ليس المُحِبُ بمَن يتقلّب على جمرِ التغيير فاليوم مُقْبِل، وغدًا مُلتفت!
ليس المُحب بمَن يأفل في حُبه، يُقبل إن سطع في وجهه بريق الإنبهار، وتجذبه الدهشة فإن اختفى بريق الدهشة، مَلّ ومال حتى أعرض آفِلًا مُدبرًا راحلًا!
وليس المُحِب بمَن يقف في المنتصف، حائرًا يُقبل تارةً ويعرض أُخرى..
إنما الحُب ما وقرَ في قلبك، وطغى على جوارحك، حتى باتَ واضحًا، محسوسًا، تكاد تشعر به كلما تحسست قلبك بيديك؛ باديًا على وجهك، كأن كل من يراك يقرأه ويعرفه فيك، ظاهرًا على قسماتِك، واضحًا..
يُرَى أثره فيك وعليك...
وليس المُحب بمَن أعطى قليلًا وأكدى، إنما المُحِب مَن أقبلَ بقلبهِ وكُلِّه إقبال المُحب الذي لا إدبار معه، وإن بدا له من عيوب محبوبه ما بَدا..
والمحبوب لا يخلو من عيبٍ، والحُب تشوبه الحرب وتلازمه، فالحُب المبنيّ على الكمال ليس بِحُب.. وإن لم تتكبد المشقة فيه ولهُ، فاعلم أنه زَيف..
والمُحب يرى عيوب محبوبه بعين قلبه، يراها ويعلمها جيدًا لكنها لا تؤثر في حُبه..
وكُل حبٍ يزول .. ليس بحُب ! وكُل حُبٍ يتغير .. ليس بحُب !