"لكني فوجئت بحياة لا تناسبني، طرق لم أختارها، عادات أمارسها بشكل يومي لا تشبهني، ضغوطات فرضت عليّ لم أكن أتوقعها، ومعارك مستمرة أخوضها أنا القاتل والمقتول فيها.
كنت كأي شخص طبيعي يكره ان تكون مشاعره مكشوفة للجميع ، يريد أن يحفظ تفاصيله لنفسه ، لا يريد أن تتحاكى سيرته على ألسن الناس، ويحرص ألا يفكر أحد بعواطفه أياً كانت طريقة تفكيره ، كل هذا الحرص تسبب في أن أكون غريباً .. وأن أرحل دون أن أعطي لأحد فرصة تمكنهم من إصدار الأحكام عليَّ ، كنت أخاف فكرة أن تنكشف شخصيتي الحقيقية لأحد ، أردت أن أكون كالماء بلا لون ولا رائحة، وإكتشفت أخيراً أن للأمر صلة بالخوف، الخوف من الالتزام الذي يدفعني لبقاء علاقتي بأي أحد سطحية، أردت ألا تكون علاقاتي بجيراني والرفاق حقيقية وتتوجب السلام الحار عند كل فرصة تجمعني بهم ، أردت ذلك الغموض الذي يجعل رحيلي ممكناً وعادياً في نهاية المطاف ، كل ما أردته أن أتعامل معاملة عابر السبيل في هذا الواقع المُتطفل ..
"لا تثق كثيرًا بمكانتك في قلوب الناس، تستيقظ الناس كل يوم بمشاعر مختلفة، تتغيّر نظرتهم بإستمرار، تتقلّب عواطفهم في لحظة، قد يتخلون عنك لأتفه سبب، قد يحبوك حين تكون بقربهم لكن ما إن تغيب عنهم يوم أو إثنان حتى تجدهم قد نسوك أو إستبدلوك بآخرين، صديقي الناس مراحل وليست بيوت، قد تطول مرحلة عن الآخرى لكنك في نهاية المطاف ستعود إلى منزلك وحيدًا."