purple-zone

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء/ أريد أكل اليقين واحتسائه كل صباح، لعلي أستكين.. نمت ذات ليلة واستيقظت لا أعرف من أنا وأين أنا وأين كل الأشياء.. أسير لا أعرف إن كانت خطواتي تتهجه إلى أماني.. أم هلاكي...

أخاطر لأن حقيبتي خالية من الاختيارات.. أو هناك اختيارات أعجز عن إبصارها.. لم أكن يوما خائفة وغير متأكدة مثل اليوم.. نجحت الحياة في صفعي عند كل مواضع طمأنينتي حتى أصبحت ذلك الشخص المتوجس..

إنه خوف الكبار الذي لم أفهمه من قبل يا عزيزي..

فهمته الآن..

أن تكن على يقين أن تلك الحياة يمكنها سحق ابتسامتك في أي وقت.. فينكمش ذراعيك المحلقان في الهواء شيئا فشيئا.. حتى تتلاشى قدرتك على الطيران.. بل يصبح سيرك حثيثا...

ولكني أعدك أني سأفعل ما بوسعي حتى أهزم خوف الكبار.. وأعود ملوحة بذراعيّ.. طائرة حالمة كما كنت..

سأمر من هذا.. أيضا.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / ليس علينا أن نندم على كوننا نحن، بل نندم على المرات التي نجح فيها العالم في جعلنا أشخاصا لا نعرفهم..

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / فلتكن الأشياء لطيفة بما يكفي لنستقبل الصباح بشعور أخف.

آمين.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / في كل مرة، تخبرني الجدة أنها لا تقصد وخز قلبي بإبرة نسيجها، وأن ضعف بصرها هو المسئول عن خطئها الغير مقصود..

حسنا، أتفهّم،

ولكني لا أعرف كيف لا أموت حين يطعن قلبي بإبرة نسيج..

أو كيف لا أشعر بخروج روحي ببطء في كل مرة.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / منهمكة في البحث عن مكان لأحلامي وسط هذا الكم الهائل من الواقع..

ماذا عنك؟

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / أرمق العالم ويرمقني؛ شجاعتي مزيفة و إنصافه خدعة..

كُشِفنا.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / لديّ شعور دائم بالسفر، رغم أنني لم أبرح مكاني، لكن طريقي متكدس بالرحيل.. ماذا أفعل، لا يسعني المنتصف أبدا.. إما التقاء حد التلامس أو غياب حد التلاشي.. لكن ذلك المنتصف الرمادي لم يخلق لي.. أحتضن الأشياء حتى تصبح جزء من جسدي ثم أتركها بألم يشبه البتر.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / أفكر في رجل حدد هدفا، ثم أطلق.. الهدف كان طفلا تحول إلى "جثمان مدني".. مصطلح لم يكن الطفل ليفهمه او يعرف كيف ينطقه.. انتهت الحرب وأنهى الرجل خدمته ثم خلع بدلته العسكرية.. وسافر كأي سائح يبحث عن بعض الترف.. ينخرط في المجتمع بالشورت وقبعة الشمس وكاميرا التقاط اللحظات الاستثنائية.. يداعب الصغار ويطعم قطط وكلاب الشارع.. كيف سنعرف أن هذا الرجل يحمل دم الصغير على يده.. كيف سنميزه عن باقي المارة في الطريق.. كيف سنعيش وبيننا هؤلاء القتلة يلعبون لعبة المواطن الصالح..؟

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / أراقب في صمت تكيف الحياة مع اللاحياة.. فترتجف روحي.. إذا قرر العالم سحق أحدهم سيُسحق ببساطة.. كيف نجد تعريفا للأمل بعد وصولنا لهذا الاكتشاف..؟

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / أريد التكور على نفسي، وأريد أن أكون شجاعة حد التهور، ثم أجلس في صمت، لا أستطيع فعل كلاهما.. هل هذا -تحديدا- هو تعريف العجز ؟

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / غاضبة.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / أشعر أن كل ما يحدث هو جزء من رحلة بحثي عن ذاتي.. وأن عليّ العثور على قطع تخصني وسط فوضى العالم الضخمة.. هل من الأنانية أن أبحث عن إشارات لذاتي في الدمار.. أم أن هذا الألم تحديدا لا ينتهي إلا باستقبالنا لإشاراته؟..

لا أدري.. مازلت في الممر الرمادي..

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / لا يخيفني الظلام بقدر ما يفعل النور أحيانا.

لكن، رغم ذلك.. أريد أن أرى.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / أنقطع عن العالم منذ مدة.. أحمل أفكاري ويأسي ومشاهد العنف والدمار.. نفترش غرفة خاوية مظلمة في رأسي.. وجها لوجه وحدنا.. اليوم أحاول العودة للحياة.. أفتح عيني بصعوبة بالغة لأحاول رؤية الطريق واتخاذ خطوات في حياتي... أحاول.. أريد أن أستطيع.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / يدوي القصف في فلسطين فأسمع الصوت في قلبي، في طفولتي، في ماضٍ بعيد حيث تصدح اغنية الحلم العربي.. تلك الطفلة التي صدقت العالم ثم مازالت حتى أتممت عامي الثلاثين تبكي داخلي في الزاوية من صدمتها في عالمها المثالي حيث يموت الشر ويحيا الخير و"يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما".. لا يصل شعاع النور لأي مكان، فالظلام أقوى وأعنف.. لا مكان للأحلام الكبيرة او الصغيرة في هذا العالم لأن تحقيق أي شيء "ليس مباح" ولكل شيء قوانين ليست بالضرورة عادلة أو منصفة.. لا إنصاف هنا.. لا إنصاف اليوم تحديدا.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / شيء واحد يخمد أعتى حروب الروح اشتعالا.. أتدري ما هو؟.. كتف.

[purple-zone]

مرحبا يا صاحب اللؤلؤة السوداء / يتقاتل داخلي موت وحياة.. كلاهما يرغب في البقاء بشدة.. كلاهما يخدش الآخر بعنف.. صدري ساحة حرب لا تهدأ.