Tumgik
#ماذا يعني اسم سامي
06-01-2018 · 6 years
Photo
Tumblr media
معلومة انتباه ...
تل أبيب( ليست) تل الربيع..
لفت انتباهي استخدام عدد من الشركات الفلسطينية اسم " تل الربيع" لها، على اعتبار أنه الاسم العربي الأصلي لمدينة لتل أبيب، وهذا خطأ شائع يقع فيه الكثيرون بحسن نية، لعدم معرفتهم بأصل هذه التسمية.
في التاريخ الفلسطيني نعرف عكا وحيفا ويافا والناصرة، لكننا لم نسمع بتل الربيع !
تل أبيب أقيمت في أحياء يافا مثل حي المنشية وعلى أنقاض قرية الشيخ مونس (جامعة تل ابيب مقامة على أراضيها حاليا) وهي قرية تمكنت العصابات الصهيونية من تهجير أبنائها بعد محاصرتها وإغلاق الجسر الموصل إلى يافا قاطعة شريان الحياة عنها.
الاسم تل الربيع هو ترجمة حرفية من العبرية תל אביב، وهو الاسم العبري الذي أعطاه الكاتب والمترجم ناحوم سوكولوف لرواية "التنويلند" (ارض قديمة جديدة) التي ألفها بنيامين زئيف "ثيودور" هرتسل (مؤسس الحركة
الصهيونية)، وتصف الرواية دولة نموذجية من النواحي الاجتماعية والزراعية والتكنولوجية. سوكولوف اعتمد الاسم تل ابيب للرواية مستوحيا إياه من التوراة كاسم لقرية في بابل (تل ابوبي) وتعني (تل الطوفان). يعنى حتى ترجمة تل ابيب إلى تل الربيع خاطئة، فأصل الاسم يعود إلى "الطوفان" لا الربيع.بعد نقاش في الحركة الصهيونية ووضع عدة مقترحات لاسم المدينة، تم اعطاء الاسم تل ابيب عام ١٩١٠ لمستوطنة "احوزات بيت" التي تشكلت عام ١٩٠٩ من تجمع لعدد من الأحياء الاستيطانية التي بنيت في محيط يافا.من الأسماء التي اقترحت قبل الاتفاق على اسم تل أبيب: "يافو ههحداشاه" يافا الجديدة، "نافيه يافو" واحة يافا،افيفا "ربيعة"،"يفيفيه" جميلة، "عبرية"،و"هرتسيليا" نسبة إلى هرتسل.الخريطة لفلسطين قبل "تل ابيب"... لا يوجد "تل ابيب"، بل توجد القرى التي تم محوها لكي تقوم "تل ابيب".
⬇⬇⬇⬇⬇⬇⬇⬇
الفلسطينيون ليسوا كنعانيين والعرب ليسوا ساميين
Tumblr media
قبل أقل من 200 عام فقط ظهر في الدراسات التاريخية مصطلح "
الكنعانيين
" في وصف
الفلسطينيين
. منذ ذلك الوقت، تمَ تمرير أكبر خدعة استشراقية للتلاعب بعقول وأصول سكان الشرق الأوسط برمتّه.
تلازم استخدام المصطلح مع ظهور نظرية "الشعوب الساميّة"، وكان هذا مصطلحاً جديداً، استخدم لتصنيف الشعوب القديمة في المنطقة، ثم سرعان ما دخل المصطلحان بقوة في مناهج التعليم المدرسي، وشاعت منذئذٍ المزاعم القائلة إن الفلسطينيين هم كنعانيون، وإن العرب واليهود أبناء عمومة وإنهم جميعاً "ساميّون".
لقد احتج كثيرون على استخدام مصطلح "سامي- سامية، ساميون" لأنه يطمس هوية شعوب المنطقة، بل يعطيها هوية جديدة من خلال خلط الأعراق والأجناس. واقترح المؤرخ العراقي الراحل جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب" مصطلحاً بديلاً هو "الشعوب الجزرية (نسبة للجزيرة العربية).
