إن أسوأ ما يُصيب المرء هو فقدان الطاقة إتجاه الأشياء التي سعى للحصول عليها، فقدان الطاقة في التحدث مع الأشخاص المقربون لقلبه، فقدان الطاقة للمناقشات والمحادثات الطويلة، العتاب واللوم على الأشياء التي تزعجه وتثير غضبه، وفقدان الطاقة حتى على التعبير عن المشاعر الجميلة كـ الأمتنان والحب في الغالب هو لا يقصد العزلة أو تجنب الناس في الغالب تأتي فترات على كل شخص حتى إيماء رأسه جهدًا قد لا يتحمله.
تراودني فكرة إنني لم أحقق شيء يذكر، إنني طيلة هذه السنوات أركض في الطريق الخاطئ، وإن ما أسعى له مجرد خيط من الدخان ينتهي أثره سريعًا..
المؤسف إنني لا أستطيع التخلص من هذه الفكرة اللعينة في رأسي، لأنني لا أملك رفاهية الانهيار، لا أستطيع الهروب من العالم وترك كل شيء خلفي، ولا أملك العمر أو الشجاعة الكافية لاكتشاف طريق أخر، أنا مجبر على مواصلة الركض، مواصلة القتال في حرب أنا الخاسر الوحيد فيها، مجبر على الثبات والتظاهر دائمًا بإنني في أفضل حالاتي رغمًا عن هشاشتي وضعفي ورغبتي في الاختفاء عن البشر، المؤسف أيضًا إنني لا أستطيع التعبير بشكل كافِ عما أعاني منه، فـ ثمة من يتكئون على ثباتي وقوتي ولا يجب الظهور أمامهم بهذا الضعف، كما إنني أخشى نظرات الشفقة أو قصص الأمل السخيفة التي أحفظها عن ظهر قلب، أو حتى كلمات النصح التي أعرفها وأحفظها، أنا من الأساس لا أحتاج لمثل هذه الكلمات والقصص والنظرات، أنا أركض، أصارع، أسعى، أحارب، أنا لم أتوقف من الأساس لأنتظر من يدفعني للأمام، أنا مازلت في طريقي الذي بدأته منذ زمن بعيد، ما زلت على قدر كل المسؤوليات والضغوطات التي وضعت على عاتقي، وما زلت أستطيع تجاوز التعثرات والصدمات، كل ما في الأمر إن رأسي يؤلمني من كم أسئلة لا تنتهي..
هل أركض في الطريق الصحيح؟
ماذا لو كانت كل محاولاتي هباء لا أثر لها؟
ماذا لو أكتشفت إنني ضيعت أيامي في حرب أنا الخاسر الوحيد فيها؟
هل تفهم ما أقصده؟
هل تفهم معنى أن يركض المرء حول أحلامه وهو يسأل نفسه " هل يستحق الأمر كل هذا العناء "؟