rain-041118

[rain-041118]

النهاية

[rain-041118]

النهاية

[rain-041118]

أثرٌ يكاد يُرى

‎أُلقي نظرة أخيرة على المرآة، أراني في عينيّ وأنا في الغد البعيد، مؤقتةٌ بزمني المضطرب، غريبة.. أنجذب نحو هوة غامضة بنمطِ الخيبة والمرارة ، كقفزة في المجهول الأبدي، أرى انعكاسي في المرآة وأنا أمشي على الرصيف الطويل وحدي بجانب مباني ضخمة قديمة، تحت سماء متلبدة بغيومٍ داكنة، ملطّخة بدرجات اللونِ الرمادي المتدفقة عند الأفق، جو قارس ومخيف، رياح عاتية تجعل أغصان الشجر المتجردة من أوراقها تتموج بعنف، محدثة صوت خفيّ يجعلني أنتفض مذعورة، يشنج آهاتي العميقة، يضلّني هنا، في هذه اللحظة، ويتلاشى في الهواء بدوني، يجثو كاللعنة على البدايات، يضع التوجس على حق أمام البرهان الضبابي الدال على صدقي في الأوهام، يتحدَّ معجزتي في تذهن الشي كما وُجد، يطول الوقت بتوهمات تضلل انعكاسي، يعسر عليّ صدّها،  أعجز عن تخطيها، أعود إلى ما طال الضعف نفسه من تحطم، مدركة أني أدركت ذلك، أني مآزق معمية تغلق الآفاق وتبعد النهايات، أهبط بويلاتي مع الشمس إلى غمد الأرض، بقبضتي الضئيلة أكسر المرآة الكاذبة، فأختبئ خلفي لأتوارى عن أنظاري، أتأسى على ذاتي النكرة، أتكتّم على ذهني بأفكاري المضنية على الآتي، تستبيني بأدلَّتها الصاعقة، توهِّجني كسرابٍ أزرقٍ يشعُّ من شظايا المرآة المكسورة المبعثرة على الأرضية الخشبية

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

رسمتُ قطار اللّيل إلى حبيبي

إلى هناك، إلى ما بعد الحدود

سأنطلق من الرابعة صباحاً وسأصل في زمنٍ آخر

#كلمات #drawing #رسمتي

[rain-041118]

صدَى الرّياح

أمام رقعة الشطرنج، جالس على مقعده الخشبي بهدوء، ولا شيء يجبره على الكلام، يصغي إلى الصمت الذي يتبعه أينما ذهب، ينظر إلى خصمه بنظرة برتغالية ثاقبة، الأثريّة التي لا تحتوي على أي معنى، نظرة باردة بكل ما تحمله الكلمة من جمود، ينبعث الظلام حين يرفُّ رموشه ليسود في أرجاء المكان، بحركة ماكرة قبض على بيدق خصمه، أخذه وتجرع سواده، اصطبغ عنقه بحبر الليل، غاصت خيوطه في كبده وتموجت باضطراب مع نبضاته، فخفقت في حيرة مظلمة. يتنفس ذكريات، يتفحّم بصداها الخافت، تُفجر فيه حسيَّاتها القديمة ويتصاعد دخان دمارها من أوردته، يُكفّنها باستسلام ويردمها في ضريح أضلعه، يغرق شعوره في غمد الأشياء التي لا يعرف لها نهاية، الطاغية على محياه، تسري في أوصاله همسة كهربائية بطعنة مفاجئة حين يخشى الآتي، ينطوي في العدم، يمضي مع البشر الغائبون في الماضي، الذين يسيرون في اتجاهات خاطئة نحو مواعيد غير محددة، كل شيء ينبض ببطء، يتأمل خطواته التي تركها خلفه، يشعر بأنها تتهاوى إلى جوف الأرض ويتردد وقعها في الهواء

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

انتزع النّبض من يدِي حينَ رسمتُها

#drawing #رسم #رسمتي

[rain-041118]