لكن ماذا يعني "كنعاني، كنعانيون، حضارة كنعانية"؟ وهل هناك أي أثر مادي- لغوي، أركيولوجي، يصنّف هذه الجماعة أو تلك على أساس أنها كنعانية أو "سامية"؟ هل ثمة سند تاريخي أو ديني أو وثيقة تؤكد أن الفلسطينيين كنعانيون؟
"
في الواقع، لا توجد قط أي وثيقة تاريخية أو نقش أو سجل أو مصدر تاريخي مكتوب، يشير أو يُلمح بأي صورة من الصور لوجود علاقة من أي نوع بين الفلسطينيين والكنعانيين.
"
في الواقع، لا توجد قط أي وثيقة تاريخية أو نقش أو سجل أو مصدر تاريخي مكتوب، يشير أو يُلمح بأي صورة من الصور لوجود علاقة من أي نوع بين الفلسطينيين والكنعانيين. هناك شعبان تاريخيان لا صلة بينهما، أحدهما عاش في اليمن، وتعرفه النقوش والسجلات وعلماء الآثار، هو "اتحاد شعب سمُعي- سمع إيل" الذي عاش في مملكة الجوف اليمني، ثم أسس مملكة سبأ عام 750 قبل الميلاد، وكان يستخدم لغة دينية خاصة به عرفت باسم "شفة كنعان- لسان كنعان".
والتوراة تؤكد في نصوص لا شبهة فيها أنه كان من بين خمسة شعوب (جماعات أخرى) تستخدم اللغة نفسها، التي تكتب بالحرف المربع العبري، السبأي. أي أن العبرية القديمة هي لهجة بين لهجات كثيرة استخدمتها القبائل في تدوين نصوصها الدينية.
أما الشعب (الجماعة الأخرى) فهو الذي يعرف باسم الفلسطينيين سكان جنوب بلاد الشام. وهذا الشعب لا يعرف في كل تاريخه "لهجة كنعانية"، كما لا يُعرف عنه أنه استخدم "الحرف المربع: العبري-السبأي". لقد عجز علماء الآثار من التيار التوراتي عن تقديم أي دليل لغوي أركيولوجي في فلسطين يؤكد أنها أرض كنعان، وأن لغة شعبها لغة كنعانية.
سوف نقوم -هنا- بتفكيك هذه الأكذوبة حلقة إثر حلقة:
أولاً: إنه لأمر مدهش أن نعلم أن الاسم الرسمي للغة العبرية القديمة في إسرائيل هو "العبرية السبئية" أو "العبرية الصنعانية- من صنعاء". إن علماء الآثار وكتاب التاريخ القديم في إسرائيل يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم يتلاعبون بها.
ثانياً: ظهر مصطلح "كنعاني- كنعانيون" في الدراسات التاريخية، مع هيمنة التيار التوراتي في علم الآثار، وصعود الموجة الاستعمارية (الكولنيالية) في العالم. في العام 1781م أطلق العالم النمساوي شلوستر في كتابه "فهرس الأدب التوراتي والشرقي" مصطلح "الشعوب السامية" على سكان الشرق الأوسط القديم، ثم جرى للمرة الأولى في عام 1860م استخدام هذا المصطلح من قبل المفكر النمساوي اليهودي موتز شخيندل الذي روّج له في سياق تكريس وصف شعوب الجزيرة العربية واليمن.
وفي هذا السياق أيضا جرى إطلاق مصطلح "كنعانيين" على الفلسطينيين. لكن المصطلح ظل خارج التداول الأكاديمي حتى عام 1873، حين استخدمه صحفي ألماني قومي متعصبّ يدعى وليم مار في كتيب صغير عديم القيمة العلمية، يحمل عنوان "انتصار اليهودية على الألمانية"، وذلك في سياق احتجاجه على ما أسماه تنامي قوّة اليهود في ألمانيا. كل هذا يعني أن هذا مصطلح كنعان- كنعاني هو "تلفيق" استشراقي لا علاقة له بالعلم، مثله مثل مصطلح "السامية".
