Tumgik
#عشر ��ي الحجة
salma-mohammad · 6 years
Text
التاسع عشر من أغسطس
.
العزيز / مراد
نعم أنا الطفلة التي تعود عن كلامها الغاضب وأكاذيبها المنفعلة وتستلم فورًا لسطوة الاحتياج دون أن تفكر D’:
لكن الكتابة إدماني المباح .. والوقوع في انتظار نهاية اليوم لأكتب لمن قد يرى وأحكي لمن قد يسمع لهو أمرٌ باعثٌ على الراحة .. لذا أكتب إليك ..
اليوم غرقت في شعور الفشل المرير مرّة أخرى ي مراد .. وفقدت مع يقيني شيئًا من الهدوء الذي يمنح ترنحاتي بعضُ ثبات !
اليوم عرفت أني الواقفة الوحيدة 'هنا' على ضفاف العمر دونما تقدم .. دون زيادة ..
أنا المعطّلة تحت وطأة الأحلام والمقيّدة بأغلال الماضي ..
أنا العابدة المنتكسة في دروب العابدين والزاهدة المرتدّة عن جموع العارفين ..
أنا التي تتفرّد بخياباتها واحدةً تلو الأخرى .. وتمتلء جعبتها بتفردات من الخذلان لن تجدها إلا في صدري ..
و ف الوقت ذاته أنا صاحبة الضحكة المُسكرة والروح الاستثنائية والمعطاءة دون ملل لكل المحيطين والمارّين !
-ي سلمى أنا نجحت .. شكرًا إنك كنت جنبي
-ي سلمى أنا رحت للدكتور واتخانقت مع بابا .. شكرًا إنك بتسمعيني!
-أنا مش عايزة حاجة تانية ف حياتي غيره ي سلمى .. شكرًا إنك موجودة !
-وحشني جدًا عايزة أشوفه ! .. ممتنة لوجودك ..!
= ي .... ! أي أحد ؟ هل من أحدٍ هنا ؟
لا ي مراد .. إجابة أقصر من كونها حرفين تنقش الحقيقة الوحيدة ! من يستمع للفتاة صاحبة التسعة والعشرين خريفًا إلا نيف ؟ لا أحد!
ليأتي سمعك وقلبك على الجهة الأخرى من المتلهفة .. تسمعُ وإن أبطنت عبورًا وترى وإن أخفيت النسيان !
فأطمئن ..
كُن بخير ..
سلمى
١٩ أغسطس ٢٠١٨
٨ ذو الحجة ١٤٣٩
0 notes
salma-mohammad · 6 years
Text
السادس عشر من أغسطس
.
العزيز / مراد
لماذا نتوارى بالكتابة ونختبأ خلف اللغة ونستتر بالحروف !
لماذا لانعبر عن ذواتنا صراحة دون تخفّي واختباء ؟
لماذا أخاف ي مراد ؟
لماذا أخاف من اعترافي بوجعي واحتياجي وشوقي وحنيني وألمي ؟
هل كان الملح الذي سكب على جراحاتنا صغارًا هو ماجعلنا عصيين ع الاعتراف وكشف عورات الندوب في وجه العالم ؟
قيل لي مؤخرًا أن الكتابة في حد ذاتها اختباء .. والنواح سبل العاجزين .. والتواري طرق الجبناء .. وقيل لي أيضًا أنني لاأجيد إلا هذا النوع .. الصوت الوحيد المكتوم بداخلي حينما خرج وُصم بالذي به وصم ..
لكن ماذنبي ي مراد .. أنا أحاول .. في كل يومٍ أحدّث نفسي أن رسالتي إليك ستكون الليلة مختلفة وتحمل من السعادة ألوانها .. لكن هذا قدري وتلك دائرتي وذاك وجعي فكيف أغيّره وأنا أنتهج طرائق التغيير ولم أعرف بعد حتى شكله وهيئته ..
أنا متعبة .. متعبة للحدّ الذي يجعلني أكره في قلبي وجه الاغتراب وأتجرّد مني لألتحم بأي شكل تحت أي نسيج .. أتجرّد من غبائي المفرط ووقوفي بعتبات الماضي واستجلاب الذكريات ومعايشتها مرة أخرى .. بل حتى التأمل بأن شيئًا ما قد يعود، أو أنه كان ع الأقل حقيقيًا ..
-أنا بلاقيمة ي دكتورة!
=تفتكري ف وجهة نظرك إيه اللي ممكن يحمل لنا الشعور بالقيمة؟
-الاكتراث بك، إن حد يقولك إنك جميلة ، إن وجودك شيء مهم ولك إنتاج شبه يومي ع الأقل وأن أثرك لايُنسى !
شايفة ي دكتورة لأي حد بيكون الخلل ف الصورة الذاتية وعدم الثقة ف النفس مسببًا للشعور باللاقيمة واللاجدوى !
أنا تعبت من الثيرابي والمحاولات والمعالجين ي مراد .. وأهلكني الطريق بما حمله لي .. ولم تعد بي طاقة !
أنا هوقف الدواء .. ومش هكتب تاني ..
كُن بخير
سلمى
١٦ أغسطس ٢٠١٨
٦ ذو الحجة ١٤٣٩
0 notes
salma-mohammad · 6 years
Text
الخامس عشر من أغسطس
.
