Tumgik
marjlibrary · 1 year
Text
د.عماد زاهي نعامنة - تنمية الاستعداد اللغوي لدى أطفال الروضة وما قبلها‎‎
عادة ما يلجأ الطفل في الأشهر الأولى من الولادة إلى البكاء والتلفت بعينيه تعبيرًا عن حاجاته التي غالبًا ما تكون الأم الأقدر من غيرها على التقاط الرسالة التي يستهدفها الطفل من وراء ذلك، ثم يستغني عن ذلك شيئًا فشيئًا متّجها إلى استخدام فمه ولسانه في التعبير عن حاجاته، ولا سيّما بعد نموّ جهاز النطق لديه ومقدرته على التلفّظ ببعض الأبجديات التامّة (أحمد، 2009).
وتكاد البحوث والدراسات تُجمع على أنّ الطفل في السنة الأولى والنصف الأول من الثانية يكون قادرًا على من لفظ كلمات أو ربّما جمل ذات معنى، إذ يرى بياجيه أنّ هذه المقدرة تبدأ من سنّ اثني عشر شهرًا وتكتمل عند بلوغة سنةً ونصفًا من عمره، وهي المرحلة الحِسْحَرَكيّة عند بياجيه التي تبدأ من سنة الميلاد وحتى سنّ السنة والنصف.
ويرى بعض العلماء أنّ طاقة الطفل اللغويّة  التعبيريّة تخبو قليلًا مع مستهلّ العام الثاني من عمره؛ إذ يوجّه الطفل طاقته نحو الحركة والمشي، ولكن سرعان ما يستأنف هذه الطاقة حال تجاوزه مرحلة تعلّم المشي والتمكّن منه.( د. هدى الناشف، 2007)
ولاشكّ في أنّ الاستعداد اللغوي لا يمكن تمليكه الطفلَ في آنٍ واحد أو سنة أو مرحلة واحدة، وإنّما يتمّ تحفيزه نحوه تدريجيًّا عبر مراحل نموّ الطفل، من نطق للحرف فالمقطع فالكلمة المجزوءة فالتامّة وصولًا إلى القدرة على التلفظ بالجمل القصيرة فالطويلة التي تمكنّه من التعبير عن حاجاته بوضوح، متأثّرًا في ذلك بأسرته وبيئته ومحيطه ومدى تفاعله مع مجتمعه.
وكلّما كان هذا التأثير موجّهًا ومدروسًا ومُمنهجًا كان أدعى إلى تمليك الطفل الاستعداد اللغويّ أسلوب قويم وناجع ومستدام، مع مراعاة الفروق الفردية لدى الأطفال في جانب الاستعداد اللغويّ، فمنهم مَن يتمكّن منه بسرعة وأداء فاعل، ومنهم من تكون استجابته بطيئة، ولكن في الأحوال جميعها فإنّ كلّ طفل مُهيًّأ بطاقات كامنة لاستقبال مهارات الاستعداد اللغويّ، لذا فالمسؤولية كبيرة على عاتق مقدّمي الرعاية لهم في كيفية استثارة تلك الكوامن والطاقة لتنمية استعدادهم اللغويّ.