"
وكما حدث مع السكان الأصليين في أميركا، حدث الأمر ذاته مع الفلسطينيين، ابتداء من مطالع القرن قبل الماضي، وذلك مع اندفاع موجة استيطانية أخرى، حملت هذه المرة يهود أوروبا إلى فلسطين
"
ثالثا: في هذا الوقت كان المستوطنون الأوروبيون الذين وصلوا قارة أميركا، يواصلون تنفيذ أكبر مذبحة بحق السكان الأصليين. وللتغطية على ج��يمة قتل نحو 80 مليون إنسان، والاستيلاء على أراضيهم وقراهم ومزارعهم، قام علماء الأنثروبولوجيا بصياغة نظرية مخادعة، تقول إن السكان الأصليين في أميركا هم "هنود حمر" أي أنه عرق غريب، دخل أرض حضارة المايا والأزتك. وكانت عمليات القتل والاستيلاء على الأرض تترافق مع عمليات تزوير التاريخ. وفي هذا النطاق جرى استبدال التاريخ الحقيقي لشعوب القارة الأميركية (حضارة المايا والأزتك) ووضعِ تاريخ مزور، يقول إن هؤلاء بدائيون و"هنود حمر".
وكان أمراً مثيراً أن المستوطنين الأوروبيين استخدموا نصوصا من التوراة في وصف أنفسهم، مثل: "نحن العبرانيون الجدد" وهذه "أرض الميعاد"، وهي "أرض كنعان".
وكما حدث مع السكان الأصليين في أميركا، حدث الأمر ذاته مع الفلسطينيين، ابتداء من مطالع القرن قبل الماضي، وذلك مع اندفاع موجة استيطانية أخرى، حملت هذه المرة يهود أوروبا إلى فلسطين.
وفي هذا الوقت أيضاً، تمّ وبشكل ممُنهج فرض مصطلح "كنعاني/ كنعانيون" في وصف السكان الأصليين (الفلسطينيين) وكأنهم أيضاً "هنود حمر" لا علاقة لهم بحضارات المنطقة، لقد جاؤوا متسللين من جزيرة كريت اليونانية. وكما أن الهندي الأحمر لم يعد يشعر بالعار من هذا المصطلح "الاحتقاري" وتعايش معه وربما تقبّله، فقد حدث الأمر ذاته مع الفلسطينيين الذين تقبّلوا أو تعايشوا مع "اللقب" الذي فرضه عليهم العدو.
رابعاً: لا يوجد في النص التوراتي أي إشارة أو جملة أو عبارة، تقول "إن الفلسطينيين كنعانيون". وكيف يمكن تخيّل هذه العلاقة، واسم فلسطين لا وجود له في التوراة أصلاً. كما أن علماء الآثار لم يعثروا في طول فلسطين وعرضها على أي دليل أركيولوجي أو لغوي، يدعم هذا الزعم. ومع ذلك، استمر التيار التوراتي في علم الآثار في إطلاق مصطلح "كنعاني" على أي أثر يحصلون عليه، وبذلك نشأ علم آثار مزيف يتلاعب فيه العلماء بعقول الملايين من البشر.
خامساً: استند أصحاب هذا المصطلح على نص توراتي وحيد، وردت فيه جملة "لسان- لغة" كنعان. يقول ما يلي: سفر إشعيا 19: 18
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَيم خَمْسُ مُدُنٍ تَتَكَلَّمُ بلسان كَنْعَانَ وَتَحْلِفُ لِرَبِّ النجوم، يُقَالُ لإِحْدَاهَا «مَدِينَةُ الشَّمْسِ».
إذا ما تقبّلنا لأغراض السجال، تفسيرات وتأويلات التيار التوراتي بأن "مصريم" هنا هي مصر البلد العربي، ففي هذه الحالة يجب أن تصبح مصر نفسها "كنعانية". لكن الحفريات في مصر تكذب هذا الزعم، إذ لا وجود لأي أثر لغوي أو أركيولوجي، فمصر لا تعرف "اللغة الكنعانية" في تاريخها، كما لا وجود "لعرق" عاش فيها ويدعى "كنعاني".
