Tumgik
#منارات العلوم
my-yasiuae · 3 months
Text
كلباء: «الخليج»يشكّل الإنسان في فكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حجر الزاوية في المشروع التنموي للإمارة، لذلك أولى سموه مؤسسات التعليم العام والجامعي جل اهتمامه، وخصص موارد مالية كبيرة لتأسيس منارات تعليمية شامخة، ومضى بخطوات مدروسة وفي زمن قياسي، لإكمال البنية التعليمية في مدينة كلباء، فكانت جامعة كلباء ومدرسة فكتوريا للتعليم العام ضمن مكارم سموه السخية في المدينة، وتهدف هذه المشاريع التعليمية لتقديم معارف دراسية وعلوم أكاديمية لإعداد جيل يحقق مساهمة فعالة في مشروع الشارقة الرائد.تُعد جامعة كلباء، التي افتتحها صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، أحدث المؤسسات الأكاديمية التي ترسخ مسيرة الشارقة التعليمية والمعرفية، وتتميز مبانيها بطرازها المعماري الحديث، كما تحتل موقعًا استراتيجيًا وتطل على أحدث المشاريع والمقاصد السياحية في المدينة، مثل برج الساعة وبحيرة كلباء وجزيرة القرم.ولأن الجامعة لاقت دعمًا سخيًا من سموه، كان من الطبيعي أن تحقق انطلاقة أكاديمية متميزة، كواحدة من منارات المنظومة التعليمية في الشارقة، وهي معنية ومختصة بالعلوم الرياضية.استقرار الادارةوعن تدشين الجامعة، يقول مديرها الدكتور سيف سالم القايدي، إن الجامعة اكتملت واستقر عمل إداراتها الأكاديمية ووضع اللوائح التنظيمية، بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي ظل ولايزال يقوم بجهود كبيرة ويقدم الدعم السخي واللافت، وأوضح أن سموه كان حريصًا على إصدار توجيهات مباشرة لجميع الجهات والدوائر ذات الصلة بتسهيل احتياجات الجامعة وتلبية طلباتها.وسارت الجامعة على خطى المنارات الأكاديمية في الشارقة، ليس في جودة التعليم فحسب، بل في تصميمها المعماري اللافت ومبانيها المبهرة وبنيتها التحتية الحديثة، إضافة إلى نظم ولوائح متميزة، وأوضح القايدي أن كل ذلك لم يكن ليتحقق إلا بتوفير جميع الإمكانات لنجاح المشروع الأكاديمي، حتي تكون الجامعة منبرًا للمعرفة والبحث لأبناء المدينة ومدن الساحل الشرقي وجميع مناطق الدولة.وواصل: «جامعة كلباء تعد واحدة من منارات المنظومة التعليمية في إمارة الشارقة، فهناك الجامعة الأم، جامعة الشارقة، باعتبارها المظلة الأساسية للتعليم الجامعي في الإمارة».ولكي تصبح جامعة كلباء متميزة في تقديم المعارف، كان لابد أن يكون لها استقلاليتها وميزانيتها المالية الخاصة وكادرها الإداري الوظيفي والهيئات الأكاديمية، وهو ما حرص عليه صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث أكد القايدي أن رؤية سموه هي أن تصبح جامعة كلباء منارة علمية في العلوم الرياضية إلى جانب العلوم في كلياتها المختلفة، لذلك تم رصد ميزانية كبيرة لإنشاء الجامعة تحت إشراف مباشر من سموه لجميع تفرعات العملية الأكاديمية.وأوضح أن سموه قدم أكثر من 338 منحة دراسية مطلع العام الدراسي لأبنائه في إمارة الشارقة تشجيعاً للطلبة في جميع المجالات الأكاديمية، إضافة لتحويل 45 طالباً وطالبة من جامعة خورفكان إلى جامعة كلباء. الأولى في الإماراتكان لصاحب السمو حاكم الشارقة الرغبة في إنشاء كلية العلوم الرياضية الفريدة والأولى من نوعها على مستوى الدولة، ولفت مدير الجامعة إلى أن هذه الرغبة نابعة من حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على تنفيذ منظومة تعليمية متميزة في مجال العلوم الرياضية وتلبية احتياجات وتطلعات ومتطلبات أبناء الدولة عامة وإمارة الشارقة خاصة في هذا المجال.وأضاف أنه في سبيل تميز الجامعة قمنا بالبحث عن مؤسسة تعليمية عالمية مهتمة بالعلوم الرياضية، وبعد دراسة متأنية ومستفيضة، تم الاستقرار على إسناد مهمة الكلية لفريق عمل متكامل من جامعة موناش الأسترالية بعد تمحيص عدد كبير من العروض التي تلقيناها من مؤسسات جامعية عالمية عديدة.وعن الأسباب الرئيسية التي بموجبها تم اختيار جامعة موناش الأسترالية، يقول الدكتور القايدي: «تم اختيارها لأنها جامعة تحتضن كلية للتربية الرياضية، وتعد واحدة من أعرق مؤسسات التعليم العالي في أستراليا، وعضوًا مؤسسًا في مجموعة النخبة الثمانية، وهو تحالف يضم جامعات أسترالية رائدة معترفاً بها لتميزها في التدريس والبحوث، فيما تُعد كلية التربية في جامعة موناش من أفضل كليات التربية على مستوى العالم، بعد أن تم تصنيفها في المرتبة الأولى في أستراليا والمرتبة 14 على مستوى العالم».برامج مستقبليةمما لاشك فيه أن برنامج العلوم الرياضية هو باكورة البرامج التي تطرحها جامعة كلباء في فصل الربيع الدراسي 2024، وكشف القايدي أن هناك برامج رياضية ستطرح مستقبلًا في هذه الكلية، لاسيما أنها حظيت بإقبال كبير من الطلبة بعد أن نفذت حملة ترويجية لبرامجها، ونأمل أن يلتحق بها عدد من الرياضين الذين ظلوا في حالة تشوق وانتظار لافتتاح الكلية، ونعمل بجد واجتهاد لانضمامهم.وأشار إلى أن جامعة كلباء
تسعى لاستقطاب عدد من الرياضيين المتميزين للدراسة في برنامج التربية البدنية والعلوم الرياضية، وأن تكون الشروط التي تسمح للطالب بالالتحاق بالكلية متماشية مع متطلبات وزارة التربية والتعليم والاعتماد الأكاديمي، والشاهد أن هذا البرنامج سيتيح الفرصة للطلبة لتلقي شتى الخبرات والمعلومات والتدريب والتأهيل والمعارف في مجال العلوم الرياضية بعد أن استقطبت خبرات عالمية في مجال التدريس في المجال وإعداد برنامج أكاديمي متميز للكلية.4 كلياتبدأت جامعة كلباء مسيرتها الأكاديمية بعدد من الكليات تتمثل في كلية القانون، وكلية إدارة الأعمال، وكلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال، وكلية العلوم الرياضية، ويشير القايدي إلى أن هذه الكليات تعمل بتناغم لترسيخ رؤية إمارة الشارقة في خلق بيئة تعليمية متميزة في مجال التعليم العالي، وتنمية عقول الجيل القادم وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات المقبلة، إضافة لتمكينهم من المساهمة بشكل فعال في المجتمع، وإتاحة الفرص التعليمية الجيدة لكل فرد، خاصة أن الكليات الحالية في الجامعة تطرح 10 برامج متنوعة في درجة البكالوريوس، و5 برامج في درجة الماجستير.بنية تحتية متميزةتميزت مباني الكلية بتصميم جذاب وفق أرقى متطلبات الهندسة المعمارية، وكشف القايدي أن الجامعة تتألف من مبنيين للطلاب والطالبات ومبنى إداري، تم تنفيذها على أحدث طراز عالمي لتلبية احتياجات الطلبة والهيئات الإدارية والأكاديمية والفنية، حيث يتكون المبنى الإداري للجامعة من طابقين إلى جانب الطابق الأرضي على مساحة 4860 متراً مربعاً.وأضاف أنها تتضمن أيضًا قاعة مؤتمرات ومركز تقنية المعلومات، ومكاتب إدارة القبول والتسجيل وعدداً من المكاتب الإدارية للخدمات المساندة، إلى جانب مكاتب إدارة الجامعة العليا وقاعات اجتماعات، كما يضم المبنى مكتب رئيس الجامعة وعدداً من المكاتب الملحقة.وتضم كليتا الطلاب والطالبات في الجامعة، كل على حدة، ثلاثة مبانٍ على مساحة 6442 متراً مربعاً، تتضمن مبنى الفصول الدراسية، الذي يشتمل على عدد من القاعات الدراسية ومختبرات الحاسوب، وتتوزع الفصول الدراسية ما بين قاعات التعليم المرن والتقليدي والتفاعلي والمحاضرات، إضافة إلى مختبرات الفيزياء والعلوم والأحياء ومختبر العلوم الرياضية، كما يشتمل المبنى على ردهة المركز الطلابي التي تتضمن المسرح الجامعي ومرافق متنوعة لخدمة الطلبة، وقاعة متعددة الأغراض وعدداً من المكاتب الإدارية، إلى جانب المنتدى الطلابي. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
sau4i · 9 months
Text
Tumblr media
تدريس الفضاء وتجارب علمية لتعزيز شغف طلاب "موهبة" أجرى طلاب "موهبة" الإثرائي، تجارب متنوعة حول الفضاء؛ حيث يسير طلاب هذه الوحدة مع شغفهم بالفضاء، ويُقام برنامج موهبة من قِبل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين "موهبة" بمدارس منارات الرياض لمدة ثلاثة أسابيع لـ 200 طالب خلال 10 مسارات تخدم هذه الفئة.وقال مدرب مسار الفضاء محمد أحمد محمود: "أجرى الطلاب عددًا من التجارب حول الفضاء من بينها تجربة عملية لاستقصاء قانون التربيع العكسي في الضوء، حيث يتعلم الطلاب عن علوم الفضاء مثل نظريات نشأة الكون ونظرية أينشتاين الخاصة بالجاذبية وكيفية تكون الثقوب السوداء، ودراسة دورة حياة النجوم وأنواعها ومعرفة مكوناتها عن طريق الطيف ودراسة أنواع المجرات ومكونات النظام الشمسي والأبراج الفلكية، كما يتعلم الطلاب كيفية رصد ودراسة الأجرام السماوية باستخدام التلسكوبات المختلفة مثل تلسكوبي هابل وجيمس ويب ويتعرفون أيضًا على الطرق المختلفة لقياس بُعد الكواكب والنجوم عن الأرض.وأضاف أن فكرة تجربة "الاستقصاء" تأتي بأنه كلما ازداد البعد عن المصدر المضيء تنقص الاستضاءة، فمثلاً إذا زاد البعد إلى الضعف قلت الاستضاءة إلى الربع - والهدف منها تقصي قانون التربيع العكسي للضوء، وتعد هذه التجربة إحدى الطرق لمعرفة بعد النجوم عن الأرض عن طريق المقارنة بين الاستضاءة المختلفة لها.وأشار إلى أن الطلاب يقومون بتسليط مصدر مضيء على شاشة وقياس المسافة بين المصدر والشاشة وحساب الاستضاءة، ثم يتم تغيير المسافة تدريجيًا وفي كل مرة يتم تسجيل الاستضاءة المقابلة لكل مسافة، حتى يحصلوا على عدد من النتائج وتمثيل بياني لتوضيح العلاقة بين المسافة والاستضاءة والتي تمثل علاقة تربيع عكسي.ويتخلل برنامج موهبة يوميًا برامج ترفيهية وأنشطة رياضية. وقال المدرب أحمد السروي إن الأنشطة تساعد الطلاب على التعلم والترفيه معًا ما بين الرياضة وركوب الخيل والسباحة؛ حيث يعطون أساسيات ومهارات السباحة وركوب الخيل ولعب كره القدم تحت إشراف مدربين متمكنين مما يضفي على أجواء برنامج موهبة المتعة.كما قام الطلاب ضمن برامج الأنشطة بزيارة وحدة الفلك لواحة الملك سلمان للعلوم وتعرفوا على القاعات المتعددة بداخلها من مختلف العلوم، مثل علوم الفلك والطاقة والحياة ودورات تدريبية ونماذج بأحدث التقنيات بتلك العلوم.