وينبغي ملاحظة النمو التطوّري لدى الطفل الجسمانيّ والوجدانيّ والمعرفيّ ومتابعة قدرته على النطق تدريجيًّا؛ من أجل تنمية الاستعداد اللغويّ لديه بدرجة كافية؛ لأنّ هذا الأمر في غاية الأهمية لتمكينه من المهارات الكلاميّة والقرائيّة لاحقًا، بل إنّ تسرّع الأسرة أو المؤسّسات التعليميّة الحاضنة والإصرار على  تعليم الطفل تلك المهارات قبل تمكينه من الاستعداد اللغويّ يعدّ أمرًا بالغ الخطورة؛ أقلّها تكوين اتجاهات سلبيّة لدى الطفل نحو القراءة بشكل خاصّ، ونبذ التعلّم بشكل عامّ والعزوف عنه؛ علاوة على ما يسببه من صعوبات في التعلم والاستعداد الدراسيّ، وما له من أثر سلبيّ في الاستعداد النفسيّ والاجتماعيّ والسلوكيّ والانسجام مع الأقران والاندماج مع المجتمع؛ نتيجة إجهاض عوامل الكفاءة والمثير والدافعية لديه، ما قد يصعب إحياؤها في نفسه من جديد، ولا سيّما مع مرور زمنٍ من دون عناية أو رعاية.  (أحلام حسن العدوان، 2018) فثمة ثقافة مغلوطة تشيع في كثير من الأوساط والمجتمعات العربيّة تتمثّل في أنّ تنمية لغة الطفل وإغناؤها يعني تعليمه القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة؛ ما نتج عنه إهمال لغة الطفل وتنية استعداده اللغويّ إلى سنّ متأخرة تصل إلى ما قبل دخوله المدرسة، أو لنقل دخوله رياض الأطفال. ( د. هدى الناشف، 2007).
ويمكن إيجاز مفهوم الاستعداد اللغويّ للطفل بأنّه التمكُّن من التعبير تعبيرًا واضحًا عمّا يجول في نفسه من فِكَر أو مشاعر حال تعرّضه لخبرة أو موقف حياتيّ مثير سمعه أو رآه أو عاشه.
وممّا لا شكّ فيه أنّ الطفل يولد ولديه استعداد فطريّ لفهم الكلام (اللغة) وممارستها والتواصل بها مع الاخرين، إذْ يولد وهو مُهيّأ فسيولوجيًّا لاستقبال اللغة وممارستها أو إنتاجها، وكلّ ما على مقدّمي الرعاية يتمثّل في استثارة تلك القدرة أو الكفاية وتنميتها وتعزيزها. (عبدالفتاح أبو معال ،2000)، 
وأول كلمات تبدأ عند الطفل أسـماء الـذوات، وبعـدها الأفعال، ثم الصفات فالضمائر، فالحروف والروابط، مع ملاحظة سلوكه في تغيير موقع طائفة من حروف الكلمات سواء بالإبدال أو الحذف أو الزيادة، وغير ذلك من الظواهر النطقيّة أو الكلاميّة، وربمّا يستمرّ ذلك مع بعض الأطفال حتى سنّ متأخرة قد تصل إلى الخامسة أحيانًا، ومردّ ذلك كلّه ضعف أعضاء النطق، وضعف الإدراك السمعيّ، وشحّ الذاكرة السمعية، وقصور التمييز السمعيّ؛ نتيجة قله المران والتدرب والتفاعل مع محيطه إيجابيًّا.
علمًا  أنّه من المفترض أنْ  تظهر لدى الطفل منذ العام الثاني من عمره القدرة على محاكاة أصـوات الحيوانات ومظاهر الطبيعة، والأصوات المختلفة من حوله، وكذلك محاكاة الأصوات اللغوية محاكاة سليمة ناضجة. (علي عبد الواحد،1980 )
مع الأخذ بعين الاهتمام أنّ النمو اللغوي لدى الطفل يتأثر بعوامل كثيرة، منها  الحالة الصحية، والنضج، والبيئة، ونسبة الذكاء، ونوع الجنس، والميول الذاتية، تلي ذلك بنسب متفاوتة عوامل أخرى خارجيّ، مثل:  ترتيـب الطفل، حجم العائلة، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي لها، وترتيبه بين أفراد العائلة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ نتائج الدراسات في كثير من الدول العربيـة أكّدت أنّ جميـع الأطفـال الذين هم دون السادسة من العمر أيًّا كـان وسـطهم الاجتمـاعي أو الاقتصـادي هم قادرون على امتلاك مهارات الاستعداد اللغوي، والنموّ لغويًّا، ومن ثمّ تعلّم المهارات القرائيّة باتقان، شريطة توافر بيئة تعلّم جاذبة وحـافزة. ( عطية محمد وآخرون،1996)
ومن المعلوم  أنّ طفل ما قبل المدرسة يتصف بكثرة الكلام، وامتلاكه درجة واعية من فهـم اللغة والقدرة على توظيفها في التعبير اللغوي بوضـوح ونطق  سليم إلى حدّ ما، ويزداد فهم  واستيعاب ما يقوله الآخرون وتبادُل الحديث مع الكبار، فالطفل ذو الأربع سنوات يستطيع وصف الصور والإجابة عن الصور التي تتطلـب إدراك العلاقـة، كما يستطيع أن يكوّن جملاً مفيدة تامة قد تصل الجملة منها إلى ثماني كلمات من كلمات سمعها، علاوةً على قدرته على فهم التعليمات التـي تعطى له وفهم القصص والحكايات التي تروى له، وروايتها لهم بطريقته وإنْ بدتْ فيها بعض الأخطاء اللغويّة ( د. فضيلة أحمد رمزي، 2007 ).