في الواقع، ثار جدل طويل بين علماء الآثار الذين نقبّوا في اليمن، عندما عثروا على نقوش مسندية ورد فيها اسم مصر في صورة "مصرن". وكان عالم الآثار البريطاني فيلبي أول من قرأ في العام 1953 نقشاً بخط المسند اليمني ورد فيه اسم مملكة قديمة ظهرت نحو 950 قبل الميلاد تدعى "معين-مصرن".
لقد تعرّف علماء الآثار بشكل جيد على ما يدعى "اللغة الكنعانية" من النصوص التي اكتشفت في اليمن وليس في فلسطين. وحسب هذه النقوش المسندية، فقد كان المعينيون يكتبون نصوصهم الدينية بلغة سوف تعرف باسم "الكنعانية".
كما يعرف علماء الآثار أن لقب الكنعانيين أطلق على هؤلاء وليس على الفلسطينيين. وبالتالي فإن وصف التوراة ينصرف إلى "أرض المعينيين-الكنعانيين" وليس أرض الفلسطينيين، وهذه هي مصريم التوراة (مصريم- مصرن) وهي أرض كنعان (أرض المعينيين) التي بلغت الساحل، وكانت تقود تجارة البخور في العالم القديم.
"
لقد تعرّف علماء الآثار بشكل جيد على ما يدعى "اللغة الكنعانية" من النصوص التي اكتشفت في اليمن وليس في فلسطين. وحسب هذه النقوش المسندية، فقد كان المعينيون يكتبون نصوصهم الدينية بلغة سوف تعرف باسم "الكنعانية".
"
وهذا ما تؤكده نقوش سنحاريب: هاكم هذا المثال (من مسلة سنحاريب):
يسجل سنحاريب (705 -681 ق.م) في حملته على اليمن ما يلي: أنه نصب "تبع إيل" ملكاً على القبائل: كما هزم الملك اليهودي حزقيا، وأن القبائل المعادية كانت "قبائل مصرية". فهل كانت سبأ واليهود ومصر في مكان واحد هو فلسطين؟ هذا غير منطقي وغير مقبول علميا. ولنلاحظ كيف يتطابق نص إشعيا مع نقش سنحاريب: مصريم ومدينة الشمس عند إشعيا، ومصرن وشميسو عند سنحاريب: 47 تبع إيلو- هو الذي أجلسته على العرش الملكي
48 عليهم، والجزية والهدايا لجلالتي
50 من مناجم، وحتى شميسو
51 والذين خلعوا ملكهم (بادي) تم ربطهم بالقسَم وبلعنة أسّيريا، ربطوا بأغلال الحديد وأعطوه لحزقيا، اليهودي، ---- أبقاه في الحبس كما العدو،
78 واستدعوا ملك مصر (ن) ورماة السهام والعربات والأحصنة. بكل تأكيد يجب أن نقول ما يلي: الفلسطينيون ليسوا "كنعانيين" وليسوا متسللين من كريت، بل هم السكان الأصليون الذين ينتمون لقبائل عربية معروفة. أما "الكنعانيون" فهم قبائل مملكة الجوف في اليمن ويعرفون باسم: المعينيون، وكانت الكنعانية لغتهم الدينية.
