كل ما هنالك أنها كانت طفلة، تستوحش من الفكر عفويته في عرض رؤاها المتقافزة داخل مخيلتها، ومن الشعور فلسفته؟ "هل تعرف الأطفال الفلسفة؟" سألتها الشمس المتآكلة في سماء نجواها.
صمتت لعل رصيد دموعها المكتنز في غيماتها يهميها بحكاياتها مع أول دفقة، وأول لهفة، وأول روح نبشت في دماها تخبرها أن هاهنا روح تبصمك؛ فهل تحسين بعدوها بك؟
لم يرف رمشها، صمدت العين وما تكلمت، يبدو أنها كبرت، كبرت جدًا، كبرت وما حصدت من الذكرى إلا صورة ممتدة بامتداد عمرها في المدى تحمل أطيافًا باهتة لطفلة تبكي في داخلها والصوت صراخ مكتوم في قلب يصعد نبضه إلى سماء قاصية لا بالتي تنزل، ولا هو بالذي يعرج إليها.
أعلم جيدًا أنك لن تنساني، لا أحد يستطيع أن ينسى شخصًا أعطاه هذا الحب، لن يستطيع قلبك التغافل عن كل ما فعلته لك، قد تتناسى لكنك لن تنسى أبدا.. ستتذكرني فجأة في زحام يومك، في ليلةٍ ما شخص يشبهني سيمشي أمامك، صدى صوتي سيرن في أذنك، لن تنسى مهما فعلت.
وبعد أن دخلت درة رحاب الإسلام تقدم لخطبتها الصحابي الجليل دحية الكلبي وتم الزواج. وكانت درة قد تزوجت في الجاهلية من الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وقد أنجت له عقبة والوليد وأبا مسلم ، وقتل زوجها الحارث مشركًا في يوم بدر، ��ذا اليوم الذي نصر الله فيه الإسلام .
أبدلها الله تعالى بالصحابي الجليل دحية الكلبي وهو من أجمل الناس جمالاً وطلعة لدرجة ان جبريل عليه السلام ينزل من السماء على صورته وشكله فأي شرف أصابت درة بعد أن أسلمت