المراجع
أحمد، سمير، أدب الأطفال قراءات نظرية ونماذج تطبيقية. دار الميسرة للنشر والتوزي والطباعة،عمان، 2009.
 – رمزي، فضيلة أحمد،  فعالية برنامج لتنمية الاستعداد للقراءة والكتابة لدى طفل ما قبل المدرسة، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، يناير، 2007.
 – العدوان، أحلام حس،  تنمية الاستعداد اللغوي لدى أطفال ما قبل المدرسة باستخدام استراتيجيتي الألعاب اللغوية والقصة، مجلة دراسات الجامعة الأردنية، العلوم التربويّة، المجلد 45 العدد 4، 2018.
– عطية، محمد وآخرون، طرق تعليم الأطفال القراءة والكتاب ، عمان، دار الفكر .
 -علي عبد الواحد، وافـي، نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، القاهرة دار النهضة ، مصر للطباعة والنشر.
 -أبو معالي، عبدالفتاح، 2000 تنمية الاستعداد اللغوي عند الأطفال، عمان، الأردن، دار الشروق.
 – الناشف، هدى، تنمية المهارات اللغوية لطفل ما قبل المدرسة، ط1، 2007، دار الفكر، عمان.
المصدر:
موقع تعليم جديد
0 notes
marjlibrary · 2 years
Text
لماذا المكتبة مكانٌ للهديرِ لا للصّمت
Tumblr media
إليـكم القصّة كاملةً:
قبل الشِعار:
( جزء من قصة قصيرة تحمل عنوان: الغول الأنانيّ)
للكاتب الانجليزي Oscar Wild
مساءَ كل يوم اعتاد الأطفال بعد عودتهم من المدرسة، أن يلعبوا في حديقة الغول . لقد كانت حديقةً غنّاء يفترشها العشب الأخضر الناعم، الذي تتناثر عليه الأزهار المنتصبة كأنها نجوم. وفيها اثنا عشر شجرة خوخ تزهر في الربيع بأزهار زهريّة ولؤلؤية جميلة . والتي تصبح في الخريف فاكهةً يانعة. تحطّ الطيور على أغصان الأشجار وتغني بعذوبةٍ شديدة تدفع الأطفال للتوقف عن اللعبِ هنيهةً والاستماع إلى غِناءها قائلين لبعضهم البعض: " كم نحن سعداء هنا!"
في أحد الأيام وبعد سفرٍ دام سبع سنوات قضاها الغول الأنانيّ لدى صديقه الغول القرنيّ قرّر العودة إلى قلعته.والتي ما إنْ وصلَ إليها حتى فوجيء بالأطفال في حديقته وهم كما عادتهم يلعبون ويمرحون مع الطيور والأزهار.