المصدر : الجزيرة
0 notes
ettoiliste59 · 6 years
Link
عاش أحبّاء «النّجمة الساحلية» أسبوعا غاضبا بفعل الخَيبة القاريّة التي أفرزت تحرّكات جماهيريّة، واستقالات «جماعيّة»، وخِطابات لا تخلو من الانفعاليّة والتشنّج في وقت تُدرك فيه أصوات الحِكمة بأنّ الجمعيّة هي في الحقيقة «ضحيّة» كرتنا «المريضة» وبطولتنا الضّعيفة ومنظومتنا الاحترافيّة المَغلوطة وذلك شأنها شأن الترجي والافريقي و»السي. آس. آس» الذين سَقطوا بالضّربة القاضية. وهذا طبعا لا يُعفي فرسان تونس من مسؤوليّة هذا الإخفاق خاصّة أنّ الفوضى التسييريّة والأخطاء الفنيّة بارزة للعيان. كما أنّ «تقصير» الـ»كوارجيّة» مُتفق عليه.  وهذا المَوقف «المُتّزن» يَصدر عن صاحب اللّمسة الفنيّة والتّمريرات «السحريّة» لطفي الحسومي الخالد في ذاكرة الـ»سواحليّة» وكلّ الجماهير الرياضيّة التي تُؤمن بأنّه من أفضل «منتوجاتنا» الكرويّة. كيف كان وقع الهزيمة القاسية أمام «الأهلاويّة»؟ شكّلت هذه الخسارة الثّقيلة صدمة حقيقيّة على الجماهير العاشقة للنّجم وعلى الجماهير التونسيّة بصِفة عامّة خاصّة أنّ «ليتوال» هي حامل الراية الوطنيّة في رابطة الأبطال. وكانت المسؤولية المُلقاة عليها أكبر بعد انسحاب الترجي.  وقد علّقنا آمالا عريضة على الجمعيّة للعبور إلى الـ»فينال» قياسا بالامكانات المُتاحة والأداء العام في مباراة الذّهاب في سوسة وبالنّظر أيضا إلى التقاليد العريقة لفريق جوهرة السّاحل في كسر الحواجز وتحقيق الامتياز أمام أعتى الجمعيات بما في ذلك الأهلي المصري الذي سبق لسفير الخضراء أن انتزع منه «الأميرة» الافريقيّة الأغلى في عقر داره وأمام جمهوره (في 2007).  لكن حدث ما لم يكن في الحُسبان وانقاد النادي إلى هزيمة مُوجعة بل بطعم الحنظل. وقد كانت لها انعكاسات سلبيّة على العائلة المُوسّعة للنّجم. اتّسمت ردود الأفعال التي تَلت الخروج من رابطة الأبطال بالكثير من التّهويل حتّى أنّ البعض قال إنّ هذه الخسارة «شَوّهت» تاريخ الجمعيّة. فهل تتبنّى مثل هذه الرّؤى «المغالية»؟  يمكننا أن نحشد كلّ الأوصاف السلبيّة لتحليل هذه الهزيمة التي كانت صادمة ومُوجعة ومُفاجئة وغير مقبولة... وكلّ ما شِئت من عبارات نقديّة. لكن هذا لا يعني مطلقا أن نُصوّر سقوط النّجم في قبضة «الأهلاويّة» في شكل «كارثة» أو»مأساة».  ومن المرفوض أ��ضا أن نعتبر هذه العثرة من الهزّات «المُدنّسة» لسمعة وتاريخ الجمعيّة خاصّة أنّ الخسارة جزء لا يتجزأ من اللّعبة. ولا توجد أيّة جمعيّة أومنتخب بمنأى عن الهزائم المُدوية.  ويكفي أن نستحضر في هذا الصّدد على سبيل الذّكر لا الحصر ما حصل في المونديال الأخير عندما تفوّق الألمان بسباعيّة كاملة على البرازيل وهي موطن الأساطير وسيّدة العالم لكلّ الأوقات.  