العزيز / مراد
لابد أنك افتقدت رسالتي البارحة وتسائلت سرًا عن السبب وإن منعك كبرياؤك من قول هذا وإظهاره .. إلا أني أحب دومًا أن أدغدغ فيك الغيرة وأحرّك رواكد الشّوق ..
هذا أغسطس ينتصف أخيرًا ويأخذ بالنقصان بعد تمامه .. ككل شيءٍ دومًا كلما بلغ الذروة يعود المنحنى في السقوط نحو الهاوية حتى يلامس المحور السيني ويلاصقه .. وأجد في هذا شيئًا عجيبًا، يرتفع الخط عن نقطة الصفر ويبلغ ذروته في زمنٍ قصير جدًا يسجّل تباينًا شاسعًا بين قِيّمه في كلا المحورين .. وعند نقطة محددة تنهار القيمة الصادية ويهبط حتى يصل لخط الأفق ويستمر مطولًا ملامسًا له، صفرًا ممتدًا طويلًا على مرّ الزمان .. وكأن الأشياء الجميلة لاتستمر أبدًا وتأخذ من الزمن نصيبها على خجلٍ وكأنها تسرقه .. أما الشوق والفقد والاحتياج والحنين والألم والأذى فهم حلفاؤه وشركاؤه .. لايرقبون منه خوفًا ولا لومًا ..
تمرّ لحظاتي الجميلة سريعًا ي مراد وأفشل في كل محاولاتي للتشبث بها .. يضنيني البحث عن الجمال والتقاط فتات السعادة من بين طيات يومي ونفسي .. وتزهق محاولاتي في السيّطرة على دفة أفكاري .. ثم تفكرت ماذا لو استسلمتُ تمامًا ورفعت يدي وجلست بعيدًا عن الكوادر أراقب فقط وأشاهد .. لأجد أنني أزدادُ غرقًا وأن مكاني الوحيد دون معافرة هو سور الشرفة !
أنا أحنّ إلى مكة .. وسياط اللهفة تجلد مني القلب والرّوح .. البارحة سألتني الطبيبة عن الأشياء التي يمكنني فعلها لأشعر بالراحة .. ذكرت عدة أشياء لكني لم أذكر الجلوس بالحرم، وإنني بعمري الطويل لم أذق راحة كتلك التي ذقتها وأنا جالسة في الصحن على الرخام الأبيض مستندة لعمود المطاف المؤقت بعيد الفجر أراقب الكعبة والله وأشهد على قلبي وهو يغتسل ويتذوق الراحة الخالصة النقيّة .. لكنه لم يعد باستطاعتي فعل هذا لذا لم أذكره .. قد سلبوها مني ألا سلبهم الله السمع والبصر !
أخبرتني صديقتي أنها تشتاق لأن تحُجّ معي وأن نكرر المرة التي ذهبنا بها إلى الحرم ف ليلة التاسع والعشرين من رمضان ففتحت السماء أبوابها بماءٍ منهمر وغرقت الأرض في اغتسالها حتى انتصف الماء سيقاننا ونحن نجري في المواقف والساحات لنلحق بالتراويح ثم توقفتْ برهة وعاودتْ بعد دعاء ختم القرآن .. لم يلامسني شك للحظة أن الله كان جالسًا في سمائنا من فرط اللذة التي شعرت بها والأمان .. أوتينا النعيم يومها وكأن الجنة فتحت فرجةً من بابها على دنيانا، تدعونا ..
أريد الراحة فقط ي مراد .. الرّاحة !
فقد أهلك قلبيَ الطّريقُ ..
كُن بخير ..
سلمى
١٥ أغسطس ٢٠١٨
٤ ذو الحجة ١٤٣٩
0 notes
salma-mohammad · 6 years
Text
الثاني عشر من أغسطس
.
العزيز / مراد
.
التحايا الطيّبة المرسلة إليك مع نسيم الليلة ..
ليلة ذات شجن وحفيف الشوق يداعب فيها الأجفان ..
.
كان يومًا هادئًا ومملًا، لم يحدث فيه غير المعتاد لكن المؤشرات تستمر بملاصقتها للأفق ولم ترصد الإحداثيات جديدًا بعد !
.
لاأشعر بتحسن أبدًا ي مراد، مازلت مستمرة على الدواء الذي وصفه لي الطبيب لكنه لايُجدي بشيء ..
هذا شهري العاشر! هل تتخيل ذلك .. أخشى أن أطلب منه المساعدة في تغيير الدواء أو زيادة الجرعة .. ولاأدري في الحقيقة ماسبب خوفي ..
.
غير أني أشعر بالاضطراب ويأخذني التفكير لشطئآن الحيرة ..
أفكر فيما وصلت إليه اليوم وهل يُعدُّ وصولًا ؟
ماسرّ هروبي المحيّر ومواجهاتي القاسية ؟ لماذا أفعل الشيء وضدّه وأُصرع بين الشتيتين ؟
.
الأسئلة مُهلكة ي مراد ، والحال لايدعو لشيءٍ غير السؤال .. سؤال الله والقدر والحال وإلاما المآل !
.
هل سيحدث شيء جيد وهل نعرف من نحن يومًا ما .. هل قد ننظر إلى الذي حلّ بنا بأنه شيءٌ جيد وربح غير معلوم القيمة ؟
لايبدو أني بخير ولايبدو لرسالتي أنها جيدة !
.
لايهم
كُن بخير ..
.
سلمى
.
١٢ أغسطس ٢٠١٨
١ ذو الحجة ١٤٣٩
0 notes