" ماذا تفعلون هنا؟؟؟" صاح الغول بصوته المرعب. ما دفعَ الأطفال للهرب خوفاً من بطشه
" إنها حديقتي.. حديقتي وحدي" " على الجميع أن يعرف ذلك، ولن يلعب فيها أحدٌ سواي"
ولأجل ذلك، سوّر الغولُ الحديقةَ بجدارٍ شاهق وعلّق لافتةً كتب عليها:
( ستلحق العقوبة بكل من يتجاوز حدود هذا الجدار)
لقد كان الغولُ أنانيًا فلم يعُد للأطفال المساكين مكانٌ يمضون فيه وقتهم بعد المدرسة سوى الشارع وطرقاته الوعرة، التي يملؤها الغبار والحجارة المؤذية. وكل ما يمكنهم فعله هو أن يحوموا حول السور العالي الذي يحجب الحديقة عنهم، قائلين بحسرة: " ياه كم كنا سعداء في الداخل!"
عندما حلّ فصل الربيع على القرية وأعطى أشجارها الزهور وملأت الطيور الأجواء بتغاريدها. استيقظت بحماس زهرةٌ من أزهار حديقة الغول من نومها وما إنْ رأت اللافتة المعلّقة حتى خالجها شعورٌ بالأسف على الأطفال الذين ما عادوا يلعبون داخل الحديقة فمّالت نحو الأرض وعادت للنوم مجدداً. فالربيع لم يتمكن من دخول الحديقة.
إثر ذلك، كان فصل الشتاء سعيداً ببقاءه في حديقة الغول، وتزوره من حين لآخر صديقته عاصفة الشمال الثلجية، وفي أحد الأيام أرسلوا دعوة لصديقهم الصقيع ليأتي إلى الحديقة ويشاركهم اللعب، وما إنْ حضر حتى بدأ وكل يوم يهزّ سقف القلعة لثلاث ساعاتٍ متواصلة حتى تحطّم معظمه. كان الصقيع ينشر ثيابه الرمادية الكئيبة في الحديقة ويلفحها بأنفاسه الثلجية القارصة.
" أنا لا أفهم! لماذا تأخّر الربيع؟" قال الغول بينما كان يجلس بجوار النافذة يراقب ما يفعله كل من الشتاء وأصدقاءه في حديقته التي صارت مكسية بالكامل ببياض الثلج.
" أتمنى لو يأتي الربيع، أتمنى لو يتغيّر هذا الطقس"
لكن الربيع لم يأتِ ولا حتى الصيف. والخريفُ كعادته وهبَ أشجار القرية ثماراً يانعة. ووحدها أشجار حديقة الغول ظلّت خاليةً لا يصلها من الخريف أي فاكهة. وليس فيها سوى الشتاء السعيد بطول إقامته فيها يصحبه البرد والصقيع وريح الشمال المثلجة. يرقصون ويمرحون بين الأشجار العارية.
ذاتَ صباح وبينما كان الغول الأنانيّ يستلقي مستقيظاً على فراشه، سمع غناءً عذبا قادما من النافذة، فظنّ أنه مطرب الملك قد مرّ بالقرب من قلعته، لكنه لم يكن سوى الحسّون التفاحيّ يغرّد فوق إحدى الأشجار. منذ زمنٍ طويل لم يسمع الغول غناء الأطيار في حديقته، ولهذا أحسّ بأن ما يسمعه الآن هو أجمل موسيقى مرت عليه على الإطلاق. في تلك الأثناءـ توقف الصقيع عن الرقص خلال الأشجار، وأوقفت ريح الشمال زئيرها، وانبعثت عبر النافذة رائحة شهيّة..
" أظنه قد حلّ الربيع أخيراً" صاح الغول!
