"ربي إني قد تعبت كثيراً، وبكيت كثيراً ، وكتمت كثيراً وصبرت طويلاً، اللهم اجبر خاطري ياالله، اللهم إني أشكو لك قلة حيلتي و ضعف قوتي، إلهي ارحم ضعفي و فرج همي و آمن خوفي و أرح قلبي اللهم ياجابر كسر المنكسرين اجبر كسري".
ما أقسَى أن نعيش إبتِلاء بيننا وبينَ أنفسنا فقط ، عاجزون عن التحدّث مع أحد ولا نستطيع إيجاد حل يُريحُنا من الإرهاق والتفكير الذي نعيشُه ، نبذُل قُصارَى جُهدَنا ونستَميت لمواجهة صراعات التفكير المفرط والظهور بوجه آخر أمام الجميع لا يُشبِه حقيقتنا ، لا نستطيع أن نُواسي أنفسنا ، فحجم الألم يفوق قدرتنا على تحمّلهِ ، لا أحد يرى ما بداخلنا ولا أحد يدري عن ذلك الشعور الذي يُتعبُنا ، جميع من حولنا لا يعرفون شيء إلا أننا دائمو الإبتسامة وأرواحنا حُلوَة..هذه الأرواح الجميلة التي ترونَها أمامكم تحترق بشدة لتظهَر بهذا المظهَر يا سادة..
متى ما استطعت أن تنجح في تأسيس علاقة تحاورية ناضجة مع الشريك، تفصح فيها دون خوف ودون ريبة وبلا شعور بالحرج أو التحسس عما يخالجك، وتصغي فيها دون أن تشعر بالعبء، وتختلف وتُعارض دون الإحساس بالضغط أو الضيق، وتٌعبّر عما تطمح له من تغيير، وتصارح بما يدور بخلدك من توجس أو شكوك أو رؤى على سذاجتها..
يوما ما ستتحوليين إلى بقايا.. بقايا مشاعر.. بقايا روح.. بقايا جسد.. بقايا لن يستطيع أحد جمعها.. يتهمونك بعدم الوضوح.. لو كنت أستطيع البوح بما في داخلي.. "تكلمي أنا هنا لأسمعك" لن تفهمني ولن تدرك مشاعري.. ستقول لقد مررت بأكثر من هذا أو إنك تضخميين الأمر أنه لا يستحق.. حاولت الكثير من المرات.. لا أحد يفهم ولا أنت ستفهم.
الكتمان.. كل يوم أشعر بالغرق بداخلي ولا أستطيع حتى مجرد التنفس.
أخاف من نفسي حين أصمد أمام الأشياء القاسية أخاف حين أحتبس الدمع أمام أشياء تستدعي البكاء أخاف حين أصمت رغم ضجيج رأسي والكلمات المركونة في صدري أخاف على نفسي حين تستقبل كل الصدمات بهدوء تام أخاف من كل هذا الثبات أن ينهار فجأة وأعجز عن النهوض مرة أخرى ..!