سَرابٌ شتويٌّ

ظلال تلعج في صدري بفوضي إيقاعية صاخبة، تُصلبني بتوتر مفاجئ في لحظة بعيدة، تخالج نفسي وقت النوم بتهيآتي المتراخية، تنحت إثر لمساتي الساكتة على جدارٍ صلبٍ يضجُّ بالسواد، تحجِّر نبض الوريد ليتخذ حياة خافتة، تُمحي ملامحي ��لرمادية الغائرة بالأرق وتثير جواً مبهماً لا أستطيع فعل شيء حِياله، لكنها لا تتشبث بذاكرتي طويلاً بل تذوب في ظل النسيان بهمسها الأوّل، أهملها حين أغمض عينيّ وأنفيها بتنهيدة تُخرج حزن المكبوت منذ تلك الرجفة، تفلتني في الظلام الراكد وتختفي حين تتطاير غرَّتي عن جبيني بفعل رياح باردة، أفرك يدايَ المصابة برعشة البدايات في كل شيء، دموعٌ جهنمية تحمل ما يغمر أعماقي بعد تلك الأيام التي أترعت الكأس بغيوم السماء الشاحبة، أُعدمها بجمودي الخارس، الغارق في ضوءٍ صارخ، أكشف عن نفسي خلاله وأخدعني به، اللعنة، يكفر بي، أراني أفيض بالتيه مع دخان سيجارتي المتَّقدة في ظلمتي الداخلية، اخترق بها محطات الإنتظار، أجهل وجهتي حين أتحرك من دون وعي، إلي أي مكان أقودني بهذا التشتت؟ لكأنني أتخيلني أتسرب مع دمائي من جرح معصمي فأُقطر بيأس على أوراقي لتتلطّخ بضياع طويل، كطول الزمن بين ذلك المساء وهذه الكتابة.. وحتى آخر زفير

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

[rain-041118]

لا أُبقي شيئاً في حدوده، دائماً ما أحرره من قيده، كم أحب أن أضل سبيلي في عمق الأشياء عندما تمر من أمامي بألغاز عظيمة، ألاحقها بفضول متأجج في عينيّ، أعجب بها بقلقٍ يشوب دهشتي، أمضي آسيرة خلف تكهنات التي تقودني إلى اطلاق الأحكام عليها بكل وضوح، وعليها فأنا اليوم أعلم ماهي الشفتان اللتان أتحدث بهما، ولا يهمني إن أخطأت في تقديرها أو لم أعطيها حقيقتها. كم أهوى الضياع فيها حين لا ينجلي غموضها، كم أتلذذ حين أجدني في نفس النقطة التي انطلقت منها منذ ألف يوم لأغطس في كينونة تلك الأشياء، أليس من الغريب أن نكتشف بأننا علَّتها الوحيدة حين نمنعها من التصرف كما هي؟

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

برمشة عين أسافر من الجسد الذي أتشكَّله وأحرر روحي منه، أحررني مني، أنتشل تفكيري من سيطرة حواسي الدقيقة في الحكم، لا شيء يحصيني ولا شيء يحسني إلَّاها، أجردني من الهمس الذي يعللني في كوني، يُريبني ويرميني بهشاشته نحو العالم على جدار الشك، لأشتمل على كل ذخائر الضعف والوهم الذي كل ما فيه آتٍ من العدم، لكني أضاده، حين أنظر إلى نفسي أني منبثقة من الوجود فعلاً، أخمد لهيب شيطنته بإرادتي المطلقة، العظيمة التي لا يحصرها قول، بل وتمنحني الإشارة، ههنا، على هيئة كلمات خالية من الأصوات، أكبتها لتخلد في قعري، تنهنهني عن البوح، ترسخ آثارها في طي لحودي، تتبلور تحت عيني وتبغُّ مع دمائي، لكن ما إن أنطقها، حتى أرى الكرة الأرضية تنفجر أمامي بصمت، تحوم شظاياها المنثورة في أرجاء الفضاء الأزرق المجهول، تنغرس قطعة منها في جذاميري بقوتها الطاغية، أُعطينيها كاملي وقدرتي اللامتناهية في تذهن الأشياء كما ينبغي لها أن تكون، أسلط عليها أضوائي كلّها، لتغدو ومضة متوهجة خاطفة تعمي أبصار المجرة