قفز من سريره ونظر من النافذة ليستطلع
ترى ماذا رأى؟؟؟
إنه مشهدٌ لا يُصدّق! فمن فتحةٍ صغيرةٍ في السور الشاهق، كان الأطفال يتسللون إلى داخل الحديقة واحداً بعد آخر، وكانت الأشجار مسرورة غاية السرور وقد أدلَت أغصانها لتساعدهم على الصعود إليها. فصار على كلّ شجرةٍ طفلٌ صغير، اكتست بالزهور، وأقبَلت الأطيار فوقهم تحومُ بسعادةٍ وتزقزق . وتلك الورود التي كانت نائمة على العشب الأخضر طوال الشتاء، ها هي تنتصب برؤوسها الملوّنة وتبعث ضحكاتها في أرجاء الحديقة.
ياله من مشهدٍ آسر!
لكن في أقصى زاوية من الحديقة، لمَح الغول الشتاء وهو ما يزال يغطيها بالصقيع والبرد. تعجّب من ذلك وتساءل عن السبب، فانتبه إلى طفلٍ ضئيل الحجم لم يتمكن من صعود الشجرة. برغم محاولتها معه. فرقّ قلب الغول لهذا المشهد وقال: " ياه كم كنتُ أنانياً!" " الآن عرفت لماذا لم يأتِ الربيع إلى حديقتي"
" سأساعد الطفل الصغير ليصعد إلى الشجرة وبعدها سأقوم بتحطيم السور الشاهق لتكون حديقتي للأطفال إلى الأبد"
Tumblr media
قصّة الشعار:
حين قرأتُ هذه القصة، شدّني جمال التصوير في انسحاب الربيع ببهجته وألوانه من الحديقة حالما طُرد منها الأطفال وحُرموا من دخولها. والعكس حين زحف مع زحفهم نحو الداخل واخضرّت الأرض ودبّت فيها الحياة بمقدمهم على أرض الحديقة.
لقد تزامن مع قراءة هذه القصة قراءة مقالٍ يذكر خصائص مكتبات الطفل . وقد ذُكرَت في المقال عبارةٌ بقيت ترنّ في أذني:
A Library should not shush; it should roar!”
بعد الشِعار:
هذا المشهد الخيالي كان بالنسبة لي شرارة الشعار الأولى. بالإضافة إلى النظر في خصائص الطفولة وأن الأطفال بطبيعة تكوينهم هم في مرحلةٍ يسودها الانذهال والدهشة الدائمين إزاء الحياة وما فيها.
إنّهم باختصار في احتفالية دائمة تتغذى على الفضول. فيتفاعلون مع رؤية الحيوانات ومع الناس من حولهم، ومع الطبيعة والأشياء وما يجري في السماء تفاعل يتضمن الكثير من التساؤلات والضحك واللعب والانفعالات المتعددة.
وهذا مع القصة والمقال اجتمعوا ليشكلوا الأساس لتصورنا عن نوع المكان الذي نريد من المكتبة أن تكون عليه ونوع القصص التي نريد أن نملأ بها الأرفف. ونوع القراءة والخدمات التي نريد تقديمها لهم.
مكانًا يحترم تلك الخصائص ويوفر لها مساحة للتنامي والتفاعل.
صياغة العبارة:
العبارة المقتبسة هي جزء من اقتباس طويل يعرج على أدوار مكتبة الطفل تنقد فيه الكاتبة ما يتمّ تقديمه من أفكار وأنواع للقصص التي تُفرض فرضاً على الأطفال وتحول بين الطفل والتفكير الحرّ،
وعليه فلقد استخدمت الكاتبة كلمة
الزئير roar
كردّ فعل
في مقابل الإسكات shush
ومن هذا أعدتُ صياغة المعنى بصورة تتناسب وتصميم المكتبة وأهدافها. فبدلاً من
الزئير استخدمت الهدير لأمنح انطباعاً موسيقياً ناعماً يتناسق مع طبيعة مرحلة الطفولة.
