وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ أي: البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها، وما عدا هذا من آيات الاقتراح، ومن سرعة العذاب، فليس إلينا، وإنما وظيفتنا -التي هي البلاغ المبين- قمنا بها، وبيناها لكم، فإن اهتديتم، فهو حظكم وتوفيقكم، وإن ضللتم، فليس لنا من الأمر شيء.
تحمل في طياتها كم هائل من التفاهه .ومن بعض البشر الذين يخلقو لكي يكونو سبب في اذى وتعاسه الاخرين مااسوء حظكم ايها الموذيين وما اجمل حظكم يامن ظلمتم ع ايدي جهله .
حفظ سورة يس – صفحة 441 – نص وصوتالوقفات التدبرية
١{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَٰبَ ٱلْقَرْيَةِ }
تعيين تلك القرية لو كان فيه فائدة لَعَيَّنَهَا الله … ما تعرف به أن طريقالعلم الصحيح الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه،وبذلك تزكو النفس، ويزيد العلم من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا
دليل عليها، ولا حجة عليها، ولا يحصل منها منالفائدة إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها.السعدي:693.السؤال:
ما الطريقة المثلى للتعامل مع المبهمات في القرآن؟ ولماذا؟٢{ قَالُوا۟ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }
وقولهم عليهم السلام:(طائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) معناه: حظكم وما صار إليه من خير وشر معكم؛أي: من أفعالكم ومن تكسباتكم، ليس هو من أجلنا ولا بسببنا،بل ببغيكم وكفركم، وبهذا فسر الناس.وسمي الحظ والنصيب طائرا استعارة؛ أي: هو مما تحصل عنالنظر في الطائر.ابن عطية:4/450.السؤال:
في الآية رد على من يرى التطير بشيء والتشاؤم منه، وضح ذلك.٣{ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ }
ووصفُ الرجل بالسعي يفيد أنه جاء مسرعاً، وأنه بلغه همُّ أهل المدينةبرجم الرسل أو تعذيبهم، فأراد أن ينصحهم خشيةً عليهم وعلى الرسل،وهذا ثناء على هذا الرجل يفيد أنه ممن يُقتدَى به في الإِسراع إلىتغيير المنكر.ابن عاشور:22/366.السؤال:
ما فائدة الوصف بالجملة الفعلية: (يَسْعَىٰ ) في الآية الكريمة؟٤{ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ }
وبهذا يظهر وجه تقديم (مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ ) على (رَجُلٌ ) للاهتمامبالثناء على أهل أقصى المدينة، وأنه قد يوجد الخير في الأطرافما لا يوجد في الوسط، وأن الإِيمان يسبق إليه الضعفاء؛ لأنهم لايصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة؛ إذ المعتادأنهم يسكنون وسط المدينة.ابن عاشور:22/365.السؤال:
لماذا قُدِّم لفظ (مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ ) على ( رَجُلٌ )؟٥{ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ }
أي: هؤلاء المرسلون لا يسألونكم أجرة على الإيمان، فلا تخسرونمعهم شيئاً من دنياكم، وتربحون معهم الاهتداء في دينكم.ابن جزي:2/222.السؤال:
ذكرت الآية عاملَيْن من عوامل صدق الداعي, فما هما؟٦{ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ }
(ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا ) أي: اتبعوا من نصحكم نصحاً يعودإليكم بالخير، وليس يريد منكم أموالكم، ولا أجراً على نصحه لكموإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه. بقي أن يقال:فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذاالاحتراز بقوله: (وَهُم مُّهْتَدُونَ )؛ لأنهم لا يدعون إلا لما يشهدالعقلالصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد العقل الصحيح بقبحه.السعدي:694.السؤال:
لماذا ختمت الآية بقوله سبحانه: (وَهُم مُّهْتَدُونَ )؟٧{ قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَٰلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِىرَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ }وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحلم عنأهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي،
والتشمر في تخليصه، والتلطف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشماتةبه والدعاء عليه، ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته والباغين له الغوائل،وهم كفرة عبدة أصنام.القرطبي:17/433.السؤال:
ما الخلق العظيم الذي يتعلمه المؤمن من هذه الآية؟التوجيهات
1- اتبع الرسل، واقتف أثرهم، ﴿ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾2- لا تسأل أجراً على دعوتك؛ فهذا من أسباب القبول، ﴿ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّايَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾3- كن محباً لهداية الناس لا لعذابهم، فذلك من أعظم ما يتخلق بهالداعية الرباني، ﴿ قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَٰلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ﴾العمل بالآيات
1- اذهب إلى مجموعة من الغافلين عن الصلاة، وانصحهم بأدائها،﴿ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾2- انصر أحد الصالحين أو الدعاة وبين فضله وسيرته، وانشرها برسالةأو بأي وسيلة أخرى، ﴿ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾3- أعذر إلى الله بإبلاغ حق، أو بإنكار منكر،﴿ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾معاني الكلمات
الكلمة معناهافَعَزَّزْنَا أَيَّدْنَا، وَقَوَّيْنَا.تَطَيَّرْنَا بِكُمْ تَشَاءَمْنَا بِكُمْ.طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ شُؤْمُكُمْ، وَأَعْمَالُكُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَالشَّرِّ مَعَكُمْ،وَمَرْدُودَةٌ عَلَيْكُمْ.أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ أَإِنْ وُعِظْتُمْ تَشَاءَمْتُمْ؟!يَسْعَى يُسْرِعُ فِي مَشْيِهِ.فَطَرَنِي خَلَقَنِي.تمت الصفحة ( 441 )
انتظروني غدا باذن الله