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

أيام ثقيلة تمضي على ذاكرتي متراكمة بعدد السجائر التي دخَّنتها اليوم فقط، أخشى أن أُسجن داخل ذكرى من ماضٍ شريد رغم الأكسجين الذي سحبته من نصف العالم لأبقى على قيد هذه اللحظة، أو أن أكون مجرد نوتات كمان مشؤومة، باهتة التأثير في لحن مضطرب، هبوط صعود هبوط هبوط، يُلجم نبضاتي عن البوح ويشيِّد حولي همس خفيّ يدفعني أن أُلغي وجودي من هذه الدقيقة التي تزلزل الزمن بسنينه المتأججة بأحداثٍ مؤلمةٍ مضت، هجوم لامرئي يشلُّني عن تذكر ذلك الحادث الذي ترك ندبة عميقة على خدي، تتراءى في ظلي حين أمضي وأترك النهايات مفتوحة

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

أحياناً، يغمرني شعور لا أرغب في تفسيره، ويزداد عمقاً حين أشهق برد ديسمبر فأشعر بعروق عنقي تتجمد بليلٍ طويل، أتخَّلى عني حين أنصت إلى صوت تنفُّسي الهادئ كصدى خافت يتردد مع دقات عقارب الساعة، أتأمَّلني كالغريبة وأنا ألوحُ في الأفق البعيد حين يستعصي عليّ إدراك خطوتي التالية، الضائعة وسط النجوم المنطفئة، أبقى جامدة في معظم الأوقات لتدهور حالتي الداخلية التي لا يستطيع أحداً رؤيتها، ولا أنا حتى، لا أراني أبداً حين أنظر إلى المرآة، تنتابني نوبات هلع خيالية تعصف بماهيَّتي، أخفي هواجسي عن نفسي في مكان لا يعلم به أحد إلَّاي، فأبكيها بحزنٍ على أوراقِي حين تنبجس أشعة الشمس من رمق الليل المغبَّش

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

Espero que tudo esteja bem

#drawing #art #رسماتي

[rain-041118]

وكأنَّ العالم طردنا من الزمن وقذفنا في سردابٍ عميق مظلم بجدران حجرية متآكلة بفعل الرطوبة، مكان بارد معميٌ عن أنظار الطبيعة، يلفَّه الضباب الكثيف كأنه يحوي أسرار غامضة منذ قرون مضت، تستحوذه ظلمة حالكة تبثُّ الرعب في نفسي أكثر، كنت جالسةً بتوجس أمامك في الظلام، مددت كفي بتردد نحوك فقبضته بيديك الإثنتين وببطء أخذت تمرر سبابتك على خطوط كفِّي البارزة، كأنك ترسم تعرجات مبهمة أو تنثر ألغاز مطلمسة، لم تكن ملامحك واضحة وقذاك مما تفاقم في جوفي الذعر الشديد جعلني ازدردُ ريقي بخوف، أحسست باختناق وبت اتنفس بصعوبة بينما أنت تواصل قرأتكَ لكفِّي بغموض، اتَّقد في أضلعي شعورٌ باهت حين اقتربت مني وهمست لي شيئاً ما، نعم، أشياءاً كالغمغمة، هكذا، لا أعرف، لم أستطع فهمها، وفجأة، بدأت نبضاتي تخفق بسرعة وشعرت بعاصفة هوجاء تحوم بدواخلي حين سمعت بدون انتباه تآويلك لمستقبلي واكتشافك لخباياي، أخذت شفتاكَ تتكلم عن أمور الغيبيات التي ستحصل لي وكنت أنصت بتشتت، لم أستطع فهم شيء فقط شعرت بالخوف يخامرني بارتعاش، أحسست بوخز في قلبي فأزحتُ كفِّي بسرعة من يديكَ وضممته إلى صدري، وبحركة متوترة نهضت من أمامك وهربت من الحلم.. استيقظت من نومي، يملؤني شعور بالذعر الشديد من المستقبل، باتت عيناي تجوب أرجاء الغرفة بصمت، فأدركت أني كنت في حلم غريب، أغمضت عينيّ بهدوء بينما كنت مستلقية على السرير، غطست في غور تركيزي وحاولت تذكر ما همسته لي في الحلم، أخذت أمسد صدغيّ لم تسعفني ذاكرتي على إعادت كلماتك، بعد ثلاث ثواني، فتحت عيناي فشعرت بصداع مرير يقتات رأسي ولم تهدأ نبضات قلبي منذ أن كنت في الحلم وحتى الآن، سحقاً لك.. فقط لو أعرف ما الذي قلته لي، فقط