واستخدمت الصمت بدل الإسكات لأشير إلى حالة غياب السكوت تلقائياً عند ممارسة القراءة
وهو صمت مختلف عن صمت اللسان. لا يتدخل فيه الكبار. بل تفرضه حالة الانغماس مع القصة التي تُقرأ لهم.
إذاً ما هو شكل الهدوء الذي تقدمه المكتبة؟
هدوء التصميم وبساطته
هدوء الألوان
هدوء الرائحة العطرية
هدوء العاملين
هدوء الموسيقى
ولا أنسَ، هدوء الكبار وهواتفهم.
ليسود فقط هدير تفاعل الأطفال مع ما يقدّم لهم داخل صالة القراءة.
ملاحظة: لقد أخذ بالاعتبار مراعاة القوانين الخمس لعلم المكتبات في تصميم المكتبة وآلية العمل فيها.
0 notes
marjlibrary · 2 years
Text
ما هي الاستجابة الطبيعية للأطفال خلال وقت القراءة في عمر الولادة إلى الثلاث سنوات؟
حين يتعلق الأمر برصد التفاعل والاستجابة الصادرة من الأطفال الرضّع والدارجين حين يقوم الوالدين بالقراءة لهم، فإننا سنحصل على تنوّع وتباين كبير بين كل طفلٍ وآخر – لا بل إن الأمر يتباين حتى بين كتابٍ وكتاب. ومن يومٍ ليوم. أي أنه لا يمكن حصر الاستجابات في عدد معين أو أشكال محددة. ولهذا؛ فإنه بالنسبة لكل أم وأب جدد أحسّوا سريعاً بالإحباط حين يرصدون تراجعاً أو ضعفاً في التفاعل والتجاوب من طفلهم الحديث حين يقرأون له إليكم بعض التكهنات تبعاً لكل مرحلة عمرية وما تمتاز به، ليمكن استثمارها والاستفادة منها في خلق عادة القراءة وحبها لدى الطفل منذ صغره:
ملاحظة: من فوائد البدء المبكّر بالقراءة مع الطفل. هو انتهاز فرصة كونه قليل الحركة. ما يسهّل على الوالدين والمربّين تلك العملية.وتوفير كبير في الوقت والجهد.
• طفل الأربعة أشهر
لطالما كانت هذه المرحلة العمرية هي المرحلة التي تعتبر فيها حركة الطفل الأقلّ من بين بقية المراحل وإنه لا يملك إلا أن يلاحظ ويستمع. فإن ذلك لا يعني بأي حال أن نكتفي بجلوسه عاجزاً مستسلماً. بل على العكس تماماً ، يتوجب على المربّي أن يحيطه بذراعيه على نحو الاحتواء والدعم وليس التقييد. ما يسمح للطفل أن يرى ويشاهد الصور في حال كنت تقرأ له قصة مصورة.
•طفل الستة أشهر
يميل الطفل في هذه المرحلة إلى التقاط كل شيء بفمه أكثر من الاستماع والإنصات. بما في ذلك قضم القصص المصورة ولهذا يأتي مُقترح أن توفر له القصص القماشية والمقوّاة. بالإضافة إلى إعطاءه ملهيّات أو عضاضات حتى ينتهي. ثم نتابع القراءة مجدداً.
• طفل الثمانية أشهر
قد يفضّل الطفل في هذه المرحلة أن يقوم بتصفح وتقليب القصص أكثر من الثبات والاستماع عند الصفحة الواحدة. وفي هذه الحال يُرَاعى أن تُفسَح له الفرصة لتجربة ذلك وليس منعه. ثم العودة للقراءة.
• طفل الـ12 شهراً
في هذه المرحلة، يقوم الطفل بنفسه بتقليب الصفحات لك، والإشارة للصور والشخصيات وكل تفاصيل القصة في الصورة. وقد يصاحب ذلك إصدار بعض الأصوات والإيماءات. في هذه الحال، يتعين على القاريء أن يتجاوب مع التقليب والإجابة عن كل إشارة بما يضمن إتمام القصة.