0 notes
mohamedaboelgheit · 4 years
Text
"كيف ينظر الفيلسوف إلي ثقافة عصرنا؟ ينظر في كل الأحوال بصورة مختلفة عن أساتذة الفلاسفة الراضين جدا عن دولتهم الجديدة. إنه غالبا ما يرى أعراض الاستئصال الشامل للثقافة من جذورها متمثلا في العجلة والطيش وتآكل كل محاولة للتأمل والبساطة. تجف مياه الدين ويترك خلفه مستنقعات أو بركا راكدة، تتفرق الأمم ثانية كأعداء وتتعطش إلى تمزيق بعضها البعض. تتفكك العلوم دون أي معيار وبطريقة لا مبالية طائشة، ويسيل كل ما كان يعتقده المرء ثابتا. يتم اكتساح الطبقات الاجتماعية المتعلمة ومعها الدول المتحضرة من أجل اللهاث الحقير من أجل الثروة. لم يكن العالم أكثر دنيوية، لم يكن أكثر فقرا في الحب والخير من اليوم. لم يعد المتعلمون منارات أو ملاذات وسط هذا الاضطراب للعلمنة، فهم أنفسهم - وبعد كل يوم يمر - يصبحون أكثر اضطرابا وطيشا وبلا حب. كل شيء في عصرنا الحالي بما في ذلك الفن والعلم - كل شيء - يخدم البربرية القادمة. انحط الإنسان المتعلم وتحول إلى أكبر عدو للثقافة، لأنه ينكر المرض الشائع ويقف عائقا في طريق المعالجين. تسخط هذه المخلوقات الضعيفة البائسة إذا ذكرها أحد بضعفها، وقاوم أرواحها الكاذبة المؤذية. سيفعلون كل شيء حتى يظهروا كما لو كانوا تجاوزوا كل العصور السابقة، ويتظاهرون ببهجة مثيرة للشفقة. قد يكون ثمة إثارة في الطريقة التي يتخيلون بها سعادتهم، ذلك أن سعادتهم مبهمة تماما. "
نيتشه - شوبنهاور معلماً
"How does the philosopher of our time regard culture? Quite differently, I assure you, from the professors who are so content with their new state. He seems to see the symptoms of an absolute uprooting of culture in the increasing rush and hurry of life, and the decay of all reflection and simplicity. The waters of religion are ebbing, and leaving swamps or stagnant pools : the nations are drawing away in enmity again, and long to tear each other in pieces. The sciences, blindly driving along, on a laisser faire system, without a common standard, are splitting up, and losing hold of every firm principle. The educated classes are being swept along in the contemptible struggle for wealth. Never was the world more worldly, never poorer in goodness and love. Men of learning are no longer beacons or sanctuaries in the midst of this turmoil of worldliness; they themselves are daily becoming more restless, thoughtless, loveless. Everything bows before the coming barbarism, art and science included. The educated men have degenerated into the greatest foes of education, for they will deny the universal sickness and hinder the physician. They become peevish, these poor nerveless creatures, if one speak of their weakness and combat the shameful spirit of lies in them. They would gladly make one believe that they have outstripped all the centuries, and they walk with a pretence of happiness which has something pathetic about it, because their happiness is so inconceivable."
63 notes · View notes
mountknowledge · 4 years
Video
youtube
محاضرة بعنوان "منارات في تأصيل العلوم الشرعية" لمعالي الشيخ د. صالح العصيمي حفظه الله
6 notes · View notes
sadamalazhari · 4 years
Photo
Tumblr media
(الأزهر الشريف... جامع وجامعة) ذكرى(١٠٤٨) على تأسيس الجامع الأزهر الشريف. تمر اليوم الذكرى (١٠٤٨)ميلاديًا و(١٠٨٠) هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، بدأ البناء يوم السبت ٢٤جمادي الأولى سنة٣٥٩هــ ،وأقيمت أول خطبة جمعة به في٧ رمضان سنة ٣٦١هـ ،وهو من أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي وعلى مدار آلاف الأعوام لم يكن الأزهر الشريف مجرد مسجد كبير يجتمع المسلمون فيه لأداء الصلاة بل كان منارة من منارات علوم الدين في العالم الإسلامي بأجمعه ليس ذلك فحسب بل كان من أهم الحصون التي عملت على حماية الشريعة الإسلامية منذ عهود فجامع الأزهر هو مسجد ومدرسة شرعية وفقهية ووجهة إسلامية يذهب إليها كل من يريد أن يعرف عن الإسلام وعلومه وفقهه ،كما أن دوره التاريخي في العديد من الأحداث القومية والعربية لايمكن نسيانها،كماأصبح المسجد والجامعة الملحقة به شمس العلوم الإسلامية التي تنير العالم كله ، شعوبًا ودولًا، شمسًا يمتد نور علمها من القاهرة شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا ليست هناك بقعة على الأرض إلا وفيها أحد أبناء الأزهر وكتابًا من كتبه، وسيظل الأزهر الشريف بإذن الله شمسًا لا ينقطع عطاؤها ويبقى نبراسًا شامخًا يستضاء بنوره في كل مكان. https://www.instagram.com/p/B_pVqofjbqx/?igshid=1q2aq3i54x6dw
0 notes
mrnobodywritings · 5 years
Text
سنواتي الضائعة في دراسة العلوم السياسية في مصر
من اليسير دائمًا أن ينبري المرء ليقدم نقدًا لاذعًا لأي من المجالات، ما دام بعيدًا عن هذا المجال وليس من دارسيه أو المشتغلين به، لكن أن تتقدم لنقد مجال أنت من أهله، أو على أقل تقدير من ضمن مريديه ودارسيه، والحديث هنا عن مجال العلوم السياسية، والأقسام التي تقوم بتدريسه في مصر، فهذا لعمري لأمر خطير، فللمجال رجاله، وللمعبد سدنته، وبعض أو جُل دارسي العلوم السياسية يتعاملون مع القسم كأنه القبيلة، ومن يدافع عن القسم فإنما يدافع عن شرف القبيلة، ومن ينقده وينقد قاماته وإدارته فإنما يلطخ شرف القبيلة، وكلما زدت في كيل المديح للقسم ولمنتجه العلمي، فأنت عنترة يذود عن عرض عبس وشرفها. لذا فإلاقدام على نقد كهذا هو وبكثير من التواضع مخاطرة لا تحمدُ عقباها، خصوصًا إن صدرت عن مُبتدِئ في المجال كصاحب المقال.
لذا فالسطور التالية هي في الحقيقة لا تعدو أن تكون مجرد اقتراب متواضع من الإشكاليات التي واجهها الكاتب أثناء دراسته للعلوم السياسية في مصر، وهو اقتراب يأتي من واقع التجربة الشخصية قبل أن يكون نابعًا من واقع البحث والمطالعة، والمقال على الجملة يعبر عن رؤية شخصية وذاتية تمامًا يحملها صاحبه، مع ما تحمله هذه الذاتية من مضامين تتعلق بأفكار وآراء الكاتب الشخصية.
اعتقد البعض لفترة طويلة أن نجاح الاحتلال الأول كان في تنحية الدين من الحياة اليومية بكل مظاهرها، وظلت هذه النظرة سائدة منذ رحيل الاحتلال، وظهر نتيجة لذلك تيار علماني ينافح بكل ما أوتي من قوة عن هذه التنحية، وآخر ذو مرجعية إسلامية انبرى بشراسة يدافع عن المساحات التقليدية للدين، أمام تيارات ما فتئت تردد أن الدين يجب أن يظل كموسيقى تصويرية في خلفية المشهد السياسي والاجتماعي، ووسط هذا الأتون المشتعل أصبح الدين قماشة تتجاذبها الأطراف المتصارعة إسلامية كانت أو علمانية، ودارت المعركة بالأساس لتحديد المساحات التي يتواجد فيها الدين، وتلك التي يلزمه أن يتوارى عنها.
في هذه المعركة المستعرة وفي ظل أتونها المشتعل، حاول أصحاب المرجعية الإسلامية إعادة الدين لمساحاته اليومية المعتادة، كالممارسات الشعائرية، وطبيعة الملبس الإسلامي، والمناسبات الدينية وغيرها. وغاب عن أصحاب هذه المرجعية لفترة طويلة واحدة من أهم المساحات التي نجح الاح��لال، ومن بعده الأنظمة المتعاقبة في علمنتها، هذه المساحة هي التوغل العلماني في المجال المعرفي، وإخراجه الدين من الساحة المعرفية والعلمية بشكل شبه كامل. وإن كان أصحاب هذه المرجعية وبالتحديد في مجال العلوم السياسية قد تنبهوا للأمر فيما بعد في مشاريع بعضها جماعي كإسلامية المعرفة، ومركز الحضارة، أو فردية لأساتذة من القسم كحامد ربيع، ومنى أبو الفضل، ومن جاء بعدهم كسيف الدين عبد الفتاح، ونادية مصطفى وغيرهم.
