ربي ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد
فلما وقع نظره على جبل أحد ، اوقف راحلته واستقبل جبل أحد و قال :_ هذا جبل يحبنا ونحبه
______________________
🌷ثم دخل المدينة صلى الله عليه وسلم
وكان من سنته أن يدخل مسجده اولاً ، فيصلي فيه ركعتين
فإذا فرغ من صلاته ، أتى بيت {{ فاطمة}} ابنته رضي الله عنها فيسلم عليها ويطمئن عليها ، ثم يطوف على حجرات ازواجه يسلم عليهن
يقول الصحابة فصلى كعادته وظننا أنه سينطلق ، فإذا به أخذ مكانه في المحراب وجلس
يتبع إن شاء الله ...
________________ #الانوار_المحمدية ______________
______________ صلى الله عليه وسلم ______________
2 notes
·
View notes