•وفي عمر سنة و3 أشهر
حيث يكون الطفل في أوجّ نشاطه البدني، ويبدأ أول خطواته، يتعين على المربّي في هذه الحال اختيار وقت القراءة وتحديده. وذلك بما يتوافق مع مستوى نشاطه. بمعنى أن تتم متابعة جدول الحركة والنشاط اليومي واختيار الأوقات تلك التي يقلّ فيها ذلك النشاط كوقت الاستحمام، ووقت وجبة الطعام، ووقت النوم.
( في هذه المرحلة يبدأ الطفل بإدراك الروتين والنظام عبر مواصلة النمط المحدد له في يومه والثبات عليه. ويكون نجاح حبّ القراءة هنا معلّقاً بحبل الاستمرار)
كيف نقرأ القصة للطفل؟
• إن عرفنا أن متوسط انتباه الطفل الرضيع في الجلسة القرائية الواحدة يمتدّ لثلاث دقائق:
• فطبقاً لذلك يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى تنويع طرق عرض وقت القراءة، من التدرج والإشارة إلى شخصية داخل القصة وبدء الحديث عنها ثمّ التدرج في تقديم القصة وأخيراً الجلوس لقرائتها .• كذلك يمكن استعمال التنويع الصوتي ما بين الهمس والحماس عند عرض القصة .
لابد من التأكيد أن دفع الطفل للاهتمام بالقراءة في هذه المرحلة م لا يتحقق بين ليلة وضحاها بل هو عملية متواصلة يومياً! نعم يومياً! دقيقة بدقيقة! صفحةً بصفحة!
اقرأ القصة بطريقة (البينغ-بونغ) لا بطريقة ( لعبة السهام)
حين يستجيب الرضيع لصوتك ويبدي اهتمامه بالكتاب أو القصة التي بين يديك ابدأ بالقراءة له عبر التخاطب مع الكتاب! حيث يقول أحدهم: إن عليك حين أن تقرأ القصة بطريقة لعبة بينغ – بونغ لا بطريقة لعبة السهام - حيث ترمي النصّ والكلمات والأوامر على مسامع الطفل رمياً كأنها سهام!
فيبدو الأمر شبيهاً بالتعرض أو الاعتداء اللفظي!
غالباً ما يُراد من أن تكون القراءة ساعة من الصمت التامّ ورفض المقاطعة وعدم الحركة وحتى أن الأمر يصل لدى البعض لرفض تحويل العينين عن الصفحات!!! لتتحول تلك الساعة أو دقائق القراءة إلى حالةٍ من العزل والتقييد والعقوبة للطفل عِوَض أن تكون ساعة تؤمّن له ولنا وقتاً نكون فيه متقاربين نتشارك شيئاً مسليا وممتعاً .
لنقرأ القصة بالتداول والمشاركة – بطريقة بينغ – بونغ!
القراءة الجهرية للرضّع تحديداً وللطفل عموماً يتوجب ألا تعزله عن القصة والنصّ. بل أن تقوم بإدخاله في القصة منذ البداية – تحديداً من الغلاف وما هو مكتوبٌ ومرسومٌ عليه. فهدفنا بالمحصّلة هو أن نحقق انجذاباً للقصة بلا إكراه. وهو ما يتحقق بشكل ناجح حال طرح الأسئلة والتعليق على القصة ورسوماتها ومؤلفها وأبطالها. توقّف للحظات عند كل مكوّنات القصة.
إن ما نريده من الطفل حين نقرأ له هو عينه ما نريده منه حين نتحدث معه ( أخذ وعطاء ) . وغياب هذا الأمر هو ما يجعلنا نقع في أكبر خطأ كما ويقع فيه غالبية الآباء الجدد. وهو: أن نقرأ القصة قراءةَ السهام! لا قراءة البينغ-بونغ.
1 note · View note