ظهر نتيجة لهذا التوغل نوع من الدارسين، والباحثين يعظّم علم السياسة الغربي، وكل مقولات فلاسفته ومؤسسيه، بدون الأخذ في الاعتبار ما يحمله هذا العلم من مضامين مرتبطة بالأيديولوجيا الغربية، ورؤية الغرب الخاصة للفرد والعالم. مع استخفاف عبثي بكل ما يصدر عن الأكاديميات غير الغربية، واستخفاف بكل من يوجّه النقد لهذا العلم ومسلماته. وهذا النوع لا يفتأ أن يكرر دعوته إلى القطيعة مع التراث الإسلامي في دراسة ظاهرة السياسة، والاكتفاء بالتزود بالأبحاث والدراسات الغربية في هذا الحقل، ودائم الاستشهاد بفلاسفة الغرب ومفكريه، مبتلعًا لكل ما تنتجه الأكاديميا الغربية في علم السياسة بخيره وشرّه، دون امتلاكه لرؤية فكرية، وأخلاقية راسخة، وأدوات علمية تسمح له بإنتاج معرفة سياسية بديلة، أو على الأقل المواءمة بين هذا الإنتاج الغربي وبين متطلبات واقعنا العربي.
في قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة والذي أشرف بالانتماء إليه على كل حال، وعلى مدار أربعة أعوام هي سنوات البكالوريوس، يدرس الطالب عشرات المقررات في كافة تخصصات العلوم السياسية، يدرس فيها كثيرًا مما جادت به الأكاديميا الغربية من أفكار، ونظريات سياسية، في حين يندر أن تذكر ضمن هذه المقررات، نظريات أو أطروحات لمفكرين عرب، لا مالك بن نبي ولا محمد عبده ولا عبد الله العروي ولا غيرهم، وكأن الغرب منذ أرسطو وأفلاطون قد أخذ صك التنظير والكتابة عن ظاهرة السلطة. وحين يذكر ابن خلدون ونظرياته على سبيل المثال، فإنما يذكر على استحياء، وفي صفحات معدودات في مقرر لتاريخ الفكر السياسي.
حتى مقررات التاريخ، ففي حين يدرس الطالب تاريخ أوروبا مفصلًا في مقرر كامل لتاريخ السياسة الدولية، فإنه لا يدرس أي مقرر مماثل لتاريخ أمته، وقاداتها السياسيين، ومنظريها، ولا يذكرُ شيء عن مواقعها الكبرى ومحطاتها المفصلية. في جريمة مكتملة الأركان تهدف بالأساس لاجترار هؤلاء الطلبة عن تاريخهم، وهويتهم العربية الإسلامية، تُقتلُ الذاكرة الأصيلة لتحل محلها ذاكرة أخرى مشوهه، لا تعرف إلا فضيحة ووتر جيت، وأحداث الثورة الفرنسية، وحروب الأفيون. تاريخ آخر يُشاء لهؤلاء الطلبة أن يذكروه، ووعي آخر يرسخ في نخبة يفترض بها أن تقود الأمة وسياستها.
يلاحظ في هذا الصدد أيضًا كم أن العلوم السياسية في مصر مستهلكة بالكامل بباحثيها، وكتابها، ودارسيها، في الإجابة على أسئلة ليست بأسئلتها. فالاستبداد على سبيل المثال وهو أزمة العرب السياسية الأولى كما يرى العديد من المفكرين، كجمال الدين الأفغاني، وعبد الرحمن الكواكبي، لا يخصص له في الحقيقة في مقررات القسم أي مساحة على الإطلاق، ولست مازحًا إن قلت إنك قد تقضي أربع سنوات في قسم العلوم السياسية وتتخرج ولم تسمع كلمة استبداد في محاضرات القسم ومقرراته، في حين أنك ستعرف معلومات أخرى تبدو في نظر البعض أهم كثيرًا ومحورية لهذا الوطن ولهذه الأمة، من قبيل عدد وزراء الحكومة البريطانية، واسم البناية والشارع الذي يقع فيه مقر الحكومة البريطانية. وأكاد أجزم بحكم دراستي أن ما يخصص من ساعات لدراسة نظام الحكم الأمريكي والبريطاني مثلًا، يتخطى ما يخصص من ساعات لدراسة نظم الحكم في البلاد العربية مجتمعة. لذا فالمشهد في الحقيقة هنا هزلي تمامًا وأكثر عبثية حتى من هذه الكلمات.
في القسم نفسه، باتت لمفاهيم كالديمقراطية، والدولة القومية أو -الدولة الوطنية- كما يحلو لبعض أعضاء القسم أن يسموها، أصنامًا تعبد، ورغم ما تتعرض له هذه المفاهيم من أطروحات نقدية شرسه في الأكاديميا الغربية منشأ هذه المفاهيم نفسها، إلا أنه هنا، إياك ثم إياك أن تقدم لهذه الأصنام أي نقد، أو توبيخ، وإلا غضبت عليك آلهة الديمقراطية وحماتها. الدراسة بهذا الشكل غربية بامتياز، وهنا الحديث عن مقررات الشعبة العربية فما بالك بالشعب التي تدرس المقررات بالإنجليزية أو الفرنسية فالأمر يقينًا يصبح أكثر مأساوية.
سيرى البعض حتمًا في هذا الطرح دعوة إلى الرجعية والتخلف، وإعادة لعقارب الساعة إلى الوراء، وسيتحججون بأن علم السياسة اليوم هو علم غربي بامتياز، لذا فما العيب من تقليده واقتفاء أثره. والأمر بهذا الشكل على الحقيقة، إنما هو حق أريد به باطل، فنحن لا ننكر محدودية الإنتاج العربي في حقل العلوم السياسية، بل وضعفه أيضًا، لكن منذ متى وكان ضعف الإنتاج العلمي لأمة ما في مجال علمي ما، مبررًا لأن تقطع هذه الأمة صلتها بإنتاجها في هذا الحقل، أو أن تنبري لتقلد غيرها بشكل أعمى في هذا الحقل؟
إننا في الحقيقة لا نطالب بأن توسم العلوم السياسة بالإسلامية أو بغيرها، أو أن تصبح علمًا لاهوتيًا بشكل ما من الأشكال، إننا لا نطالب بأكثر مما طالب الغرب به في بداية بعثه الحضاري مع بداية عصر النهضة. وهو إعادة الاعتبار لتاريخ هذه الأمة، ولتراثها الفكري السياسي، ولرؤيتها الخاصة للعالم وللفرد. ففي إعادة التأسيس الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات، يكون من متطلبات هذا التأسيس، أن تُحيا سير قدوات تاريخية يستمد منها الجيل الجديد نهضته، حدث هذا في عصر النهضة على سبيل المثال، حين تم إحياء التراث الأرسطي، والأفلاطوني، واليوناني بشكل عام وإعادته للواجهة باعتباره باعثًا للنهضة المرجوة. وإذا كنا بصدد الحديث عن محاولة حقيقة لإعادة البعث الحضاري، أو محاولة لإعادة الدين لمساحته المفقودة، وهي الساحة المعرفية، أو محاولة للتأسيس لعلوم سياسية تعبر عن نموذجنا المعرفي، فمن الواجب أن تتم العودة لرموزنا الفكرية والحضارية لنتخذهم منارات لهذا البعث المنشود.
لكن دعونا الآن نمارس نوعًا من الاختبار لفكرة المقال الرئيسية، ولنسأل السؤال التالي: هل نجح علم السياسة الغربي الذي يدرس في أقسامنا الخاصة بالعلوم السياسية في الإجابة على أسئلة الواقع المصري والعربي عامة؟ وهل نجحت هذه الأقسام على مدار تاريخها في إخراج نخب فكرية، وتنفيذية قادرة على فهم الواقع وتغييره؟
الواقع السياسي هو خير من يجيبنا على هذه الأسئلة، فقسم العلوم السياسية كغيره من الأقسام التي تدرس علم السياسة في العالم، يناط به بالأساس تخريج نخب سياسية تقود قاطرات التنمية في بلدانها، هذا دوره الأول والأخير؛ لكن وبنظرة فاحصة للواقع السياسي فلن تجد وللأسف الشديد غير تلك النخبة المثقفة، المزيفة والمزدوجة القيم والمبادئ تتصدر المشهد السياسي، ويخبو أمام بريق ضوئها كل صاحب قلم يبحث بقلمه عن نور الحقيقة في عتمة هذه الأكاذيب.
وها هم من تحدثوا ليل نهار، حتى صُمت من حديثهم الآذان، عن قيم الحرية والديمقراطية والتعددية …إلخ، ها أنت تراهم وقد شاركوا ليس فقط في أنظمة قمعية تعصف بالحقوق والحريات، بل في أنظمة فاشلة على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكثير منهم وللأسف محسوب على هذا الحقل.
فشل حقل العلوم السياسية إذا في تخريج نخب سياسية تفهم الواقع، وتملك أدوات تغييره، ولم يُخرج إلا مثقفين باعوا كل ما تعلموه، أمام بهرجة الكراسي، وعلى أعتاب السلطة.
لكن وإن كانت كتب التاريخ حبلى بمثقفين خائنين، فهي حبلي كذلك بمثقفين تسلحوا بالقلم، وماتوا من أجله في معركة الخاسرين – معركة السلطة – التي لا يدخلها إلا الأشاوس، ومن لا تعنيهم المعارك الخاسرة بقدر ما تعنيهم القضية وشرفها. والقسم لا يعدم أن يخرج أمثال هؤلاء الأشاوس أساتذة كانوا أو طلابًا، وسيأتي حتمًا في كل جيل من يكتب الكلمات ولو كان خائفًا، يفضح بها خيانة هؤلاء المثقفين، الذين خانوا أول ما خانوا الحقيقة، التي باعوها بأسواق النخاسة طلبًا للمناصب، والنياشين، وجوائز الدولة التقديرية.
هذا الفشل الذي يظهره الواقع جليًا في غير لبث، وهذه الطبيعة الغربية لمقررات القسم، هي ما تجعلني أكتب عنوان المقال بهذه الكلمات: »سنواتي الضائعة في دراسة العلوم السياسية في مصر».
