يارب اسألك جبرا انت وليه، يارب اسألك راحة البال والصدر طوال العمر، يارب اسألك لذة النظر لوجهك الكريم، يارب أعني علي لاسعى إليك يارب هون علي ما لا يعلمه احد يارب اجعلني في حفظك يارب ياأرحم الراحمين
ستعرفهم في الشدائد، وحين تقترف الأخطاء الصغيرة ستعرفهم، وحين يبرد الوِداد ستعرفهم. حين تهون عليهم محبتك ستدرك حقيقتهم، وحين تبتعد سيزول غشاء هائل عن عين خاطرك لتبصرهم أخيرًا بعين عقلك، لتعيّ بأنك كنت غارقًا في بحرٍ عميق من الزيف..
مؤشر نضوجك يبدأ بالصعود عندما ينهار مؤشر انبهارك الزائد بالأشخاص، حين يصبح الجميع بعينك سواسيه، فكل من يُكرم يُكرم، ومن يحسن فلنفسه، ومن يسيء فلا حاجة إليه للأبد.
لقد حصلتُ على الكثيرِ من الأشياء، حقّقتُ العديدَ من الأمور، خضتُ من التجاربِ الرائعةِ ما خضت، أشياءٌ ليست كافيةً نعم، أمورٌ ليست كافيةً بالتأكيد، تجاربٌ لن أتوقّف عن خوضِ المزيدِ منها بلا شك،
ولكنني حصلتُ عليها وحقّقتها وخضتها، أليس ينبغي إذن أن أصلَ إلى العاشرةِ ليلاً كلّ يومٍ وأنا راضٍ قليلاً -على الأقل- عمّا فعلته حتى الآن؟ عمّا صنعته؟ عمّا وصلت إليه؟
إنني لا أفعل هذا، كلَّ يومٍ أصلُ إلى نهايتِهِ وأنا شبهُ فارغٍ
لا فرقَ بيني وبينَ البلادِ الخارجةِ من الحرب!
تتخيلين هذهِ المعاناة؟
لا أعرف ما الحل، وربما لا أبحث عن الحل، لكنني أعرف أين المشكلة، يبدو أنّ المشكلةَ مني على كل حال،
يبدو أنني على علاقةٍ وطيدةٍ بالحزن، بالشعورِ بالإحباط، بالتعاسة، يبدو أنني على اتصالٍ عميقٍ بالتعاسة، بحيث لا يمكنني أن أخرج منها ولا يمكنها أن تخرج مني.
القاعدة الأولى هي أن تعطي عن حب وإشفاق، وعن اقتناع.
فهناك من يعطي مرغمًا، حين يلحّون عليه وهو لا يريد! ومن يعطي لمجرد الخجل ممن يطلبون إليه من اجل المساهمة في مشروع بر! ومثل من يعطى مجاملةً، أو لمجرد أداء واجب، أو انسياقًا مع تيار معين ليس من السهل التخلف عنه! وهناك من يعطي محبة للظهور وللمديح!
كل أولئك قد يعطون من جيوبهم وليس من قلوبهم! وليس هذا هو العطاء المطلوب، إذ ليست فيه أية عاطفة نحو المحتاجين...