#كلمات #نصوص #كتابة #حلم

[rain-041118]

#كلمات #نصوص #كتابة

[rain-041118]

إلى أماديو دي برادو

لمحتك مرةً جالساً بمعطفك البنيِّ الشتوي، غارقاً في مكانك الأزلي، كنت تشرب قهوتك وقد غدوت أكثر هدوئاً. غامض ولا تتحدث كثيراً، ولطالم�� كنت كذلك.. غامض ولا تحب الحديث، تلاحظ الأشياء بعينين تحمِّلان اللغة فوق بلاغتها، ترتدي نظراتك القديمة، عدسات سميكة مغبشة ذات إطار أسود، شاردٌ في الوقت، لكأنك حابسٌ لأنفاسك منذ الماضي، مازلتُ إلى اليوم أحتفظُ برسائلك في صندوقي الخشبي القديم، تلك التي كتبتها لي بلغتك البرتغالية، لم أستطع فهمها سوا كلمة واحدة منها مذكورة في كل رسالة ودائماً ما تهمس بها في أذني حين نلتقي، كلمة متوهجة على الأوراق بمعاني غامضة تُعمِّق تأملاتي المضنية، المعانقة للمجهول، تطوي الهمس بالهمس الفاني، بحروفها الضبابيَّة أتوغَّل في أدغالها، أتوه في تفاصيلها، لا تثير دهشة أحدٍ غيري، أُغرق فيها أفكاري المسمَّرة بأكملها، أجسدها بحواسي السبع، أصيغ بها عوالم نكرة دون أن يتغير فيها شيء أو ينضب فضولي اتجاهها، لا أرفضها لكيلا تتوقف عن سحتها الكارثيّ لعقلي وتدميرها لتلافيفه، أريدها كما هي، لا أريدها أن تنجلي

[rain-041118]

أركب قطاراً بطيئاً لأقرأ كتابي بهدوء وأودع المحطة ألف مرة.. تراودني تساؤلات زُمردية يتهيأ لها أني أتذهنها، تؤرخني حين أهمسها، تتركني نفسي بصمت يتجرَّع ضجيج العالم، أمضي وحدي دون وعي مني، تتموج خُطايَ في الهواء، تمتد شهقاً وغوراً وعرضاً بفكرةٍ أتكوَّنها بذهني، أنا أتكهَّنها بفكري، منغرسة في نفسي، هيَ فيَّ، هي أنا بالذات، هذه الفكرة تكون أنا، أنا فكرة بعلائم الضياع، أهوى السقوط المفاجئ في اللاأشياء، أتخبط في الدُنيايات حين أحاول إدراك غايات مجهولة

#كلمات #نصوص #كتابة