0 notes
amereid1960 · 6 years
Text
العرب والتنوير  ..خلط الزيت بالماء وشقاء الأمة
العرب والتنوير  ..خلط الزيت بالماء وشقاء الأمة
حسن العاصي
حسن العاصي
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدانمرك
وأنت تطالع كتب التاريخ تنبهر بصفحات مشرقة من تاريخ العرب والمسلمين، تجد مراحل عاشها أجدادنا وكانت منارات في مختلف العلوم التطبيقية والإنسانية والرياضيات والموسيقى والفلك والترجمة، إنتاج معرفي علمي استعان به الغرب ونقل عنه المعارف وقطف ثمار العصر الذهبي للعرب والمسلمين، مما مكنه من شق طريقه نحو التطور والحداثة، بينما نحن أهدرنا هذه…
View On WordPress
0 notes
alewaanewspaper1960 · 6 years
Text
العرب والتنوير  ..خلط الزيت بالماء وشقاء الأمة
العرب والتنوير  ..خلط الزيت بالماء وشقاء الأمة
حسن العاصي
حسن العاصي
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدانمرك
وأنت تطالع كتب التاريخ تنبهر بصفحات مشرقة من تاريخ العرب والمسلمين، تجد مراحل عاشها أجدادنا وكانت منارات في مختلف العلوم التطبيقية والإنسانية والرياضيات والموسيقى والفلك والترجمة، إنتاج معرفي علمي استعان به الغرب ونقل عنه المعارف وقطف ثمار العصر الذهبي للعرب والمسلمين، مما مكنه من شق طريقه نحو التطور والحداثة، بينما نحن أهدرنا هذه…
View On WordPress
0 notes
mcg24com · 4 years
Text
حين تُفضي المعرفةُ إلى المحبّة..
مقاربة أولية في كتاب "وأن محمدا رسول الله" للمستشرقة الألمانية أنيماري شيمل (1922-2003م) «إن الحضارة التي رسم معالمها نبيّ الهُدى والسلام لهي جديرة بانتشال العالم من وطأة الصراع السياسي والأيديولوجيات التي تستغل الإنسان أسوأ استغلال، وقيادته إلى بر الأمان على سُنة تحية السلام التي صارت شعاراً له». آنماري شيمل حين تكتب عالمةٌ من معدن أنيماري شيمل عن رسول الله e تُصيخ الأفئدةُ السمع والعقولُ؛ ذلك أن سيدة بموسوعيتها العلمية، ودقتها الأكاديمية، ورحابة أفقها المعرفي، وغنى مصادرها الجامعة بين النهل من الأصول والاحتكاك بحياة الناس في قلب المجتمعات الإسلامية؛ فضلا عن عمق تحليلاتها، وسعة تجربتها في التدريس والمدارسة، والاستكشاف العلمي والمساءلة، مع إنصاف وموضوعية نادرين في التعامل مع مُنتجَات الحضارة الإسلامية، بمختلف ثقافاتها ولغاتها ومناحيها الفلسفية والأدبية والعمرانية والجمالية وتعيينا أبعادها الصوفية.. كل ذلك، وغيره؛ يدعونا لأن نقرأ بنظر ممعن وبصيرة منشرحة وهمة يقظة، سطورَ مؤلَّف كُتب ليكون جسرا حضاريا بين المسلمين والغرب، وذاك شأن كل أعمال آنيماري شيمل. ألم يكتب في نعيها "المجلس الإسلامي" في ألمانيا الاتحادية في 30 يناير 2003 أنها شخصية نادرة "كرست حياتها في دأب وحب لإزالة الشكوك لدى الغربيين حول الإسلام، الدين الحنيف، وكان رحيلها فجوة يصعب سدها في جدار حوار الحضارات"، ألم يقل في حقها الرئيس الألماني السابق رومان هرتسوج وهو يسلمها جائزة السلام الألمانية في أكتوبر من عام 1995؛ والتي منحها إياها اتحاد الناشرين الألمان: "إنها هي من مهدت لنا الطريق للإسلام". وهذا الانهمام بمد جسور التعارف بين الحضارات؛ والإسهام في الحوار المثمر بينها؛ والعمل على إشاعة قيم التفاهم التي ندرت حياتها لها، هو ما جعل آنيماري شيمل، وقبل وفاتها عام 2003، توصي رفاق عمرها بأن يأتلفوا في منتدى للحوار الديني والثقافي يكون هدفه الأسمى "ربط جسور الصداقة والتفاهم بين أوروبا والعالم الإسلامي". أن تكتب سيدة بهذه المعالم العلمية المتميزة، وهذه الملامح الشخصية الاستثنائية، عن "الرحمة العالمية"؛ "الرؤوف الرحيم"؛ "الأسوة الحسنة"؛ "الشخصية الفذة" كما تنعتها في كتابها، هو حدث معرفي خليق بالمسلمين الالتفات الاستثنائي إليه. فقد كتبت النسخةَ الأولى من الكتاب بالألمانية ونشرتها عام 1981، ثم نشرت النسخة الإنجليزية، مع تهذيب وإغناء، عام 1985؛ ولم يُنقل الكتاب إلى العربية إلا عام 2007 على يد المترجم السوري الأنيق د. علي عيسى عاكوب. ولما صدر الكتاب، أول مرة، ثارت ثائرة وسائل الإعلام الألمانية ضد المؤلفة، لأنها وجدت صورةً مغايرة لتلك التي يقتات عليها "التيار التخويفي من الإسلام" أو "الإسلاموفوبيون"، إذ الكتابُ مكتوبٌ بنَفَس علمي مُنصِف؛ بل بنفَس علمي إيماني. ولعل هذا النَّفَس هو ما يعلِّلُ الوصفَ الذي كان يخص به المفكر الإسلامي عبد الحليم مناجي البروفسورة شيمل في معظم كتبه حين كان ينعتها بـ"مؤمنة آل فرعون"؛ وهو ما يصدِّقه ردُّها الحازمُ على الهجماتِ التي طالتها، لما أفصحت عن علاقتها بنبي الإسلام، شخصيةِ كتابها، بكلمات وجيزة لكنها صاعقة: "نعم إنني أحبه". حبٌّ قد يكون عنوان إيمانٍ صامت؛ إيمانٍ تُضمرُه السريرةُ ويَسكتُ عنه الظاهرُ... ذاك أيضا ما يَنضَحُ به، إلى جانبِ قرائنَ أُخَرَ، الاستشهادُ الدال للشاعر الأوردي السير كيشان براساد شاد، رئيس وزراء ولاية حيدر آباد الهندوسي، والذي صدرت به شيمل كتابها؛ وفيه يقول: «ربما أكون كافرا، وربما أكون مؤمنا، الله وحده يعلم مَن أكونُ، لكنني أعرفُ أنني خادمٌ للنبيِّ، سلطانِ المدينةِ». وهو بيت يشكل مفتاح شخصية الأستاذة شيمل المبجلة لنبي الإسلام، كما كَتب ذلك المُترجِمُ في مقدمته للكتابِ. منذ المفتتَح، تبوح الكاتبة لقارئها بوحا دالا، تقول: «هذا الكتابُ هو الثمرة لاهتمام بشخصية نبي الإسلام تطور على امتداد ما يربو على أربعة عقود». وهي بهذا تؤكد على أنها تصدر عن معرفة عميقة بشخصية كتابِها، وتنفي ضمنا عنها ما قد تتسم به كتاباتٌ أُخرُ عن نبي الإسلام، من تسرع وسطحية وأحكامٍ غير دقيقة؛ أكانت أحكاما متحاملة وغير منصفة في أعين المسلمين، أم أحكاما مجاملةً وممالئة لمعتنقي الإسلام في أعين المناوئين من الغربيين، خصوصا وأن الكتابة عن الإسلام بنفَس مُنصِفٍ قد شحت في الغرب منذ الكتابات الاستشراقية ذات الهوى الاستعماري إلى الكتابات المتوجسة من الثورة الإسلامية بإيران عام 1979؛ فضلا عن الحيوية الخاصة التي يشتغل بها الجناح الإعلامي لليمين المتطرف في الغرب عموما، وما يفرضه الإرثُ النازي حيال اليهود من حساسية استثنائية حيال تمجيد الإسلام في ألمانيا بوجه خاص. لأجل هذا وغيره، تُذَكِّر آنيمار�� شيمل أن ما تُسطره هو ثمار معرفة مُقَطَّرة؛ وخلاصة تعمق في الدرس والمعاشرة. تذكير نستطيع أيضا أن نقرأ أهميته العلمية وقيمته الحدسية في ما أثاره صدور كتابها من فورة نقدية من وسائل الإعلام الألمانية كما أشرنا سابقا؛ وهو تذكير يقتضيه أيضا الإيحاء القوي لعنوان الكتاب، والذي ربما يبدد المسافة التي قد يكون ألفها الغربيون حين يتناول أحدهم "نبي الإسلام" بالبحث والدراسة، تناولا من خارجٍ وعن مسافة عقدية. إن العنوان هنا يمتلك قوة إقرارية: "وأن محمدا رسول الله"؛ إذ يتعلق الأمرُ بالشطر الثاني من شهادة التوحيد أول أركان الإسلام ومفتاح اعتناقه. ولعل في هذا العنوان الذي اختارته شيمل لكتابها ما يُنير لنا المسارَ الذي يجب أن يُتلقى به كتابُها. إنه ثريا تضيء الأفق الخاص الذي تخط المؤلفة معالمَه وهي تخص الجزء الثاني من شهادة التوحيد في الإسلام باهتمامها وعنايتها العلمية، وكأنها تطرح على القارئِ وتقترح عليه فهمَ بعضِ ما تَكتنزُه هذه الشهادةُ، وتعيينا هذا الجزء الخاص منها بأمةِ الإسلام؛ وما يفيضُ منها من أسرار ودلالات وإشارات دينية وحضارية في آن. ويأتي العنوانُ الفرعي ليزيد هذا المنحى تحديدا وتخصيصا: "تبجيل النبي في التدين الإسلامي"؛ وهنا نكتشف أننا إزاء كتابة تنأى بنفسها عن التناول التاريخي الصرف لسيرة الرسول e؛ أكان هذا التاريخ حدثيا إخباريا كدأب المسلمين الأوائل في "المغازي" ومصنفات السيرة بدءا من ابن إسحاق ثم ابن هشام؛ أم كان هذا التاريخ ذا مسحة حديثة وضعية يروم اكتشافَ الشخصية التاريخيةِ لنبي الإسلام؛ أم كان تاريخا نقديا يتبنى منهجا تعدديا وينفتح على العلوم الاجتماعية مستهدفا تمييز الميثي عن التاريخي والبحث في مختلف وظائفهما ضمن التوجهات التجديدية التي عرفها علم التاريخ الحديث، فضلا عن نأي مؤلِّفَتِنا في تعاملها مع السيرة عن أن يكون تناولُها وجها من أوجه أدب "الشمائل والدلائل"، أو "فقها للسيرة" يستنبط القيم والأحكام من محطاتها ومساراتها. إن