وأذهب أكثر من ذلك لأشير إلى أنّني شهدت شخصيا فوز المنستير على نادينا بستّة أهداف مقابل خمسة. تتزاحم الأسئلة في أذهان المحبين للنّجم. لكن يظلّ الاستفسار الأكبر عن «هُويّة» المسؤول عن ضياع الحلم الافريقي ومعه أُمنية الذّهاب من جديد إلى المونديال. فمن المتسبّب حسب رأيك في هذا السّقوط؟  لغة العقل تقول إنّ كرة القدم لعبة جماعيّة والأخطاء فيها مُشتركة. ولا يتحمّلها طرف بعينه. وبناء عليه، فإنّني من المُعترضين على توجيه أصابع الاتّهام لجهة دون الأخرى: أي أنّه من غير المقبول أن نمسح الخيبة على بدلة شرف الدين أوالجزيري أوجنيح أوعلى «مريول» «البلبولي» أوغيره من اللاّعبين. وأعتبر أنّ كلّ الأطراف المعنية بنشاط الجمعيّة ساهمت في حصول هذا الإنهيار.  ومن الواضح أنّ التحضير لمباراة الأهلي لم يكن في المستوى المأمول بدليل أنّ لاعبينا كانوا «أشباحا» لهؤلاء الأبطال الذي أبدعوا لأشهر طويلة في الساحتين المحلية والافريقيّة والذين تألّقوا كذلك مع الفريق الوطني.  والحقيقة أنّ صدمتنا كانت أكبر بالنّظر إلى وجود عدّة عناصر دوليّة في الجمعية. وكان من المفترض أن تُوظّف خبرتها ومؤهلاتها لتحقيق أحلام الجمهور في رابطة الأبطال أوعلى الأقل تجنّب تلك الهزيمة الثقيلة وبتلك الطّريقة الغَريبة.  وقد دفع النادي أيضا فاتورة الهفوات الفنيّة التي ارتكبها الفرنسي «فيلود». وشخصيا لست على بيّنة بمسألة التأثيرات الجانبيّة في خيارات المدرّب. لكنّني على اقتناع تامّ بأنّه أخطأ التّقدير في عدّة توجّهات. ويَنسحب الخِطاب نفسه على المسيّرين... كيف تقرأ - وأنت الفني والـ»كوارجي» - رحيل زياد الجزيري الذي وقع إدراجه في قائمة «رموز الفشل»؟  قدّم الجزيري خدمات كبيرة للكرة التونسيّة وأيضا للنّجم سواء كلاعب أوكمسيّر. وتؤكد الأرقام وهي أصدق من الكلام أنّه توّج مع الجمعيّة بعدّة ألقاب محليّة ودوليّة على امتداد السّنوات التي اضطلع فيها بخُطّة مدير رياضي.  ويَحزّ في نفسي كثيرا أن يخرج بهذه الطّريقة المُهينة وأن يتعرّض للسبّ والشّتم. وقد كنت أفضّل شخصيا أن يبقى في منصبه. نيران الغضب طالت أيضا الحارس الدولي أيمن المثلوثي حتّى أنّ بعض الأطراف طالبته بصفة علانية بـ»الاعتزال». فما تعليقك على هذا الرأي؟ رغم الهفوات التي ارتكبها أيمن المثلوثي فإنّه سيبقى الحارس الأحسن في ساحتنا الكرويّة.  وسيظلّ من الدعائم الأساسيّة في فريقينا الوطني الذي يتأهّب للإحتفال بمعانقة العالميّة. وأجدّد تَضامني مع كلّ الـ»كوارجيّة» والمسؤولين الذين أسعدوا الأحبّاء وحصدوا الألقاب قبل أن يتعرّضوا لـ»جزاء سنّمار». والحقيقة أنّ ظاهرة نكران الجميل أصبحت ثقافة راسخة في الكرة التونسيّة. وهذا أمر مؤسف. أليس من الغريب أيضا أن يطفو اسم البنزرتي على ساحة الأحداث أثناء تحليل العثرة القاريّة للنّجم؟ صعد فوزي البنزرتي مع النّجم على منصة التّتويجات. وعاشت الجمعيّة في عهده عدّة نجاحات مَرفوقة ببعض العثرات. وهي أمر طبيعي في كلّ الجمعيات والمنتخبات.  