يحكي الذهبي في كتابه "السِيَّر" أن الإمام الشافعي أُصيبَ ذات يوم بسَقَم وقيل ب(الاكتئاب)، فلما دخل عليه "يونس بن عبد الأعلى" وكان صديقه عرف ذلك في وجهه! فجالسه وطلب منه الشافعي أن يقرأ له آيات من سورة آل عمران فقرأ له، ولما همّ أن يقوم عنه . .. قال الشافعي لصديقه:
إختلفا الإمامان الجليلان مالك والشافعي فالإمام مالك يقول أن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله يرزق
الانسان مستنداً للحديث الشريف
( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) أو كما قال صل الله عليه وآله وسلم
أما إمامنا الجليل الشافعي فيخالفه في ذلك فيقول لولا غدوها ورواحها ما رزقت
أي إنه لا بد من السعي
وكل على رأيه فإمامنا مالك وقف عند ( لرزقكم كما يرزق الطير ) وتلميذه الشافعي قال لولا الغدو والرواح لما رزقت
فأراد التلميذ أن يثبت لإستاذه صحة قوله فخرج من عنده مهموما يفكر ، فوجد رجلاعجوزا يحمل كيسا من البلح وهو ثقيل فقال له : - عنك يا عماه وحمله عنه فلما وصل إلى بيت الرجل أعطاه الرجل بضع تمرات إستحسانا منه لما فعله معه هنا ثارت نفس الشافعي وقال الآن أثبت ما أقول فلولا أني حملته عنه ما أعطاني وأسرع إلى أستاذه مالك ومعه التمرات ووضعها بين يديه وحكى له ما جرى وهنا أبتسم الإمام الرائع مالك وأخذ تمرة ووضعها في فيه وقال له وأنت سقت إلي رزقي دونما تعب مني
فالإمامان الجليلان أستنبطا من نفس الحديث حكمين مختلفين تماما وهذا من سعة رحمة الله بالناس