كتاب شيمل يستفيد من مختلف هذه الأصناف في التعامل مع السيرة المصطفوية، بل ويتحاور مع هذه الأصناف في ثنايا الكتاب، لكنه يرسم له مسارا خاصا في البحث عن الصورة التي يبجل بها المسلمون نبيَّهم في مختلف المظاهر الحضارية، نثرا ونظما ورسما وغناء واحتفالا، سواء في الثقافة المكتوبة والمسماة عالِمة، وأساسا في الثقافة الشفهية والمسماة شعبية. وهذا عمل يقتضي مهاراتٍ علميةً ولغوية؛ وصفية وتحليلية؛ تجميعية وتركيبية؛ مع موسوعية في المعرفة ترحل بين التاريخ والاجتماع والأدب والأنتروبولوجيا والفلسفة وعلم الأديان ومختلف المعارف الإسلامية، كما يقتضي بوجه خاص ولعا متميزا بالتعرف والتعريف بـ"محمد الأسوة الحسنة" و"بمنزلته الفذة" في الإسلام، مع قدرة استثنائية على التقاط علامات هذه المنزلة من الثقافات الإسلامية بمختلف لغاتها وشتى مظاهرها، بل وتَرَصُّدِ مبادي ومجالي هذه المنزلة في حيثيات حياة المسلمين وثقافتهم الاجتماعية والمعيشية. إن هذا الكتاب، وبفضل هذه المهارات التي توافرت لمؤلفته، قد استطاع أن يُقرب للغرب المنزلةَ الرفيعة والمكانة الوجدانية الفذة والمتفردة لنبي الإسلام في الروحانية الإسلامية؛ وهي المكانةُ التي وجدت تعبيراتِها العلمية والأدبية والفنية والحضارية والجمالية في مختلف المجتمعات واللغات الإسلامية؛ تعبيراتٍ أعطت شيمل نماذجَ متنوعة منها تعكس مختلف العصور والمجتمعات، وتقدم بهاءَ الصورة وسموَّ القيمة وفيضَ المحبة التي تُجلل مَقام نبي الإسلام ومُقامه في اللغات الإسلامية من عربية وفارسية وتركية وبشتوية وأوردية وسندية وبنجابية وسواحلية... وغيرها؛ مبرزةً علامات التنوع والثراء في الحضارة الإسلامية؛ والتي ينتظمها جوهر أساس هو التعلق الوجداني الباذخ برسول اللهe. وقد استطاعت شيمل رسم ملامحِ هذا التعلقِ من خلال منهجٍ في العرض يجمعُ بين الوصفِ والتحليل؛ وصفِ وتحليل الصورة التي يتقدم بها نبي الإسلام في المصادر الإسلامية، باعتباره "الرحمة المهداة للعالمين"، و"الأسوة الحسنة"، والنموذج الأمثل للتعلق ليس فقط بتعاليمه وتوجيهاتِه، وليس فقط بأخلاقه ومكارمِ سلوكه، بل التعلق بمختلف تفاصيل حياته اليومية والعمل على الائتساء بها. لأجل ذلك قامت شيمل باستحضار سيرة النبي e وصورتِه في حياة المسلم الحسية والمعنوية، ومدى تَمثُّله لمناقب الرسول الخِلقية والخُلقية، واحتفائه بالجمال المحمدي الحسي والروحي، مع إبراز العناية الاحتفالية والأدبية والفنية باسم الرسول وصفاته وآثاره، والتمثيل للمواهب المنطلقة في مدحه والصلاة عليه والتغني بكمالاته، أو تلك المُجلِّية للعناية الفنية بتشكيل اسمه ورونقته في "الحِليةِ" والمخطوطات والمنمنمات، أوغيرها من القرائح المتوهجة في التشوق لمعاهده المقدسة والتغزل بأسمائه ونعالياته، والممجدة لمولده ومعجزاته؛ سواء في أشعار المديح النبوي في التقليد العربي، أو في شعر "النعتية" في التقليد الفارسي والشعبي... وصولا إلى الملمح الإبداعي المتفرد الذي اتخذه نبيُّ الرحمة في آثار الشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، والذي حظي في الكتاب، كما هو شأن منزلته في اهتمامات البروفسورة شيمل، بإضاءة متميزة. ولم يكن للأستاذة شيمل، في رحلتها لرصد معالم تبجيل المسلمين لنبيهم ومحبوبهم، أن تغفل عن الحضور المتميز لـ "النور المحمدي" في التقليد الصوفي بيانا وتأصيلا؛ بدءا من حضوره لدى الصوفية الأوائل من أعلام "الرسالة القشيرية"، ثم مع منارات العرفان الإسلامي في القرن السابع الهجري، إلى كبار أعلام التصوف الذين مازالت تحضر أشعارهم في سماع قوالي فارس وباكستان والهند وتركيا. على أن الكتاب يطبعه، وبإجمال، ميسمان رئيسان: أ-  حضور البعد الصوفي ساريا في مختلف لحظاتِ الكتاب، سواء في الاستحضار المطَّرد لأعلام التصوف، وفي صدارتهم مولانا جلال الدين الرومي الذي سبق أن خصته شيمل بدراسة ضافية متفردة في كتابها: "الشمس المنتصرة... دراسة أثار الشاعر الإسلامي الكبير جلال الدين الرومي"، أو في الإحالة على مختلف الأقوال والأحوال التي يحضر فيها رسول الله e بوصفه "سراج العوالم" و"مجلى الكمال الإنساني"، وهي هنا تفيد أيضا من تبحرها في الروحانية الإسلامية، والتي كشف عنها أساسا كتابها المرجعي: "الأبعاد الصوفية في الإسلام وتاريخ التصوف". يكمن الميسم الثاني في أن موسوعية شيمل، التي تظهر جلية في هذا الكتاب، قد أسعفتها في الاضطلاع بوظيفتين بشكل متزامن: تعريفُ القارئ الغربي أساسا بالمقام الباذخ والاستثنائي لنبي الإسلام في ثقافات المجتمع الإسلامي وآدابها ووجدانها وحياتها؛ وكذا تصحيحُ عدة مغالطات عن نبي الإسلام في المتخيل الغربي، سواء تعلق الأمر بالمتخيل القروسطي، أي ذاك الذي ساد خصوصا لدى مسيحيي القرون الوسطى، مثل خلطهم بين الإسلام ووثنية العصور القديمة إثر حديثهم في شعرهم وأناشيد بطولتهم عن "الصور الذهبية أو التماثيل لمحمد"، أو تعلق الأمر بالمتخيل الغربي الحديث الذي ورث كراهية نبيِّ الإسلام، والذي أكدت شيمل أنه "سيندهش عندما يعلم أنه في الروايات جميعا يتمثل الخُلق الذي يُؤكد تأكيدا خاصا في النبي تواضعه ورحمته". وقد دعمت هذا التصحيح بنماذج تحضر على طول الكتاب، تبرز رحمة النبي الكريم بالأطفال والنبات والحيوانات وغيرها، متوقفة بإمعان عند الخطوة العظيمة التي دشنها في الرفق بالقوارير، مما تعمى عنه العيونُ الغربية حين تعجز عن فهم علاقة الرسول e بالنساء، أو حين تُسقط معنى التحرير النسائي في الغرب على مواقف الرسولe وأحاديثه، لهذا تشرح بدقة وباستفاضة دلالات تعدد زيجات الرسول الإسلام، دافعة عنه تهمة "الشهوانية" التي أُلصقت بنبي الإسلام منذ العصور الوسطى، ومبينةً عمقَ التغيير وعظمةَ التحول اللذين حققهما الإسلام في التعامل مع النساء. تقول معلقةً على بعض أحاديث الرسول e عن المرأة: «ولا يبدو ذلك شبيها بالحقوق المتساوية لتحرير النساء بالمعنى الحديث، بل كان خطوةً عظيمة إلى الأمام في نظام اجتماعي كانت فيه الولائد يوأدن حياتٍ أحيانا لأن الآباءَ يخشون من أنهم سيكونون عاجزين عن إطعامهن وتربيتهن». وبعيدا عن دعوى استنفاد كل مميزات كتاب آنيماري شيمل عن رسول اللهe، أو الإحاطة بكل ما أتت به من بيانات وتفاصيل تُبهر بغناها المسلم قبل غيرِ المسلم، لأنها تحقق جسرا بين ثقافات الإسلام الواحد، وتخلق تعارفا في الآداب والعادات والمناحي الفنية والجمالية بين مجتمعات الملة الواحدة ولغاتها؛ وبمعزل عن كل زعم بأن هذه المقاربة توقع قراءة جامعة مانعة لكتاب زاخر ثر، نؤكد أن هذا المؤلَّفَ يقدم مثالا ساطعا لزواج سعيد بين المعرفة والمحبة، بين العلم والجمال، بين الوحدة والتنوع، حيث تخط آنماري شيمل في كتابها هذا أسلوبا متميزا في تقديم الإسلام ونبيه للغرب؛ أسلوبا مداره إبراز الرحمة المحمدية بأبعادها ال��نسانية والكونية، لكن بيقين أساس ومفتاح ترفده المعرفة، هو يقينُ المحبة، ذاك الذي جهرت به حين أعلنت في لحظة مصارحة وصدع بالمكنون المكتوم: "نعم إنني أحبه". محمد التهامي الحراق ------- 3- شيمل، أنيماري ، "وأن محمدا رسول الله... تبجيل النبي في التدين الإسلامي"، ترجمه إلى العربية وقدم له عيسى علي عاكوب، مؤسسة الهدى للنشر والتوزيع، طهران 2007. - نفس المرجع، ص. 8. - نفس المرجع، ص. 19. - نفس المرجع، ص. 67. - نفس المرجع، ص. 80. - نفس المرجع، ص. 85-86. - نفس المرجع، ص. 87. Read the full article
0 notes
altakween · 5 years
Text
مكناس المغربية.. مدينة السلاطين
تعددت الآراء حول معنى اسم مدينة مكناس.فقد أشار بعض المؤرخين إلى أن أصل الاسم،يعود إلى كلمة الكناس التي تعني في العربية الفصحى المجال الطبيعي الخصب الذي ترعى فيه الغزلان.وقد استبدل فيه حرف التعريف”أل” بحرف”الميم”.لأن بعض القبائل العربية التي وفدت على المنطقة،ومن اليمن تحديدا كانت تنطق هكذا في التعريف حرف الميم بدل”أل”التعريف.وقد لا تستبعد أن تكون هذه الفرضية صائبة. وهناك فرضيات أخرى تقول إن المدينة قبل الميلاد كانت موطنا لقبيلة زناتة الأمازيغية. وكان أحد فروع هذه القبيلة يلقبون ب”أمكناسن”.من هنا جاءت تسمية المدينة مكناس نسبة إلى هذه القبيلة. كما نجد فرضية  ثالثة تذهب إلى أن اسم مكناس،يعود إلى قبيلة مكناسة الأمازيغية.