وأظن أنّ التجربة الأخيرة للبنزرتي كانت مُوفّقة من حيث النتائج أوأيضا على صعيد فرض الانضباط وخلق الانسجام والتّناغم بين اللاّعبين. وربّما كان من الأفضل تجديد الثّقة في شخصه بدل التّغيير الذي لم يحقّق الأهداف المنشودة محليّا ودوليّا. ما المطلوب لإنهاء العاصفة و»احتواء» الجماهير الغاضبة؟ لا بدّ أوّلا وقبل كلّ شيء من ايقاف سيل التّصريحات المُتشنّجة وتبادل الاتّهامات وانخراط كلّ الجهات الفاعلة من مسؤولين ومحبين في تصحيح الوضع. وأظنّ أنّ الرئيس الحالي للجمعيّة رضا شرف الدين قام بعمل جبّار وحقّق نجاحات لا يُنكرها إلاّ الجَاحدون. ولا يساورني أدنى شكّ في قدرته على قيادة الجمعيّة إلى النّهوض بسرعة قياسيّة من هذه العثرة. ألا تعتقد أنّ «حادثة» برج العرب ليست سوى عيّنة عن الوضعية المُزرية للكرة التونسيّة؟ إنّ انهيار النّجم والإفريقي ومن قَبلهما الترجي و»السي. آس. آس» يُقيم الدّليل على أنّ كرتنا تعيش مشاكل كبيرة. ومن الواضح أنّ بطولتنا ضعيفة من الناحيتين الفنيّة والتنظيميّة ما أثّر بصفة سلبيّة في «قوّة» الـ»كبار» الذين وقفوا حتما على هذه الحقيقة المُرّة بعد أن تساقطوا تِباعا في المسابقات القاريّة. وهل أنّ تراجع «بورصة» المواهب الكرويّة في بلادنا حقيقية أم خيال؟  أصبحنا نفتقر إلى «كوارجيّة» من طينة الـ»كبار». لكن ذلك لا يعني أنّ منجم المواهب أفلس بل أنّ بلادنا «ولاّدة». ومازالت تملك قدرات لا يستهان بها في تكوين اللاّعبين شرط أن يتمّ توفير التأطير اللاّزم وحِمايتهم من «شرّ» الغرور والتّضخيم. وسأكتفي في هذا السّياق بذكر اسمين أعتبرهما من العناصر المتميّزة وهما يوسف المساكني ومحمّد أمين بن عمر. وأعتبر شخصيا بن عمر من ضِمن أحسن الـ»كوارجيّة» في سوسة وتونس عموما ولو أنّني أنتظر منه أداء أفضل مستقبلا. رغم شهرتك الواسعة وصورتك النّاصعة في السّاحة فإنّك بعيد عن الأضواء. فهل أنّ هذا الأمر خيار شخصي أم أنّك «ضحيّة» «التّغييب»؟ (مُبتسما) «خلّيتها واسعة وعريضة» لكلّ الأسماء التي «احتلّت» المنابر الإعلاميّة. ويعرف القاصي والداني أنّ تكوين الشبّان هو «غرامي» الأكبر. وقد اشتغلت لعدّة سنوات في مركز النّجم. وساهمنا في صقل موهبة العديد من الأسماء على غرار «البلبولي» وحقي والتراوي والفالحي والسّلطاني... وغيرهم كثير. وأشتغل الآن في أكاديمية معروفة في هذا المجال. ولا حاجة لنا بالظّهور في وسائل الإعلام. نتركُك على أمل لقاء جديد، وإلى ذلك الحين ماذا تقول؟ لا يمكننا إلاّ أن نَختم هذا الحوار بدعوة الجماهير التونسية للوقوف صفّا واحدا خلف عناصرنا الوطنيّة لنَجتاز امتحان ليبيا بسلام ونَعبر إلى المونديال الذي سَينقذنا من «سنة بيضاء» ويردّ الإعتبار لكرتنا، ويُطفىء نار الجمهور المَصدوم لسقوط الـ»كبار» في رابطة الأبطال والـ»كاف».  ونراهن كثيرا على إصرار اللاّعبين على تحقيق هذا الحلم وأيضا على خبرة نبيل معلول الذي وُفّق إلى حدّ الآن في انجاز مهامه على رأس الإطار الفني للـ»نّسور».
حاوره سامي حمّاني
0 notes