د. سعيد بوعيطة / المغرب
مع ملاحظة وجود بعض المناطق في المغرب الأقصى ودول المغرب العربي الكبير في الجزائر وتونس وليبيا، تسمى مكناس أو مكناسة. مما يرجح فرضية جذور هذا الاسم الأمازيغي خلافا للفرضتين الأولى والثانية. إستراتيجية مدينة: تقع مدينة مكناس المغربية في قلب شمال المغرب. وموقعها الاستراتيجي هذا، جعلها في ملتقي أهم الطرق الرئيسية الوطنية. ومحورا مهما على مستوى الحركة الاقتصادية والسياحية. فهي لا تبعد عن مدينة زرهون التي يوجد فيها ضريح مؤسس الدولة المغربية الإسلامية بالمغرب إدريس الأكبر سوى 30 كلم. وعن العاصمة الرباط 140 كلم شرقا، وعن مدينة فاس جارتها العاصمة الروحية والعلمية سوى 60 كلم جنوبا. وعن مدينة طنجة في شمال المدينة السياحية العالمية بوابة المغرب على أوربا سوى 350كلم. ملتقى الثقافات: شكل الموقع الجغرافي ومكوناته الطبيعية المشجعة والمحفزة على الحياة والعيش والتعايش بين البشر، المحدد الرئيسي لتنامي الكثافة السكانية والهجرة واختلاط الأعراق والإثنيات. وبالتالي تشكيل فسيفساء المجتمعات بشكل عام. كما أن التعايش والتسامح والسلم الاجتماعي الذي ينعم به المغرب، قد أسهم كثيرا في تذويب الفوارق الإثنية والعرقية في المجتمع المكناسي خاصة والمغربي عامة. مما أهل جميع أطياف سكانه إلى التمازج والاختلاط. حيث نجد في العائلة الواحدة أصولا عربية وكذا أمازيغية أو صحراوية وأندلسية. وحتى ذات أصول من الشرق العربي. ولا غرابة في ذلك حين نجد ألقابا كثيرة تحيل على أصول شرقية مثل البغدادي واليمني، والتونسي، والغزاوي، والمكاوي، والهاشمي، والمديني. فموقع مدينة مكناس قد شجع مئات الآلاف من سكان المغرب على الهجرة إليها خصوصا بعد الاحتلال الفرنسي منذ عام 1912. بحثا عن حياة عصرية أفضل. مما جعل تركيبتها السكانية عبارة عن تشكيلة من الأمازيغ والعرب والصحراويين والأندلسيين واليهود. كما تعتبر اللغة الدارجة الممهورة ببعض الكلمات الأمازيغية وقليل من الكلمات اللاتينية المدرجة هي اللغة المتداولة في المجتمع المكناسي وفي الفضاءات الإدارية والاجتماعية. أما اللغة الأمازيغية الأم التي أقرها دستور 2011 كلغة رسمية، فيتم تداولها بين السكان الأمازيغ في بعض المدن والقرى المجاورة لمكناس. كمدن أزرو والحاجب، وإفران. هذه الأخيرة التي تعتبر من أجمل المنتجعات الجبلية. ليس على صعيد المغرب فقط، بل على صعيد القارة الإفريقية. حيت يتم تصنيفها كثاني أنظف مدينة في العالم. تعتبر مدينة مكناس من بين أهم مراكز الإشعاع الثقافي في المغرب قديما، مقارنة باليوم. حيث تواجدها بين مدينتي فاس والرباط اللتين تستأثران باهتمام السلطات المركزية أكثر منها منذ عهد الاستقلال. فقد أنجبت مدينة مكناس العديد من العلماء. ما استقر فيها كثير منهم على عهد حكم المولى إسماعيل العلوي. ولعل المآثر والفضاءات التاريخية لخير دليل على ذلك. أهمها خزانة الجامع الأعظم. كما أنجبت أيضا العديد من أعلام الفكر والأدب والعلم والسياسة. وعلى رأسهم أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب المكناسي المتوفي سنة 1799م. كان رحالة ومؤرخًا ووزيرًا وسفيرًا مغربيًا. ومن أشهر رجالات المدينة كذلك، العلامة مولاي عبد الرحمان بن زيدان الذي يعد من بين الأعلام الذين خلدوا مجد الدولة العلوية بمؤلفاته وأشعاره التي ظل منكبا على إنجازها حتى مماته. فقد بلغت مؤلفاته زهاء سبعة وعشرين. ما بين مطبوع ومخطوط. وجلها في تاريخ الدولة العلوية. منها »إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس». ومن بين الشخصيات المشهورة في قصيد الزجل، في مكناس والمغرب الأقصى، بل والمغرب الكبير، الصوفي سيدي عبد الرحمن المجذوب. فقد عرف بتصوفه وأشعاره الزجلية التي أرخت لتجربته الاجتماعية. كما وثقت بالتالي حكم قصائده البليغة التي بات كثير من أبياتها يرددها عامة الناس. ومن أيقونات المدينة أيضا الزجال سيدي قدور العلمي(1742م، 1850م)باعتباره من أكثر شعراء المغرب شهرة. نظرا لتجربته الحياتية المريرة بعد أن فقد داره. وظل هائما وشريدا في حارات مدينة مكناس العتيقة. حتى باتت رمزية شخصيته ملهمة لعدد من الأدباء وكتاب السيناريو. حيث تم توظيفها كثيمة أساسية في عدد كثير من المسرحيات الموسومة باسمه. مدينة السلاطين: على الرغم من أن مدينة مكناس قد أسست في القرن الثامن الميلادي، إلا أنها لم تصبح حاضرة إلا خلال عهد المرابطين. حيث ازدهرت المدينة، وظهرت بعض الأحياء. أهمها القصبة المرابطية «تاكرارت». كما شيدوا مسجد النجارين وأحاطوا المدينة بسور في نهاية عهدهم. يعتبر الحي الذي لا زال يوجد قرب مسجد النجارين المشيد من طرف المرابطين أقدم أحياء المدينة. أما خلال الحكم الموحدي، فقد عرفت المدينة ازدهارا عمرانيا. حيث تم توسيع المسجد الكبير في عهد محمد الناصر(1199م-1213م). وتزويد المدينة بالماء بواسطة نظام متطور انطلاقا من عين «تاكما» لتلبية حاجيات الحمامات والمساجد والسقايات. كما عرف هذا العهد، ظهور أحياء جديدة مثل حي الحمام الجديد وحي سيدي أحمد بن خضرة. أما خلال العهد المريني، فقد شهدت المدينة استقرار عدد كبير من الأندلسيين الذين قدموا إلى مكناس بعد سقوط أهم مراكز الأندلس. وقد شيد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب(1269م- 1286م) قصبة خارج المدينة لم يصمد منها إلا المسجد المعروف بللّا عودة. ومن جهة أخرى، عرفت مكناسة الزيتون، بناء مدارس عتيقة أهمها: مدرسة فيلالة، والمدرسة البوعنانية ومدرسة العدول، ومساجد مثل مسجد التوتة ومسجد الزرقاء، وخزانة الجامع الكبير ومارستان الباب الجديد وحمام السويقة. أما في عهد الدولة العلوية، خاصة إبان فترة حكم السلطان المولى إسماعيل، فقد استعادت المدينة مكانتها كعاصمة للدولة. فقد عرفت أزهى فترات تاريخها. حيث شيدت بها بنايات ذات طابع ديني كمسجد باب البردعيين ومسجد الزيتونة ومسجد سيدي سعيد. توحي منارات هذه المساجد من خلال طريقة تزيينها بتأثير سعدي واضح. بالإضافة إلى القصور وبنايات أخرى مهمة، فقد قام السلطان المولى إسماعيل بتشييد الدار الكبيرة فوق أنقاض القصبة المرينية وجزء من المدينة القديمة. كما أنه أنجز حدائق عديدة (البحراوية، السواني)، وإسطبلات للخيول ومخازن للحبوب وصهريجًا لتزويد الأحياء بالماء. كما أحاط المدينة بسور تتخلله عدة أبراج عمرانية ضخمة وأبواب تاريخية. أهمها:باب منصور وباب البردعيين. قرب هذه الأبواب أعدت عدة فنادق أو محطات لاستراحة القادمين من مناطق بعيدة. أما الأسواق، فكانت منظمة وتعرف حسب نوع الحرفة أو الصناعة، مثل سوق النجارة وسوق الحدادة وغيرها. لم تتنازل مكناس عن أهميتها كمدينة مخزنية وحاضرة كبرى حتى عندما فقدت صفتها كعاصمة سياسية للعلويين خلال المنتصف الثاني من القرن 18م لفائدة جارتها فاس في بداية الأمر إذ كانت سكنا مفضلا لعدد من الأمراء ورجال الدولة. خلال خضوع المغرب للحماية الفرنسية ابتداء من سنة 1912، شيد الفرنسيون المدينة الجديدة على الطراز الأوروبي بشوارعها وعماراتها وحدائقها وأحيائها الصناعية والتجارية والسكنية وكافة مرافقها الإدارية والعسكرية والرياضية والثقافية في المنطقة الجديدة المعروفة بحمرية. حيث بدأت المدينة تستعيد بعض أدوارها. شكلت موقعا استراتيجيا له أهمية عسكرية واقتصادية بالدرجة الأولى. لم تدخل مدينة مكناس التاريخ المغربي والعالمي من بابه الواسع، إلا على عهد السلطان المولى إسماعيل العلوي عاصمته الإدارية والاقتصادية والروحية منذ عام 1672 حتى1727. وقد عرف هذا السلطان بشجاعته وبأسه الشديد وسمعته العالية التي وصلت إلى آفاق أوربا الصليبية آنذاك في القرن السبع عشر. حيث كانت تهابه في الضفة الأخرى من المتوسط مملكة قشتالة(اسبانيا والبرتغال حاليا)وبلاد الإفرنجة(فرنسا)وبلاد الغال(إنجلترا)لما كان يتدجج به من ترسانة حربية متقدمة من جيوش. تقدر بعشرات الآلاف. تسمى جيش البخاري. مما جعل الفرنسي لويس الرابع عشر يتودد إليه. موثقا علاقات الصداقة. فكانا يتبادلان الهدايا والبعثات الدبلوماسية بينهما. لذلك استوحى السلطان المغربي من عاصمة باريس العديد من هندساتها الباذخة وخصوصا قصر فرساي. فشيد في عاصمته مكناس الحدائق والقصور والإسطبلات والمخازن. لعل أهمها على الإطلاق معلمة باب منصور الذي يقع في ساحة لهديم وهو من أعظم الأبواب التاريخية في المغرب، إن لم نقل في شمال إفريقيا عموما. مدينة الأسوار والأبواب: تعد مدينة مكناس مدينة الأسوار التي تحيط بها من الجهات الأربع. والمؤثتة بعشرات البوابات العالية. حيث يبلغ طول هذه الأسوار، ما يقارب 50 كيلومترًا. كان الهدف من تشييدها، حماية العاصمة الإسماعيلية من مختلف الهجمات الحربية والمناوشات المغرضة. سواء من القبائل الأمازيغية المناوئة للحكم العلوي، أو من الهجمات المحتملة للصليبيين في عصور الاكتشافات الجغرافية الكبرى التي قادتها اسبانيا وكذا البرتغال وبريطانيا. هذه الذخيرة والإرث الحضاري والتاريخي لمدينة مكناس، أهلها بامتياز كي تدرجها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(يونيسكو)في عام 1996 ضمن قائمة التراث العالمي. المعالم الأثرية في مدينة مكناس المغربية تم إدراج مدينة مكناس المغربية على لائحة التراث ا��عالمي التابع لمنظمة العلوم وثقافة اليونيسكو كإرث حضاري مغربي فريد على مستوى العالم. إن مسألة إدراجها لم تأت من فراغ، بل كانت ردة فعل طبيعي لحماية معالمها الأثرية، ومن الامثلة عليها ما يأتي: المدينة القديمة وما تحتويه من سوق، حدائق الخيول، السكاكين، وشارع روامزين. جامع الزيتونة وهو أقدم جامع في المغرب. باب منصور لعلج الذي بناه المولى إسماعيل وأتمه ابنه المولى عبد الله سنة 1732م، ويتميز بنقوشه الفسيفسائية، بينما يحتضن قصر السلطان إسماعيل العلويّ بالإضافة إلى ضريحه، ومسجدي بريمة وسيدي عثمان، والقصر الجامعي وهو متحف عريق يحتضن الفن المغربي. قصر البيضاء الذي أسسه السلطان محمد بن عبد الله في القرن التاسع عشر الميلادي وتحول إلى أكاديمية عسكرية. وظل محتفظًا بطابعه الأصيل وهندسته البديعة. قصر دار الجامعي الذي يعود إلى عام 1882م حيث بناه المولى الحسن الأول كمكان سكن لوزيره أبو عبد الله الجامعي، ويتميز هذا القصر بطرازه الأندلسي. وسجن قارا الذي يعود إلى القرن الـ 18، ويضم ثلاث قاعات واسعة مليئة بالأقواس والدعامات. صهريج السواني الذي يعود إلى القرن 18 بني لخزن المواد الغذائية كالحبوب، بالإضافة إلى احتوائه على آبار عديدة. والمدرسة البوعنانية التي أسسها السلطان المريني أبو الحسن، ثمّ أتم بناءها ابنه أبو عنان، وتتميز بعمارتها الفريدة حيث الأعمدة، والأبواب، والزخارف، والنقوش، بالإضافة إلى المحراب وقاعة الصلاة. مكناس اليوم: يشير الشاعر المغربي علال الحجام(من جيل شعراء السبعينات)إلى أن الشعور بالانتماء إلى مكناس، تتجاذبه مشاعر متضاربة. فثمة من جهة مشاعر الاعتزاز بشموخها بما هي حاضرة. تنبض تاريخيا وثقافة وإثنيات. مما جعلها بحق مدينة مفتوحة في وجه كل وارد. على عكس كثير من المدن المغلقة التي تناصب العداء لكل طارئ. لكن هذه المشاعر من جهة أخرى، تدعونا للأسف عليها لما آلت إليه في السنوات الأخيرة من ترد. في تكبر وتضخم دون أن يتحقق أي انسجام بين حاضرها وماضيها. بل تفقد على العكس من ذلك الكثير مما كانت تحفل به من رونق وثراء، بقدر ما تترهل أرجاؤها وتتسع. هذا فضلا عن كون المدينة التي كان يقدرها المستعمر الفرنسي حق قدرها، ويعرف أهميتها، لدرجة تسميتها بفرساي الصغيرة. لم نعد تجد العناية والتقدير. حيث تضاءلت مكانتها بالمقارنة مع كانت عليه في الماضي. لكن مهما يكن من أمر، فإن مكناس الغناء التي في القلب، تبقى مع ذلك هي الرحم الذي حمل الشاعر علال الحجام سنينا، كما ألهمه اكتشاف مسالك الإبداع ومكنه من ربط علاقات عشق مغ فضاءاتها وآثارها وحدائقها وجمعياتها ومؤسساتها الثقافية. مراكش في : 9 مارس 2019
source http://altakweenmag.com/654-3/
0 notes
thmnia01-blog · 6 years
Photo
Tumblr media
المملكة تدين الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المملكة تدين الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المملكة تدين الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المواطن - واس دانت المملكة العربية السعودية بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة رفضها القاطع لجميع السياسات والممارسات والخطط الإسرائيلية الباطلة وغير القانونية، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تكريس الفصل العنصري وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.وفي بداية كلمته رحب معالي مندوب المملكة الدائم في الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي أمام مجلس الأمن الدولي حول المناقشة المفتوحة للحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية، برئاسة المجلس السويدية النشطة لمجلس الأمن هذا الشهر، وعبر عن تقدير المملكة لجهود وحرص رئاسة المجلس للتوصل إلى نتائج إيجابية في مجلس الأمن.وقال: “إن إسرائيل تبرهن في كل يوم من خلال اعتداءاتها وأعمال القتل المتعمد التي تمارسها على الفلسطينيين بأنها دولة تتعالى على القانون، فإسرائيل لم تكتف بالحصار والتجويع وبناء الحواجز وجدران الفصل العنصري، بل أطلت علينا مؤخرًا بقانون عنصري بغيض هو قانون (الدولة القومية للشعب اليهودي) ممهدة السبيل بذلك إلى ممارسات التطهير العرقي داخل إسرائيل والأرض المحتلة، الأمر الذي يجعل الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إلى الحماية الدولية التي أقرتها الجمعية العامة في قرارها الأخير ذي الرقم ES-10/20 والمؤرخ في 13 يونيو 2018.”وأكد  السفير المعلمي أن المملكة العربية السعودية تشدد على أهمية السلام الشامل الدائم في الشرق الأوسط واعتباره خياراً استراتيجيا لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على أساس المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تستند على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري والأراضي اللبنانية.وعن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” قال السفير المعلمي إن المنظمة تعاني من نقص حاد في مواردها المالية والبشرية وهو ما يهدد في أن يسلب من ملايين اللاجئين الفلسطينيين حقهم الأساسي في التعليم والعيش الكريم.وقال في كلمته “لأن القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستستمر قضية المملكة العربية السعودية الأولى فقد قدمت المملكة للأونروا مبلغ 50 مليون دولار بشكل عاجل وذلك عبر إعلان خادم الحرمين الشريفين في قمة القدس المنعقدة في شهر مارس الماضي في الظهران في المملكة العربية السعودية، وبإجمالي يفوق الـ 100 مليون دولار خلال العام الماضي فقط”وأضاف “ولأن المملكة تؤمن إيمانا كاملاً بوقع الأفعال لا كثرة الأقوال فلقد بلغ مجموع دعم حكومة المملكة العربية السعودية خلال العقدين الماضيين لهذه الوكالة ما يقارب البليون دولار، وما يفوق الـ 6 بليون دولار للشعب الفلسطيني خلال العقدين الماضيين كمساعدات تنموية وإنسانية وإغاثية”. وعن الوضع في سوريا أوضح المعلمي “أن سوريا أرض الحضارات ومنارة العلوم، هكذا كانت، قبل أن يتسلط عليها نظام ديكتاتوري لا تعني له الحضارة شيئًا، فهدمت براميله المتفجرة قصور حضارته التي تعود لآلاف السنين، ودكت صواريخه منارات المساجد وصوامع الكنائس، وعمل جنوده وشبيحته وعصاباته الطائفية على إخماد صوت الشعب الثائر مدعيًا النصر على أبناء شعبه وياللعار لنظام عجز عن أن يحرر أرضه من الاحتلال لكنه يتباهى بتدمير درعا والغوطة وتشريد أبنائها”.وأوضح السفير المعلمي أن المملكة تؤكد مجددًا، على ضرورة إيقاف المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري، وضرورة العمل على انتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، وأهمية توفير الحماية للمدنيين في سوريا والسماح الفوري للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مستحقيها في كل أنحاء سوريا وتدعو إلى الإفراج العاجل عن المعتقلين والمختطفين وإيضاح حالة المغيبين وتسهيل عودة النازحين واللاجئين”.وأكد السفير المعلمي أن المملكة تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد “مارتن جريفيثس” حيث مارست المملكة وشقيقاتها من دول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن أقصى درجات ضبط النفس، وخاصة فيما يتعلق بمدينة الحديدة، ولكن الواضح هو أن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران تضرب عرض الحائط بكل المبادرات السياسية فضلاً عن رفضها الانصياع لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216.وأشار معالي مندوب المملكة الدائم في الأمم المتحدة إلى أن المليشيات الانقلابية في اليمن أطلقت 163 صاروخًا إيرانيًا على مدن المملكة، ولقد أوضحت تقارير الأمم المتحدة المستقلة بجلاء أن هذه الصواريخ مصدرها إيران وصنعت في إيران وانتقلت إلى الحوثيين من إيران، إذ أكدت التقارير أن حطام القذائف الخمس يتطابق في خصائص التصميم الرئيسية مع نوع القذائف المصنعة في إيران.وشدد  السفير المعلمي في ختام كلمته على ضرورة أن يعبر مجلس الأمن عن رفضه للسلوك التخريبي وغير المسؤول من قبل إيران وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإثارة الفتنة وبث روح الطائفية، حتى لا تتنامى جذوة الإرهاب والعنف في المنطقة، ولكي ينعم الشعب الإيراني والشعب العربي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بالأمن والسلم والاستقرار. "> المزيد من الاخبار المتعلقة :
0 notes
intelligentsiatn · 6 years
Text
كيف تصل البلدان الى مرحلة الانحطاط
كيف تصل البلدان الى مرحلة الانحطاط بقلم سامي العياري أنتلجنسيا- مقالات الرأي
بقلم سامي العياري
أنتلجنسيا- مقالات الرأي
تونس ضاربة في التاريخ وما قبل التاريخ……..
بدا الانحطاط منذ ان صب الرومان كل غيضهم على قرطاج فاحرقوها ودمروها تماما.
مهما يكن من امر…. فان قرطاج كانت بمثابة الفاصل في تاريخ الإنسانية …..كانت منارة من منارات العلوم و انجبت افذاذا واعلاما يقال بأقوالهم الى يوم الناس هذا …و تمكنت من التقدم الى مراكز الصدارة امام كل الامبراطوريات في ذلك العهد…. حتى انها نافست…
View On WordPress
0 notes
21septemberye · 7 years
Text
مركز منارات ينعي البروفسور عمر عثمان العمودي
مركز منارات ينعي البروفسور عمر عثمان العمودي
نعى المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجيات المستقبل “منارات” عضو مجلس الإدارة الباحث في شؤون العلوم السياسية وتاريخ اليمن الحديث والمعاصر البروفسور عمر عثمان العمودي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء… Source: وكالة سبأ
View On WordPress
0 notes
sadamalazhari · 4 years
Photo
Tumblr media
(الأزهر الشريف... جامع وجامعة) ذكرى(١٠٤٨) على تأسيس الجامع الأزهر الشريف. تمر اليوم الذكرى (١٠٤٨)ميلاديًا و(١٠٨٠) هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، بدأ البناء يوم السبت ٢٤جمادي الأولى سنة٣٥٩هــ ،وأقيمت أول خطبة جمعة به في٧ رمضان سنة ٣٦١هـ ،وهو من أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي وعلى مدار آلاف الأعوام لم يكن الأزهر الشريف مجرد مسجد كبير يجتمع المسلمون فيه لأداء الصلاة بل كان منارة من منارات علوم الدين في العالم الإسلامي بأجمعه ليس ذلك فحسب بل كان من أهم الحصون التي عملت على حماية الشريعة الإسلامية منذ عهود فجامع الأزهر هو مسجد ومدرسة شرعية وفقهية ووجهة إسلامية يذهب إليها كل من يريد أن يعرف عن الإسلام وعلومه وفقهه ،كما أن دوره التاريخي في العديد من الأحداث القومية والعربية لايمكن نسيانها،كماأصبح المسجد والجامعة الملحقة به شمس العلوم الإسلامية التي تنير العالم كله ، شعوبًا ودولًا، شمسًا يمتد نور علمها من القاهرة شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا ليست هناك بقعة على الأرض إلا وفيها أحد أبناء الأزهر وكتابًا من كتبه، وسيظل الأزهر الشريف بإذن الله شمسًا لا ينقطع عطاؤها ويبقى نبراسًا شامخًا يستضاء بنوره في كل مكان. https://www.instagram.com/p/B_pVOmeDHAK/?igshid=1ofdd49zzv2px
0 notes
alkhabaralaan-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن تنظم مهرجان فاس للطرق الصوفية الخبر الآن بلاغ بمناسبة عودة المملكة المغربية إلى منظمة الاتحاد الإفريقي و إلى البيت الإفريقي تنظم جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن مهرجان فاس للطرق الصوفية تحت شعار التصوف المغربي إشعاع روحي وصيانة للهوية الإسلامية بالقارة الإفريقية وذلك يوم الجمعة 07 ابريل 2017 بمدينة فاس وفقا للبرنامج التالي • الساعة 11 صباحا : زيارة ضريح المولى إدريس الأزهر و زيارة ضريح القطب العارف بالله سيدي احمد التيجاني رضي الله عنهما • تلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم و الدعاء الصادق لمولانا المنصور بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله • الساعة 15 :30 بعد الزوال بقاعة المركب الثقافي الحرية مائدة مستديرة حول دور الزوايا والطرق الصوفية في نشر الإسلام في إفريقيا الطريقة والدبلوماسية الدينية يشارك فيها الأساتذة - الدكتور الشرقاوي الروداني - الأستاذ صبري الحو - الدكتور عبد الفتاح الفاتحي - يؤطر الندوة الدكتور بدرالدين الخمالي • الساعة 6 مساء بالقاعة الكبرى للمركب التفافي الحرية أمسية صوفية بمشاركة مجموعة ابن مشيش للمديح والسماع الصوفي برئاسة محي الدين الوهابي و نخبة من مادحي الزوايا المغربية مع تكريم شخصيات مغربية وافريقية • تلاوة البيان الختامي • رفع برقية ولاء و إخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و الختم بالدعاء الصادق لمولانا المنصور بالله ياتى تنظيم هذا المهرجان من اجل التأكيد على الدور الذي لعبته الزوايا والطرق الصوفية المغربية عبر التاريخ في توطيد عرى الإسلام في القارة الإفريقية و نشر العقيدة الإسلامية السمحة بين شعوبها و قبائلها على اختلاف ألسنتها و أعراقها ومد جسور الأخوة و التعارف و التضامن بينها و بين الشعب المغربي و شيوخه و علماءه و دعاته و مدارسه الحديثية و الفقهية و السلوكية مصداقا لقوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) و إشاعة منهج الوسطية و الاعتدال و سلوك طريقة الصالحين و الابدال و وارتقاء معارج السمو و الإحسان امتثالا لسنة المصطفى العدنان محمد صلى الله عليه وسلم . فقد ساهم شيوخ الطرق الصوفية و الدعاة إلى الله عبر التاريخ في ترسيخ الثوابت الحضارية و الهوية الإسلامية المشتركة بين شمال إفريقيا و جنوبها، وخاصة في منطقة الساحل و الغرب الإفريقي، حيث تم تأسيس المدارس القرآنية و بناء المساجد و الرباطات لتكون منارات مضيئة و واحات ربانية احسانية لتعليم القران الكريم و السنة النبوية الشريفة و رسم معالم الطريق لبناء الإنسان وتشييد العمران، فإليهم يرجع الفضل في ترسيخ الهوية الحضارية لغالبية شعوب الغرب الإفريقي و في التشبث بالمذهب السني و قيم الوسطية و التسامح و تصوف الأخلاق والتربية و فق المنهج النبوي الشريف. وقد كان لعلماء و دعاة الطريقة القادرية و الطريقة الشاذلية وما تفرع عنهما الدور الأبرز و قصب السبق في الدعوة إلى الله و التربية على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار و آل بيته الأطهار. وإليهم يرجع الفضل في نشر الإسلام بين القبائل الوثنية الإفريقية وتصحيح العقيدة وبعث العلوم الإسلامية و إنشاء المكتبات العريقة و المساجد الجامعة في حواضر الغرب الإفريقي وتزعم حركات الجهاد والمقاومة ضد القوات الغازية و مواجهة حملات التبشير والتنصير المغرضة. و قد ظلت مؤسسة إمارة المؤمنين منذ تأسيس الدولة المغربية الشريفة تنظر للتصوف بعين العطف و العناية و تشمل الطرق الصوفية في المغرب و إفريقيا بصنوف ا��تقدير و الرعاية دعما لجهودها في نشر الدين و الاهتمام بأمور و أحوال المسلمين مما جعل أفئدة و عقول الأشياخ و المريدين و المحبين تهفو إليها و تتطلع إلى الاستمداد الاحساني و الارتباط الوجداني بإمارة المؤمنين و التعلق بها من اجل الوصل الروحي و التواصل الإنساني و التعاون الدائم القائم على قيم الوحدة و الأخوة و التضامن. إن هذه الأسس التي قامت عليها الروابط بين المغرب و إفريقيا هي التي تجعل من التواجد المغربي بالقارة الإفريقية ثابتا من ثوابته الحضارية و عنصرا من عناصر قوته السياسية و الاقتصادية و أفقا للمستقبل من اجل تحقيق الاندماج و التكامل بين الشعوب و الدول الإفريقية على الصعيد القاري و الاقليميي في ظل وضع دولي يميل إلى التكتلات من اجل مجابهة التحديات التي تطرحها العولمة و النهوض بإشكالات التنمية و التنمية المستدامة و القدرة على التنافس و الصمود و مواجهة الأخطار التي تتهدد الوحدة الترابية و السلم و الأمن في المنطقة. لقد كانت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تتويجا للجهود الحثيثة للدبلوماسية الملكية التي قادها الملك محمد السادس بكل عزم و توهج تعبيرا عن ذلك الارتباط الوثيق بين المغرب و عمقه الإفريقي و عودة إلى المكان الطبيعي الذي ينبغي للمغرب أن يتبوأه في القارة الإفريقية باعتباره من مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية و من المساهمين الفاعلين في تحقيق التنمية و إشاعة السلم و الأمن و توطيد التعاون بين جميع شعوب ودول المنطقة في إطار إستراتيجية التعاون جنوب-جنوب.
0 notes
qutoofnews-blog · 7 years
Text
جينكيز خان يحرق «منجم المعرفة»
جينكيز خان يحرق «منجم المعرفة»
إعداد: عبير حسين
صفحة جديدة من كتب التاريخ الملوثة بدماء الأبرياء المكتوبة على أنقاض إبداع إنساني وحضاري قضى فيه الغزاة على واحدة من منارات العلوم في الشرق الأقصى القديم، ومارسوا يومها طقسهم البغيض المفضل لديهم بإحراق مكتبتها العامرة كما فعلوا بكل مدينة حل بها خرابهم، لتبقى «حرق المكتبات» وصمة عار تطاردهم في كل السير والكتب والأساطير. في مثل هذا اليوم عام 1220 سقطت مدينة «بخارى» أحد أهم أقدم…
View On WordPress
0 notes